أكد خبراء مختصون في “تكنولوجيا المناخ” ضرورة دفع عجلة الابتكارات التي تركّز على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ومعالجة تداعيات الاحتباس الحراري في القطاعات الاقتصادية الرئيسة في المنطقة، وذلك تزامناً مع استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” نهاية الشهر الجاري.

كما أكد الخبراء في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أهمية تحديد الفرص والتحديات التي تواجه الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ على مستوى تطوير أعمالها وتوسيع نطاقها.

قال الدكتور يحيى عنوتي، الشريك في شركة «استراتيجي الشرق الأوسط» ومدير قسم الاستدامة في “بي دبليو سي الشرق الأوسط”، إن تقرير “فيوتشر 50 لخفض صافي انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر” الذي أصدرته “بي دبليو سي الشرق الأوسط”، كشف عن 50 شركة ناشئة رائدة في منطقة الشرق الأوسط، تقود دفع عجلة الابتكارات التي تركّز على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ومعالجة تداعيات الاحتباس الحراري في مختلف القطاعات الاقتصادية الرئيسة في المنطقة، وتركّز في تقنياتها على مواجهة تحديات التغير المناخي، من خلال 8 قطاعات تكنولوجية أبرزها إنتاج الطاقة المتجددة وتحلية المياه بطريقة مستدامة وتكنولوجيا الصناعة وتخفيض الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى إعداد التقارير عن انبعاثات الكربون.

ولفت “عنوتي”، إلى أن جميع مشكلات التغير المناخي حول العالم مشتركة وتتطلب تضافر الجهود بين صانعي السياسات العامة ومتخذي القرار بالاستناد إلى الأبحاث الأكاديمية والعلمية، مشيراً إلى أهمية التكنولوجيا التي تقود الحلول المبتكرة من أجل مواجهة التغير المناخي.

وأكد أن الاستثمارات في مواجهة تغير المناخ تخطت المليارات، مشيراً إلى 3 تحديات تواجه الشركات الناشئة في هذا المجال هي البيئة القانونية والتنظيمية في المنطقة، والتمويل المحدود، وإيجاد المواهب التي تمتلك الخبرة المناسبة.

بدوره، أكد “أويسين كومان” رئيس أسبوع أبوظبي للاستدامة في شركة “مصدر”، أن دولة الإمارات تمتلك طاقة متجددة منخفضة التكلفة ما يمنح الشركات فيها ميزة تنافسية على الشركات في المنطقة، مشيرا إلى أهمية دمج المزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية في سلسلة التوريد، خصوصا في ظل تعهد الدولة بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

وأشار إلى أن دمج الشركات المستدامة الملتزمة بصافي الانبعاثات الصفرية يسهم في التنمية الاقتصادية ويساعد في تسريع تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفرية، وإلى وجود عدد من المبادرات لتشجيع الاستثمارات الخاصة بالشركات الصغيرة والمتوسطة من المتوق أن يتمّ الكشف عن تفاصيلها خلال “COP28”.

من جانبه، سلط عبدالله الأطرش مدير تنفيذي “Natrify”، إحدى الشركات التي تعمل في مجال تكنولوجيا المناخ، الضوء على التكنولوجيا الحيوية التي ابتكرتها الشركة وهي إنتاج بلاستيك حيوي من الكائنات الحية الدقيقة المعدلة وراثيًا، والذي يشترك في نفس الخصائص والتطبيقات مع البلاستيك المصنوع من المواد البترولية لكنه لا يسبب أي ضرر بيئي، حيث يتحلل حيويًا بشكل طبيعي في أي بيئة بما في ذلك البيئات البحرية، ودون الحاجة لتدخل العنصر البشري ودون أي انبعاثات تؤثر على البيئة.

وذكر “الأطرش” الذي تم اختياره ضمن قائمة فوربس لـ 30 مؤثرا تحت سن 30 عاما، أن الفكرة نشأت لديه عبر أبحاث أجراها في كمبوديا حيث تعرضت السواحل هناك لانتشار البلاستيك، منوهاً إلى أن الأسواق المستهدفة لتصنيع تلك المواد هي مصر والإمارات والسعودية وأمريكا.

ووفقاً لتقرير “فيوتشر 50″، فإنه ورغم الارتفاع الكبير في الاستثمارات في مجال تمويل التقنيات المناخية العالمية في المنطقة – التي ازدادت ثلاث مرات تقريبًا من 1.8 مليار دولار في عام 2022 إلى 5 مليارات في عام 2023، إلا أن فجوة التمويل ما زالت قائمة بالنسبة إلى رواد الأعمال المحليين والإقليميين العاملين في مجال التقنيات المناخية؛ إذ شهد التمويل المخصص لرواد الأعمال المحليين انخفاضًا حادًا يصل إلى 152 مليون دولار في عام 2023، بعد أن بلغ حوالى مليار دولار في عام 2022.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: تکنولوجیا المناخ الشرق الأوسط فی المنطقة فی مجال فی عام

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تتصدر الأسواق الناشئة عالمياً في مراكز البيانات لعام 2025

يوسف العربي (أبوظبي)

حلت أبوظبي في المرتبة الأولى عالمياً بين الأسواق الناشئة لمراكز البيانات خلال عام 2025، وفقاً لتصنيف تقرير «مقارنة أسواق مراكز البيانات العالمية 2025» الصادر عن شركة «كوشمان آند ويكفيلد»، الذي صنف دبي في المرتبة الثانية، مما يؤكد التأثير المتزايد لدولة الإمارات في استثمارات البنية التحتية الرقمية العالمية.
واستند تصنيف أبوظبي في المرتبة الأولى ودبي في المرتبة الثانية من بين 97 سوقاً حول العالم إلى تفوقهما في 20 معياراً حاسماً بما في ذلك توفر الطاقة، واتصال الألياف الضوئية، وخطط التطوير، وتكلفة الأراضي وتهيئة البنية التحتية والسياسات الداعمة وقوة الطلب من المستثمرين.
وقدر التقرير قيمة سوق مراكز البيانات في دولة الإمارات بنحو 1.26 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 3.33 مليار دولار بحلول عام 2030، مشيراً إلى أن هذا النمو المتوقع تدعمه برامج رأسمالية واسعة النطاق ومنصات استثمار عالمية، منوهاً باستثمار شركة أبوظبي التنموية القابضة «ADQ» و«إنيرجي كابيتال بارتنرز» مبلغ 25 مليار دولار في البنية التحتية لتوليد الطاقة، بينما تدعم «MGX» و«مايكروسوفت» و«بلاك روك» مبادرة بقيمة 30 مليار دولار متعلقة بالذكاء الاصطناعي، وكذلك الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي التي تم اطلاقها في سبتمبر 2024، بين شركة «إم جي إكس» و«بلاك روك»، و«جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز»، و«مايكروسوفت»، بهدف توظيف 30 مليار دولار من رأس المال الاستثماري من المستثمرين وأصحاب الأصول والشركات.
وقال إدوارد ماكورا، الرئيس الإقليمي لشركة كوشمان آند ويكفيلد كور: هناك ارتباط واضح بين التخطيط طويل الأمد للبنية التحتية والأداء الحالي للسوق، مشيراً إلى أن دولة الإمارات هيأت الظروف الملائمة للتوسع، ويستجيب المشغلون العالميون لذلك.

شركات عملاقة 
أشار التقرير أنه مع إتاحة أكثر من 250 ميجاوات من السعة التشغيلية و500 ميجاوات أخرى قيد التطوير النشط، تستعد دولة الإمارات لمرحلة قادمة من التوسع مع اطلاق مشروع «Stargate UAE» في أبوظبي المدعوم من «أوبن إيه أي» و«أوراكل» و«إنفيديا» والذي من المتوقع أن يوفر سعة 5 جيجاوات عند الاكتمال، في حين تعمل «دو» و«مايكروسوفت» على تطوير منشأة عملاقة بقيمة 540 مليون دولار في دبي.

أخبار ذات صلة تعاون بين «دبي القابضة» و«سيليكت جروب» لتطوير مشاريع عقارية «الطيران المدني» تستضيف مؤتمر السلامة الجوية الاستشاري 2025

مقالات مشابهة

  • منظمة أممية: طفل يقتل أو يشوّه بالشرق الأوسط كل 15 دقيقة
  • اليونيسف: حروب الشرق الأوسط تقتل أو تشوه طفلا كل 15 دقيقة
  • بنعلي: المغرب يعتزم خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بأكثر من 53% بحلول 2035
  • جامعة القاهرة تنظم مؤتمر "مستقبل تكنولوجيا النانو".. منصة بحثية لمواجهة تحديات التنمية
  • الاتصالات تناقش دعم الشركات الناشئة في سوريا
  • أبوظبي تتصدر الأسواق الناشئة عالمياً في مراكز البيانات لعام 2025
  • وزارة الاتصالات والتقانة تنظم قمة الشركات الناشئة تحت عنوان “نحو آفاق جديدة بحلول مبتكرة”
  • "الشرق الأوسط الجديد" يفشل للمرة الثانية
  • السيسي: لا سلام بالتطبيع المفروض.. وقيام دولة فلسطينية شرطٌ لإنهاء الصراع
  • الرئيس السيسي: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة