أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

قبل أسبوع من اليوم، قدم "عزيز أخنوش"، رئيس الحكومة المغربية، ضمانته الشخصية، خلال اجتماع للأغلبية الحكومية بالرباط، من أجل حلحلة أزمة قطاع التعليم، الناتجة عن تمرير النظام الأساسي الذي جاء عكس انتظارات نساء ورجال التعليم.

ووعد أخنوش بتشكيل لجنة بين وزارية، تتألف من وزير التعليم، ووزير التشغيل، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، كما تعهد بترأس أولى اجتماعاتها مع ممثلي نساء ورجال التعليم، والهدف بطبيعة الحال، هو الوصول إلى حل توافقي ينهي مسلسل الاحتجاج والإضرابات، وبالتالي إنقاذ الموسم الدراسي الحالي من شبح "السنة البيضاء" الذي بات يلوح في أفق القطاع.

بيد أن ما حصل من تشويش "ممنهج" على مبادرة رئيس الحكومة، يؤكد بالملموس أن هناك جهات ما تصر على "صب الزيت في النار"، بهدف إفشال هذه المبادرة، بدليل التصريحات "المستفزة" التي أطلقها حليفه "وهبي"، الأمين العام لحزب الجرار، الذي أكد خلال اجتماع الأغلبية أنه "لا يمكن لأي كان أن يلوي ذراع الحكومة"، مشددا على أن هذه الاخيرة لن تتنازل أو تتراجع عن "نظام بنموسى" رغم كم الاحتجاجات التي شلت حركة التعليم بالمغرب.

هذه التصريحات "العشوائية" لزعيم حزب الجرار، زادت من غضب رجال ونساء التعليم، وساهمت في رفع منسوب الاحتقان بينهم، بل وطعنت في مصداقية مبادرة رئيس الحكومة الذي طالب المحتجين "باش يديرو النية"، قبل أن تزداد الأمور تعقيدا حينما أقدم مسؤولين بوزارة بنموسى على دعوة قادة المركزيات النقابية الأربع الأكثر تمثيلية، إلى جلسة أولى للحوار، الأمر الذي تسبب في حالة من الارتباك والتوتر، خاصة أن الكتاب العامين للنقابات سالفة الذكر، كانوا ينتظرون دعوة من رئيس الحكومة وليس وزارة التعليم التي أبعد وزيرها عن جولات الحوار، ما أفقد مبادرة أخنوش مشروعيتها ومصداقيتها.

الأمور عقب ذلك، ستزداد تعقيدا، وستساهم في تأجيج حالة من الغضب الشديد بين المحتجين، بعد أن تدخل رئيس مجلس النواب، التجمعي "الطالبي العلمي"، الذي تعهد بلعب دور الوساطة بين الأساتذة المضربين والوزارة الوصية، الأمر الذي أفقد مبادرة أخنوش مشروعيتها، وصار المشهد بحسب المحتجين، أشبه ما يكون بـ"لعب الدراري"، في إشارة إلى غياب تنسيق حكومي يروم حلحلة هذا المشكل، وأن كل طرف "كيلغي بلغاه".

وعلى ضوء كل ما جرى ذكره، يتضح بالملموس أن هناك جهات ما "مستفيدة من الوضع" تصر على إحباط مبادرة رئيس الحكومة الرامية إلى حل إشكالية الاضرابات المتواصلة لرجال ونساء التعليم، احتجاجا على نظام بنموسى، وهو ما يزكي ما قاله "يوسف علاكوش" خلال لقاء سابق خص به موقع "أخبارنا"، حينما أكد أن المشاكل التعليم غير مرتبطة بالميزانية، لأنها "كافية ويشيط الخير" وفق تعبيره، وإنما المشكل في الحكامة وتدبير هذه الميزانية، التي تسيطر عليها جهات ما، توزعها في صفقات (على المقاس)، لا يستفيد منها لا التلميذ ولا الأستاذ، وهذا هو أكبر إشكال تواجهه الوزارة وفق تعبيره.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: مبادرة رئیس الحکومة

إقرأ أيضاً:

قطرة بألف معاناة : أزمة نقل المياه وندرتها في قطاع غزة

بين الدمار والحصار ، تبرز معاناة سكان قطاع غزة في الحصول على المياه كإحدى أقسى صور الأزمة الإنسانية ، فالحصول على دلو ماء بات رحلة يومية شاقة ، تكشف حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل شح الموارد وتدمير البنية التحتية.

إلى جانبِ ذلك ، تعاني غالبية المناطق في غزة من انقطاع شبه تام في إمدادات المياه ، بعد أن تعرضت شبكات المياه والصرف الصحي لأضرار جسيمة نتيجة العدوان المتكرر ، وفي ظل هذا الواقع ، يلجأ الأهالي إلى تعبئة المياه من صهاريج متنقلة أو مراكز توزيع محدودة ، وغالبًا ما تكون المياه غير صالحة تمامًا للشرب .

وأشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن 97% من المياه الجوفية في قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك البشري ، نتيجة التلوث بمياه الصرف الصحي وارتفاع نسب الملوحة .

تقول أم رامي، وهي أم لسبعة أطفال : " نحمل قِربات المياه من مسافة بعيدة كل يوم … أحيانًا لا نجد ما يكفي للشرب ، فنتقاسم القليل بيننا ، ونؤجل الاستحمام وغسل الملابس لأيام ."

إلى جانبِ ذلك ، تتحول عملية نقل المياه إلى عبء يومي ثقيل ، لا سيما على النساء والأطفال الذين يتحملون الجزء الأكبر من هذه المهمة ، الأطفال ، الذين يُفترض أن يكونوا في المدارس ، يقضون ساعات طويلة في انتظار دورهم لملء عبوات المياه ، ما يؤثر على تعليمهم وصحتهم .

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن كمية المياه النظيفة المتاحة للفرد في غزة لا تتجاوز 10 لترات يوميًا ، في حين أن الحد الأدنى الموصى به دوليًا هو 50 لتراً للفرد .

وأكد مختصون على أن غالبية المياه المتوفرة غير آمنة للاستخدام البشري ، ما يعرّض السكان لأمراض معوية وجلدية ، وقد رُصدت زيادة في حالات الإسهال ، والتهابات الكلى ، والأمراض المرتبطة بسوء النظافة ، خصوصًا في المخيمات المكتظة .

من جهةٍ أخرى دعت منظمات دولية إلى ضرورة تأمين مياه نظيفة وآمنة لسكان غزة بشكل عاجل ، و فتح المجال لإدخال المعدات اللازمة لإصلاح شبكات المياه ومحطات التحلية ، لكن حتى الآن ، تبقى هذه المطالبات دون استجابة فعلية .

صرخة من قلب العطش

"نحن لا نطلب رفاهية… نريد فقط ماءً نظيفًا نحيا به"، بهذه الكلمات تختصر سيدة نازحة معاناتها ، ففي غزة ، لا تُقاس الكرامة بالكهرباء أو الإنترنت، بل بقدرة الإنسان على شرب ماء نظيف .

المصدر : غزة – هيا اللدعة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية طفولة بلا حضن : أطفال غزة بين اليُتم والحرمان 39 شهيدا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية صحة غزة: مرضى الكلى يواجهون خطر الموت   الأكثر قراءة حماس: أي مقترح لا يأخذ في الاعتبار مصالح شعبنا لن يكون قابلا للتنفيذ عـن لـعـنـة الـعـنـاد جمعية العودة تناشد العالم: أوقفوا الإبادة في غزة.. لم يعد للحياة معنى غزة: القطاع دخل مرحلة الانهيار الإنساني عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • أونروا تكشف عن أزمة إنسانية مروعة في غزة
  • أخنوش يقف على تقدم تنزيل خارطة التشغيل ويؤكد أنها أولوية حكومية
  • رئيس مصلحة الضرائب تكشف الأهداف الأساسية لمبادرة التسهيلات الضريبية
  • رئيس الوزراء: 2.6 مليون تدخل جراحي ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار.. والرحلة مستمرة
  • وزير الدفاع يبلغ الحكومة الهولندية: يجب وضع حد نهائي لإرهاب مليشيا الحوثي الذي لم ينجُ منه أحد
  • قطرة بألف معاناة : أزمة نقل المياه وندرتها في قطاع غزة
  • التقدم والاشتراكية: سبب الخوف من مبادرة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق سيظل سؤالاً شعبيًّا يُطاردُ الحكومة ورئيسها
  • المخرج خالد مهران يقدم مبادرة "المنتج الواعي" إلى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام
  • أخنوش يستأنف جولات الحوار الإجتماعي و موخاريق أول الواصلين إلى مقر رئاسة الحكومة