كيف أمكن التوصل إلى صفقة "مزيد مقابل المزيد" بين إسرائيل وحماس؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
قال الكاتب الأمريكي ديفيد إغناثيوس إن من شأن صفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس، أن تجلب الطمأنينة إلى عائلات النساء والأطفال الإسرائيليين الخمسين الذين سيفرج عنهم أولاً، فضلاً عن وقف القتال أربعة أيام، وهو ما تشتد الحاجة إليه من المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في حرب غزة، ويمكن أن يتوسع الأمر تدريجياً لتهدئة أوسع نطاقاً للصراع الكابوس.
الواضح أن إسقاط حماس من السلطة يظل مطلب إسرائيل الوحيد غير القابل للتفاوض.
ويقول إغناثيوس في "واشنطن بوست" إن الفكرة الأساسية التي تحرك اتفاقية إطلاق سراح الرهائن، التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية، في وقت مبكر اليوم الأربعاء في القدس، هي "المزيد مقابل المزيد"، وهي صيغة معروفة جيداً في مفاوضات الحد من التسلح. فإذا سلمت حماس المزيد من الرهائن، ستكون إسرائيل مستعدة لتمديد الهدنة، حسب مسؤول إسرائيلي كبير، مضيفاً أن لا حد أقصى للمدة التي قد توقف فيها إسرائيل عملياتها في غزة، حيث تسعى تل أبيب إلى إطلاق سراح جميع الأسرى في نهاية المطاف، بمن فيهم العسكريين.
مزيد من الوقتوقال المسؤول الإسرائيلي: "إذا استغلوا فترة التوقف لإطلاق سراح المزيد من الرهائن مقابل المزيد من الأسرى، فسنمنحهم مزيداً من الوقت".
ورأى إغناثيوس أنها صيغة عملية لتخفيف الصراع الذي بدأ بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) واستمر خلال الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ 6 أسابيع والذي أوقع المدنيين الفلسطينيين في مرمى النيران.
Gaza: Assuming that this initial deal goes forward, trading Hamas hostages for Israeli prisoners, humanitarian aid, and a pause in the fighting, the hope is that it could be expanded, with a gradual reduction in harm to civilians caused by the conflict. https://t.co/jWkBVCV6AP
— Kenneth Roth (@KenRoth) November 22, 2023وتستند هذه الرواية إلى لقاءات يوم الثلاثاء مع مسؤول قطري كبير ومسؤول إسرائيلي كبير. وطلب كلاهما حجب عن هويتهما بسبب حساسية المفاوضات. وأشاد المسؤولون الأمريكيون، الذين لعبوا دوراً حاسماً في رعاية الصفقة، بوساطة قطر ودعم مصر.
تفاصيل الاتفاق
وبموجب الاتفاق، ستحصل حماس على الإفراج عن نحو 150 امرأة وشاباً فلسطينياً محتجزين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى وقف القتال. وسيطلق سراح المعتقلين من الجانبين في مجموعات خلال الهدنة التي تستمر أربعة أيام.
ويرى إغناثيوس أن الصفقة ، التي توسط فيها رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نموذج لعمل الوساطة الدبلوماسية، إذا كانت القناة عبارة عن عملية استخباراتية، تدار بهدوء من وكالة المخابرات المركزية، والموساد الإسرائيلي. ورغم انتقاد بعض الإسرائيليين لقطر لإيوائها إرهابيي حماس، فإنها أثبتت أنها وسيط لا غنى عنه. وبمرور الوقت، أصبحت إسرائيل وحماس تثق في الوسيط. كما أشاد مسؤول كبير في إدارة بايدن بمصر للمساعدة في نجاح الصفقة.
كما هو الحال في معظم المفاوضات، كان الشيطان يكمن في التفاصيل. وُضع الإطار الأولي للاتفاق المتوقع في 25 أكتوبر(تشرين الأول)، أي قبل يومين من بداية إسرائيل هجومها البري على غزة. وتسبب القتال البري في تعطيل المحادثات لكنها استمرت.
نجاح الحوار
وقال مسؤول قطري كبير لإغناثيوس يوم الثلاثاء: "هذا دليل على نجاح الحوار...إنها خطوة أولى. في جميع وساطاتنا، تتخذ خطوات صغيرة تؤدي إلى صفقات أكبر".
كانت القضية الأكثر صعوبة هي تحديد من يسيطر بالفعل على الرهائن، وأنهم تحت سيطرة حماس بالكامل، إلا أن المسؤول الإسرائيلي قال إن من بين حوالي 100 امرأة وطفل إسرائيلي، بمن فيهم الرضع، لم تكن لحماس إمكانية الوصول الفوري، إلا إلى الخمسين الذين سيطلق سراحهم. وقال المسؤول إن من المحتمل أن تتمكن المجموعة من السيطرة على 20 موقعا آخر، وإذا أطلق سراحهم، فستمدد إسرائيل بفترة التهدئة.
أما النساء والأطفال وعددهم 30 أو نحو ذلك، فهم محتجزون لدى فصائل أصغر مثل حركة الجهاد، الفلسطينية، وبعضهم لدى عائلات، وسيكون العثور على الآخرين وإطلاق سراحهم أمراً أكثر صعوبة، ولكن حماس لديها الحافز.
الجائزة الذهبية
وخلال فترة التوقف التي تستمر أربعة أيام، ستسمح إسرائيل بتسليم الوقود وغيره من الضروريات للفلسطينيين الذين تعرضوا للقصف خلال الحرب التي دمرت المناطق المدنية في قطاع غزة. وقد تسمح هذه الهدنة لحماس بإعادة تجميع صفوفها، ولكنها قد تخفف أيضاً الانتقادات الدولية المتصاعدة لإسرائيل، والتي بدأت تهدد المصالح الوطنية الإسرائيلية.
وحتى لو أطلق سراح جميع النساء والأطفال الإسرائيليين، سيبقى حوالي 140 رهينة . ويأمل القطريون أن تطلق حماس سراحهم تدريجياً أيضاً، وربما وصولاً إلى الجائزة النهائيةأي نالرجال والنساء العسكريين. وليس واضحاً الثمن الذي ستطالب به حماس.
وكانت التفاصيل اللوجستية موضوع مساومة مكثفة. وأصر الإسرائيليون على رفض فصل الأطفال عن أمهاتهم. وطالبت حماس طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بالتوقف عن تعقب عناصرها أثناء تحركهم بين المواقع لجمع ونقل الرهائن. وأرادت قطر إنشاء غرفة عمليات في الدوحة، تدار بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للمساعدة في إدارة الاتصالات.
وخلص الكاتب إلى إن ما لم تتنازل عنه إسرائيل في الصفقة هو رغبتها المطلقة في تدمير قوة حماس السياسية في غزة.
وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير: “لا يمكننا أن نسمح لحماس بالخروج من الأنفاق وإعلان النصر والسيطرة على غزة”. من الواضح أن إسقاط حماس من السلطة يظل مطلب إسرائيل الوحيد غير القابل للتفاوض.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
مجندات ينظمن وقفة للمطالبة بإطلاق سراح الجندي إنغرست
نظم عشرات المجندات الإسرائيليات السابقات، مساء الاثنين 21 أبريل 2025، وقفة احتجاجية أمام وزارة الأمن في تل أبيب، للمطالبة بإطلاق سراح الجندي ماتان إنغرست، الأسير لدى حماس .
وتجمع 70 مجندة إسرائيلية سابقة فيما تسمى بـ "ساحة المختطفين" في تل أبيب، رفقة أفراد من عائلة إنغرست وانطلقوا من هناك إلى شارع "شعار بيغن"، في منطقة "كرياه" حيث مقر وزارة الأمن، وفق صحيفة "معاريف" العبرية.
وارتدت المجندات بنطال أسود وقميص أخضر زيتوني، كتلك التي كان يرتديها "ماتان" لحظة أسره من داخل دبابة في موقع "ناحال عوز" العسكري بمحاذاة قطاع غزة .
وبحسب الصحيفة تهدف المظاهرة التي أطلق عليها "كل العيون على نحال عوز"، إلى تسليط الضوء على حالة الجندي "إنغرست" الذي أصيب خلال القتال.
ووضع المتظاهرون ألوان تبدو كالدماء على وجوههم وربطوا أيديهم بضمادات لمحاكاة إصابات "ماتان".
ونقلت الصحيفة عن "عميت" المجندة السابقة وأحد منظمي المظاهرة قولها: "اليوم، ماتان هو الجندي الوحيد من موقع ناحال عوز الذي قاتل بشجاعة ونجا، وهو في الأسر، إلى جانب صديقيه إيتي حين ودانيئيل بيرتس، اللذين قُتلا ولا تزال جثتيهما محتجزة في غزة".
وأضافت: "هذا نوع من إغلاق الدائرة من أجل استعادة آخر جندي لا يزال هناك على قيد الحياة".
وتابعت: "نحن هنا نحاول أن نصرخ صرخته، ارتدينا ملابس مشابهة لما كان يلبسها ماتان، وحاولنا أيضًا تجسيد يده التي على ما يبدو لم تعد تعمل، والإصابات التي تعرض لها في وجهه وعينيه. ربما يستيقظ أحدهم ويفعل شيئًا حيال ذلك".
من جانبه، قال حاجاي إنغرست والد الجندي "ماتان": "لدينا دعم هائل من الجمهور كله".
وأضاف: رئيس الوزراء ( بنيامين نتنياهو ) ووزير الشؤون الاستراتيجية (رون) درمر (أيضا هو قائد فريق التفاوض الإسرائيلي) لم يكونا يعلمان أن متان مصاب، فقمنا بتجسيد ذلك للجميع".
ومضى بقوله: "قبل أن نرسل جنودًا آخرين إلى المعركة، نحن ملزمون بإعادة أولئك الذين سقطوا في الأسر. لأنه خلاف ذلك، كيف سينظر رئيس الوزراء في عيون الأمهات؟".
والأحد، اتهم الوالد حاجاي نتنياهو بالتخلي عن الأسرى وتفضيل بقائه السياسي من خلال إطالة أمد الحرب، في حديث أدلى به لصحيفة "معاريف" العبرية.
وأتى تصريح الوالد غداة تصريحات لنتنياهو، أكد فيها أنه لن ينهي حرب الإبادة المتواصلة بغزة للشهر الـ19 قبل القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتتهم عائلات الأسرى نتنياهو بتعريض حياة ذويهم للخطر، بإصراره على استمرار الحرب على غزة وتهربه من إنجاز صفقة تبادل أسرى، وذلك استجابة للوزراء الأكثر تطرفا بحكومته، وبينهم سموتريتش، لحماية مصالحه السياسية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو يعقب على إفادة رئيس الشاباك للمحكمة العليا تحذير رسمي للإسرائيليين في الخارج بتجنّب إظهار هويّتهم غدا! قناة عبرية: إسرائيل قد تلجأ لهذه الخطوة لزيادة الضغط على حماس الأكثر قراءة الأونروا : إسرائيل استهدفت أكثر من 400 مدرسة في غزة قناة مصرية : القاهرة والدوحة ينتظران رد حماس على المقترح الإسرائيلي زامير يعقد اجتماعا في محاولة لاحتواء الاحتجاج مصطفى: ما نشهده ليس مجرد حرب بل محاولة لمحو شعب وقضية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025