أثير – مكتب أثير في القاهرة

أماطت حرب غزة اللثام عن وجه الغرب المتشدق بحرية التعبير، حيث رسب عن جدارة في اختبار غزة إنسانيا وأخلاقيا وإعلاميا.

وأظهرت ردود الفعل حيال المجازر الصهيونية على غزة البون الشاسع بين التنظير الغربي لنظريات حقوق الإنسان، واحترام حرية الرأي والتعبير، وبين التطبيق الذي يضع كل هذه النظريات في الأدراج، ليحتل محلها قانون الغاب في أوج تجلياتها.

وفي الوقت الذي حاول فيه الإعلام الغربي، وبعض أبواق الإعلام العربي تجميل وجه الصهيونية، وتقديم الكيان المحتل لفلسطين بصورة واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، كشفت حرب غزة زيف هذه الإدعاءات، إذ بدت الصهيونية على وجهها الحقيقي بدون مساحيق التحميل الغربية، حيث التدمير والقتل ومعاداة الإنسانية.

وبينما ظل الغرب لسنوات طوال ينادي بغربلة المناهج الدينية بالدول الإسلامية، لتنقيتها مما أسماه معاداة اليهودية والصهيونية، لم يتوقف الكيان المحتل عن بث روح العنصرية في أجياله المتتالية، والتحريض على قتل الشعب الفلسطيني.

مؤخرا بثت وسائل التواصل الاجتماعي أغنية لمجموعة من صغار السن في الكيان الصهيوني، يحثون فيها جنود الاحتلال على إبادة كل شيء في غزة.

وعقب بث هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كانت” الأغنية تحت عنوان “سنبيد الجميع في غزة”؛ اضطرت لاحقا إلى حذفها، بعد أن أثارت ردودا عالمية غاضبة، بسبب ما تحمله من تحريض على القتل.

وتقول كلمات الأغنية:
ليل الخريف يهطل على ساحل غزة
الطائرات تقصف دمارا دمارا
هنا الجيش الإسرائيلي يعبر الخط
للقضاء على حاملي الصليب المعقوف “النازية”.

وقد دفع هذا الكاتب الأمريكي باتريك هيننغسن للقول أن الأمريكيين يحتاجون إلى فهم أن الصهيونية هي أيديولوجية عنصرية وإبادة جماعية، تماما مثل أي حركة أو طائفة أخرى للتفوق العرقي “.

وفي الوقت الذي تعج فيه كتب الغرب والكيان الصهيوني الدينية الفكرية بما يحرض على قتل المسلمين، ونهب أموالهم، لم تتوقف الدعوات الغربية عن حذف آيات القرآن الكريم، التي لا توافق هواهم، ومن ذلك توقيع 300 شخص في فرنسا بيانا نشرته صحيفة“ لو باريزيان ”قبل سنوات، اتهموا فيه المسلمون بالتطرف ودعوا علماء الإسلام أن يعلنوا الآيات القرآنية التي تتصل باليهود والنصارى والملحدين، ملغاة.

والغريب أن بعض الدول العربية شرعت في التجاوب مع هذه الدعوات، إذ ذكرت صحيفة جروزاليم بوست العبرية العام الماضي نقلا عن دراسة لمعهد لمبكت سى الصهيوني إنه تم إزالة آيات القرآن الكريم في المناهج التعليمية بدول عربية والتي تدعو إلى ما أسماه المعهد “معاداة السامية”، والآيات التي تصف تحول اليهود إلى قرود، وحذف الآيات القرآنية التي تحرم الصداقات مع اليهود والنصارى، والآيات التي تدين المثلية الجنسية”.

ويحذر الكثير من المفكرين من مغبة الانجرار وراء الضغوط الغربية لتمييع الدين الإسلامي، في وقت يتبارى الغرب في تكريس العنصرية والكراهية ضد العرب والمسلمين، حيث يرى الدكتور محمد الشافعي الأستاذ بجامعة الأزهر أن دعوات حذف التراث الإسلامى تأتي تحت دعوى مقاومة الفكر الداعشى، وهى دعوة حق يراد به باطل ، فبعد حذف التراث والسنة ستكون المطالبة بحذف آيات من القرآن التى فيها ذكر عن الجهاد والكفر إلخ، وعندها تكون أركان وأعمدة الإسلام إلى زوال، خصوصا للأجيال القادمة.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مكتب القاهرة

إقرأ أيضاً:

هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”

شهد اللقاء بين فلاديمير زيلينسكي ودونالد ترامب منعطفا غير متوقع. حيث دخل الزعيمان في جدل حاد أدى إلى رحيل الرئيس الأوكراني على عجل من البيت الأبيض.

وقد تميز اللقاء بين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، بتبادل حاد للكلمات بين الزعيمين. مما دفع الوفد الأوكراني إلى مغادرة البيت الأبيض قبل الموعد المخطط له. ونتيجة لذلك، لم يتم التوقيع على اتفاقية استغلال المعادن في أوكرانيا، كما كان مخططا له في البداية.

ولكن كل شيء بدأ بشكل جيد. قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس. من أهمية تصريحاته اللاذعة ضد نظيره الأوكراني، قائلا إنه “لا يستطيع أن يصدق” أنه ألقى مثل هذا الخطاب.

قبل أن يتوجه إلى البيت الأبيض، الجمعة، زار فولوديمير زيلينسكي مجلس النواب الأمريكي للقاء “وفد من الحزبين من مجلس الشيوخ الأمريكي”.

وبعد ذلك، تبادل الزعيم الأوكراني صورة شخصية مع بعض المشاركين، ومن بينهم السيناتور الديمقراطية إيمي كلوبوشار. وكتبت أن اللقاء كان “اجتماعا ثنائيا جيدا للغاية”. وختمت منشورها على X قائلة: “نحن نقف مع أوكرانيا”.

وتوجه بعد ذلك فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض حيث كان في استقباله نظيره الأمريكي.

وأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا “قريب إلى حد معقول”. وأشار دونالد ترامب أيضًا إلى العقد الخاص بالمعادن الأوكرانية الذي من المقرر أن يوقعه الزعيمان.

وبحسب قوله، فإن هذا “اتفاق عادل للغاية”. وأكد الرئيس الأوكراني أن ضيفه “يقف إلى جانب” أوكرانيا.

“أبرم صفقة أو سنتركك خلفنا”

لكن الوضع زاد سوءا بعد ذلك. ففي حال إجراء مفاوضات، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أنه لا يريد الاستسلام لفلاديمير بوتين. لكن دونالد ترامب رد بأنه سيضطر إلى تقديم “تنازلات”.

بداية مشهد من التوتر استمر لعدة دقائق رفع خلالها ترامب وزيلينسكي. ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أصواتهم وقاطعوا بعضهم البعض عدة مرات.

وانتقد دونالد ترامب بشكل خاص فولوديمير زيلينسكي، الذي جاء لطلب دعم واشنطن بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد روسيا. ووصفه بأنه “وضع نفسه في موقف سيئ للغاية”، وقال له إنه “لا يمسك بالأوراق”.

وهدد قائلا “إبرام صفقة (مع روسيا) أو سنترككم”، مشيرا إلى أنه سيكون “صعبا للغاية” التفاوض مع الزعيم الأوكراني.

وقال دونالد ترامب أيضا “عليكم أن تكونوا شاكرين (…) أنتم تلعبون بحياة ملايين البشر. أنتم تلعبون بالحرب العالمية الثالثة (…)”.

وأكد الرئيس الأمريكي مراراً وتكراراً على أهمية المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.

وتابع قائلا “تذكروا هذا: أنتم لستم في وضع يسمح لكم بإملاء ما نشعر به”. وقال رئيس الولايات المتحدة “لو لم تكن لدينا معداتنا العسكرية، لكانت هذه الحرب انتهت خلال أسبوعين”.

ترامب: زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام

ولم يتردد الرئيس الأوكراني، الذي بدا مندهشا بشكل واضح من هذا الارتفاع المفاجئ في لهجته. في محاولة تفسير موقفه، معتقدا أن الولايات المتحدة “سوف تشعر بتأثير” الهزيمة العسكرية الأوكرانية.

ثم سأل نائب الرئيس فانس، الذي اتصل به للتو: “هل سبق لك أن ذهبت إلى أوكرانيا لتشاهد مشاكلنا؟”

كما وجه نائب الرئيس الأمريكي كلمات قاسية للغاية لرئيس أوكرانيا.

وتساءل ترامب في حديثه لفولوديمير زيلينسكي: “هل تعتقد أنه من الاحترام أن تأتي إلى المكتب البيضاوي في الولايات المتحدة الأمريكية. وتهاجم الإدارة التي تحاول منع تدمير بلدك؟”.

وقال لفولوديمير زيلينسكي: “هل قلت كلمة شكرا مرة واحدة طوال هذا الاجتماع؟ لا (…). قدم بعض كلمات التقدير للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول إنقاذ بلدك”.

وأثارت هذه التصريحات استياء أوكسانا ماركاروفا، سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة. التي وضعت رأسها بين يديها وأظهرت انزعاجها الشديد.

ورغم أنه كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي مشترك، إلا أنه تم إلغاؤه في نهاية المطاف وغادر الوفد الأوكراني البيت الأبيض على عجل. ولم يتم توقيع الاتفاق بشأن المعادن والهيدروكربونات والبنية التحتية الأوكرانية. الذي سافر فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن من أجله.

وفي نهاية اللقاء، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شبكته الاجتماعية Truth Social أن فلاديمير زيلينسكي “أهان الولايات المتحدة الأميركية”.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتعمد “إبادة المدارس” لتدمير نظام التعليم بغزة
  • “حماس” تنشر قائمة بأبرز الانتهاكات الصهيونية لوقف إطلاق النار في غزة
  • ألمانيا تطالب “الكيان” برفع القيود الفورية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • وزير الشؤون الإسلامية يعتمد أسماء الفائزين بالمسابقة المحلية على “جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم” في دورتها الـ 26
  • “فليصمه”
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • اختلاف كبير.. الفرق بين أتى وآتى في آيات القرآن الكريم
  • “أخرجوا الجميع” – أسير صهيوني يناشد نتنياهو تنفيذ اتفاق غزة
  • السنة والشيعة .. بانوراما الضد والتوازن !
  • هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”