هل يمكن انتقاد ما تفعله إسرائيل في غزة؟ توبيخ صحفي بسبب مقابلة مع ضابط إسرائيلي يثير الجدل في فرنسا
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
توبيخ صحفي فرنسي بعد توجيه سؤال محرج لضابط إسرائيلي وجدل على مواقع التواصل حول إمكانية انتقاد ما تفعله إسرائيل في غزة
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات حول ما جرى مؤخرا على إحدى القنوات الفرنسية بشأن مقابلة أجراها صحفي من أصل جزائري يدعى محمد قاسي كان استضاف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي العقيد أوليفييه رافوفيتش، حيث دار سجال بين الضيف ومحاوره انتهى بالصحفي إلى وضع حد للمقابلة بشكل مفاجئ .
هذه الحادثة ليست الوحيدة من نوعها إذ سبقتها أخرى كان بطلها ممثل كوميدي يدعى غيوم موريس كان علق على إذاعة "فرانس إنتر" على ما يجري في غزة وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقد وجهت إدارة الإذاعة تحذيرا لموريس بسبب ما قاله فيما وجهت قناة "تي في 5 موند TV5MONDE" توبيخا لمحمد قاسي.
وكان قاسي قد استضاف في 15 شرين الثاني/نوفمبر رافوفيتش للحديث عن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وكان أحد أبرز الملفات التي نوقشت خلال هذه الحلقة هو استهداف المجمع الطبي الحكومي الذي يعد أكبر مؤسسة صحية طبية داخل قطاع غزة.
في الدقائق الأخيرة وقبل انتهاء المقابلة، سأل الصحفي من أصول جزائرية رافوفيتش السؤال التالي "هل دخولكم إلى المستشفى يعني احترام القواعد والقانون الدولي، ولا سيما القانون الإنساني؟”.
ليرد رافوفيتش بلغة فرنسية متقنة "هل استخدام المستشفى كقاعدة عسكرية يبدو طبيعيا بالنسبة لك.. أنا أطرح عليك هذا السؤال.. هل ينبغي استخدام المستشفى كقاعدة عسكرية؟ الجواب هو لا، بالطبع".
وأردف قائلا “هل تعرف حماس؟.. رأيت ماذا فعلوا، لقد ذبحوا الأطفال، ونزعوا أحشاء النساء، وأحرقوا الناس، وأحرقوا المنازل، هل تعتقد أنهم يتصرفون وفقًا للقانون الدولي؟ هل يتصرفون وفقًا للعدالة، وفقًا لاحترام حقوق الإنسان؟".
ليتدخل هنا قاسي، ويسأل المتحدث “إذن أنت تتصرف مثل حماس، هل هذا ما ستقوله لي هذا المساء؟”، ما استفز المسؤول الإسرائيلي بشكل كبير، وأزعجه ليرد على قاسي "أنت لا تتصرف الآن كصحفي، بل كشخص يتخذ موقفا سياسيا"، وهو ما دفع قاسي الى انهاء اللقاء.
دقائق أثارت جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، وخرجت مطالبات من أوساط يمينية داعمة لإسرائيل تطالب بمعاقبة الصحفي، وهو ما حدث بالفعل.
وأجبر إدارة القناة الحكومية الفرنسية على إصدار بيان يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، انتقدت فيه أداء قاسي.
وقالت انه " في نهاية المقابلة التي أجراها قاسي لم يتم احترام القواعد الصحفية المطبقة على أي مقابلة مما أعطى انطباعا، بأن أساليب عمل الجيش الإسرائيلي تعادل استراتيجية حماس، وهي منظمة تعتبرها العديد من الدول إرهابية".
وأضافت في بيانها "لم تنته المقابلة وفقًا لمعايير إجراء المقابلات على الهواء مباشرة، بل انتهت بشكل مفاجئ جدًا، وهو أمر يتأسف له بشدة قسم الأخبار في الفضائية".
في المقابل، اعتبر نشطاء وصحفيين أن هذا البيان "هو انحياز واضح للجانب الإسرائيلي على حساب حرية التعبير وعمل الصحفيين الموضوعي وتأكيد إضافي على ازدواجية معايير الغرب".
شاهد: بعضهم مصاب أو بأطراف مبتورة.. خروج المئات من مستشفى الشفاء بغزة بعد إنذار إخلائهالصحة العالمية تعلن مجمع الشفاء "منطقة موت" وارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 13 ألف على الأقلشاهد: وصول 29 طفلاً خديجاً إلى مصر بعد إجلائهم من مستشفى الشفاء في قطاع غزةوأعربت الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة عن تضامنها مع قاسي، وعلقت في تغريدة نشرتها عبر منصة "إكس"، وأرفقتها بالبيان الصادر عن إدارة القناة بما يلي: "بيان قناة "تي في 5 موند" يشرح أسباب توبيخ المذيع الفرنسي من أصل جزائري محمد قاسي الذي أجرى مقابلة مع المتحدث العسكري الإسرائيلي بكل مهنية واحترافية.. لم تشفع له سنوات عمله في القناة ولا مهنيته العالية أمام إدارة القناة التي اعتبرت أن السؤال الأخير لا يليق بالضيف.. كل التضامن والاحترام والمساندة للزميل محمد قاسي الذي عرفته صحافيا لامعا وإنسانا متواضعا خلوقا".
وأكدت نقابة الصحفيين في القناة وقوفها إلى جانب الصحفي، مشيرة إلى أن الزميل محمد قاسي "لم يقم إلا بعمله".
بدورها، أعربت الإعلامية الجزائرية ناديا لزوني عن دعمها، وهاجمت في تغريدة قناة "تي في 5 موند" قائلة : "ما هذا العار، كان يفترض عليكم حمايته".
وكتبت راضية عياد، مؤسسة ورئيسة جمعية تدافع عن حقوق المسلمين في فرنسا: "برأيي أن قناة تي في 5 موند TV5MONDE تخبرنا أنه كان ينبغي على السيد قاسي أن يشارك في نشر الدعاية الإسرائيلية حول الإبادة الجماعية.. وطرح الأسئلة التي تصب لصالح إسرائيل فقط ... وقبل كل شيء عدم قيامه بعمله الحقيقي كصحفي، والذي يتمثل في طرح أسئلة حقيقية".
وأعلن فجر الأربعاء، مع بداية اليوم الـ 47 للحرب الإسرائيلية على غزة، التوصل الى اتفاق بين تل أبيب وحماس بوساطة قطرية.
ويشمل الاتفاق إطلاق الحركة بموجبه 50 رهينة من الذين احتجزتهم خلال هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وتفرج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين، على أن تسري هدنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة، وهي أول خطوة فعلية نحو تهدئة موقتة بعد أكثر من ستة أسابيع من الحرب.
وتحتجز حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى 240 شخصا منذ الهجوم المباغت على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتسبّب الهجوم بمقتل 1200 شخص في إسرائيل، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تردّ إسرائيل بقصف مدمّر على قطاع غزة أوقع 14128 قتيلا بينهم 5840 طفلا، وفق حكومة حماس.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إسرائيل وحماس تتفقان على إطلاق رهائن وأسرى خلال هدنة مدتها 4 أيام قابلة للتجديد برلين تدعو المنظمات الإسلامية في ألمانيا إلى "إدانة" هجوم حماس على إسرائيل مريضة تستعيد قدرتها على النطق بفضل عملية زرع حنجرة لأول مرة في فرنسا فرنسا إسرائيل حركة حماس حرية التعبير الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فرنسا إسرائيل حركة حماس حرية التعبير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة حركة حماس الشرق الأوسط قطاع غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا قصف روسيا أوكرانيا إسرائيل غزة حركة حماس الشرق الأوسط قطاع غزة فلسطين یعرض الآن Next فی السابع من محمد قاسی حرکة حماس قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير: إحباط في حماس بسبب مظاهرات غزة
تناول موقع "واللا" الإسرائيلي الاحتجاجات التي خرجت ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، ونقل تقييمات تفيد بأن تلك الاحتجاجات قد تتزايد خلال الأيام المقبلة.
ويقول "واللا" إن استخدام حماس للتجمعات السكانية الموجودة في قطاع غزة كمواقع لإطلاق الصواريخ، وهو أمر يستدعي رداً إسرائيلياً قاسياً، أثار انتقادات شديدة بين الجمهور الفلسطيني، وبعض نشطاء حماس تم رشقهم بالحجارة من قبل المتظاهرين.
وذكر الموقع، أن التقديرات تشير إلى أن استخدام حماس للتجمعات السكانية هو ما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات في بيت لاهيا، وهو ما تسبب في وصول الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الشوارع.
#حماس تهدد بمعاقبة المتظاهرين ضدها في #غزةhttps://t.co/rR3dSgL9YP
— 24.ae (@20fourMedia) March 27, 2025 إحباط لدى حماسوبحسب تقديرات مصادر عسكرية، فإن الاحتجاجات في الشوارع قادتها عائلات أصيب أبناؤها في هجمات لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ووفقاً للتقديرات، فإن كبار قادة الجناح العسكري لحركة حماس يشعرون بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على تحقيق إنجازات في القتال ضد الجيش الإسرائيلي، وليس في مسار المفاوضات لإعادة إعمار قطاع غزة.
شاهد.. متظاهرون في غزة: "حماس بره" - موقع 24تظاهر المئات من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، اليوم الأربعاء، في مسيرات تدعو لوقف الحرب، وتطالب بخروج حركة حماس من قطاع غزة.
وأضاف الموقع، أنه في هذه المرحلة، فإن النقاط المحورية الثلاث للاحتجاجات خلال الليل هي بيت لاهيا وجباليا وخان يونس، وبحسب التقديرات في المؤسسة الأمنية بإسرائيل، فإن ما قد يسرع وتيرة الاحتجاجات بين الجمهور الفلسطيني هو توسع المرحلة البرية من الحرب.
تفاقم الأوضاعوأوضح أن كل هذا قد يتفاقم بسبب الضغط الناجم عن وقف المساعدات وبنية تحتية مُدمرة، وتركه السكان بلا مأوى، وبدون حل ينتهي بأعادة تأهيل غزة من جديد.
ونقل الموقع أن حماس ليست في عجلة من أمرها للرد على الأرض، لأنها تخشى من تصاعد الاحتجاجات، وبالإضافة إلى ذلك، تشير وسائل الإعلام في هذه المرحلة إلى أن تصرفات المعارضة في القطاع تلقى تشجيعاً من السلطة الفلسطينية.
وقال الموقع، إن نشطاء حماس حاولوا تفريق الاحتجاجات دون استخدام قوة كبيرة، ولكن دون جدوى، بل تم طردهم تحت رشق الحجارة بكثافة من قبل المتظاهرين، ولذلك، انسحبت قوات الأمن من الأماكن وسمحت باستمرار الاحتجاج، لافتاً إلى أنه في هذه الأثناء، تروج السلطة الفلسطينية لضرورة استبدال نظام حماس واستعادة السيطرة على قطاع غزة.
لليوم الثالث.. مظاهرات ضد #حماس في قطاع #غزةhttps://t.co/mlw9n3zygq
— 24.ae (@20fourMedia) March 27, 2025 مرحلة اختباروتقدر مصادر أمنية، أن الساعات الـ24 المقبلة ستكون "يوم اختبار" بناء على نطاق واستجابة الجمهور وحماس، وما إذا كانت الاحتجاجات ستتلاشى كما حدث في فبراير (شباط) 2024، أم أنها ستشكل تغييراً عميقاً في الشارع الفلسطيني والاحتجاجات على الأرض ضد حماس.
ونقل موقع عن مصدر أمني مطلع أن "الجهاز الأمني لديه أدوات ضغط أخرى، ويترك فرصة للعودة إلى المفاوضات بشأن الرهائن، رغم عدم إحراز أي تقدم".