ماذا حدث في المستشفى الإندونيسي ومجمع الشفاء بغزة؟.. قصف وحصار وانقطاع كهرباء
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
سيتذكر العالم البطولات التي قام ولا يزال يقوم بها أطباء مستشفيات شمال قطاع غزة وبالأخص المستشفى الإندونيسي ومجمع الشفاء الطبي، اللذان عملا في أوضاع كارثية ولا إنسانية لا يمكن تحملها؛ ومنها الحصار وتحديد حركة المتواجدين في المستشفي ونفاد الوقود والطعام.
ماذا حدث في المستشفى الإندونيسي؟ظل المستشفي الإندونيسي صامدا خلال الأسبوع الجاري، إذ حاصرته دبابات قوات الاحتلال الإسرائيلي مطلع الأسبوع الجاري، ومنعت المتواجدين بالداخل من الخروج، وإلا تعاملت معهم الطائرات المسيرة التي قنصت كل من خرج بالقرب من الباب.
كما قصفت قوات الاحتلال الطوابق العليا للمستشفى الإندونيسي، ما أجبر الأطباء والتمريض على نقل المرضى والجرحى إلى الطابق الأرضي، والتواجد بجانبهم، وفق الصفحة الرسمية للمستشفى.
ويأتي ذلك بالإضافة إلى نفاد الوقود، ما جعل المستشفى الإندونيسي يغرق في ظلام دامس، واضطر الأطباء إلى العناية بالجرحي على أضواء كشافات الهواتف الذكية، وبالطبع لم تكن هناك موارد غذائية أو مياه صالحة للشرب للكوادر الطبية أو الجرحى، أو حتى النازحين.
كما هددت قوات الاحتلال في ساعات متأخرة من مساء أمس باقتحام المستشفى الإندونيسي بحجة وجود نشاط عسكري، إذ وصلت رسالة نصية إلى أحد الإداريين بهذا المعنى وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأكدت إدارة المستشفى، أن هذا التهديد خلق حالة من الهلع، كون الاقتحام تتخلله جرائم ترتكب في حق الجرحى والأطباء والعاملين، محذرين من تكرار سيناريو مجمع الشفاء الطبي.
ويعد مجمع الشفاء الطبي واحدا من أكبر المستشفيات في قطاع غزة، وجرى بناؤه عام 1946 أي أنه أكبر من دولة الاحتلال نفسها، وتعرض لأبشع ممارسات قوات الاحتلال خلال الأيام العشر الأخيرة.
ففي الـ11 من نوفمبر الجاري، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بمحاصرة المجمع الطبي، بحجة أنه مقر للفصائل الفلسطينية، وفرضت عليه حصارا شديدا حتى أنها أطلقت عدة صواريخ في محيط المستشفى، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء في ساحة المجمع.
ومنعت قوات الاحتلال، العاملين بالمستشفى أو المواطنين من التقاط جثامين الشهداء وإلا تم قتلهم بواسطة القناصة، ولم يكتفِ الاحتلال بهذا بل قصف الطابق الخامس وهو قسم الولادة وتسبب في أضرار بالغة.
ثم اقتحمت قوات الاحتلال المجمع الطبي بطريقة عنيفة، حيث دمرت الكثير من الأجهزة الطبية، والتحقيق مع الأطباء والكوارد الطبية والجرحى والنازحين بالمستشفى، وجرى اعتقال الكثير منهم، ثم سرقة أجساد الشهداء من ثلاجة موتى المستشفى.
وجرى إخلاء المستشفى بالكامل صباح اليوم؛ إذ كشف الهلال الأحمر الفلسطيني عن وصول 14 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني برفقة الأمم المتحدة وأطباء بلا حدود لإجلاء المرضى والجرحى من مستشفى الشفاء إلى مستشفيات الجنوب، إذ يتم نقل مرضى الكلى إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح والجرحى إلى المستشفى الأوروبي جنوب خان يونس، وفق تليفزيون فلسطين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المستشفى الاندونيسي الإندونيسي الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة المستشفى الإندونیسی قوات الاحتلال الشفاء الطبی
إقرأ أيضاً:
بنك الأهداف.. فيلم للجزيرة يوثق إستراتيجيات حرب الاحتلال بغزة
ويوثق الفيلم الذي يبث عبر منصة "الجزيرة 360" (يمكن متابعته كاملا عبر هذا الرابط) الصور والأدلة الدامغة لكيفية تحوّل الأحياء السكنية والمرافق المدنية إلى أهداف مباشرة، في استهداف يعكس نمطا عسكريا ممنهجا يتجاوز الأهداف المعلنة للحرب.
ومنذ اليوم الثالث من اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ فريق تحقيقات الجزيرة توثيق الإستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية التي طُبقت على القطاع، معتمدا على تحليل صور الأقمار الاصطناعية وشهادات شهود عيان وآراء خبراء دوليين.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هكذا تحاول إسرائيل تقويض قدرة غزة على التعافيlist 2 of 47 تكتيكات للاحتلال بين حرب غزة وهجوم الضفة الغربيةlist 3 of 4ما خيارات حماس للتعامل مع إجراءات نتنياهو ضد غزة؟list 4 of 4كيف غيرت حرب 7 أكتوبر مسار الاستخبارات الإسرائيلية؟end of listويكشف الفيلم الوثائقي عن تناقض صارخ بين الأهداف المعلنة للحرب والنتائج الميدانية، التي اتسمت بتدمير ممنهج للمدن واستهداف مباشر للمدنيين، فمنذ اللحظات الأولى للحرب، انتهج جيش الاحتلال 3 إستراتيجيات رئيسية هي: القصف البساطي، وتسطيح الأرض، والخط الأحمر.
ووفق ما يبينه التحقيق، اعتمدت هذه الإستراتيجيات على التدمير الشامل للأحياء السكنية، واستهداف المدنيين بشكل متعمد، وتصفية كل ما يتحرك ضمن مناطق عسكرية حددها الاحتلال.
واعتمدت الإستراتيجية الأولى على إسقاط قنابل ثقيلة الوزن (2000 رطل) لتدمير مساحات شاسعة من الأحياء السكنية، وبينما هدفت الثانية إلى محو معالم المناطق الزراعية والبنية التحتية، سمحت الثالثة بإطلاق النار العشوائي على أي حركة مدنية قرب الخطوط العسكرية.
إعلانوبحسب تحليل صور الأقمار الاصطناعية التي أجراها كوري شير، الباحث في مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك، فإن سطوع المناطق المأهولة في غزة تلاشى بنسبة كبيرة منذ بداية الحرب، مما يشير إلى تدمير أكثر من 60% من أحياء مثل "حي الرمال"، الذي كان مركزا تجاريا وثقافيا.
عقيدة الضحيةأما مدير مختبر أبحاث علم بيئة الصراع الممول من "الناسا" جامون فان دن هوك، فأكد أن غزة شهدت تدميرا غير مسبوق مقارنة بمناطق نزاع أخرى، رغم صغر مساحتها وارتفاع الكثافة السكانية، إذ لم تكن عمليات القصف مجرد رد عسكري، بل اتبعت عقيدة الضاحية الإسرائيلية، التي تهدف إلى إحداث صدمة نفسية جماعية عبر تدمير البنى التحتية.
ويوضح الخبير العسكري تيودور بوستول، الذي عمل مع البحرية الأميركية، أن الهجوم على "حي الرمال" في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم يستهدف مواقع عسكرية، بل كان "انتقاما خالصا" ضد مراكز الحياة المدنية.
وبدت آثار هذه العقيدة جلية في تدمير الجامعات والمستشفيات وحتى سوق الأسماك في حي الرمال، مما حوله إلى "كومة ركام"، وفق وصف المصور سليمان حجي الذي فقد منزله وشركته في القصف.
ولم تقتصر الإستراتيجيات على المناطق الحضرية، بل طالت الأراضي الزراعية التي تشكل مصدرا رئيسيا للغذاء، حيث تكشف بيانات الأقمار الاصطناعية التي حللتها الباحثة هين أن أكثر من ثلث الحقول الزراعية دُمرت، بالإضافة إلى تدمير ميناء الصيادين ومحطات تحلية المياه.
أما إستراتيجية الخط الأحمر، فقد حوّلت المناطق المعلنة "آمنة" إلى مصائد مميتة، ومن ذلك حادثة "دوار النابلسي" (فبراير/شباط 2024) حيث قُتل 117 مدنيا عندما كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات، بعد أن أطلقت الآليات العسكرية النار على الحشود التي اقتربت من "الخط الأحمر".
التوثيق الموسع الذي قدمه الفيلم شمل تحليلات قانونية من خبراء دوليين، من بينهم المحامي الأميركي بورس فين الذي وصف الإستراتيجية الإسرائيلية بأنها ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية.
إعلان أداة ممنهجةويؤكد التحقيق، بناء على تقارير حقوقية، أن الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمخابز وشبكات المياه، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة، ويشير كذلك إلى أن الحصار المفروض على غزة لم يكن مجرد إجراء أمني، بل أداة ممنهجة لفرض التجويع والضغط على السكان المدنيين.
وفي جنوبي القطاع، والذي أعلنته إسرائيل "منطقة آمنة"، استمر القصف بالإستراتيجيات العسكرية نفسها، مما أسفر عن مقتل آلاف النازحين الذين كانوا يحاولون الفرار من نيران الحرب، بل إن بعض المواقع التي قُصفت لم تكن تشكل أي تهديد عسكري، وفق تحليل أجراه مختبر أدلة الأزمات في منظمة العفو الدولية.
ويُعلق على ذلك مدير منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة بول أوبراين "لم نجد أي دليل على استخدام حماس للمواقع المدنية التي دمرها الاحتلال.. الاستهداف كان عشوائيا ومتعمدا".
وفي ظل هذه المعطيات، يطرح الفيلم تساؤلات عن الأهداف الحقيقية للحرب، فرغم إعلان إسرائيل أنها تستهدف القضاء على قدرات المقاومة، فإن تحليل الخرائط الجوية وصور الأقمار الاصطناعية يثبت أن الدمار طال الأحياء المدنية في المقام الأول.
وعلى مدى 471 يوما، وثق الفيلم تدمير أكثر من 157 ألف مبنى، ومقتل 30 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في حين تؤكد الصور التي التقطتها طائرات مسيرة لـ"حي الرمال" شيئا واحدا، وهو أن الحرب لم تترك حجرا على حجر، فقط لتثبت أن بنك أهداف الاحتلال كان دوما مدنيا.
7/3/2025