بعد انتهاء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، من المرجح أن يشن الجيش الإسرائيلي عمليات موسعة في غزة، ما يهدد باحتمال اندلاع حرب إقليمية وقد يدفع الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغوط على حليفتها  تل أبيب، بحسب تحليل بموقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي ترجمه "الخليج الجديد".

وبشكل منفصل، أعلنت "حماس" وإسرائيل والوساطة القطرية الأربعاء عن اتفاق سيتم الإعلان عنه خلال 24 ساعة من بين بنوده: إطلاق "حماس" سراح 50 أسيرا إسرائيليا من الأطفال والنساء مقابل إطلاق إسرائيل سراح 150 أسيرا فلسطينيا من الأطفال والنساء.

كما يتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار لمدة 4 أيام في غزة، مع إمكانية تمديده مقابل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين، كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال "ستراتفور" إن إسرائيل، وبدعم من الولايات المتحدة، ستستأنف عملياتها العسكرية الكبرى لإعادة احتلال غزة، إذ تعتقد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن وقف إطلاق النار الدائم سيمّكن "حماس" من إعادة تجميع صفوف مقاتليها وشن هجمات جديدة على إسرائيل.

وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، قتلت "حماس" في مستوطنات محيط غزة، يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت نحو 239 ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.

ورأى "ستراتفور" أنه "بمجرد أن تحرر العملية الدبلوماسية أكبر عدد ممكن من الأسرى، سيستأنف البيت الأبيض دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية الكبرى في غزة دون خيارات أخرى للإطاحة بحماس من السلطة".

وتابع: "في حين أن الضغوط السياسية الداخلية (في الولايات المتحدة) قد تؤدي إلى محاولة إدارة بايدن إقناع إسرائيل من وراء الكواليس بتمديد وقف إطلاق النار أو إبطاء عملياتها العسكرية في جنوب قطاع غزة، فمن المرجح أن يدعم البيت الأبيض علنا تصرفات إسرائيل".

وزاد بأنه قبل بدء وقف إطلاق النار، "سمحت إسرائيل لجيشها ببدء عمليات في جنوب قطاع غزة، الذي تم إعلانه في السابق منطقة إنسانية، حيث يركز الجيش على الشمال. وبدأت الغارات الجوية على مشارف خان يونس، أكبر مدينة في جنوب القطاع".

اقرأ أيضاً

أحدهما "ساعة الحساب".. هدفان لنتنياهو من التصعيد مع حزب الله

إيران وإسرائيل

و"قد تتمكن إسرائيل من إنهاء عملياته البرية الرئيسية في الأسابيع المقبلة أو في بداية عام 2024"، كما أضاف "ستراتفور".

وشدد على أن "القوات الإسرائيلية ستظل بحاجة إلى مزيد من الوقت لمطاردة مقاتلي حماس الموجودين في نظام الأنفاق تحت الأرض".

واستدرك: "لكن الضغوط الدبلوماسية الأمريكية قد تتراكم على إسرائيل مع بداية عام 2024، إذا لم تنته العمليات القتالية الكبرى ولا يزال هناك خطر متصاعد لحرب إقليمية بين إسرائيل وإيران".

وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول، وشنت جماعات حليفة لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وأخرى في العراق وسوريا، هجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل؛ رفضا لقتلها أكثر من 13 ألف فلسطيني في العدوان على غزة واستمرار احتلالها لأراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود.

ولا ترغب الولايات المتحدة، وفقا لمراقبين، في اندلاع حرب إقليمية تضر بمصالحها في منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية للاقتصاد العالمي، وتهدد أمن حلفائها لاسيما في دول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط، وربما تقوض احتمال فوز بايدن بفترة رئاسية ثانية في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2024. 

ولليوم 46 يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 14 ألفا و128 قتيلا فلسطينيا، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلا و3 آلاف و920 امرأة، فضلا عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

اقرأ أيضاً

مستشار سابق بالبنتاجون يحذر بايدن: إما وقف حرب غزة أو صراع واسع ومعقد

المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: هدنة غزة عدوان إسرائيل حرب إيران الولایات المتحدة وقف إطلاق النار أکثر من

إقرأ أيضاً:

لماذا تتمسّك إسرائيل بممر فيلادلفيا؟

يبلغ عَرْض ممر فيلادلفيا 100 متر فقط وطوله 14 كيلومتراً، ما يعني أنه مجرد بقعة صغيرة. ومع ذلك، اكتسبَ خلال الأسابيع الأخيرة أبعاداً كبيرة.

قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كانت هذه البقعة الصغيرة الفاصلة بين مصر وغزة قناة رئيسة لتدفق الأسلحة والأموال إلى حماس. أما اليوم، فهي العقبة الأساسية في طريق التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.

وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي البريطاني جوزيف جوفي في مقاله بموقع "Unherd": بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المقترح لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، سيتعين على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من الممر. لكنّ ذلك يمثل معضلة. فإذا أخلينا الممر، سيعود الوضع إلى ما كان عليه. وستعيد حماس تشكيل صفوفها وستتسلح مجدداً، مُتحينةً فرصة أفضل لملاحقة اليهود "الشياطين" مرة أخرى. وسترجع إسرائيل إلى نقطة الصفر.
درس للتاريخ

ويقول الكاتب إن ما حصل يعتبر درساً للتاريخ . فبعد كل توغلٍ للجيش الإسرائيلي، كانت حماس تعود مُسلحة بعتادٍ وتدريب أفضل. واستخدمت ”حماس“ منافذ الهواء لبناء أنفاق مُحصَّنة تستوعب الشاحنات المُحمَّلَة بالعتاد.

#IsraelHamasWar | Netanyahu remains adamant on keeping a tight grip on Philadelphi Corridor

Mossad and Shin Bet chief oppose Netanyahu stance: Reports

Oliver Regan brings you this report

Watch more: https://t.co/wojetdIEnk pic.twitter.com/BDPYygB9dT

— WION (@WIONews) September 9, 2024

أيجعل هذا الوضع الحفاظ على الممر أمراً حتمياً؟ يتساءل الكاتب ويقول: "إستراتيجيّاً، نعم. ولكن ليس في دولة مثل إسرائيل، حيث خرجَ مئات الآلاف إلى الشوارع بعد قتل ستة رهائن، بينما لا يزال 101 منهم في غزة. سنبذل كل الغالي والنفيس لأجل إعادتهم إلى الوطن الآن ، طارحين جانباً أي أولويات استراتيجية يضعها نتانياهو".
ومع ذلك، يقول الكاتب، فالغضب المبرر لا يحلُّ المعضلة المروعة التي تواجهها إسرائيل: إما إنقاذ الأرواح أو نزع سلاح حماس، وإما ضمان وقف إطلاق النار أو الحفاظ على الممر. ولا ننسى أنَّ زعيم حماس يحيى السنوار لا يتطلع إلى وقفٍ دائم لإطلاق النار، ناهيك عن التوصل إلى تسوية مؤقتة. فهدفه هو إعادة حماس إلى السلطة.


اللعبة لن تنتهي

أما على المستوى التكتيكي، يضيف الكاتب، الحقيقة القاسية الغائبة عن أمَّةٍ معذبة واضحة، وهي أن حماس لن تفرج عن جميع الرهائن الـ 101 لسببٍ بسيط، وهو أنَّ قيمة كل إسرائيلي متبقٍ ستزيد. والأرجح أنهم سوف يتخلصون منهم ويحتفظون بالبقية الباقية ورقة مساومة لمواصلة الضغط ومقايضة الأرواح مقابل تنازلات. فهذه اللعبة لن تنتهي.
وتابع الكاتب: رغم معرفة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بذلك، ما يزال ينكر القيمة الاستراتيجية للممر. بصفته لواءً متقاعداً، ينبغي أن يكون يدرك ذلك. وبالمثل، يحتجُّ زعيم المعارضة بيني غانتس بأنَّ الجيش الإسرائيلي يمكنه العودة دائماً، وهذا صحيح. ولكن كم مرة اندفع الجيش الإسرائيلي إلى غزة دون جدوى؟ لطالما ازدادت كتائب القسام قوةً وحصلت على عتاد أكثر تطوراً.
والتاريخ أيضاً لا يؤيد المتفائلين المقتنعين بأن وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً سيفضي إلى الاستقرار. فالهدنة العربية الإسرائيلية التي استمرت عدة سنوات في عام 1949 لم تمنح هذه المنطقة الملعونة سوى استراحة مؤقتة لم تلبث أن تحولت إلى حروب عربية إسرائيلية ثلاث في 1956 و1967 و1973. فالهدنة، في نهاية المطاف، لا تنجح إلا عندما لا يمسي العدو المهزوم قادراً على القتال، كألمانيا عام 1918. والأهم من ذلك أن ”المقاومة الإسلامية“ ليست مهتمة باتفاقٍ دائم، وكذلك إيران التي تستغل حماس وحزب الله والحوثيين طرفاً مساعداً في حربٍ لا تنتهي ضد ”الكيان الصهيوني“.

The Fight for Control Over the Philadelphi Corridor

The increasingly bitter dispute has not just affected cease-fire talks but also destabilized a once-strong security partnership between Egypt and Israel.https://t.co/uLu6niKXhH

— ???? Gift Articles - Nothing but Gift Articles ???? (@springwatch2020) September 13, 2024

ولفت الكاتب النظر إلى أن هناك أيضاً درساً في هذا السياق يمكن أن تتعلمه واشنطن، لأن طموحات إيران تتضاءل أمام غزة أضعافاً مضاعفة. تُلاحق إيران بوكلائها "الشيطان الأصغر" إسرائيل، لكن الهدف الحقيقي هو "الشيطان الأكبر" أمريكا. فإذا ضربت إيران إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الوحيدة التي يُعوَّل عليها، فستلحق ضرراً بالولايات المتحدة. إنّ غزة ليست مواجهة محلية بين طرفين متكافئين، بل هي ”لعبة كبرى ثانية“، تُذكِّرنا بالمواجهة بين بريطانيا وروسيا في القرن التاسع عشر. ومع ذلك، تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً لأجل وقف إطلاق النار.
ولا يعني هذا أنَّ جو بايدن أو خلفه سيسهلان اتخاذ قرار. فنتانياهو المتلهف للبقاء في السلطة وخارج قضبان السجن يصرُّ على التشبث بشخصياتٍ مخزية كإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. فالأول يترأس حزب ”القوة اليهودية“ الذي يريد ”تطهير“ الضفة الغربية من العرب؛ أما الثاني فيقود حركة ”الصهيونية الدينية“ ويعتقد أن تجويع مليوني غزاوي ”مُبرَّر وأخلاقي“. لكنّ الطعن في أجندة نتانياهو الداخلية لا يطمس القضايا الإستراتيجية التي تصحُّ فيها وجهة نظره.
لنتخيل مثلاً سيناريو تتخلى فيه إسرائيل عن ممر فيلادلفيا. ستتدفق مليارات الدولارات إلى القطاع لإعادة الإعمار. وبعد إعادة الإعمار، ستُحدِّد حماس الأطراف التي ستُوزَّع عليها هذه المعونات لاستعادة السيطرة والولاء. وفي ظل قُرب إيران، ستعيد ”المقاومة“ بناء الأنفاق، وتعيد التسلُّح وتستعد للضربة التالية.


الردع الموثوق

والآن، لنقارن هذا السيناريو بسيطرة إسرائيل على فيلادلفيا على المدى البعيد، حيث ينفِّذ سلاح البحرية دوريات على الساحل ويحوم سلاح الجو في السماء. وبتأمين جناحه الجنوبي، يستطيع الجيش التركيز على تهديد حزب الله الأقوى بكثيرٍ في الشمال. ومن شأن الردع الموثوق أن يوقظ حسن نصر الله في لبنان وعلي خامنئي في إيران، مما يصب في صالح الولايات المتحدة أيضاً.

ومضى الكاتب يقول: "لا يخفى على أحد أن الشارع العربي يريد تحييد حماس التي تمثل بديلاً لإيران. فمصر لن تمزق معاهدة سلام عمرها 45 عاماً. وحتى الأربعين ألف قتيل من غزة الذين روَّجَت لهم وزارة الصحة التابعة لحماس لم يزعزعوا التحالف الضمني بين إسرائيل وحلفائها العرب. لكن في دولة ديمقراطية مثل إسرائيل، يمكن أن يطغى الإنهاك والقلق والغضب بشأن الرهائن القتلى على مَنْطِق الدولة.
ولا تعاني الأنظمة الاستبدادية مثل حماس وإيران من هذه القيود. فلننظر وحسب إلى لعبتهما القاتلة. أرادت حماس التضحية بجماهيرها لإثارة العالم ضد الدولة اليهودية. ونجح الجزء الأول على أكمل وجه. فإسرائيل معزولة ومُعاقَبَة ومكروهة. والآن نحن في المرحلة الثانية التي تقتل حماس فيها الرهائن لإضعاف معنويات إسرائيل وشل حركتها. وهذه المناورة المميتة تؤتي ثمارها أيضاً". 

مقالات مشابهة

  • عاجل. ترامب: خطاب بايدن وكامالا هاريس وراء إطلاق النار علي
  • نجل ترامب يكشف تفاصيل حول محاولة اغتيال محتملة لوالده
  • إطلاق نار وانتشار أمني.. ماذا حصل في طرابلس؟
  • البيت الأبيض: بايدن وهاريس على إطلاع بحادثة إطلاق النار قرب ترامب
  • ترامب يطمئن مؤيديه بعد حادثة إطلاق النار.. ماذا قال؟
  • أول تعليق من بايدن وهاريس بعد حادث ترامب
  • لماذا تتمسّك إسرائيل بممر فيلادلفيا؟
  • بايدن: واشنطن ولندن ستواصلان العمل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة
  • جنرال إسرائيلي: جيشنا ينزف في غزة وعلينا الخروج سريعا
  • بايدن وستارمر يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين