أطياف -
لما تبدأ رحلة هروب القيادي الإسلامي على كرتي أمس فالرجل غادر مدينة بورتسودان لأكثر من اسبوعين تحدثنا عن هروبه في هذه الزاوية وذكرنا أن (علي كرتي وأحمد هارون خارج مدينة بورتسودان) واشرنا قبلها أن بوابات الشرق والشمال ستكون معابرا لخروج الإسلاميين
ولكن لماذا جاءت الأخبار أمس أن كرتي عبر حدود السودان ولم يحدث ذلك من قبل، ألم نقل إن عشرة أيام كافية للإسلاميين للبحث عن طرق آمنه للهروب
فالبرهان أكثر علما بماهية الوقت المناسب حتى يصدر قرارًا بإعادة الإسلاميين إلى السجون الشرط الأساسي لبناء الثقة
ولكن البرهان إن زج بكل الإسلاميين بالسجن فلن يفعل ذلك بالقيادي الإسلامي على كرتي
الرجل الذي أصدر قرارات بإسم البرهان بالقبض عليهم وإدخالهم سجن كوبر، فالذي بينه والبرهان أكبر بكثير حتى أن كرتي إن دخل السجن فإن الذي يشاركه الزنزانة هو البرهان نفسه
لذلك أن حقيقة الخبر تقول إن على كرتي مُطارد الآن تلاحقه مجموعة من القوات المسلحة لذلك حاولت كتائبه نشر خبر مغادرته الحدود حتى تتوقف عمليه الملاحقة
وأول من ينصح كرتي بالهروب حتى لايتم القبض عليه هو البرهان وبعدها يمكن أن يستجب لطلب الوساطة بتنفيذ عملية القبض على بعض الإسلاميين فإن صدر قرار بحقهم فإن أول من يعود للسجن هو أحمد هارون
فمعارك الباطن داخل الحرب الظاهرة شهدت خلافات ومطاردات ومؤامرات من الإسلاميين ضد بعضهم، حتى أن مسيرات إسلامية قصفت مقار وشركات إسلامية كل جماعة حاولت أن تقضي على الأخرى إقتصاديا لمنعها من العودة إلى الحكم حتى قضيا على بعضهما البعض ووجد هارون وكرتي أنفسهما يقفان على الأطلال والرماد
لذلك أن كرتي ربما يتم القبض عليه من قبل ضباط بالجيش أو الدعم السريع ولكن لن يصدر البرهان قرارا بالقبض عليه لأن الذي يجمع بين الرجلين أكبر
ألم يقل القيادي الإسلامي المعروف من أبناء غرب السودان عندما أعلن انفصاله عن الإسلاميين ونكص عهده مع شيخه الترابي بعد ما رأى بأم عينه مافعلته الحركة الإسلامية بدارفور قال قولته الشهيرة عندما سألوه لماذا نقض البيعة والعهد مع شيخه : (إن رابط الدم أقوى من العقيدة)
أواصر الدم التي جعلت قيادات من الجيش في صفوف الدعم السريع ترفض التسليم بعد الحرب وتواصل القتال في صفوف حميدتي الأمر الذي كان له أثرا كبيرا وواضحا في نتائج المعارك
ذات السبب ربما يجعل البرهان حريصا على هروب كرتي بالرغم من أنهما شركاء جريمة في حرب ١٥ أبريل!!
طيف أخير:
#لا _للحرب
يجب أن يصنف مجلس الأمن قوات الدعم السريع وكتائب الحركة الإسلامية جماعات إرهابية ليس لجرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب وحسب، ولكن حتى تتوقف كل جماعة عن تقديم شكوى ضد الأخرى وترى نفسها على حقيقتها
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حمّاد عبدالله حمّاد – الدندر !!
زار رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يوم أمس الشيخ السوداني الجسور *حمّاد عبدالله حمّاد* في منزله بمدينة الدندر ضمن جولته التفقدية لمناطق متفرقة من ولاية سنار. الزيارة أثارت ردود أفعال متباينة حيث عبّرت منصات تابعة لقوى “صمود” وداعمي مليشيا آل دقلو وغيرهم من الامعات عن استنكارهم للخطوة معتبرين أنها تكريم للإساءة.
غير أن منتقدي الزيارة اختزلوا الموقف في كلمات قيلت تحت تأثير الغضب وتجاوزوا – أو تناسوا عمداً – فداحة ما ارتكبته المليشيا من انتهاكات جسيمة شملت الاغتصاب والتعذيب والقتل والنهب والتهجير وهي جرائم لا يطويها الزمن ولا تمحوها العبارات.
الشيخ حمّاد الذي عرف بمواقفه الرافضة لجرائم المليشيا لم يكن يملك غير صوته يوم دخل الجيش مدينة الدندر محرراً إياها من المرتزقة فصرخ بفرح وغضب وكانت تلك كلماته سلاحه الوحيد في تلك اللحظة. وكم من كلمةٍ غاضبة كانت أبلغ من الرصاص حين تُقال في وقتها!
زيارة البرهان لم تخرج عن إطار اللياقة السياسية والاعتراف الرمزي بأدوار شعبية كان لها أثرها في رفض وجود المليشيا والتصدي لها بكل ما أمكن حتى *بالكلمة*. الرجل لم يطلق ناراً _ لكنه لم يسكت عن الباطل وأمثاله لا يُلامون إن خانهم التعبير تحت وطأة الألم والغيظ.
محاولات التقليل من شأن الزيارة أعطتها زخماً أكبر وجعلت من حمّاد رمزاً للمقاومة الشعبية العفوية. والتحية له على ثباته وشجاعته *وللرئيس البرهان على وفائه*. أما أولئك الذين أغضبتهم كلماته فليتذكروا ما أطلقته ألسنة “الدعامة” من إساءات فظة مستمرة بحق الشعب بأسره ثم يسألوا أنفسهم:
*أفللدعامةٌ غفورٌ رحيم، ولحمّادٌ شديد العقاب؟! مالكم كيف تحكمون؟*
*عبدالله اسماعيل*
25 أبريل 2025م
إنضم لقناة النيلين على واتساب