سيتذكر العالم البطولات التي قام ولا يزال يقوم بها أطباء مستشفيات شمال قطاع غزة وبالأخص المستشفى الإندونيسي ومجمع الشفاء الطبي، اللذان عملا في أوضاع كارثية ولا إنسانية لا يمكن تحملها؛ ومنها الحصار وتحديد حركة المتواجدين في المستشفي ونفاد الوقود والطعام.

ماذا حدث في المستشفى الإندونيسي؟

ظل المستشفي الإندونيسي صامدا خلال الأسبوع الجاري، إذ حاصرته دبابات قوات الاحتلال الإسرائيلي مطلع الأسبوع الجاري، ومنعت المتواجدين بالداخل من الخروج، وإلا تعاملت معهم الطائرات المسيرة التي قنصت كل من خرج بالقرب من الباب.

كما قصفت قوات الاحتلال الطوابق العليا للمستشفى الإندونيسي، ما أجبر الأطباء والتمريض على نقل المرضى والجرحى إلى الطابق الأرضي، والتواجد بجانبهم، وفق الصفحة الرسمية للمستشفى.

ويأتي ذلك بالإضافة إلى نفاد الوقود، ما جعل المستشفى الإندونيسي يغرق في ظلام دامس، واضطر الأطباء إلى العناية بالجرحي على أضواء كشافات الهواتف الذكية، وبالطبع لم تكن هناك موارد غذائية أو مياه صالحة للشرب للكوادر الطبية أو الجرحى، أو حتى النازحين.

كما هددت قوات الاحتلال في ساعات متأخرة من مساء أمس باقتحام المستشفى الإندونيسي بحجة وجود نشاط عسكري، إذ وصلت رسالة نصية إلى أحد الإداريين بهذا المعنى وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية.

وأكدت إدارة المستشفى، أن هذا التهديد خلق حالة من الهلع، كون الاقتحام تتخلله جرائم ترتكب في حق الجرحى والأطباء والعاملين، محذرين من تكرار سيناريو مجمع الشفاء الطبي.

مجمع الشفاء الطبي في شمال قطاع غزة

ويعد مجمع الشفاء الطبي واحدا من أكبر المستشفيات في قطاع غزة، وجرى بناؤه عام 1946 أي أنه أكبر من دولة الاحتلال نفسها، وتعرض لأبشع ممارسات قوات الاحتلال خلال الأيام العشر الأخيرة.

ففي الـ11 من نوفمبر الجاري، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بمحاصرة المجمع الطبي، بحجة أنه مقر للفصائل الفلسطينية، وفرضت عليه حصارا شديدا حتى أنها أطلقت عدة صواريخ في محيط المستشفى، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء في ساحة المجمع.

ومنعت قوات الاحتلال، العاملين بالمستشفى أو المواطنين من التقاط جثامين الشهداء وإلا تم قتلهم بواسطة القناصة، ولم يكتفِ الاحتلال بهذا بل قصف الطابق الخامس وهو قسم الولادة وتسبب في أضرار بالغة.

ثم اقتحمت قوات الاحتلال المجمع الطبي بطريقة عنيفة، حيث دمرت الكثير من الأجهزة الطبية، والتحقيق مع الأطباء والكوارد الطبية والجرحى والنازحين بالمستشفى، وجرى اعتقال الكثير منهم، ثم سرقة أجساد الشهداء من ثلاجة موتى المستشفى.

وجرى إخلاء المستشفى بالكامل صباح اليوم؛ إذ كشف الهلال الأحمر الفلسطيني عن وصول 14 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني برفقة الأمم المتحدة وأطباء بلا حدود لإجلاء المرضى والجرحى من مستشفى الشفاء إلى مستشفيات الجنوب، إذ يتم نقل مرضى الكلى إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح والجرحى إلى المستشفى الأوروبي جنوب خان يونس، وفق تليفزيون فلسطين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المستشفى الاندونيسي الإندونيسي الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة المستشفى الإندونیسی قوات الاحتلال الشفاء الطبی

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني تحويل رفح لمنطقة عازلة؟

شدد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، أن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة سيعني التدمير الكامل، وسيعني أنه "لا وجود لفلسطين".

وجاء كلام الخبير في سياق تعليقه على ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الأربعاء، من أن الجيش الإسرائيلي يستعد لجعل منطقة رفح -التي تشكل خُمس أراضي قطاع غزة- "جزءا من المنطقة العازلة" التي يحظر على الفلسطينيين الوصول إليها.

وقالت الصحيفة إن المنطقة العازلة التي يستعد الجيش الإسرائيلي لإنشائها تبلغ مساحتها 75 كيلومترا مربعا، وتقع بين طريقي فيلادلفيا وموراغ وتضم مدينة رفح والأحياء المجاورة لها جنوب القطاع الفلسطيني.

وقال العميد حنا: إن الخارطة التي نشرتها الصحيفة الإسرائيلية ليست جديدة، وإن ما أوردته هو عبارة عن تطور تكتيكي يخدم الهدف الإستراتيجي للاحتلال الإسرائيلي والذي له علاقة بما يسمى خطة الجنرالات، وتهدف إلى السيطرة على شمال قطاع غزة، وذلك بتهجير سكان المنطقة إلى الجنوب، ثم فرض حصار كامل على الشمال.

وأوضح أن المنطقة العازلة كانت بين 700 و1100 في 5 نقاط، ثم أصبحت أكثر من 100 متر بسبب الهدم الممنهج الذي قامت به قوات الاحتلال خلال عدوانها المستمر على مختلف مناطق القطاع الفلسطيني.

إعلان

ووفق العميد حنا، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن في السابق أن محور فيلادلفيا هو مسألة حياة أو موت لاعتقاده بوجود الأنفاق، مشيرا إلى أن صحيفة جيروزالم بوست ذكرت اليوم أن 25% فقط من أنفاق غزة دمرت.

ونبّه في السياق نفسه إلى تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس التي قالا فيها إنهم سيحتلون غزة إذا لم تُطلق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سراح الأسرى المحتجزين في غزة، وهي تصريحات تدخل في إطار مخطط الاحتلال للسيطرة على القطاع، كما قال العميد حنا.

كما ذكر أن الهدف الإستراتيجي للاحتلال هو القضاء على المقاومة الفلسطينية والإفراج عن الأسرى، لكن المقاومة -وفقا للعميد حنا- لا تزال تحتفظ بإمكانياتها وقدراتها، ولن تقبل بتسليم الأسرى للاحتلال دون مقابل.

وكان الخبير العسكري والإستراتيجي نفسه أكد في تحليل سابق على قناة الجزيرة أن تركيز الاحتلال على الشجاعية وجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون هي خطط تكتيكية ضمن إستراتيجية كبرى تهدف إلى تقطيع قطاع غزة وعزل المدنيين عن المقاومة.

وعن تأثير عمليات الاحتلال في رفح على الحدود مع مصر، أوضح إلياس حنا أن إسرائيل وبعد سيطرتها على معبر رفح تعزل قطاع غزة بالكامل عن مصر، وهو أمر يستلزم اتفاقا آخر بين الجانبين، وتساءل عن موقف مصر: هل ستقبل بالوضع الراهن أم لا؟.

مقالات مشابهة

  • جراح أميركي: ما أجريته من عمليات أطفال بغزة في ليلة واحدة أكثر مما أجريه عاما كاملا بأميركا
  • شاهندة عبد الرحيم تشيد بالخدمات الطبية في مستشفى الناس: اللي يقدر يتبرع ما يتأخرش
  • ماذا يعني تحويل رفح لمنطقة عازلة؟
  • عاجل| ارتفاع حصيلة مجزرة حي الشجاعية شرقي مدينة غزة إلى 30 شهيدًا
  • عاجل .. استهداف سد مروي من جديد بمسيرات هجومية وانقطاع الكهرباء في ولايات لساعات طويلة”فيديو”
  • خلال تفقده مستشفي العريش.. ماكرون يشيد بالجهود المصرية لاستقبال المرضى والجرحى الفلسطينيين
  • موت بطيء.. مرضى السرطان بغزة بلا علاج جراء الحصار الإسرائيلي
  • شهيدان ومصابون في قصف مدفعي إسرائيلي بغزة
  • موت بطيء.. معركة حياة لمرضى السرطان في غزة وسط الدمار
  • وزير الصحة يبحث مع الوفد الطبي الأول للجمعية الطبية السورية الألمانية سبل تطوير النظام الصحي