عبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبد اللهِ باتيلي، على حسابه في منصة “X” عن سعادته بالمشاركة في الفعالية التي نظمتها اليونيسف بالشراكة مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون لتكريم أبطال وبطلات حقوق الطفل من جميع أنحاء ليبيا.

وقال باتيلي في تغريدته، “أهنئ المنظمين على نجاح هذه المبادرة الرائعة”، مضيفًا “أثنيت في كلمتي على المساهمات الرائعة لهؤلاء الفتية والفتيات، وعلى ترافعهم الذي لا يعرف الكلل عن حماية وتعزيز حقوق الطفل في مجتمعاتهم المحلية”.

 

وتابع؛ “أنا معجب بانخراطهم النشط من أجل المصالحة الوطنية والسلام والاستقرار في ليبيا موحدة”.

وأشار إلى أنه “ينبغي على السلطات الليبية والقادة السياسيين الاستماع إلى انشغالات ومطالب الأطفال، الذين يشكلون العماد الحقيقي لمستقبل البلاد”. 

وختم موضحًا أنه “يتوجب عليهم توفير بيئة تحمي حقوق الطفل في التعليم والرعاية الصحية والسلامة والمشاركة في الحياة العامة”.

الوسومباتيلي

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: باتيلي

إقرأ أيضاً:

أطفالنا وبطولات نساء الديم .. مدني .. بورتسودان

اليوم نرفع راية إستقلالنا
ويسطر التاريخ مولد شعبنا
يا أخوتي غنوا لنا..غنوا لنا
نغني اليوم..للمجتمع السوداني الوفي الأصيل ، ينبوع الفخر و العزة الوطنية..مع إطلالة عيد الإستقلال المجيد..و أمل السلام في العام الجديد..نكتب عن صور مشرقة للمجتمع السوداني .تحدثنا في مقال سابق بصحيفة سودانايل عن أبطال إجلاء هؤلاء الأطفال (أطفال المايقوما) و الأهوال التي صاحبت ذلك..قبل الإجلاء ، كان الموت قد بدأ يحصدهم حصدا، أكثر من سبعين طفلا ماتوا .. ماتوا بسبب الحرب و صعوبة وصول الخدمات المرتبطة بحياتهم ورعايتهم ، ماتوا من الجوع و سوء التغذية الحاد و الجفاف و الحمى ومعظمهم من حديثي الولادة و كانت صرخاتهم تدوي في أنحاء الدار!
كذلك ماتت الطفلة ربا فاقدة الرعاية الوالدية، أثر وقوع قذيفة بمحيط الدار ماتت دون وجيع..دون بواكي ..تجعلني أبكي مع الرقيات..إن الحوادث بالمدينة قد أوجعنني..وقرعت مروتيه..جبينني جب السلام..لم يتركن ريشا في مناكبيه و أبكي ربا. مازالت في خاطري ..لسه مازالت في قلبي..ذكرياتها المرة باقية!
مع نفحات ذكرى الإستقلال..نلقي إضاءت علي عظمة هذا الشعب الفريد من نوعه.. الذي لا تنتهي عجائبه...لا يعرف اليأس أبدا..نماذج مشرقة للمجتمع السوداني .. محطات نورانية في حياة الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية..نغني لهم بكل فخر :
ناسها حنان يكفكفوا دمعة المفجوع
يقسموا اللقمة بيناتهم
ويدوا الزاد حتى ان كان مصيروا الجوع
يخوضوا النار عشان فد دمعة
و كيف الحال كان شافوها سايلة دموع .
نساء الديم.. دوما رمز الصمود و النضال و العزة و الوطنية ، ما حدث من بطولات ، يجب أن تسجل في حقهن ، عند إجلاء الأطفال من دار المياقوما من رضع و صغار سن ، هنالك عدد من المربيات إمتنعن عن مرافقة الأطفال لمدني خوفا من مخاطر الطريق و الظروف الكارثية حيث لا أمان..ماذا حدث! مجموعة من نساء الديم بكل حس تطوعي و إنسانية و عزة و شموخ ،تركن بيوتهن رغم المخاطر و رافقن هؤلاء الأطفال الي مدني بكل بسالة و بدون خوف،ثم بعد معاناة عدن لبيوتهن في الديم بصمت دون أن ينتظرن شكرا من أحد! وهكذا حافظن على حق الحياة لهؤلاء الأطفال ..يا أخوتي غنوا لنا..غنوا لهن :
لو أعيش زول ليهو قيمة أسعد الناس بوجودي
أبقى دار لكل لاجئ أو حنان جوه الملاجئ
أبقى للأطفال حكاية حلوة ضمن الأحاجي
بيها يتهنوا و ينموا و أحرسهم طول ليلي ساجي
و ألقى في راحة نفوسهم بسمتي و طول إبتهاجي
أهالي مدني .. وسط أهوال الحرب و آثارها الكارثية ، وصلت قافلة الأطفال فاقدي الرعاية إلى مدني..مع ألاف النازحين من ويلات الحرب..قبل أن يحدث لها ما حدث من فجيعة ..إمتلئت مدني السني عن بكرة أبيها ..فتحت لهم أبوابها بكل كرم و جود...ماذا فعلوا أهالي مدني لهؤلاء الأطفال ، كانت كل التوقعات تدور حول مساعدة هؤلاء الأطفال و مساندتهم ..لم يتوقع أي شخص أن يحدث ذلك....شي لم يتوقعه أحد..تحرك أهالي مدينة نحو إحتضان هؤلاء الأطفال ..وسط دهشة الجميع ... قاموا بكفالة قرابة 80 من هؤلاء الأطفال كفالة دائمة.، قامت أسر بكفالتهن..نعم كفالة دائمة و كأنهم أطفالهم..رغم كل الظروف الاقتصادية و الكارثية!
يا أخوتي غنوا لنا ..غنوا لهم :
مالو أعياه النضال بدني
و روحي ليه مشتهيه ود مدني
ليت حظي سمح و أسعدني
طوفه فد يوم في ربوع مدني
أهالي بورتسودان ..وما أدراك ما بورتسودان.... ناس بورسودان ..هل تضايقوا من قدوم هؤلاء الأطفال الذين يعانون دوما من الوصمة الإجتماعية المتعلقة بالنظر الى هؤلاء الأطفال..أصبحت بورتسودان رمزا للإتجاه الإيجابي تجاه هؤلاء الأطفال ،
.يتنافسون في كفالة هؤلاء الأطفال..هل تصدق أنهم كفلوا حوالي 150 من هؤلاء الأطفال.. ثم ذهبوا لكسلا لكفالة المزيد من الأطفال !! تم إرسال عدد كبير من الأطفال لأسر جاهزة في بورتسودان و تم كفالتهم جميعا..كفالة دائمة و كأني بهؤلاء الأطفال يغنون :
الشعب الطيب والدي
الشعب حبيبي و شرياني
أداني بطاقة شخصية
نعم أهالي بورتسودان منحوا هؤلاء الأطفال ، الأسرة و الهوية و البطاقة الشخصية و هي حلم كل طفل فاقد الرعاية الوالدية...هكذا هم..نحن في الشدة بأس يتجلى..و على الود نضم الشمل أهلا..قبلوا التحدي و تحملوا معاناة رعاية هؤلاء الأطفال من أعمار متفاوتة بكل حب..مشاهد عظيمة...تلك أسرة تعتني بطفلها الذي كفلته ، و عند مرضه ، رافقته إلى المستشفى لأكثر من شهر و الأم تسهر عليه ..تلك أسرة أخرى تستعين بباحث نفسي لمعالجة طفلها الذي إذا تكلم أي شخص في المنزل أو ارتفعت أصوات ..يدخل الطفل في حالة رعب و نوبة عجيبة..بالطبع من جراء وجوده لسنوات في الدار في حيث صمت القبور و غياب الجو الأسري..لم يألف الأصوات و البيئة الأسرية...لقد عاش في دور يسوده صمت القبور..أطفال من شدة فقدانهم للجو الأسري ..اذا دخلت عليهم في الدار ، تتحرك و تمتد أيديهم بسرعة..لعلها تجد الحضن و الحنان . أطفال في حاجة إلى أسر و ليس لمربية مدفوعة الأجر وفق دوام و نبطشية محددة..تنظر إلى ساعتها لنهاية الدوام أكثر من نظرتها لطفل يبحث عن حنان.. من عظمة و إشراقات أهالي بورتسودان ، أن بعض الأسر التي كفلت أحد هؤلاء الأطفال ، أتوا جيرانهم و باركوا لهم قدوم هذا الطفل و إحتفوا به !! و هكذا هم أهل البورت.. أهل الإنسانية و الوطنية و المحبة الفريدة من نوعها..نغني لهم :
عروس البحر يا حورية .. .يا بورسودان يا حنيه
من قلبي التايه في حبك ..أهدي سلامي و ألف تحيه
لرقصة رشيقة بجاوية... لغنوة حزينة سواكنية
لعيون أحبابنا الحلوين.. لليالي الفرح الوردية
هل تصدق ..رغم كل الظروف ..ما زال أهالي بورتسودان جاهزون لكفالة هؤلاء الأطفال ، بالرغم من الحرب و أثارها الكارثية وكافة أشكال المعاناة و الظروف الاقتصادية المعروفة ، نعم ..نعم ..يتدافعون لكفالة هؤلاء الأطفال ،بل هناك قائمة انتظار ! هذا شعب لا تنتهي عجائبه..كأني بهم ينظرون لهؤلاء الأطفال و هم يغنون :
أريتك تبقى طيب انت..أنا البي كلو هين
يرد عليهم أطفالنا :
لو تعرف اللهفة و الشوق و العذاب.. جيناكم يا حبايبنا بعد غربة وشوق..ونكتم آه و تظهر آه تتعبنا..هناك الدار ما هنتنا يا حلوين..هناك الهم بدل واحد يبين همين..وصف البهجة بالكلمات محال يتقال !
نعم اليوم نرفع راية إستقلالنا..يا اخوتي غنوا لنا..غنوا لهذه البطولات إلتي
يجب أن تسجل بأحرف من نور في دفتر الإنسانية و البسالة و التجرد و العزة و التطوع رغم كل الظروف ..و يا لها من ظروف !! من أجل بقاء و حياة هؤلاء الأطفال و من أحياهم فكأنما أحيا الناس جميعا.. ..إشراقات سودانية رغم ظلمات الحرب الكارثية....هذا هو الوجه المشرق للسودان ،الذي طغى عليه قبح الحرب.
الجدير بالذكر، لم يتخيل أحد ، حتى اليونسيف و كافة وكالات الأمم المتحدة و المنظمات ، أنه يمكن في ظل ظروف هذه الحرب أن يتحرك المجتمع السوداني و يكفل هؤلاء الأطفال ، و يحقق المصلحة الفضلى لهم التي هي في الكفالة و الدمج المجتمعي.
علينا أن نتابع و نطمئن دوما على أطفالنا الذين تمت كفالتهم:
خوفي منك
خوفي تنساني
أنا خايف
أبقى تايه
والأماني الحلوة دي الكانت بداية
ألقى أشواك في طريقي في النهاية
بالطبع ،تستتبع عملية الكفالة الدائمة لهؤلاء الأطفال، عملية متابعة ، الهدف منها الاطمئنان على وضع الطفل داخل الأُسرة، مدى تلبية إحتياجاته المتنامية ، ملاحظة قياس نمو وتطور الطفل، مدى الإرتباط والتعلق، والنمو النفسي والاجتماعي والصحي..الخ تتم عبر عدة أشكال منها زيارات متقاربة، وتتباعد تدريجياً حينما يندمج الطفل مع الأُسرة بدون مخاطر. كذلك يحتاج الأمر لمزيد من الدراسات و تقوية عملية المتابعة و التقييم للأسر الكافلة .لن يستمر دعم اليونسيف طويلا على وزارة المالية الاستعداد لتحمل مسؤليتها تجاه هؤلاء الأطفال و الذي حددته و كفلته القوانين و السياسات الوطنية قبل إلتزامات السودان الدولية و الإقليمية. جاء قانون الطفل موضحا أن دعمهم و رعايتهم هي مسؤولية الدولة و كذلك وضحت سياسة الدولة الخاصة برعاية و حماية الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية أنه على الدولة الإنفاق على هؤلاء الأطفال وذكرت السياسة مرجعيتها في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : علينا نفقته و ذلك في حق أحد هؤلاء الأطفال . كما جاء في هذه السياسة أن مجمع الفقه الاسلامي ذكر: أن الطفل مجهول الوالدين أولى بالرعاية و أحق بالعطف من اليتيم ،اذ اليتيم قد يجد من يحنو عليه من عم أو خال أو أخ أو جار،بخلاف الاخر الذي يتهرب منه الجميع و هذا من أفضل أبواب الخير. الجدير بالذكر أن الأطفال ذوي الاعاقة من فاقدي الرعاية الوالدية ، يعانون من قلة الكفالة و عددهم أكثر من 50 طفلا ،قامت اليونسيف بجلب خبيرة عالمية لوضع إستراتيجية الدمج لهم و هم يحتاجون لدعم الدولة لهم و الإيفاء بحقوقهم دون تمييز و كذلك تشجيع المجتمع لكفالتهم رغم التحديات.
ختاما ،كما تحرك المجتمع السوداني و إحتضن هؤلاء الأطفال بكل تجرد و في عمل فريد من نوعه و في ظل ظروف قاسية و مأساوية، و الجدير بالذكر أن العالم الذي كان يتابع إجلاء هؤلاء الأطفال ، كان يشعر بالتحدي الكبير ، و ماذا بعد !حيث كان لا أمل في كفالة هؤلاء الأطفال في ظل الحرب و تداعياتها على المجتمع، لكن تحرك المجتمع السوداني رغم جراحه الغائرة، و أذهل الجميع بتحركه نحو كفالته هؤلاء الأطفال..عظيم هذا المجتمع..رغم قساوة المحن. على وزارة المالية أن تتحرك كما تحرك المجتمع رغم ظروفه ، على وزارة المالية أن تضع الميزانية الكافية لضمان حق الحياة لهؤلاء الأطفال و خاصة أن اليونسيف لن تستمر طويلا في دعم هؤلاء الأطفال .يجب أن تكون موازنة 2025 هي موازنة صديقة للأطفال .
التحية و التجلة لليونسيف و لكل الشركاء الذين ساهموا في دعم هؤلاء الأطفال رغم كل ظروف الحرب و المخاطر و التعقيدات و ناصروا حق هؤلاء الأطفال في الحياة و البقاء و النظر دون تمييز من الباحثيين الذين عملوا تحت ظروف صعبة و خاطروا بحياتهم من أجل هؤلاء الأطفال و التحية للأستاذ ناظم سراج و غيرهم و التجلة لأستاذنا الخبير عثمان شيبة حارس هذا الملف لنصف قرن من الزمان،لم يكل أو يتعب في مناصرة هؤلاء الأطفال.
و عيد استقلال مجيد..عام جديد ان شاء الله..عام سلام و أمان لجميع أطفالنا
والله المستعان

ياسر سليم شلبي
ناشط في حقوق الطفل

 

yas_shalabi@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • حقن التخسيس للأطفال.. حل طبى أم خطر صحى؟
  • لماذا يعاني بعض الأطفال في فهم الرياضيات؟
  • مطالب إلى السلطات بتوسيع البحث في احتمال وجود أماكن احتجاز سرية إضافية في العطاوية
  • السلطة المحلية.. الخيار الأنسب لتوزيع السلطات في الدولة الليبية (2 – 3)
  • حقوق الإنسان النيابية: والد الطفل المتوفي جراء التعنيف في كركوك إرهابي
  • محافظ الشرقية: التعامل مع 910 بلاغات لنجدة الأطفال خلال 2024
  • إنصاف يقيم الجلسة التنسيقية لأصحاب المصلحة وصناع القرار بعدن
  • انتقادات لقرار وزير الصحة بشأن شروط صرف لبن الأطفال المدعّم: مطالب بتعديل القواعد
  • أطفالنا وبطولات نساء الديم .. مدني .. بورتسودان
  • فوائد قراءة قصص الأطفال قبل النوم