أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الأربعاء، أن الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس التي أُعلن عنها ليلة أمس بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، ما هي إلا خطوة أولية من بين خطوات كثيرة يتعين القيام بها الفترة المقبلة من أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة وإعادة الاستقرار إلى قطاع غزة المُحاصر من قبل الجيش الإسرائيلي.


وذكرت الصحيفة في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني في هذا الشأن، أن هذه الهدنة تعد انفراجة بعد أسابيع من العدوان الإسرائيلي المستمر ضد سكان قطاع غزة، ولكنها تترك الكثير مما يتعين القيام به الفترة القادمة من أجل الإفراج أيضًا عن مزيد من المحتجزين والأسرى لدى كلا الجانبين.
ورأت الصحيفة أن اتفاق إسرائيل وحماس بشأن تبادل الأسرى ووقف الأعمال العدائية يمثل أهم اتفراجة دبلوماسية للصراع الجاري، مشيرة إلى أنه تم الانتهاء من الاتفاق في وقت مبكر من اليوم الأربعاء، بعد أسابيع من المفاوضات بوساطة مصرية قطرية وأمريكية.. ومن المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق من غد الخميس.
ويتضمن الاتفاق إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 امرأة وطفلًا محتجزين في غزة مقابل وقف الأعمال العدائية لمدة أربعة أيام وإطلاق سراح 150 امرأة وطفلًا فلسطينيًا من السجون في إسرائيل والسماح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود، للقطاع.
ومن المقرر إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على دفعات من 10 إلى 12 رهينة على مدى أيام متتالية.. وسيشهد جدول مماثل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين بمجرد عودة الإسرائيليين الأوائل إلى ديارهم.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إنه من المتوقع إطلاق سراح ثلاثة أمريكيين في المرحلة الأولى من الصفقة، بينهم فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات.. وتمت مناقشة خطة لتمديد وقف القتال، بشرط إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين آخرين مقابل كل يوم من عدم القتال.
وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أنه عندما شنت إسرائيل غزوها البري لغزة، أوضحت أنها تعتزم إعادة الرهائن إلى ديارهم بأمان، بالإضافة إلى تدمير حماس كقوة عسكرية وحاكمة في القطاع، في حين قال مسئولون للصحيفة إن المناورة البرية تُهيئ أيضًا ظروفًا أفضل لإعادة الرهائن.. وقال هيرتسي هاليفي، القائد العسكري الإسرائيلي، بعد اجتماعه مع القوات داخل غزة: "إن ذلك يؤذي حماس ويخلق ضغوطًا، ونحن سنواصل هذا الضغط".
واعتبرت الصحيفة أن وقف القتال ربما يسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها بعد ستة أسابيع من القصف الجوي والبري الإسرائيلي المتواصل لكن المسئولين الإسرائيليين قالوا إنهم سيستأنفون حملتهم بمجرد انتهاء الهدنة، وسيحولون التركيز إلى جنوب غزة، حيث يشتبه في أن قادة حماس يختبئون في أنفاق تحت الأرض. 
وقال مسئول إسرائيلي الأسبوع الماضي: "لن يكون تحقيق إنجاز عسكري شامل ممكنًا دون معالجة الجنوب".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء - عندما قال لحكومته قبل التصويت النهائي الذي أجاز الهدنة - " أريد أن أوضح ذلك. نحن في حالة حرب. وسنواصل الحرب"!.
وتابعت الصحيفة أن القطاع أصبح يعاني من كارثة إنسانية تتزايد كل يوم تلو الآخر، وفقًا لمنظمات الإغاثة الدولية، حيث فرضت إسرائيل حصارًا على القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة وشنت قصفًا شرسًا تحولت معه معظم الأراضي إلى أنقاض، في حين تم تقييد إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود بشدة.. ولكن تحت ضغط أمريكي، سمحت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة بزيادة عدد القوافل الإنسانية، بما في ذلك الوقود، بدخول غزة، لكنها لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل العدوان.
وذكرت أن الحاجة ماسة، حيث أن أكثر من مليون من سكان غزة نزحوا من الشمال وتجمعوا في الملاجئ والمدارس ومدن الخيام في جنوب القطاع، مما أدى إلى مضاعفة عدد السكان هناك.. وبموجب الاتفاق، ستسمح إسرائيل لمئات الشاحنات من المساعدات التي تحمل الإمدادات الإنسانية والطبية وكذلك الوقود بدخول غزة يوميا، وفقا لبيان حماس، لكن المحللين أشاروا إلى أنه حتى لو قدم المجتمع الدولي مساعدات كافية، فإن العقبة الأكبر تظل هي تنسيقها وتوزيعها داخل غزة بسبب ندرة إمدادات الوقود.
وتساءلت "فاينانشيال تايمز" كيف ينظر الإسرائيليون إلى الصفقة؟! مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت أن الإسرائيليين أيدوا بأغلبية ساحقة الهدنة الأخيرة خاصة بعدما انضمت عائلات الأسرى في الأسابيع الأخيرة إلى مسيرات أكبر من أي وقت مضى في تل أبيب والقدس تطالب الحكومة "بدفع أي ثمن" مقابل العودة الآمنة للأسرى، كما انتشرت ملصقات تحمل وجوه المحتجزين على واجهات المتاجر والطرق السريعة في مناطق متفرقة من إسرائيل، مع شعار: "أعيدوهم إلى المنزل".
مع ذلك، صوت الوزراء اليمينيون المتطرفون في ائتلاف نتنياهو ضد الصفقة في وقت متأخر من مساء الأمس، قائلين إنها صفقة "سيئة" ولا تضمن عودة جميع الرهائن وقرروا رفضها.
أما حول أصعب أجزاء الهدنة؟! أوضحت الصحيفة البريطانية أن المفاوضات بشأنها كانت برعاية الولايات المتحدة وقطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحماس وكانت على اتصال مع جميع أعضائها، ومصر باعتبارها الدولة الأهم والأكبر في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الخلافات بين إسرائيل وحماس حول التفاصيل والخدمات اللوجستية أدت إلى تعطيل الصفقة لأسابيع، حيث سعت حماس في البداية إلى وقف القصف الإسرائيلي لمدة عشرة أيام، ثم خمسة أيام، قبل أن تستقر على توقف لمدة أربعة أيام مع إمكانية التمديد.
كما كانت هناك أيضًا خلافات حول التسلسل، بما في ذلك ما إذا كان بإمكان إسرائيل استخدام طائرات بدون طيار لمراقبة عملية تبادل المحتجزين وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم وأين سيذهبون، في حين قال محللون إن الافتقار العميق للثقة بين الجانبين كان العقبة الأكبر، ولا يزال من الممكن أن يقوض ذلك تنفيذ بنود الاتفاق.. حسب الصحيفة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل فاینانشیال تایمز إطلاق سراح إلى أن

إقرأ أيضاً:

قبل الهدنة.. إسرائيل و"حزب الله" يتبادلان القصف

أعلن الجيش الإسرائيلي قصف 30 هدفاً تابعاً لتنظيم حزب الله في جنوب لبنان منذ صباح الثلاثاء، في وقت استهدفت فيه غارة جديدة قلب بيروت بعد أن أصدر الجيش الاسرائيلي تحذيرات جديدة لإخلاء مناطق في الضاحية الجنوبية للعاصمة.

وقال مصدر أمني لبناني إن "غارة اسرائيلية استهدفت بيروت"، في وقت يتوقع أن تتخذ إسرائيل مساء الثلاثاء قراراً بشأن وقف إطلاق النار مع حزب الله بعد أكثر من شهرين من المواجهة المفتوحة بين الطرفين.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان "منذ صباح الثلاثاء، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي حوالى 30 هدفاً إرهابياً تابعاً لحزب الله في جنوب لبنان بما في ذلك منصة إطلاق صواريخ.. ومخازن للأسلحة ومواقع بنية تحتية للإرهاب ومراكز قيادة".

وبعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات بإخلاء حوالى 20 مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، شن سلسلة غارات متزامنة تقول إسرائيل إنها تستهدف معاقل التنظيم.

بدوره، أعلن التنظيم أنه قصف تجمعاً للجيش الإسرائيلي في مستوطنة المنارة، للمرة الثانية، بصلية صاروخية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

اتفاق أساسي ووثيقة جانبية.. ما بنود اتفاق لبنان؟ - موقع 24رصدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تفاصيل الاتفاق الذي اقترب بين إسرائيل ولبنان، مؤكدة أن وقف إطلاق النار في الجبهة الشمالية ضد تنظيم "حزب الله" اللبناني، أصبح أقرب من أي وقت مضى، بعد 14 شهراً من المناوشات وتبادل إطلاق النار بين الجانبين.

 وأعلنت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هسكل الثلاثاء، أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغّر سيجتمع بعد ظهر الثلاثاء لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في الحرب مع تنظيم حزب الله.
وذكر موقع "اكسيوس" الاخباري أن مسودة الاتفاق بين الجانبين تستند إلى المقترح الأمريكي الذي يتضمن هدنة لمدة 60 يوماً تقوم خلالها القوات الإسرائيلية وحزب الله بالانسحاب من جنوب لبنان على أن ينتشر فيه الجيش اللبناني.
وتشترط اسرائيل تفكيك "بنى تحتية" عسكرية أقامها حزب الله في الجنوب على رغم القرار الدولي، والتراجع الى شمال نهر الليطاني.
وفتح حزب الله جبهة "إسناد" لقطاع غزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية.
وبعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، كثّفت إسرائيل ضرباتها ضد حزب الله اعتبارا من 23 سبتمبر (أيلول)، وبدأت عمليات برية في جنوب لبنان اعتبارا من 30 منه.

مقالات مشابهة

  • بايدن يعلن وقف إطلاق النار في لبنان ويعد بالسعي لإنهاء الحرب بغزة
  • رغم موافقتها على الهدنة.. إسرائيل تستهدف منطقة الحمراء في بيروت
  • إسرائيل توافق على وقف إطلاق النار مع "حزب الله"
  • قبل الهدنة.. إسرائيل و"حزب الله" يتبادلان القصف
  • وزير الخارجية: لن يتحقق الأمن أو الاستقرار بالمنطقة دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
  • نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
  • نيويورك تايمز : إسرائيل تنقل تكتيكات غزة الى الضفة الغربية
  • مسؤول إسرائيلي: صفقة غزة قريبة.. وحماس "مستعدة للتنازل"
  • “فاينانشيال تايمز”: الحوثيون يجندون مرتزقة للقتال في روسيا
  • مسؤول إسرائيلي: صفقة غزة قريبة.. وحماس "مستعدة للتنازل"