مناقشات أمريكية إسرائيلية حول تفعيل حقل غاز بحر غزة بعد الحرب.. ما علاقته بإعادة الإعمار؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أفادت تقارير بأن زيارة المنسق الرئاسي الأمريكي الخاص للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة عاموس هوكستاين إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي بدأها الإثنين الماضي، ستركز على خطط التنشيط الاقتصادي لغزة، بما في ذلك تطوير حقل الغاز قبالة ساحل القطاع الفلسطيني، وذلك بالإضافة إلى الهدف المعلن من قبل واشنطن للزيارة، وهو السعي إلى تهدئة التوترات على الحدود مع "حزب الله" في لبنان.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قال للصحفيين، الإثنين، إن هوكستاين ذهب إلى إسرائيل "لمتابعة نتائج زيارة سابقة له إلى لبنان في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وكان الغرض منها هو مناقشة "مخاطر فتح جبهة ثانية – جبهة شمالية" في الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة "حماس".
اقرأ أيضاً
صحيفة عبرية تكشف تفاصيل زيارة سرية لمسؤول أمني إسرائيلي حساس إلى مصر
حقل غزة البحريوكانت حكومة الاحتلال أعلنت في يونيو/حزيران الماضي موافقتها على تعاون وزاراتها مع مصر والسلطة الفلسطينية لتطوير حقل الغاز البحري، والذي أطلق عليه "غزة مارين"، الواقع على بعد 36 كيلومترا (22 ميلا) قبالة ساحل قطاع غزة.
وكانت تل أبيب قد اعترضت في السابق على تطوير الحقل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المخاوف من أن تذهب أي عائدات إلى "حماس".
وجاء الضوء الأخضر لإسرائيل بعد ضغوط من إدارة بايدن، حسبما أفاد موقع "المونيتور" في ذلك الوقت.
ولم تكن هناك حركة تذكر في حقل غزة البحري منذ الاتفاق، ولم تعلن أي شركة عالمية عن خطط للتنقيب.
ومع اقتراب الحرب في غزة من أسبوعها السابع وتدمير مناطق واسعة بسبب القصف الإسرائيلي، اعتبر الكثيرون أن التقدم غير واقعي في هذا الوقت.
اقرأ أيضاً
إسرائيل توافق على تطوير حقل مارين للغاز قبالة سواحل غزة
دور في إعادة إعمار غزةلكن وفقا لأحد خبراء الطاقة الإسرائيليين، فإن الصراع يمكن أن يجعل استكشاف الطاقة في هذا المجال أكثر احتمالا، كما ينقل موقع "المونيتور".
وينقل الموقع عن إيلي ريتيج، الأستاذ في جامعة بار إيلان والباحث في مركز "بيجن – السادات": "سيتم تأطير حقل غزة مارين كجزء من المساعدات الدولية لإعادة إعمار القطاع".
ومن المعروف أن هوكستاين في التوسط في اتفاقية الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية لعام 2022 والتي حل فيها البلدان خلافاتهما الإقليمية حول حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ومن الممكن أن تساعد زيارته لإسرائيل في دفع تطوير حقل غزة إلى الأمام.
وقال ريتيج: "لقد أثبت هوكستاين أنه مصدر قيمة للغاية لدفع دول المنطقة إلى التعاون بشكل أكبر".
وتناول المبعوث الأمريكي إمكانات الغاز في غزة في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال"، الأحد الماضي، قائلا إن "الشركات ستكون مستعدة لاستكشاف الحقل بعد انتهاء الحرب وسيعود الغاز بالنفع على الشعب الفلسطيني".
وقال هوكستاين للصحيفة، التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها: "لا ينبغي لنا أن نبالغ في إمكاناتها، لكنها يمكن أن تكون بالتأكيد مصدرا للإيرادات للحكومة الفلسطينية، ولضمان وجود نظام طاقة مستقل لفلسطين".
اقرأ أيضاً
"غزة مارين" يعيد الخلافات بين فتح وحماس قبل الانتخابات
"قطرة في دلو"ومع ذلك، فإن الفوائد ستكون محدودة بسبب كمية الغاز قبالة سواحل غزة.
وتشير التقديرات إلى أن حقل غزة البحري يحتوي على 30 مليار متر مكعب من الغاز فقط.
وللمقارنة، يبلغ احتياطي حقول الغاز التي تسيطر علهيا إسرائيل 950 مليار متر مكعب.
ومع تقدير تكلفة إعادة إعمار غزة، والتي تبلغ مليارات الدولارات، قال ريتيج إن الإيرادات التي يحصل عليها الفلسطينيون من أي غاز في الحقل ستكون بمثابة "قطرة في دلو".
ولم يغير اندلاع الحرب موقف إسرائيل من الموافقة على تطوير حقل غزة بسبب الكمية الصغيرة نسبيا من الغاز المتوقع هناك وخطط إسرائيل لهزيمة "حماس"، بحسب ريتيج.
المصدر | المونتيور - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة مارين الغاز الطبيعي حقل غاز غزة إعادة إعمار غزة العلاقات الامريكية الاسرائيلية تطویر حقل حقل غزة
إقرأ أيضاً:
ما دور إسرائيل في الحرب الأميركية على الحوثيين؟
القدس المحتلة- في خضم الحرب التي تشنها القوات الأميركية على جماعة الحوثيين في اليمن، يبرز الدور الإسرائيلي بشكل متزايد، والذي يبدو أنه يشكل جزءا أساسيا من التنسيق العسكري والإستراتيجي الهادف إلى وقف هجمات الحوثيين، سواء تلك الموجهة نحو إسرائيل أو التي تستهدف السفن في البحر الأحمر.
ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، وفي مقدمتها ما نشرته القناة 12، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيدا في التعاون الدفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة، في ظل تزايد وتيرة الهجمات الصاروخية الباليستية المنطلقة من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقد ساهم هذا التعاون في رفع معدلات اعتراض هذه الصواريخ، مما أدى إلى تقليص عدد الإنذارات التي تطلقها صفارات التحذير الإسرائيلية.
تعتمد إسرائيل والولايات المتحدة على مجموعة متقدمة من المنظومات الدفاعية، منها منظومتا "حيتس 2″ و"حيتس 3" الإسرائيليتان، المخصصتان لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية وفي الفضاء الخارجي، بالإضافة إلى منظومة "ثاد" الأميركية التي تم تزويد إسرائيل بها مؤخرا.
وتشير التقارير إلى أن واشنطن عززت "مظلة الدفاع الجوي" عن إسرائيل من خلال نقل بطارية إضافية من منظومة "ثاد" إلى جانب بطاريتين من منظومة "باتريوت". وتندرج هذه الخطوة في إطار حماية إسرائيل من التهديدات الإقليمية، في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية في قطاع غزة، وتتوسع رقعة التوترات الإقليمية.
إعلانومن جهة أخرى، تلعب القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" دورا محوريا في تنسيق عمل منظومات الدفاع الجوي بالمنطقة، بعدما أصبحت إسرائيل تابعة لنطاق عملها منذ عام 2021.
وتعنى "سنتكوم" بدمج المعطيات الاستخباراتية والرادارية من 21 دولة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، لبناء صورة شاملة للتهديدات واتخاذ قرارات فورية بشأن الرد المناسب.
وفتحت هذه المعطيات باب التساؤلات لدى المحللين حول طبيعة الدور الإسرائيلي في هذه الحرب التي تقودها واشنطن ضد الحوثيين، وتتنوع التحليلات بين من يشير إلى دور استخباراتي وتقني متقدم، ومن لا يستبعد وجود مشاركة إسرائيلية مباشرة في بعض العمليات، سواء عبر توفير بيانات دقيقة للأهداف أو حتى من خلال دعم لوجستي وتشغيلي مشترك.
تعاون استخباراتيأفاد يشاي بار يوسف مراسل الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان 11" بأن إسرائيل تلتزم الصمت حيال مدى مشاركتها في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي. ومع ذلك، ألمح إلى وجود تعاون استخباراتي غير مسبوق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة ما يتعلق بتبادل المعلومات حول طبيعة الأهداف في اليمن.
وأشار المراسل إلى أن إسرائيل -وإن لم تعلن رسميا عن أي دور مباشر في العمليات العسكرية- تشارك بفاعلية خلف الكواليس، عبر تقديم معلومات دقيقة للجيش الأميركي تساعد في تحديد مواقع الأهداف ومخططات الحوثيين.
وفي هذا السياق، استشهد الصحفي الإسرائيلي بما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" التي نقلت عن مسؤولين أن إسرائيل زودت الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية ساهمت في تنفيذ عملية اغتيال داخل الأراضي اليمنية.
ووفقا لما ورد بالصحيفة الأميركية، فإن المعلومات التي قدمتها إسرائيل استندت إلى مصدر استخباراتي سري داخل اليمن، وحددت هوية عناصر حوثية كانت هدفا مباشرا للهجوم، إلا أن العملية أدت إلى فضيحة سياسية بعد تسريب تفاصيلها مما تسبب في إحراج كبير لإدارة الرئيس دونالد ترامب.
إعلانويقول مراسل الإذاعة الإسرائيلية إن "هذا التسريب، وما أعقبه من ردود فعل، ألقى الضوء على حجم التعاون الاستخباراتي العميق بين إسرائيل والولايات المتحدة في إطار العمليات التي تستهدف جماعة الحوثي، رغم نفي أو تجاهل إسرائيل للحديث العلني عن أي تورط مباشر في الحرب الدائرة في اليمن".
وفي سياق هذه التطورات، كشف تقرير نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل استقبلت شحنات كبيرة من الأسلحة الأميركية، بهدف تجديد مخزونات الجيش بعد نحو 18 شهرا من القتال المستمر على جبهات متعددة، وفي مقدمتها قطاع غزة.
وبحسب ما ورد في تقرير الصحيفة الإسرائيلية، تشمل الشحنات ذخائر تقدر بأكثر من 3 آلاف وحدة لسلاح الجو الإسرائيلي، وذلك ضمن الاستعدادات لمواصلة العمليات العسكرية في غزة، بالإضافة إلى احتمال تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران.
وأشار التقرير إلى إمكانية استخدام هذه الذخائر في إطار العمليات التي تشنها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن، مما يعكس تشابك الملفات العسكرية في المنطقة وتداخل الأهداف بين واشنطن وإسرائيل.
ووفقا لمراسل الشؤون العسكرية بالصحيفة يوآف زيتون، فإن الإدارة الأميركية كانت قد وافقت في فبراير/شباط الماضي على صفقة أسلحة كبرى لإسرائيل بقيمة 7 مليارات و410 ملايين دولار، وتضم الصفقة ذخائر موجهة وقنابل ومعدات عسكرية متنوعة، وقد أُبلغ الكونغرس بها من قبل "وكالة التعاون الأمني الدفاعي" التابعة للبنتاغون.
وأشار إلى أن هذه الصفقة تهدف إلى الحفاظ على قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها -كما يقول المراسل- موضحا أن إسرائيل ستستخدم جزءا من أموال المساعدات العسكرية الأميركية لشراء هذه الأسلحة التي ستكون أيضا في خدمة المصالح الأميركية بالشرق الأوسط، ضمن تنسيق عسكري مستمر بين الجانبين.
في هذا الإطار، يرى داني سيترينوفيتش -الباحث في برنامج إيران واليمن في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن الأسابيع الأخيرة شهدت تحولا ملحوظا في طبيعة الحملة العسكرية ضد الحوثيين، لا سيما من جانب التحالف الذي تقوده واشنطن.
إعلانويشير إلى أن هذا التحول يتجلى في جانبين رئيسيين: أولهما تصعيد ملحوظ في وتيرة العمليات، وثانيهما التركيز على استهداف مواقع تحت الأرض تستخدم لإنتاج الأسلحة وقيادة العمليات، بهدف إرباك قدرات هذه الجماعة وتعطيل بنيتها التشغيلية.
ولفت إلى أن "نتائج هذه الهجمات تبقى معقدة، فمن غير المرجح أن تؤدي إلى وقف كامل لهجمات الحوثيين على إسرائيل أو مضيق باب المندب" لكنه يشير إلى أن "هذا التصعيد -وخصوصا من جانب التحالف الدولي- نجح في تقليص قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات صاروخية ضد إسرائيل، حتى وإن بقي هذا التهديد قائما من حيث المبدأ".
ووفقا لهذا التحليل، فإن من المتوقع استمرار العمليات الأميركية في اليمن لفترة طويلة، في إطار إستراتيجية تهدف إلى استنزاف قدرات الحوثيين وإضعاف تهديدها الإقليمي.