لبنان ٢٤:
2024-12-28@22:02:53 GMT
عسكرياً.. هكذا تحركت إيران في لبنان وسط حرب غزّة!
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أطراف كثيرة تُحذر من إنزلاق المعركة القائمة في جنوب لبنان بين "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ نحو الحرب الشاملة وسط الصراع الدائر في غزة بين حركة "حماس" وإسرائيل منذ 7 تشرين الأول الماضي. الكلامُ هذا يطغى بشدّة على المشهد الضبابيّ، لكن هناك عوامل عديدة فرملت وتُفرمل إمكانية حصول أي توتر كبير، وهي في الأساسِ ترتبطُ بالمصلحة الإيرانية سواء في لبنان أو في المنطقة.
على الصعيد العسكري، تشيرُ المعطيات الملموسة إلى أنَّ إيران ما زالت تنأى بنفسها عن توسيع رقعة الصراع حتى وإن عادت لتُهدد بذلك مؤخراً على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان الذي سيزور لبنان مجددا في الساعات المقبلة . إن حصل الصدام الكبير مع إسرائيل إنطلاقاً من لبنان، فإن إيران ستكون قد زجّت بـ"حزب الله" ضمن معركة "طوفان الأقصى" الفلسطينية باعتباره ممثلها الأساسي في المنطقة، ما يعني إحراجاً للحزب مع الداخل اللبناني الرافض للحرب تماماً، وبالتالي حصول دمارٍ كبير في لبنان قد لا تتحمل إيران تكلفة إعماره مثلما حصل عام 2006.
فعلياً، فإنّ إيران، وإن أرادت التضحية بـ"حزب الله"، لكانت دفعته نحو الحرب، لكنّ الأخير استشعر أن أي مغامرة حالياً في هذا الإطار ستعني إنقلاباً كبيراً للمشهد ضده وسط وجود خطرٍ قد يؤدي إلى استنزاف قوّته العسكرية. هنا، فإنّ تفادي هذا السيناريو أتى بعدما قرأ الإيرانيون و "حزب الله" جيداً المسار الذي سلكته إسرائيل في خضم حربها ضد غزة. فمنذ اليوم الأول للمعركة، حشدت تل أبيب كل قوتها العسكرية وحظيت بالدعم الخارجي المُطلق. الأمرُ المذكور والمُرتبط بالتكتل الدولي حول تل أبيب، جعل الإيرانيين و"حزب الله" يحسبون ألف حساب لأي خطوة قد تُفضي إلى اندلاع حرب شاملة في حينها. لهذا السبب، وتفادياً لأي مغامرة كبرى في ذروة الدعم الأميركي والغربي لإسرائيل، قرر الحزب مع إيران إستخدام قواعد جديدة للعبة بمنأى عن حربٍ شاملة، وهذا ما كان حقاً حينما رُسمت أحداث جنوب لبنان بين الحزب والإسرائيليين تحت إطار "المناوشات" و "المُشاغلة". من الممكن اعتبار الخيارين المذكورين "أبغض الحلال" بالنسبة للإيرانيين و "حزب الله"، فمن خلالهما لم يغيبا عن الساحة، وفي الوقت نفسه لم يدفعا لبنان إلى حربٍ كبرى قد تكسر المصالح الإيراني وتُهدد بقاء "حزب الله" بالدرجة الأولى.
وحالياً، فإنّ أوراق إيران باتت أقوى في المنطقة رغم إستمرار حرب غزة، ويعود هذا الأمرُ إلى سببين: الأوّل وهو بدء إنكفاء الدعم الدولي لإسرائيل وبروز ضغوط أميركية لتطويق حرب غزة. أما الأمر الثاني فيرتبطُ بفحوى المفاوضات التي سلكت طريقها الفعلي بين إسرائيل وحركة "حماس" بشأن ملف الأسرى.
إذاً، وبكل بساطة، فإن هذين الأمرين يُعتبران مقدمة لذهاب الأمور نحو التهدئة، وبالتالي تنتفي هنا حجة إيران أو "حزب الله" الى فتح مواجهة شاملة يُمكن أن تشهد تدخلاً لقوى عظمى إلى جانب إسرائيل بهدف مساندتها في أي حرب تُخاض ضد لبنان بهدف إنهاء الحزب.
مع ذلك، فإنّ ما يُشجع إيران لعدم إرتكاب أي حرب هو علاقاتها الإيجابية المستجدة مع الدول العربية لاسيما مع السعودية. في الوقت الراهن، فإن ما تسعى إليه إيران هو إبراز صورة ناصعة مرتبطة بإنهاء التوترات، وبالتالي لا توجد أي مصلحة لها في فتح جبهة قد ترتد سلباً على دول عربية كثيرة.
في خلاصة القول، ما يتضح تماماً هو أن الرقابة الإيرانية ومسار تدخل طهران في الحرب يرتبط بما سيفرضه ميدان غزة من تطورات. إن تراجعت إسرائيل عن عدوانها تدريجياً، وهذا ما قد يحصل قريباً، عندها ستكون المنطقة قد جُنّبت حرباً كبيرة. أما في حال حصل سيناريو إستمرار حرب غزة حتى القضاء على "حماس"، عندها لن تبقى إيران في الحياد، وبالتالي قد تكون ضربتها موجعة بشكلٍ كبير، لكن هذا الأمر بات مستبعداً بشكلٍ كبير، والرهان على الصفقات الآتية.. فماذا سنشهدُ قريباً؟
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان حرب غزة
إقرأ أيضاً:
الساحة اللبنانية… ثوابت تحدّد شكل المرحلة المقبلة
تعمل أوساط ديبلوماسية على بناء مرحلة جديدة من التعاطي مع الساحة اللبنانية تقوم على عدّة ثوابت خصوصاً بعد الحرب الكبرى على لبنان والتي برأي غالبية القوى الدولية والاقليمية أضعفت "حزب الله" وفرضت عليه انفتاحاً على مستويات جديدة من التفاهمات.اولى هذه الثوابت التي يتعاطى على اساسها المجتمع الدولي مع الساحة اللبنانية هي مسألة الاستقرار، إذ من الواضح أن قرار إرساء الاستقرار بات عابراً لكل الدول، ولبنان يبدو حتى هذه اللحظة خطاً أحمر لا مجال لخلق أي نوع من أنواع الفوضى فيه سواء كانت أمنية أو سياسية. لذلك نرى اهتماماً واضحاً بالملف الرئاسي وسرعة إنجازه بمعزل عن التفاصيل وتمايز هذه الدولة عن تلك، الا أن القرار حاسم بضرورة الاستقرار ولا عودة عنه.
الثابتة الثانية هي عدم الذهاب مجدداً الى أي تصعيد عسكري مع اسرائيل أقلّه في السنوات المقبلة، وهذا الأمر يحتاج الى جهد ديبلوماسي ودولي مضاعف ليس مع لبنان فقط وإنما أيضاً مع إسرائيل، لذلك من المتوقّع أن تلتزم اسرائيل بمترتّبات تطبيق القرار 1701 بعد انتهاء مهلة الستين يوماً وأن تتوقف بالتالي كل خروقاتها الحاصلة.
ترى مصادر سياسية مطّلعة أن عودة الحرب الاسرائيلية على لبنان سواء بهجوم من "حزب الله" أو بذرائع من اسرائيل لم يعد وارداً على الإطلاق، إذ ثمة ارادة سياسية دولية لوقف الحرب نهائيًا في لبنان على ان ينسحب الأمر كذلك على غزة لاحقا. وتضيف المصادر أن مسألة وقف إطلاق النار في لبنان ليست مرتبطة بالقرار الدولي وحسب وإنما أيضاً بواقع يؤشر الى استحالة اندلاع الحرب من جديد، حيث أن العدوّ الاسرائيلي لم يعد يملك أي ذرائع أو مبررات امام المجتمع الدولي الذي اعتبر في مرحلة فائتة أن عدوان اسرائيل هو دفاع عن النفس ضدّ هجوم "حزب الله".
ولفتت المصادر إلى أنه لا مصلحة لدى "الحزب" بشنّ أي ضربات مباغتة على اسرائيل سيما بعد عودة الاهالي الى مناطقهم وقراهم وبدء مسار الإعمار، اضافة الى ذلك فإن الحرب على غزّة قد شارفت على نهايتها ما يؤكد اكثر عدم اندلاع الحرب مجددا.
وبالعودة الى الثوابت، فإنّ الاميركيين لا يبدون رغبة بإقصاء "حزب الله" عن المشهد السياسي اللبناني، لأنّ هذا الإقصاء من شأنه أن يولّد نوعاً من الغضب داخل الحزب وقاعدته الشعبية قد ينتج عنه ردود فعل ومسارات لا مصلحة لأحد بها، ولعلّ الظروف اليوم تشكّل فرصة ملائمة لتجنب هذه المسارات وإقناع "الحزب" بالتركيز على الداخل اللبناني وتعزيز حضوره في المشهد السياسي.
وتعتقد المصادر أن كل هذه التفاصيل التي يمكن البناء عليها مرهونة بتطورات الساحة السورية التي ليست مضبوطة من أي طرف اقليمي ودولي على الاطلاق، وأن كل الاحتمالات في الداخل السوري لا تزال مفتوحة ولا يمكن بشكل أو بآخر تحديد طبيعة المسار في المرحلة المقبلة والنتائج الخارجة عنه، لذلك فإن الحراك السوري ونتائجه وتردداته سيكون لها دور كبير في تحديد واقع الساحة اللبنانية.
المصدر: خاص لبنان24