دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتمتع دولة أذربيجان العابرة للقارات، التي تزخر بالموارد الطبيعية، وتحتل موقعا متميزا على حدود أوروبا وآسيا، بتاريخ رائع.

ولطالما طمع بـ"أرض النار" الغزاة الأسطوريين مثل الإسكندر الأكبر وتيمورلنك، والإمبراطوريات الممتدة مثل الأخمينية، والرومانية، والعثمانية، والصفوية، وروسيا القيصرية - ناهيك عن الممالك والسلالات المحلية التي لا تُعد ولا تُحصى.

وقد ترك كل ذلك بصماته على الثقافة، والمطبخ، والفولكلور، والعقلية في أذربيجان الحديثة. وفي الوقت ذاته، لا يزال هناك المزيد من التذكيرات الملموسة لوجودهم مثل وفرة القلاع، والحصون، والأبراج المحصنة الموجودة في جميع أنحاء البلاد، من مراكز المدن إلى قمم الجبال النائية.

يقول إلتشين علييف، وهو مهندس معماري ومؤلف محلي بارز، قام  بتأليف كتاب للأطفال حول قلاع البلاد: "كانت أذربيجان معبرا للعديد من طرق التجارة في العالم منذ آلاف السنين، بما في ذلك طريق الحرير العظيم".

ويضيف: "منذ آلاف السنين، مرت العديد من الشعوب، والثقافات، والعادات من هنا، وكذلك عاشت واستقرت هنا".

وتجسد المباني التي تركها هؤلاء وراءهم "التاريخ المرئي لبلدنا. فهي بمثابة شاهد صامت على العديد من أحداث تاريخنا الغني، سواء خلال فتراته الناجحة أو المأساوية"، حسبما ذكره علييف.

وفي كثير من الأحيان، من أجل فهم الأحداث التاريخية، تحتاج إلى أن تتواجد في المكان الذي وقعت فيه، لتعيش أجواء تلك الفترة، وتنتقل عبر الزمن إلى قرون عديدة، "كما لو كنت في آلة زمن أو على سجادة سحرية"، حسبما قاله علييف.

ولا يزال هذا الإرث المعماري القوي غير مستكشف بسبب تاريخ أذربيجان في القرن العشرين.

ويشرح علييف أنه "تم هجر العديد من [القلاع]، ولم يتم إجراء أي تنقيب عن آثار هناك - خلال الاتحاد السوفييتي، إذ لم تكن دراسة تاريخ الجمهوريات الوطنية موضع ترحيب".

لكن القلاع غير المستكشفة تعني أيضًا أنها غير مستغلّة، وتقدّم اليوم للزوار المغامرين لمحة عن التاريخ الحي للبلاد والتراث متعدد الثقافات، بلا تزاحم حشود من السياح بجانبهم.

إليك 10 مواقع عليك إضافتها إلى قائمة وجهاتك في أذربيجان المدينة القديمة في باكو  المدينة القديمة في باكو Credit: Azerbaijan Brand Center

ليس عليك السفر بعيدًا لرؤية تاريخ أذربيجان المثير للإعجاب. ويعد قلب عاصمتها، باكو، في حد ذاته قلعة من العصور الوسطى، أدرجت في عام 2000 كموقع للتراث العالمي لليونسكو. وتمتلئ الأزقة الشرقية الضيقة والمنازل التي يعود تاريخها إلى قرون مضت في هذا الحي الصاخب بالحمّامات التاريخية، والمساجد، والخانات، والقصور.

كما تلوح في الأفق أيقونة باكو القديمة، أي برج العذراء، بالقرب من بحر قزوين. ولا يزال شكل البرج الغامض يثير الجدل حول أصوله.

قلعة ماردكان المربع قلعة ماردكان المربعCredit: Boris Masyura/Alamy Stock Photo

وتنتشر شمال باكو، سلسلة من القلاع الصغيرة حول شبه جزيرة أبشيرون، وتمتد إلى بحر قزوين.

وفي العصور الوسطى، شكّلت تلك القلاع نظامًا دفاعيًا موحدًا يحرس طرق التجارة الرئيسية ويحمي الخط الساحلي من الغزو، وتقول الأسطورة إنها كانت جميعها مرتبطة عبر أنفاق تحت الأرض.

أما إحدى أفضل القلاع المحفوظة فهي قلعة ماردكان المربع الواقعة في قرية ماردكان التاريخية، التي بناها حاكم أسرة شيرفانشاه أخسيتان الأول في أواخر القرن الثاني عشر. ويوجد في الداخل فناء وبرج يبلغ ارتفاعه 22 مترا.

قلعة جيراق قالا قلعة جيراق قالاCredit: Boris Masyura/Alamy Stock Photo

تمثل الأجزاء المحصنة من برج وجدار في منطقة شمال شرق شبران، أقدم قلعة ضمن هذه القائمة، ومن المفترض أن يعود تاريخها إلى القرن السادس وعصر الإمبراطورية الساسانية.

ولا يمكن الوصول إليها عن طريق البر، ويجب على المسافرين القيام برحلة إلى موقعها الدرامتيكي فوق نتوء صخري، ولكن المكافأة تتمثل في إطلالات رائعة على البحر.

يُعتقد أن قلعة جيراق كانت موقع مراقبة على طول جدار جلجيلشاي، وهو نظام دفاعي ضخم مصمم لمنع التوغلات من قبل القبائل البدوية الشمالية عبر ممرات جبال القوقاز وساحل بحر قزوين.

قلعة شاكي  قلعة شاكي Credit: AlizadaStudios/iStock Editorial/Getty Images

تُعد هذه القلعة الواسعة الواقعة عند سفح جبال القوقاز جزءًا رئيسيًا من مركز شاكي التاريخي المدرج ضمن قائمة اليونسكو.

وقد شُييدت في منتصف القرن الثامن عشر، وكانت تضم المقر الإداري لخان شاكي (1743-1819) وكانت فسيحة بما يكفي لاستيعاب حوالي 40 مبنى، بالإضافة إلى النوافير والحدائق.

المصدر: CNN Arabic

إقرأ أيضاً:

التخاذل الأمريكي لحظة مفتاحية في القرن 21

من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يوم 28 سبتمبر 2015: أرى أن بعض الأطراف (قاصدا بوتين) تبذل كل مساعيها الدبلوماسية لإدخال بشار الأسد طرفا في مسار التفاوض السياسي حول مستقبل سوريا. إلا أنه لا يمكن أن يكون ثمة تعامل وتعاون بين الضحايا والجلاد. الأسد هو أصل المشكلة، ولا يمكنه أن يكون طرفا في الحل. ثم قال في مؤتمر صحافي في اليوم ذاته: لا بد أن يرحل الأسد حتى تتمكن المعارضة وأجهزة النظام من التوصل للتوافق اللازم، ولا بد أن تتوقف فورا أعمال القصف التي يمارسها نظام بشار الأسد اليوم في ظروف بالغة الفظاعة.

صحيح أن العرب درجوا على الاستخفاف بمثل هذه المواقف الغربية وحسبانها مجرد كلام. ولكن الحقيقة أن أولاند كان جادا في إرادة إسقاط النظام الأسدي في أعقاب استخدامه للأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري. والدليل أن أولاند اتفق مع أوباما يوم الجمعة 23 أغسطس 2013 على شن غارات جوية على المواقع الاستراتيجية للنظام بهدف إسقاطه. وكان القرار أن تبدأ العملية في الواحدة من فجر الأحد. وفعلا أصدر أولاند الأمر لسلاح الجو الفرنسي بالاستعداد لشن الغارات في الموعد المحدد. إلا أنه فوجئ بأوباما يهاتفه يوم السبت قائلا: لقد فكرت في الأمر مليا وارتأيت آخر الأمر أن من الأفضل أن أطلب موافقة الكونغرس. عندها أجاب أولاند: هذا قرارك السيادي، ولكنك إذا عرضت الأمر على الكونغرس فهذا يعني أن العملية لن تقع!

ولهذا قالت الصحافة الفرنسية آنذاك إن أوباما خذل أولاند. إلا أن الأمر أخطر من مجرد خذلان رجل لرجل. إنه خيانة للعهد الذي قطعه على نفسه رئيس القوة العسكرية العظمى. فقد التزم أوباما بقَسَم سياسي لما توعّد سفاح دمشق بأن استخدام السلاح الكيميائي خط أحمر وبأن تجاوزه سوف يعرضه للعقاب العسكري. ولكن الرئيس الأمريكي نكص على عقبيه ونكث بقسمه السياسي. والغريب أن أوباما ظل في الأعوام التالية يعلن بملء فيه أنه «لا يجوز دعم طغاة من أمثال الأسد بذريعة أن البديل سيكون أسوأ»! أما الأغرب فهو أن أوباما قرر، مختارا، الحد من سلطاته وتعطيل قدرته على الفعل بينما يجمع المراقبون على أن كل الرؤساء الأمريكيين بلا استثناء قد عملوا، على مدى العقود الستة الماضية، على توسيع سلطاتهم على حساب الكونغرس.

وفي التعليق على ما حدث عام 2013، قال أولاند قبل أيام إن عدول أوباما عن شن العمليات العسكرية في سوريا لم يتح إطالة عمر نظام بشار فحسب، بل إنه مهد الطريق أيضا لتدخل روسيا وتمكنها في سوريا. ثم أصدر أولاند هذا الحكم: إن قرار أوباما عدم التدخل العسكري في سوريا إنما يمثل «لحظة مفتاحية في تاريخ القرن الحادي والعشرين، ذلك أن ثمة أحداثا لا نستطيع قياس أثرها عند حدوثها». فقد كان لهذا القرار، أو بالأحرى اللاّ-قرار، نتائج مشهودة في المنطقة مثلما نرى اليوم، ولكن كان له نتيجة أخرى هي أنه كشف لبوتين أن أمريكا، والدول الغربية عموما، لا عزم لها على التدخل في الخارج. ولهذا أقدم بعد شهور من ذلك على مهاجمة أوكرانيا والاستحواذ على جزيرة القرم والسيطرة غير المباشرة على منطقة دونباس.

ويقتضي الإنصاف القول إن أولاند كان أكثر من ساركوزي وماكرون ثباتا على المبدأ بشأن وجوب الحزم في التعامل مع كل من بشار وبوتين. صحيح أن الأحداث بدت كما لو أنها تفند موقفه، حيث بقي بشار في الحكم زمنا إضافيا بسبب القرار الروسي بتعويمه فوق بحر الدماء السورية التي أراقها وهو يقهقه بكل سماجة، ولكن سقوط النظام أثبت أن أولاند كان على صواب، وأن موقفه كان سائرا في الاتجاه الصحيح للتاريخ، بينما كان موقف أوباما المتخاذل منافيا للمبدأ الأخلاقي والمنطق التاريخي.

هذا، ورغم أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان وزعيم اليسار الراديكالي جان-لوك ميلنشون على طرفي نقيض، فإنهما كانا متحديْن في تأييد الطاغية وفي انتقاد موقف أولاند المناهض له. لوبان كانت تعدّه حصنا ضد «الجهاديين» وميلنشون كان معجبا بـ«علمانيته» ومناديا بضرورة التفاوض معه. ولكن الحقيقة هي أن لوبان ثابتة منذ القديم على تأييد الطغاة في كل مكان. أما ميلنشون، الألمعي التقدمي، فإن كراهيته المرَضية لكل ما هو أمريكي هي التي أعمته عن رؤية الآيات البيّنات.

(القدس العربي)

مقالات مشابهة

  • 6 نصائح ذهبية لتجعل سنة 2025 أفضل عام يمر عليك
  • نعم للإصلاح الامني والعسكري ولكن
  • افتتاح «خليجي 26».. «الخامس جماهيرياً» في القرن الحالي!
  • محافظ الغربية: المحلة الكبرى قلعة الصناعة ورمز العمل والإنتاج بالدلتا
  • فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة
  • بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • دعاء الصباح في آخر السنة للرزق.. 5 كلمات تصب عليك الخير صبا
  • التخاذل الأمريكي لحظة مفتاحية في القرن 21