مع تجاوز عدد القتلى في غزة 13 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 5500 طفل، سعت آلة دعاية الجيش الإسرائيلي عبر 3 مزاعم بشأن مستشفى الشفاء كذريعة لتبرير ما لا يمكن تبريره، لكن هذه المعركة الدعائية فشلت، بحسب جيريمي سكاهيل في تقرير بموقع "ذا إنترسبت" الأمريكي (The Intercept).

وقال سكاهيل، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن استراتيجية إسرائيل تركز على الاعتقاد بأنه إذا تمكن جيشها من إقناع العالم بأن حركة "حماس" استخدمت مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة كقاعدة للعمليات العسكرية، فإن كل القصف الشامل على مخيمات اللاجئين والمدارس والمستشفيات سيتم تبريره بأثر رجعي.

ومنذ 47 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفا و128 قتيلا فلسطينيا، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلا و3 آلاف و920 امرأة، فضلا عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وتابع سكاهيل أن "إدعاء إسرائيل بأن المقر الرئيسي لحماس يقع داخل مجمع المستشفى المترامي الأطراف أو تحته ليس جديدا، لكنه مؤشر على أنها تريد أن تجعلها القضية المركزية للرد على منتقدي حملتها العشوائية لقتل المدنيين".

وأضاف أن "إسرائيل اتهمت الصحفيين والأمم المتحدة والأطباء والممرضات بأنهم جزء من مؤامرة لإخفاء استخدام "حماس" للمستشفى كمركز قيادة عسكري".

وزاد بأن طاقم المستشفى، بالإضافة إلى طبيب أوروبي عمل فيه لسنوات، ينفون بشدة أن "حماس" تستخدمه لأي غرض عسكري، كما تنفي الحركة ذلك.

اقرأ أيضاً

إيهود باراك: المخابئ أسفل مستشفى الشفاء بناها مطورون إسرائيليون

أدلة مزعومة

بعد إدعاء إسرائيل أن المستشفى بمثابة "بنتاجون (مقر وزارة الدفاع الأمريكية) حماس، وهي رواية عززتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن علنا، أصدر الجيش جولته الأولى من الأدلة المزعومة، وهي عدد قليل من البنادق الآلية وسترة قتالية عليها شعار حماس"، بحسب سكاهيل.

وتابع: "وباستثناء أشد مؤيدي إسرائيل إصرارا، بدا أن هذا الجهد لم يقدم أي تأكيدات حول أهمية المستسفى لعمليات حماس".

ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي عرض للجمهور نموذج فيديو ثلاثي الأبعاد يزعم أنه تصوير لمخبأ متقدم للقيادة والسيطرة تحت الأرض تستخدمه حماس. لذا فإن أول محاولة إسرائيلية لبيع القضية باءت بالفشل".

سكاهيل قال إن "جهود أخرى عديدة لإنتاج مقاطع فيديو لما زعمت إسرائيل أنه دليل على وجود قاعدة كبيرة لحماس قوبلت بسخرية وتشكيك واسعين  في وسائل الإعلام والتواصل الغربية".

اقرأ أيضاً

مستشار سابق للبيت الأبيض: إسرائيل لم تثبت وجود مركز لحماس بمستشفى الشفاء

نفق محصن

والأحد الماضي، كما تابع سكاهيل، نشرت إسرائيل مقطعي فيديو جديدين زعمت أنهما يوثقان نفقا محصنا بطول 55 مترا يقع أسفل المستشفى بعشرة أمتار.

وأوضح أن لقطات الكاميرا، المفترض أنه تم تصويرها باستخدام مركبة يتم توجيهها عن بعد، تنتهي بما قالت إسرائيل إنه باب مقاوم للانفجار مزود بفتحة إطلاق نار تسمح لـ"حماس" بمهاجمة أي قوات إذا حاولت اختراق مركز القيادة والتحكم المزعوم.

وشدد سكاهيل على أنه "ليس سرا أن غزة (احتلتها إسرائيل بين 1967 و2005) تضم أنفاقا واسعة النطاق تحت الأرض. وعلى مدى العقدين الماضيين، قامت إسرائيل بعمليات لتدمير أجزاء من شبكات الأنفاق، وكثيرا ما تفاخرت بنجاحاتها في ذلك".

وأردف أنه "من المعروف أيضا أنه توجد أنفاق وغرف تحت المستشفى، وقد بنتها إسرائيل نفسها في أوائل الثمانينات" أثناء احتلالها للقطاع الذي يعيش فيه حاليا نحو 2.3 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

وقال تسفي إلحياني، مؤسس أرشيف الهندسة المعمارية الإسرائيلية، لصحيقة "يديعوت أحرونوت" العبرية مؤخرا، إن "إسرائيل جددت ووسعت مجمع المستشفى، بمساعدة أمريكية، في مشروع شمل أيضا حفر أرضية خرسانية تحت الأرض".

فيما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "الإدارة المدنية الإسرائيلية شيدت المبنى رقم 2 لمجمع المستشفى، والذي يحتوي على قبو إسمنتي كبير يضم مغسلة المستشفى والخدمات الإدارية المختلفة".

وهو ما أقر به أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك بقوله في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" مؤخرا: "كنا ندير المكان قبل عقود، لقد ساعدناهم على بناء هذه المخابئ لتوفير مساحة أكبر لتشغيل المستشفى".

اقرأ أيضاً

CNN تشكك في رواية إسرائيل بشأن أسلحة مجمع الشفاء

أسير مصاب

وفي زعم ثالث، نشرت إسرائيل ما تقول إنها لقطات كاميرات مراقبة من داخل المستشفى تم تسجيلها في أعقاب هجوم "حماس"، وتدعي أن الفيديو يصور مقاتلين يدخلون المستشفى ومعهم أسيرين، تايلاندي ونيبالي ، وأحدهما مصابا على نقالة، كما أردف سكاهيل.

وردا على اعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوما في مستوطنات محيط غزة، قتلت خلاله 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت نحو 239 ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

وتابع سكاهيل: "على افتراض أن مقاتلي حماس أحضروا أسيرا مصابا لتلقي العلاج، فما الذي تعتقد إسرائيل أنه كان ينبغي على طاقم المستشفى فعله؟. على الأطباء التزام أخلاقي بمعالجة جميع الجرحى، وليس من وظيفتهم العمل كعناصر شرطة أو استخبارات".

وخلص إلى أن "إدارة بايدن أطلقت ادعاءات حول المستشفى لتوفير غطاء وقائي لإسرائيل لمداهمته.. وعلى الحكومة الإسرائيلية ورعاتها في إدارة بايدن مسؤولية إثبات هذه الادعاءات".

واستطرد: "يجب أن تكون هذه الأدلة قوية بما يكفي لتثبت أن كل المعاناة والوفيات التي تعرض لها المرضى والأطباء والممرضون في المستشفى كانت مبررة بموجب القانون، فضلا عن المبادئ الأساسية للتناسب والأخلاق".

ولفت إلى العاملين في المستشفى اتهموا إسرائيل بالتسبب في مقتل مدنيين في المستشفى، بينهم أطفال حديثي الولادة في وحدة العناية المركزة؛ جراء انقطاع التيار الكهربائي؛ بسبب نفاد الوقود في ظل الحصار الإسرائيلي للمستشفى.

وفي 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، زار فريق إنساني تابع للأمم المتحدة، بقيادة منظمة الصحة العالمية، المستشفى ووصف ممثلوا منظمة الصحة في الوفد المجمع بأنه "منطقة موت"، فآثار القصف وإطلاق النار واضحة، وتوجد "مقبرة جماعية" عند مدخل المستشفى قيل إنه تم دفن أكثر من 80 شخصا فيها؛ لعدم التمكن من دفنهم في الخارج جراء الحصار والقصف الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

تحت وقع التفجيرات والرصاص.. إسرائيل تخلي قسرا مجمع الشفاء في غزة

المصدر | جيريمي سكاهيل/ ذا إنترسبت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بنتاجون حماس مستشفى الشفاء مزاعم دعاية إسرائيل اقرأ أیضا أکثر من

إقرأ أيضاً:

المستشفى الإندونيسي بشمال غزة تخرج من الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، إن مستشفى آخر في شمال القطاع خرج عن الخدمة نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف، واصفة ذلك بأنه حكم "بالموت المؤكد" لآلاف السكان.

وأضافت الوزارة أن المستشفى الإندونيسي "لم يعد قادرًا على تقديم الخدمات للمرضى أو الجرحى"، وذلك بعد أقل من عشرة أيام من تعرض مستشفى كمال عدوان لمصير مماثل واعتقال مديره حسام أبو صفية، ولا يزال مكانه ومصيره غير معلومين.

وأوضحت أن المستشفيات العامة الثلاثة في شمال قطاع غزة، الخاضعة للحصار الإسرائيلي منذ الخامس من أكتوبر، خرجت عن الخدمة.

وأكدت وزارة الصحة أن "الصحة حق تكفله كافة القوانين والمواثيق".

وتابعت الوزارة في بيان لها: "ونطالب الجهات الدولية والمعنية بالضغط على الاحتلال لإعادة تشغيل المستشفى في ظل حرمان آلاف المواطنين من الأطفال والنساء الحوامل والمرضى والجرحى من حقهم في الحصول على الخدمات الصحية وحكم عليهم بالموت المحقق في ظل انعدام كل مقومات الحياة".

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: 48 شهيدا و75 مصابا بمجازر إسرائيلية بغزة خلال 24 ساعة
  • اقرأ بالوفد غدا.. مزاعم إسرائيل لتوريط مصر
  • المستشفى الإندونيسي بشمال غزة تخرج من الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي
  • مصر تنفي مزاعم إسرائيلية حول "استعداداتها للتدخل العسكري في اليمن"
  • مصدر مسؤول ينفي مزاعم إسرائيلية حول استعداد مصر للتدخل العسكري في اليمن
  • مصدر مصري مسئول ينفي مزاعم إعلامية إسرائيلية بشأن تدخل عسكري في اليمن
  • في الأسبوع الماضي..إسرائيل تقصف أكثر من 100 موقع في غزة
  • 31 شهيداً في غارات إسرائيلية على غزة
  • أستاذ علوم سياسية : إسرائيل فى حاجة إلى توقيع صفقة أكثر من حماس
  • مزاعم إسرائيل لتبرير الاعتداء على المنشآت الصحية في غزة