سلط مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الأربعاء، عن الضغوط التي يواجها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو، في الوقت الذي توصلت فيه حكومته إلي اتفاق هدنة في غزة وإطلاق سراح بعض الأسرى مع حركة حماس. 

وقالت الجارديان ، إن هذا الاتفاق يعكس تغيراً في توجه نتنياهو، الذي تبنى موقفاً متشدداً، موضحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان مصراً منذ البداية على أن الهدف الأسمى لإسرائيل يجب أن يكون القضاء على حماس كقوة عسكرية وسياسية في غزة لأن ذلك يتوقف عليه نجاح مستقبله السياسي.

لكن نتنياهو وحكومة الحرب، التي تضم وزير الدفاع المتشدد يوآف جالانت، يتعرضان لضغوط شديدة لبذل المزيد من الجهد من جانب عائلات الاسرى الذيت يتهمون نتنياهو بالتعامل مع أحبائهم كمسألة ثانوية.

وأشارت الجارديان ، إلي مقال نشر في صحيفة هآرتس العبرية حملت فيه جالانت والجيش الإسرائيلي مسئولية "الفشل الذريع في 7 أكتوبر الماضي"، موضحة أن تصحيح الخطأ لا ينتهي باحتلال الأراضي وقتل مقاتلي حماس.

وبحسب ما ورد، فإن مجلس الحرب منقسم حول هذه القضية منذ أسابيع، مع اقتناع المتشددين، بما في ذلك نتنياهو، بأن الضغط العسكري المستمر هو أفضل وسيلة لإضعاف حماس وإقناع زعيمها في غزة، يحيى السنوار، بإطلاق سراح الأسرى. 

وأكدت الجارديان، أن نتنياهو وحزبه الليكود فقدو ثقة معظم الناخبين، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنهم سيخسرون الانتخابات إذا أجريت الآن. 

ووصفت الصحيفة البريطانية أن تغير موقف نتنياهو مؤشر آخر على أن حكمه الخاطئ وأنه ينبغي استبداله كرئيس للوزراء ويطالب يائير لابيد، زعيم المعارضة الرئيسي، نتنياهو بالفعل بالتنحي.

وتزايد الضغط الأمريكي على نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة، حيث واجه الرئيس جو بايدن قلقًا متزايدًا بين مؤيدي الحزب الديمقراطي، والجمهور الأمريكي بشكل عام، بشأن الخسائر المدنية في غزة. وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن معظم الأمريكيين يفضلون وقف إطلاق النار.

وألمحت الجارديان أن السنوار ربما سيقدم صفقة باعتبارها نصرًا تكتيكيًا وتصورًا أن بالرغم من التفاوت الهائل في القوات العسكرية، فإن حماس أجبرت الجانب الإسرائيلي على التنازلات. 

وعلى نفس القدر من الأهمية بالنسبة له، فإن التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يثبت أن حماس نجت من الهجوم الإسرائيلي الأولي، وأنها لا تزال تتمتع بأسنانها، كما يتبين من الهجمات الصاروخية المستمرة على الأراضي المحتلة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس السنوار نتنياهو الهدنة الجارديان غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: النقاشات بين وفدي إسرائيل وحماس تم الاتفاق عليها بنسبة 95%

قال سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن النقاشات بين الوفد الإسرائيلي ووفد حماس، عبر الوسطاء، قد تم الاتفاق عليها بنسبة 95%، وتبقي 5% يمكن التوصل إليها إذا كانت هناك نية حقيقية من الطرف الإسرائيلي للوصول إلى  صفقة تبادل.

خبير سياسي: صفقة تبادل الأسرى في غزة ستتم قبل بداية العام الجديد سموتريتش: نعارض التوصل لصفقة تبادل مع حماس وسنبذل كل ما في وسعنا لمنعها التعثر في المفاوضات ليس ناتجًا عن نقاش فلسطيني إسرائيلي

وأضاف دياب، في تصريحات لقناة “القاهرة الإخبارية”، أن التعثر في المفاوضات ليس ناتجًا عن نقاش فلسطيني إسرائيلي، بل هو في الأساس نقاش داخلي إسرائيلي، مشيرًا إلى تصريح رئيس الدولة الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الذي وجه اللوم إلى رئيس الوزراء نتنياهو، قائلًا إنه هو من يعطل الصفقة، مما يشير إلى وجود خلافات داخلية في الحكومة الإسرائيلية.

وتابع، أن هناك انتقادات من بعض المسئولين في طاقم المفاوضات الإسرائيلي ضد تصريحات وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الذي أصر على بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة لفترة طويلة، مما يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه في الصفقة، مؤكدًا أن هناك رغبة سياسية في الحكومة الإسرائيلية للوصول إلى صفقة ولكن في توقيت مختلف.

نتنياهو لا يريد التوصل إلى الصفقة في الوقت الراه

وأوضح أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى الصفقة في الوقت الراهن لأسباب عدة، أولها، أنه لا يريد أن يظهر أنه استجاب لضغوطات خارجية مثل هجمات الحوثيين، وثانيها بسبب الضغوط السياسية الداخلية، حيث يواجه هجومًا واسعًا في الإعلام الإسرائيلي ولا يريد أن يستغل توقيع الصفقة لاستعادة شعبيته في هذا التوقيت، كما أنه يفضل أن يتزامن عقد الصفقة مع دخول ترامب للبيت الأبيض.

صفقة تبادل الأسرى ممكن أن تكون قبل وصول ترامب للبيت الأبيض

جدير بالذكر أن الدكتور رمزي عودة، مدير وحدة الأبحاث بمعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، قال إن هناك أسباب كثيرة تدفع إسرائيل الآن للوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين  من ضمنها ان حماس تنازلت عن أحد أهم الشروط التي كانت متمسكة بها وهي عدم اشتراط انسحاب إسرائيل من قطاع غزة أو انسحاب مؤقت من بعض المناطق وانسحاب محدود من معبر رفح وعدم تولي السلطات التابعة لحماس هذا المعبر  وهذه القضية كانت شائكة لأي مفاوضات تسوية.

وأضاف «عودة»، خلال مداخلة عبر  قناة القاهرة الإخبارية»، أن مع التطورات الأخيرة في بدأت حماس في ان تكون أكثر مرونة و تخفف من سقف تطلعاتها، مشيرًا إلى أن حماس وإسرائيل لا يتحدثون عن صفقة دائمة بل صفقة مؤقتة مدتها من 28 يوم ل60 يوم حسب عدد الأسرى الذي حماس ممكن أن تسلمهم للجانب الإسرائيلي.

وتابع: « صفقة تبادل الأسرى قد اقتربت وفي الأغلب ممكن أن تكون قبل 20 يناير موعد وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض».

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يمنع الصفقة وحماس لم تغير شروطها
  • نتنياهو وكاتس يُعرقلان مفاوضات صفقة التبادل
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تهدد نتنياهو باللجوء للمحكمة العليا
  • عائلات أسرى إسرائيليين تهدد نتنياهو
  • خبير سياسي: النقاشات بين وفدي إسرائيل وحماس تم الاتفاق عليها بنسبة 95%
  • وزير الدفاع الإسرائيلي السابق: يجب أن تعمل إسرائيل وأمريكا معا ضد الحوثيين
  • زي النهارده.. هدنة عيد الميلاد وإيقاف إطلاق النار في الحرب العالمية الأولى
  • حماس تعلن تأجيل "هدنة غزة" بسبب شرط إسرائيلي
  • الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. وحماس تعلق
  • الصفقة المنتظرة: نتنياهو يريد ولا يريد