مستشفى الشفاء وأسلحة الدمار الشامل في العراق.. وجهان لكذبة واحدة
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
تقول "نيويورك تايمز"، إن "ما ستجده أو ما لن تجده إسرائيل في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، يمكن أن يحدد شكل الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي ظل ما يحظى به مستشفى الشفاء من اهتمام، وأياً كانت تطوراته فالمحتمل أن يساعد في تشكيل المزاج والجدل الدولي حول ما ترتكبه إسرائيل في القطاع. لكن الأسئلة عن هذه الحرب والتي تستحق الاهتمام الحقيقي، هي ما الذي يضمن أو لا يضمن أمن الإسرائيليين؟ وما الذي يبرر أو لا يبرر الكارثة الإنسانية التي تفرضها إسرائيل على غزة؟ وبالتالي يصبح الموجود أو المفقود في المستشفى غير مهم، حسب المحلل الاستخباراتي الأمريكي بول بيلار."Israeli citizens can become secure from Palestinian violence only if Palestinian aspirations for self-determination are met through a negotiated settlement," argues Paul R. Pillar. https://t.co/0u9VPIzXXR
— National Interest (@TheNatlInterest) November 21, 2023ويقول بيلار في تحليل بـ "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إن الحكومة الإسرائيلية عولت في حملتها الدعائية على مستشفى الشفاء، وخصصت جهداً كبيراً له ليس لمحاربة حماس، وإنما للعثور على شيء يمكن أن تقدمه لوسائل الإعلام الدولية وللعالم، دليلاً على استخدام الحركة الفلسطينية للمستشفى مركز قيادة أو مستودع أسلحة مهم.
ويقول مراسلو نيويورك تايمز الذين كانوا ضمن مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام العالمية الذين سمحت لهم إسرائيل، في تصرف نادر بزيارة المستشفى بعد أن سيطرت عليه القوات الإسرائيلية، إنهم رأوا حفرة في أرض المستشفى ولم تسمح لهم القوات الإسرائيلية بالحديث مع العاملين فيه، ولا رؤية أي شيء آخر في الموقع.
ورغم كل المحاولات الإسرائيلية لإقناع وسائل الإعلام العالمية بأن اقتحامها للمستشفى وإخلائه من المرضى كان مبرراً بسبب استخدام حماس له في أنشطتها العسكرية، فإنها فشلت في تحقيق هدفها، بعد أن كشفت وسائل الإعلام استخدام إسرائيل لأدلة مزيفة لتدعم روايتها عن المستشفى.
ولاتزال إسرائيل تفتش المستشفى بحثاً شيء يمكن أن يكون دليلاً أكثر إقناعاً على استخدام حماس له. وهذا التفتيش يعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب الأمريكية ضد العراق منذ 20 عاماً.
فبعد أن غزت القوات الأمريكية العراق بدعوى امتلاكه أسلحة دمار شامل، أمضى الأمريكيون وقتاً طويلاً في البحث عنها. وبمرور الوقت أصبح البحث أقل أهمية لتأمين القوات الأمريكية أو أي شخص آخر في العالم، وأكثر أهمية لتبرير إحدى أهم الحجج التي استخدمتها إدارة الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش لشن الحرب.
وأصبح البحث عن أسلحة الدمار الشامل انحرافاً عن أهداف الحرب. ورغم أن الإدارة الأمريكية استخدمت موضوع أسلحة الدمار الشامل لحشد التأييد لحربها، فإنه لم يكن الدافع الأساسي للحرب. وكما قال بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت، وأحد أقوى مؤيدي الحرب، فإن موضوع أسلحة الدمار الشامل ولأسباب بيروقراطية، كان مجرد "الموضوع الذي يمكن أن يتفق عليه الجميع للترويج للحرب".
وكانت الدوافع الرئيسية تكمن في مكان آخر تماماً، خاصة لطموحات المحافظين الجدد في واشنطن لاستخدام القوة المسلحة لتغيير نظام الحكم في العراق، لنشر الديمقراطية واقتصادات السوق الحرة في الشرق الأوسط.
وسواء عثر على أسلحة دمار شامل أو لا، فلن يختلف الأمر لأسباب الحرب التي كانت باهظة التكلفة. فقد قتلت الحرب التي شنتها الإدارة الأمريكية باختيارها الحر تماماً أكثر من 4400 أمريكي وجرحت 32 ألفاً، وكبدت دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من تريليوني دولار، وعمقت الانقسامات الطائفية في الشرق الأوسط، وسمحت بنمو الجماعات الإرهابية في المنطقة، وتركت العراق في اضطراب مزمن، ودمرت مصداقية الولايات المتحدة عندما حاولت محاسبة أي دولة تغزو أخرى، كما هو الحال في الغزو الروسي الحالي لأوكرانيا. كل هذه الأضرار وقعت سواء كانت هناك أسلحة دمار شامل أو لم تكن.
ويعود المحلل الاستراتيجي الأمريكي بيلار الذي أمضى أكثر من 28 عاماً في أجهزة الاستخبارات الأمريكية، حتى أصبح مسؤولاً عن ملف الشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، إلى مستشفى الشفاء في قطاع غزة، فيقول: "عثور إسرائيل أو لا، على شيء ذي بال في المستشفى لن يخدم هدفها الرئيسي، وهو حماية الإسرائيليين من مزيد من العنف في المستقبل، ولن يكون له أي معنى لتبرير الخسائر المروعة التي لحقت بالفلسطينيين نتيجة القصف والاجتياح الإسرائيلي للمستشفى".
وعلاوة على ذلك، فتحقيق الأمن لللإسرائيليين لا يتوقف على تحقيق الهدف المعلن للحرب وهو "القضاء على حماس"، لأن العنف الإسرائيلي الفلسطيني لم يبدأ في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما أن حماس ليست الشرير الوحيد الذي تنتهي مشكلة العنف بمجرد القضاء عليه.
فحماس هي حركة قومية وواحدة من المنظمات التي تعبر عن الكثير من الفلسطينيين، بسبب حرمانهم من طموحاتهم الوطنية، وبالتالي لا يمكن القضاء عليها.
وزيادة على الغضب الفلسطيني بسبب الخسائر المروعة التي تلحقها الآلة العسكرية الإسرائيلية بسكان غزة، ستؤدي الحرب إلى زيادة وليس تقليل المخاطر التي تهدد الإسرائيليين في المستقبل. وإذا لم يكن في المستقبل حماس بشكلها الحالي لتمارس العنف ضد الإسرائيليين، فستكون هناك حماس 2، أو أي مجموعة أخرى جديدة بالكامل أو أفراد وخلايا من الفلسطينيين يستخدمون السلاح ضد الإسرائيليين. ومرة أخرى فإن ما يمكن أن تعثر عليه إسرائيل في مستشفى الشفاء، لن يغير من هذه الحقيقة شيئاً.
وفي المقابل، فإن التدمير الشامل من إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة مقصود في ذاته، وليس خسائر جانبية للحرب ضد حماس. فالرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ قال: "لا يوجد في غزة أبرياء، وكل الشعب الفلسطيني مسؤول عما فعلته حماس يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي".
وأخيراً، نمثل الحرب الحالية فرصة لإسرئيل لتسريع إبعاد الفلسطينيين عن أرض فلسطين. وهناك وثيقة حكومية إسرائيلية توصي بطرد سكان غزة إلى سيناء المصرية.
وفي الوقت نفسه فإن الجيش الإسرائيلي يطلق يد المستوطنين للعنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ما أدى إلى إخلاء العديد من القرى الفلسطينيين من سكانها المحاصرين بعنف المستوطنين.
ولكن كل ذلك لن يحقق الأمن لمواطني إسرائيل، الذي لن يتحقق إلا بتلبية طموحات الشعب الفلسطيني لتحقيق مصيره عبر تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وللأسف الشديد فإن حكومة إسرائيل الحالية، التي تركز كل اهتمامها على ما يمكن أن حماس قد تركته في قبو أو خزانة داخل مستشفى الشفاء، لا تأخذ في الاعتبار تلك الحقيقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل العراق مستشفى الشفاء أسلحة الدمار الشامل مستشفى الشفاء یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عربية وعبرية وإسرائيلية.. رسالة فلسطينية إلى إسرائيل بـ«ثلاث لغات» (صور)
وجهت حركة “حماس” رسالة بثلاث لغات “عربية وعبرية وإنكليزية”، بعنوان “النازية الصهيونية في أرقام”، على لافتات أثناء عملية تسليم جثامين 4 أسرى إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في منطقة بني سهيلا بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وخلال عملية تبادل الأسرى، جاء في الرسالة، التي صيغت بثلاث لغات هي العربية والعبرية والإنكليزية، أن “عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة تخطى الـ61 ألف قتيل، وأن نحو 14 ألفا منهم مازالوا تحت الأنقاض”.
ووفق الرسالة، “في الأرقام المذكورة على الملصق الكبير الذي وضع على منصة تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تم تسليمهم إلى الصليب الأحمر اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 9268 مجزرة، أدت إلى إصابة أكثر من 111000 شخص”.
وأضافت الرسالة “أن 17881 طفلا “قتلهم جيش الاحتلال، بينهم 214 رضيعا ولدوا وماتوا خلال الحرب، وأن 12316 امرأة قتلت خلال الحرب و38000 طفل فلسطيني فقدوا أحد والديهم، بينهم 17 ألفا فقدوا كلا الوالدين”.
وباللغات العربية والعبرية والإنجليزية كتُب على منصة التسليم: “عودة الحرب (تعني) عودة الأسرى في توابيت”، كما كتُب على لافتة في موقع التسليم: “قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهوينية”، في إشارة إلى مصير الأسرى الإسرائيليين الذين أُسروا أحياء، ووضعت هذه العبارة مع صورة ضخمة لنتنياهو على هيئة “دراكولا”، مع صورة أخرى للأسرى الإسرائيليين الأربعة وقد امتص نتنياهو دماءهم”.
وأكدت حركة “حماس”، أن “التبادل هو الطريق الوحيد لإعادة الأسرى الإسرائيليين أحياء إلى ذويهم”، مشيرة إلى أن أي محاولة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين بالقوة العسكرية أو العودة إلى الحرب لن تسفر إلا عن مزيد من الخسائر في صفوفهم”.
وقالت الحركة إن “كتائب القسام وفصائل المقاومة حرصت خلال مراسم تسليم جثامين الأسرى على مراعاة حرمة الموتى، بينما لم يراعِ الاحتلال حياتهم وهم أحياء”.
وأكدت “أنها حافظت على حياة الأسرى الإسرائيليين وقدمت لهم ما تستطيع، وتعاملت معهم بإنسانية، لكن الجيش الإسرائيلي قتلهم مع آسريهم، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي “قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم، وحكومة الاحتلال النازية تتحمّل المسؤولية الكاملة بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارا”.
وأضاف البيان “يتباكى المجرم نتنياهو اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، في محاولة مكشوفة للتنصّل أمام جمهوره من تحمّل مسؤولية قتلهم”.
وقالت “بذلت كتائب القسام والمقاومة كل ما في وسعها لحماية الأسرى والحفاظ على حياتهم، إلا أن القصف الهمجي والمتواصل للاحتلال حال دون تمكّنها من إنقاذ جميع الأسرى”.
ووجهت “حماس” رسالة إلى ذوي الأسرى الإسرائيليين القتلى، وخصت بالاسم عائلتا “بيباس وليفشتس”، وقالت “كنّا نفضّل أن يعود أبناؤكم إليكم أحياءً، لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم بدلًا من استعادتهم، وقتلوا معهم: 17881 طفلاً فلسطينياً، في قصفهم الإجرامي لقطاع غزة، ونعلم أنكم تدركون من المسؤول الحقيقي عن رحيلهم، لقد كنتم ضحية لقيادة لا تكترث لأبنائها”.
وكانت حركتا “حماس والجهاد” سلمتا اليوم الخميس 4 جثامين لإسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي الذي نقلهم إلى القوات الإسرائيلية، هذا وخلّفت الحرب على غزة، “أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، فضلا عن دمار هائل”.
حماس: “النازية الصهيونية في أرقام”