مُشاركة اليمن في نصّرة غزّة ، وفي دعم القضية الفلسطينية، هي عن بُعدْ جغرافياً ولكنها مشاركة مؤثّرة عسكرياً و اقتصادياً وسياسياً، وتشكّلُ عامل ضغط كبير على امريكا اولاً واسرائيل ثانياً وحلفائهما ثالثاً.
اكتفي بالاشارة فقط ،دون الاسهاب، عن مُسّيرات و صواريخ اليمن نحو ميناء إيلات و مواقع العدو في فلسطين المُحتلة، و لعلَ وقعها (واقصد المُسيّرات و الصواريخ ) السياسي والمعنوي اكبر من وقعها العسكري، بسبب حملة اعتراضها بحرا وبراً ومن قُبب حديدية نُصِبتْ حول اسرائيل لحمايتها !
أكتفي بالاشارة ايضاً، دون تفاصيل، عن قُدرات اليمن البحرية، والتي تجسّدت في احتجاز سفينة في البحر الاحمر، تعود مُلكيتها كلياً او جزئياً الى اسرائيلي، وما أثرُ هذا الامر على امتدادات اسرائيل عبر البحر الاحمر ومضيق باب المندب، وعلى امتدادات الطاقة على صعيد التجارة الدولية.


أُركّزُ على البُعد الاستراتيجي لدور اليمن العسكري والسياسي في المنطقة، وعلى صعيد القضية الفلسطينية، او بالاحرى على طريق تحرير فلسطين، او طريق القدس، وعلى صعيد اهداف محور المقاومة، وجّلُ هذه الاهداف هو مكافحة الصهيونية و الامبريالية وعملائهما، ومكافحة الوجود الامريكي في غرب آسيا. وهذا البُعد، وهذا الدور لليمن ،هو ما تخشاه أمريكا و ما تنتظره اسرائيل. لماذا ؟
ـ أولاً: اليمن شعبٌ تمّرس على القتال و تسّلحَ بالعقيدة و الايمان في الجهاد والنضال ضّدّ الظلم و الطغيان و الاستبداد ، وعدوه الاول هو الصهيونية المُتمثلة في امريكا و اسرائيل و الرجعيّة ، وله تاريخ طويل في دحر المحتلين والمُعتدين. اليمن شعبٌ تمتّرس في ثنايا تضاريس جغرافية تشكّلُ مقوم اساسي للانتصار ودحر العدو، و الامس يشهدُ لشعب اليمن صموده و انتصاره ضّدَ تحالف دولي قوامه امريكا و اسرائيل ، وما صنعوه من فتن بين دول المنطقة.
ـ ثانباً: اليمن كُلهُ مقاوم شعباً و دولة ، وليس فقط جزء من الشعب ، او ثُلثُ الدولة ، بخلاف حال المقاومة في لبنان ، والتي تواجه تحدّيات جّمة من داخل لبنان ، و عربياً و دولياً . ساعد او ذراع المقاومة الاسلامية في لبنان قويٌ ولكن يد المقاومة محدودة بجغرافية الجنوب .
ـ ثالثاً: ليس امام اليمن، في محاربته لامريكا ولاسرائيل، حسابات داخلية او خارجية، غير تلك التي تعينه على مقارعة امريكا و اسرائيل . ليس كذلك حال حزب الله في لبنان ،حيث امامه جدول حسابات لبنانياً وعربياً ودولياً ،حتى مصالح الجالية اللبنانية المنتشرة في كل العالم هي في جدول حسابات حزب الله في مواقفه السياسية والجهاديّة.
ـ رابعاً: سيشكّل اليمن مركز عربي كبير ومقتدر في المنطقة، لدعم المقاومة ضّدَ اسرائيل والوجود الامريكي، دعماً سياسياً وعسكرياً وجماهيرياً.
يشكلُ اليمن اليوم طوقاً مقاوماً برياً وبحرياً ضّدَ الصهيونية وحلفائها، وهذا هو ما تخشاه امريكا ومناصريها، لاسيما في غياب خطط من قبلهم (اي من قبل امريكا ومناصريها) في احتواء اليمن او التأثير عليها او الاستمرار فى محاربتها او اختراق جبهتها.
ـ خامساً: دخول اليمن شعباً و حكومةً في نُصّرة فلسطين وترسيخ دوره في محور المقاومة سيعزّز مكانة اليمن دولياً وإقليماً، لن يتلقى اليمن دعم مالي او اقتصادي من امريكا ومن الغرب، ولن ينتظرْ اليمن ذلك، ولكن ستحسب له امريكا حساب في مواقفها تجاه المنطقة وتجاه اسرائيل، وسيكون لاصدقاء ولاعداء امريكا في المنطقة حساباتهم و تصوراتهم تجاه اليمن.
اليمن، في اقدامها على احتجاز سفينة اسرائيلية في عرض البحر ومتجه الى اسرائيل، قدّمت مثالاً للدول العربية والاسلامية، لمشاركتها في الحرب. قد تبادر دول أُخرى، مُطّلة على البحار والممرات المائية المُوصلة لفلسطين المحُتلة منع وصول الاسلحة والعتاد عن طريق البحر الى اسرائيل، مُبّررة موقفها بعدم السماح لاسرائيل بارتكاب جرائم ابادة و جرائم حرب.
كاتب عراقي
ـ نقلا عن رأي اليوم

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

خبير: ضرب أمريكا لـ الحوثيين يستهدف السيطرة على التجارة الدولية والضغط على إيران

في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن إطلاق عملية عسكرية قوية ضد الحوثيين في اليمن، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستستخدم جميع قدراتها لتحقيق أهدافها في هذه الحملة. 

عملية عسكرية ضد الحوثيين فى اليمن

وجاء هذا الإعلان في منشور نشره ترامب على منصته "تروث سوشيال"، حيث شدد على أن الحوثيين أصبحوا هدفا رئيسيا للرد الأمريكي بعد استهدافهم لمصالح بلاده وحلفائها.

وفي هذا الصدد، يقول عبداللة نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن في ظل تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر خلال الأيام الماضية، وربط استهدافها للسفن الأمريكية والاسرائيلية بما يجري في غزة الأنظار اتجهت على الفور إلى الرئيس الامريكي دونالد ترامب كيف سيتعامل هل سيواصل اتباع سياسة جو بايدن تجاه الحوثيين أم أن هناك منحى جديد للولايات المتحدة في البحر الاحمر. 

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الولايات المتحدة خلال الشهور الماضية وصلت لطريق مسدود وأن ضرباتها المحدودة مع حلفاءها البريطانيين التي تشنها لم تحقق أهداف قوية ضد الحوثيين وقراره بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية يؤكد أن هناك قرار لتهشيم الحوثيين بالقوة الساحقة، كما تسعى الولايات المتحدة للسيطرة على البحر الأحمر وخاصة لمنع الصين من امتلاك نفوذ في المنطقة،  كما أن هناك منافسة عسكرية في البحر الأحمر مع الصين. 

وأشار نعمة، إلى أن لهذا الولايات المتحدة تتخذ سياسة منحى جديدا يتبنى منظورا أمنيا اكثر ، وترتكز بشكل كبير على السيطرة على التجارة الدولية ما يفعله ترامب في هذه المنطقة المهمة بحيث تتغير فيها موازين القوى بما يتناسب لتعزيز هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وبما يخدم حلفاءها ويعزز نفوذهم السياسي والأمني والعسكري في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ومنطقة البحر الأحمر بشكل وخاص. 

وتابع: "وفي نفس الوقت للضغط على إيران  ببدء المفاوضات تحت الشروط الأمريكية او الحرب عليها وان ترامب حذر إيران من دعمها للحوثيين مما يعني أن الحرب  وصلت إليها ولم يعد مسموح لإيران التمدد في المنطقة".

قائد الحرس الثوري الإيراني: نحذر أعداء إيران من أي تهديد.. وردنا سيكون صارمًا ومدمرًاإيران تتهم واشنطن ولندن بدعم إبادة الفلسطينيين عبر هجماتهما في اليمنتمويل هذه الهجمات من قبل إيران

والجدير بالذكر، أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أعلن أنه وجه بإطلاق عملية عسكرية قوية وحاسمة ضد الحوثيين في اليمن.

 وكتب ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" السبت، أن الولايات المتحدة ستستخدم جميع إمكانياتها لتحقيق هدفها في مواجهة الحوثيين.

 وأوضح الرئيس السابق أن الحوثيين استهدفوا الطائرات والسفن والقوات الأمريكية وحلفاءها، وقد تم تمويل هذه الهجمات من قبل إيران.

وأشار ترامب إلى أن الوقت قد حان لإنهاء هجمات الحوثيين، مؤكدا أنها يجب أن تتوقف من اليوم، وإلا فإنهم سيواجهون جحيما لم يسبق لهم أن رأوه، كما أكد أن القوات الأمريكية بدأت بالفعل في استهداف قواعد الحوثيين، بما في ذلك قادتهم ودفاعاتهم الجوية، وذلك بهدف حماية السفن الأمريكية واستعادة حرية الملاحة في المنطقة.

توقفوا فورا.. ترامب يحذر إيران من دعم الحوثيينإيران ترفض بيان مجموعة السبع وتصفه بـ المتحيز وغير الواقعي

مقالات مشابهة

  • خبير: ضرب أمريكا لـ الحوثيين يستهدف السيطرة على التجارة الدولية والضغط على إيران
  • المقاومة الإسلامية في العراق: امريكا هي الراعية الرسمية للإجرام في العالم
  • حزب الله: نُدين العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن
  • وزير خارجية اليمن: استئناف الحوثيين هجمات البحر الأحمر يهدد المنطقة
  • الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن: رسائل متعددة وسيناريوهات مفتوحة
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين العدوان الأميركي البريطاني السافر على اليمن
  • خريس: اسرائيل كانت ولا زالت الشر المطلق
  • لماذا ارتفع مستوى سطح البحر العالمي أكثر من المتوقع في عام 2024؟
  • رجيّ: للضغط على اسرائيل لتنفيذ التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية
  • وزير الثقافة من قلعة شمع الأثرية : اسرائيل كانت تسعى لنهبها