العلم الأزرق.. تقدير عالمي لسلامة شواطئ الإمارات وإقرار باستدامتها البيئية
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
يرفرف العلم الأزرق فوق العديد من الشواطئ في الإمارات، في دلالة على تقدير وإقرار عالمي لتلك الشواطئ التي تطبق معايير صارمة في الإدارة السليمة من ناحية السلامة والبيئة وجودة المياه، فضلاً عن رفع مستوى التثقيف البيئي، والسلامة العامة والخدمات لزوارها.
ويعزز اعتماد" العلم الأزرق" لشواطئ دولة الإمارات رؤيتها في توفير مستوى الحياة الأفضل والبيئة المستدامة لكل من يعيش على أرضها، ويجسد ريادة الدولة في تبني المعايير العالمية للبيئة البحرية، خاصة أن برنامج "العلم الأزرق" هو برنامج عالمي تطوعي يمنح الشواطئ والمراسي شهادة تؤكد الجودة والسلامة ومراعاة العديد من المعايير البيئية.أبوظبي تعد أبوظبي أول عاصمة عربية تطبق معايير ومتطلبات "العلم الأزرق" في شواطئها، وتنجح في نيل هذه العلامة الدولية المتميزة، التي تؤكد تطبيقها كل متطلبات الأمن والسلامة والبيئة في هذه المرافق الترفيهية الحيوية.
ونجحت أبوظبي منذ حصولها على أول علم أزرق عام 2011 في كورنيش أبوظبي في أن تحافظ على المعايير والمتطلبات العالمية التي أهلتها للفوز بهذا الامتياز والاعتراف العالمي عبر السنوات التالية.
وفي الموسم 2021 -2022 جددت المنظمات الدولية المختصة شارة العلم الأزرق لسبعة شواطئ في أبوظبي شملت: شاطئ البطين العام، وشاطئ البطين للسيدات، وشاطئ الكورنيش العام، وشاطئ الكورنيش الساحل، وشاطئ الكورنيش المرحلة الثانية، وشاطئ ع البحر، وشاطئ الكورنيش للعائلات. دبي يبلغ عدد الشواطئ العامة في إمارة دبي 8 شواطئ، تتفاوت أطوالها والمساحات المخصصة للسباحة فيها وكذلك المساحات الترابية الموجودة فيها ومسارات الجري التي تتضمنها وهي: شاطئ خور الممزر، وكورنيش الممزر، وجميرا 1، وجميرا 2، وجميرا 3، وأم سقيم 1، وأم سقيم 2، وشاطئ جبل علي، وهي جميعاً حاصلة على الاعتماد العالمي لبرنامج العلم الأزرق (بسبب تلبية الشواطئ العامة لجميع المتطلبات)، ولمدة خمس سنوات متتالية.
واعتمدت دبي في مايو(أيار) الماضي الخطة الشاملة لتطوير الشواطئ العامة في الإمارة، بهدف زيادة أطوالها بنسبة 400% بإضافة شواطئ عامة جديدة وتطوير الحالية منها وتزويدها بخدمات ومرافق ترفيهية ورياضية وجمالية واستثمارية جديدة، بما يتوافق مع خطة دبي الحضرية 2040.
ووفقاً للخطة سيرتفع إجمالي أطوال الشواطئ العامة في إمارة دبي من 21 كم، إلى 105 كم بحلول العام 2040، وذلك بإضافة 84 كيلو متراً إليها، بهدف زيادة طاقتها الاستيعابية في ظل النمو السكاني المستمر وزيادة أعداد السياح القادمين إلى دبي من أرجاء العالم كافة، والحرص على توفير تجربة متميزة لمرتادي الشواطئ ترتقي بجودة الحياة لأجمل مكان في العالم. عجمان رفعت دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، في مارس الماضي، العلم الأزرق على شاطئ الإمارة، تحقيقًا للمعايير العالمية المطلوبة للمحافظة على البيئة الشاطئية وتحقيق اشتراطات السلامة والأمان.
وتحرص الدائرة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين على التأكد من جودة مياه البحر، مستندةً إلى تحليلات تجريها مختبرات معتمدة وموثوقة لفحص مياه البحر مرة كل شهر، للتأكد من سلامتها لزوار الشاطئ، كما تواصل جهودها في تعميم الثقافة الإيجابية ونشر مبادئ الاستدامة بين فئات المجتمع، والإرشاد إلى الأساليب الصحيحة الواجب اتباعها في حال ارتياد البحر.
يذكر أن معايير الحصول على العلم الأزرق تتضمن جودة مياه البحر التي تتطلب قيام الشاطئ بتوكيل مختبر معتمد وموثق لفحص مياه البحر مرة في الشهر، للتأكد من سلامتها، وتنظيم خمس فعاليات تعليمية بيئية سنويا وإتاحة المشاركة فيها لجميع شرائح المجتمع، فيما تشمل معايير الإدارة البيئية عدداً من المتطلبات منها على سبيل المثال توفير سلال فرز القمامة، واستخدام مواد صديقة بالبيئة، وإعادة التدوير، والتقليل من استهلاك الطاقة والمياه.
وعلى نطاق الخدمات والسلامة، تتضمن المعايير أن يوفر الشاطئ لزواره سبل السلامة، مثل وجود المنقذين، والإسعافات الأولية، وخطة تعامل مع الحالات الطارئة، إضافة إلى مياه الشرب، ومواقف السيارات، ومسارات خاصة لأصحاب الهمم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الشواطئ العامة میاه البحر
إقرأ أيضاً:
عالم رباني.. نور في زمن الظلمات
في زمن تكثر فيه الفتن وتتلاطم أمواج الشبهات، يظهر بيننا علماء ربانيون، أنار الله بصائرهم، وأفاض عليهم من علمه، فصاروا نبراسًا يهتدي به الحائرون، وسراجًا يضيء دروب السائرين.
فضيلة الامام العالم الرباني، لم يقتصر علمه على العلوم الشرعية، بل اجتهد في أفرع العلوم الأخرى حتى بلغ فيها المنتهى، فكان موسوعة علمية متنقلة، ينهل من علمه القاصي والداني.
لم يكن علمه حبيس الكتب، بل تجلى في مواقف وطنية عظيمة، فكان خير مدافع عن دينه ووطنه، يقف في وجه الإرهاب بالكلمة ويصدع بالحق، ويفضح زيف المتطرفين، ويدعو إلى الوسطية والاعتدال.
فضيلة الإمام العالم الرباني الجليل على جمعة، كان لتصديه للأفكار الإرهابية أهمية بالغة، فقد كان يدرك خطورة هذه الأفكار على المجتمع، وكيف أنها تستغل الدين لتبرير العنف والقتل، فكان يواجهها بالحجة والبرهان، ويفند شبهاتهم، ويكشف زيف ادعاءاتهم.
كانت كلماته بمثابة سهام الحق، تخترق قلوب الظالمين، وتكشف زيفهم، وتدحض حججهم، فكانت له مواقف مشهودة في الدفاع عن الوطن، والذود عن حياضه، والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره.
لقد كان فضيلة الإمام على جمعة، العالم الرباني نموذجًا فريدًا للعالم العامل، الذي يجمع بين العلم والعمل، وبين الدين والوطن، وبين الأصالة والمعاصرة، فكان بحق قدوة للأجيال، ومصدر إلهام للشباب، ونبراسًا يضيء طريق الحق والخير.
و كما قال الشاعر:
العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف
وبمناسبة شهر رمضان الكريم، شهر الطاعة والتقوى، نحث جموع المواطنين على الاقتداء بهذا العالم الرباني الجليل، والزود عن دينه ووطنه، والدفاع عن مذهبه الوسطي المستنير، الذي يدعو إلى التسامح والتعايش، ونبذ العنف والتطرف.
وإذا نظرنا إلى التاريخ، نجد أن علماءنا الربانيين كانوا دائمًا في طليعة المدافعين عن الدين والوطن، فكما كان الإمام العز بن عبد السلام يقف في وجه الظلم والطغيان، ويصدع بالحق، كذلك عالمنا اليوم، فضيلة الإمام على جمعة، يقف في وجه الإرهاب والتطرف، ويدعو إلى الوسطية والاعتدال.
قال الشاعر:
إذا العلم لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق.
وكما كان الإمام النووي يجمع بين العلم والعمل، والزهد والورع، فوريثه الشرعي فضيلة الامام على جمعة، يجمع بين العلم الغزير، والعمل الدؤوب، والزهد في الدنيا، والورع في الدين.
وبما أن العلماء ورثة الأنبياء، فإن عالمنا الجليل يرث عنهم العلم والحكمة، ويشارك السلف الصالح في حمل رسالة الدين، وتبليغها للناس.
فقد قيل في حب العلماء:
العلماء ورثة الأنبياء فحبهم فريضة وتقديرهم إحسان.
وإذا أردنا أن نشبهه بأحد الصحابة العلماء، لكان أشبه بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الذي كان من أعلم الصحابة بالقرآن والسنة، ومن أزهدهم في الدنيا، ومن أورعهم في الدين.
وإننا إذ نرى فضيلة الإمام العالم الجليل على جمعة - حفظه الله - يعيش بيننا حيًا يرزق، لندعو الله له بموفور الصحة والعافية، وأن يزيده علمًا وتوفيقًا، وأن يجعله ذخرًا للإسلام والمسلمين، وأن يبارك في عمره وعمله، وأن يجعله من الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء".
رحم الله علمائنا الربانيين الذين سبقوا بالإيمان، وجزاهم عن أمتهم خير الجزاء، وأدام علمائنا الحاليين و جعلهم لنا نبراسًا نهتدي به، وسراجًا يضيء لنا دروبنا، حيا الله فضيلة الإمام على جمعة و كل علماء أمتنا.
في كل أسبوع خلال شهر رمضان، أتشرف بأن تُزين صفحات جريدة الأسبوع بنور عالم من علماء أمتنا الأجلاء، فنسعى جاهدين لنقل قبس من علمهم، ونشر عبق من حكمتهم، ليكونوا لنا نبراسًا يضيء دروبنا في زمن الفتن والشبهات.