الشيخ الدكتور الحبر يوسف نور الدائم علم من أعلام اللغة العربية، شاعر وأديب وفقيه، صاحب فصاحة وبيان، وأحد علماء السودان الكبار ودعاته، متضلع في علوم القرآن وتفسيره، وُصف بأنه خليفة أستاذه العلامة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب المجذوب.

المولد والنشأة

ولد الحبر يوسف نور الدائم في الأول من أبريل/نيسان 1940 بقرية السروراب بالريف الشمالي لمدينة أم درمان لأسرة متدينة في بيئة شاعرة.

التكوين العلمي

تلقى تعليمه الأولي بحي العرب والوسطى بأم درمان، ثم مدرسة وادي سيدنا الثانوية العليا بالمدينة نفسها. وكان الأستاذ أحمد علي النويري والبروفيسور عبد الله الطيب من بين أساتذته، وأولاه الطيب رعاية خاصة بعدما توسم فيه تميزا ونجابة، وتحولت الرعاية لاحقا إلى صداقة متينة.

حصل بعدها على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب جامعة الخرطوم بمرتبة الشرف الأولى عام 1965. سافر في بعثة علمية إلى المملكة المتحدة، حيث أتقن اللغة الإنجليزية من دون أن يفقد أصالته السودانية، وحصل عام 1969 على درجة الدكتوراه بقسم الدراسات الإسلامية من جامعة أدنبره بأسكتلندا بأطروحة عن الإمام الطبري. وله مشاركات علمية في عدد من الدول والقارات.

النشاط المهني

عمل الحبر يوسف أستاذا في قسم اللغة العربية في كلية الآداب، وصار لاحقا رئيسا له وأستاذا مشاركا. وبالموازاة مع عمله الأكاديمي، كان عضوا بالمجمع الفقهي منذ تأسيسه، وعضوا دائما في مجلس أمناء الزكاة.

نشط في إلقاء المحاضرات وتقديم برامج إذاعية، وأبرزها برنامج "سحر البيان" بالإذاعة السودانية الذي تناول فيه وجوه التأويل والبيان في القرآن الكريم، وبرنامج "أحسن الحديث" بقناة الشروق السودانية.

النشاط السياسي

اهتم بالعمل الإسلامي وانخرط في صفوف الحركة الإسلامية منذ بداية الدراسة الثانوية، وكان عضوا بارزا في نشاطها داخل السودان وخارجه.

انضم للتيار والمجموعة التي أعطت الأولوية للتربية والتكوين، وكان قد كونها البروفيسور مالك بدري بعد مؤتمر 1969، وشارك قبل ذلك في "ثورة أكتوبر/تشرين الأول 1964".

نشط في العمل الدعوي في كل بلاد السودان، واعتقل مرتين وأخرجته الجماهير من سجن كوبر بعد إسقاط حكم جعفر النميري، الذي قال في أحد لقاءات ما سميت بالمكاشفة عام 1979 "بعض الناس يمسك العصا من النصف، ونحن الولاء عندنا للثورة والاتحاد الاشتراكي"، فرد عليه الحبر يوسف بمحاضرة حاشدة، مما قال فيها "إننا لا نعرف ولاء إلا لله وللرسول والمؤمنين".

انتخب مراقبا للإخوان المسلمين في السودان في مارس/آذار 2008 خلفا للشيخ صادق عبد الله عبد الماجد. كما انتخب عضوا في المجلس الوطني (البرلمان السوداني)، واختير رئيسا للجنة التعليم لدورتين.

الإنتاج العلمي

رغم علو كعبه وتخصصه وسعة علمه في اللغة العربية والشعر العربي وعلوم القرآن والتفسير والفقه، كان مقلا في التأليف حتى وصف بأنه "شاعر جزل، لكنه مقل في عصر مطنب".

لم يخلف إلا ديوانا مطبوعا بعنوان "أنفاس القريض" يضم 25 قصيدة، وكتيبات بعنوان "من نور القرآن" تتضمن تلخيصا لما قدمه في برنامج "أحسن الحديث".

قيل عنه

لما همَّ البروفسور الراحل عبد الله الطيب بالسفر إلى المغرب للتدريس، عاتبه المقربون على تركه التدريس بجامعة الخرطوم القديمة، فرد عليهم بأنه ترك فيها خلفه تلميذه الأثير الحبر يوسف، ونقل عنه في رواية أخرى "تركت فيهم الحبر".

قال عنه الدكتور عصام البشير، العالم والداعية ووزير الأوقاف السوداني الأسبق، كان الشيخ الحبر "ماهرا في لغة العرب، أديبا وشاعرا وفحلا في علوم العربية نحوا وصرفا وبلاغة، ومن أكثر الشعراء الإسلاميين الذين أعطوا مكانة ونصيبا مقدرا لقضية الأسرة".

الوفاة

توفي الشيخ الدكتور الحبر يوسف نور الدائم في أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم يوم الأحد 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 عن عمر ناهز 83 عاما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: اللغة العربیة عبد الله

إقرأ أيضاً:

(تقدم) ترحب بدعوة الخارجية المصرية لعقد مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية يومي ٦-٧ يوليو بالقاهرة

ترحب تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بدعوة وزارة خارجية جمهورية مصر العربية لعقد مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية يومي ٦-٧ يوليو بالقاهرة، لمناقشة موضوعات وقف الحرب ومعالجة الأزمة الانسانية وسبل التهيئة للمسار السلمي لحل الأزمة،

تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)
بيان
ترحب تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بدعوة وزارة خارجية جمهورية مصر العربية لعقد مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية يومي ٦-٧ يوليو بالقاهرة، لمناقشة موضوعات وقف الحرب ومعالجة الأزمة الانسانية وسبل التهيئة للمسار السلمي لحل الأزمة، وفي هذا السياق فإننا نعرب عن شكرنا وتقديرنا لجمهورية مصر العربية على هذا المجهود من أجل دفع خطوات إنهاء الحرب في السودان.
يأتي هذا الترحيب في إطار سعينا الدؤوب للمساهمة في تعزيز مجهودات إحلال السلام في السودان، ومن هذا المنطلق سوف تلبي مكونات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) دعوة المشاركة في المؤتمر للمساهمة الجادة في بحث سبل انهاء الصراع المسلح واحلال السلام المستدام في بلادنا.
ستعمل مكونات (تقدم) على الدفع بأولوية معالجة الكارثة الانسانية الماحقة التي يعاني منها شعبنا في داخل البلاد وفي مناطق النزوح واللجوء، كما ستطرح رؤاها حول كيفية تسريع جهود الحل السلمي للنزاع في السودان.
الأمانة العامة
١ يوليو ٢٠٢٤م  

مقالات مشابهة

  • مؤتمر القاهرة.. الفرصة الأخيرة للقوى السياسية السودانية
  • رويترز: توسيع نطاق استجابة الأمم المتحدة للأزمة السودانية ليشمل ليبيا وأوغندا
  • قيادي في (تقدم) السودانية لـAWP: لا جلوس مع المؤتمر الوطني ويجب أن تكون السلطة للمدنيين
  • التوافق السياسي السوداني: تأملات واقتراحات
  • (تقدم) ترحب بدعوة الخارجية المصرية لعقد مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية يومي ٦-٧ يوليو بالقاهرة
  • سامح شكري: أي حل سياسي لابد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة دون إملاءات أو ضغوط خارجية
  • «تقدم» ترحب بالمشاركة في مؤتمر القوى السودانية بالقاهرة
  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!
  • خيار الادارة السودانية المؤقتة في المهجر
  • مؤتمر القاهرة ومحددات الحوار السوداني