(15)

تسأل عن النخب/ الانتلجنسيا التي من المفترض أنها حاملة مشعل الوعي والتنوير ؟.
وماذا كانت نتيجة هذا الأداء اللامسؤول وآثاره على قوى الثورة ؟.

(16)

كأنما الجميع مصابون بلوثة عقلية ما.
تسأل نفسك : ما الذي أصابهم؟!، أم أنهم كانوا دائماً هكذا، وكنا نحن الذين في غفلة عن ذلك ؟!.
لقد رفعت هذه الحرب الغطاء، وكشفت عن كثير من الزوايا المعتمة في وعينا ورؤيتنا للواقع.


إنها "القيامة الصغرى" كما كتبت قبل خمسة أعوام – وما كنت متنبئاً – التي سيكون لها ما بعدها (1).

(17)

ما الذي دهى هذه "الطغمة" من المثقفين الذين يتمتعون بقدر غير قليل من الاحترام والمصداقية والثقة بين الناس، ليكشفوا عن هذا التماهي الغريب/ المريب مع رؤية ومنطق قوى الثورة المضادة وممانعة التغيير، من فلول الإسلامويين وعسكرهم، لدرجة تطابق المواقف، حتى صار شعار : "لا للحرب" دليل كاف للإدانة بتهم غليظة كالخيانة والعمالة ؟!!.
هل تريد قائمة بأشهر هذه الأسماء وأكثرها سطوعاً بين من كنت تحسبهم نجوما في سماء ثورة الوعي والتنوير والتغيير، وتثبيت وترسيخ مداميك البنية الفكرية التحتية لتأسيس الدولة الحديثة ؟.
ذكر بعضهم الباقر العفيف قائلاً|: "يقف على رأس هذه المجموعة صديقي العزيز محمد جلال هاشم، شفاه الله ورعاه وأعانه على التصالح والرضى بما أصابه، كما وتشمل عبد الله علي أبراهيم ومعتصم الأقرع، وأخيرا انضم إليهم قصي همرور والواثق كمير، بالإضافة إلى بعض الجذريين، وبعض الكارهين للحرية والتغيير، لعل أبرزهم الأكاديمي العتيد د. عشاري أحمد محمود، الرجل صاحب التاريخ الناصع، والذي أُصِيبَ مؤخرا بشيء ما جعله أشبه برجل "يملأ عِبَّه بالحجارة ويَطَقِّع من طرف"(2).

(18)

هل لهؤلاء الناس ذاكرة سمك محت أربعة وثلاثون عاماً من جرائم حكم هذه العصابة الاجرامية المافوية التي فككت أوصال الدولة وقتلت جسدها السياسي بتسييل مؤسساتها، وتحويل الجيش وكافة أجهزة الدولة الأمنية والشرطية إلى مليشيات خاضعة لسلطة التنظيم وتحت سيطرته المطلقة ليتحدثوا اليوم عن مؤسسيته و وطنيته و حرفية وقومية عقيدته ؟!.
(بسم الله . هل هذا جنون لا يرجى شفاءه، أم هو عرضي زائل) ؟!!.

(19)

وما يستعصى على واحد من غمار الناس مثلي فهمه كيف أن واحد مارس النشاط السياط السياسي في مراحل تعليمه الجامعي (وربما قبل ذلك) مثل ياسر عرمان الذي لمع نجمه بانضمامه للحركة الشعبية لتحرير السودان وتأهل سياسياً تحت قيادة الرمز الوطني الاستثنائي الراحل المقيم الدكتور جون قرنق دي مبيور، ينتهي بعد هذه المسيرة الحافلة إلى القول بأن أمام البرهان فرصة لتحويل الكارثة إلى منفعة وبالتالي يحتاج فإنه في حاجة إلى النظر في زياراته إلى نيروبي وأديس أبابا بشكل استراتيجي من أجل:
1 - توحيد المنابر على نحو استراتيجي لخدمة مصالح السودان، ووقف الحرب من خلال تحديد أولويات واضحة لمعالجة الأزمات الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
2- إعادة تأسيس الدولة السودانية على أساس الديمقراطية، والمواطنة بلا تمييز، مع بناء قوات مسلحة غير مسيسة ومهنية، تعكس التنوع السوداني وتكون مرآة للوحدة في التنوع.
3- إكمال مهام ثورة ديسمبر وتكوين حكومة مدنية انتقالية، مع دور فعال للمدنيين والحركات المناهضة للحرب في العملية السياسية" (3).

(20)

(لا إله إلا الله. ولا حول ولا قوة إلا بالله).
عن أي جيش، وبرهان، وفلول، ودعم سريع، وحركات ومليشيات مسلحة، وتحشيد قبلي متوتر يتحدث عرمان وهو يرشح البرهان كمفتاح للحل ؟!!.
هل هذا خلاصة ما خرج به من صحبته للمعلم دي مبيور، أن يبني رؤيته ومواقفه السياسية الواقعية تأسيساً على أحلامه وأهواءه وأمانيه ورغباته النفسية ؟!.
المشكلة في إطارها الأوسع لا تتمثل في سذاجة رؤية وطرح ياسر عرمان الشخصية، ولكنها تكتسب أهميتها من موقعه في قيادة مركزية قوى الحرية والتغيير، ومن ثم في "تقدم".

(21)

حسناً.
من الواضح أن هذا الطريق مغلق ولن يقود إلى أي مكان.
وقد قلنا في الحلقة الثانية من هذا الحديث ونحن نتحدث عن هذه الحركة الدائرية العبثية واللامجدية للقيادات السياسية المدنية التي تتصدى لتحديات ملفي: وقف الحرب ومعالجة أضرارها، ووضع الأسس لتأسيس الدولة الحديثة، بأن لا تملأ كفيك بحصاد سعيهم ... فهو هباء !.
فلماذا هو رماد ؟!.
وما الحل البديل الذي يمكن أن يقود إلى مكان ما ؟؟.
ونواصل

مصادر وهوامش

1 - البروفة الأولى للقيامة الصغرى، موقع صحيفة سودانايل الرقمية، بتاريخ: 9 تشرين1/أكتوبر 2018.
2- الباقر العفيف، حرب من هذه؟ وما هي أهدافها؟ خراب سوبا (3)، موقع صحيفة سودانايل الرقمية، بتاريخ 20 November, 2023 .
وقد فصَّل في مقاله هذا حجج ومبررات هؤلاء بطريقة دقيقة أغنتنا عن التفصيل في تهافت طروحات مواقفهم وتفكيكها.
3 – ياسر عرمان، زيارة الفريق أول برهان لكينيا وإثيوبيا تكتيكية استراتيجية؟ قضية توحيد المنابر، موقع صحيفة سودانايل الرقمية، بتاريخ 16 November, 2023.

izzeddin9@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قيادي في حماس..لو كنت أعرف الدمار الذي سيخلفه لما دعمت هجوم 7 أكتوبر

قال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في حركة حماس موسى أبو مرزوق، إنه لم يكن سيؤيد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لو كان يعرف مسبقاً حجم الدمار الذي خلفه في غزة.

وقال أبومرزوق في قطر، في مقابلة مع "نيويورك تايمز" إنه لم يعرف بخطط هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ولكنه وغيره من القادة السياسيين في حماس أيدوا الاستراتيجية الشاملة لمقاومة إسرائيل عسكرياً.
ومن جهة أخرى أشار أبومرزوق إلى بعض الانفتاح داخل قيادة حماس للتفاوض عى مستقبل أسلحة الحركة في غزة، وقال: "مستعدون للحديث عن كل قضية، أي قضية مطروحة على الطاولة، نحتاج إلى التحدث عنها". حماس تعلن رفضها نزع سلاحها أو إبعادها عن غزة - موقع 24أعلنت حركة حماس رفضها كل المطالب الإسرائيلية بنزع سلاحها، أو إبعادها عن غزة، في إطار حديث الحركة عن مستقبل القطاع، رافضةً في الوقت نفسه تصريحات إسرائيلية عن خطط طوعية لتهجير سكان القطاع المدم

وقالت الصحيفة إن "تصريحات أبو مرزوق مماثلة لتلك التي أدلى بها حسن نصر الله، الزعيم السابق حزب الله، في أعقاب حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله. وقد دفع حجم الدمار الذي خلفه ذلك الصراع نصر الله إلى الاعتراف بأن جماعته لم تكن لتختطف وتقتل العديد من الجنود الإسرائيليين في ذلك الوقت لو كانت تعلم أن ذلك من شأنه أن يثير مثل هذا الرد القوي".

 وحسب "نيويورك تايمز" تشير تعليقات أبومرزوق إلى خلافات بين المسؤولين في حماس على خط الحركة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) وعواقبه.

نتانياهو: حماس لن تحكم غزة - موقع 24جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عزمه على تفكيك سلطة حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة

وأضافت "بدت تصريحات أبو مرزوق متناقضة مع تصريحات أسامة حمدان، وهو مسؤول آخر في حماس، الذي قال في مؤتمر في الدوحة بقطر في منتصف هذا الشهر، إن أسلحة المقاومة غير مطروحة للنقاش".
ورد أبو مرزوق على تصريحات حمدان بالقول: "لا يمكن لأي قيادي في الحركة أن يحدد جدول الأعمال بمفرده".

ورفض أبو مرزوق، الإجابة على أسئلة حول التسويات المحتملة لقضية أسلحة حماس، التي قد تشمل تخزين حماس أسلحتها في منشآت خاضعة لإشراف دولي، أو الموافقة على التنازل عن إعادة بناء شبكة الأنفاق وترسانتها الصاروخية، أو وقف تجنيد المقاتلين.






مقالات مشابهة

  • الأمين الذي فدى الأمة ..إنا على العهد
  • من هو دان رازين كين الذي اختاره ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي؟
  • الرئيس عون: اجراء الإصلاحات هو توجه العهد الذي حددته في خطاب القسم
  • تعز…حزب الإصلاح يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الأوضاع الاقتصادية
  • «مفوضية الانتخابات» تشارك في مؤتمر «صواب» للتصدي للأخبار المضللة والزائفة
  • تفاصيل جديدة: ما الذي دفع الفنانة وعد إلى ارتداء الحجاب بعد سنوات من الشهرة؟
  • محجوب فضل بدری: صياد النجوم فی أبْ قَبَّة فحل الديوم !!
  • مسؤول أمني إسرائيلي سابق: لم نحقق الهدوء الذي طال انتظاره منذ أجيال
  • قيادي في حماس..لو كنت أعرف الدمار الذي سيخلفه لما دعمت هجوم 7 أكتوبر
  • إيكونوميست: ترامب يضع أوكرانيا أمام خيارين أحلاهما مر