أنا مش شيخ يا جماعة.. تامر حسنى ينشر بوست بـ1000 خطبة عن الصلاة
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
نشر الفنان تامر حسنى، تعليقا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك يحث فيها الشباب على الصلاة.
وقال تامر حسنى : انت مش منافق انت مجاهد.. بوست طويل بس اللي هيقراه للآخر هيكون محتاجه جداً والله العظيم.. بخصوص الصلاه هحكي حاجة حصلت معايا حبيت أشارككم بيها للي يهمه الأمر.. في أكيد فيكم مش بيصلي أو بيقطع في الصلاة اللي بيقطع في الصلاه عايز أقول له : افضل قاوم شيطانك لحد ما تنتصر.
وأضاف تامر حسنى : في نوع تاني اللي بيقول “هبدأ من بكرا ” وميقدرش ويقول معلش بكرا وًميقدرش تالت وميقدرش عاشر أحب أقوله حتى لو عزمت النية 1000 مرة و مش بتنفذ.. ربنا بيفضل مستنيك بمنتهى الحب لأنه شايف مجهود نيتك في الإصرار على الرغبة، حتى لو مش قادر تنفذ هيجازيك خير برضو على رغبتك ، حتى لو منفذتش لسه وهيبقى مستنيك تاخد القرار ، وفاتحلك إيده بكل حب عشان تنطلق وتدخل في رحمته ومعيته ، في الوقت ده بيبقى حواليك ناس يا بيشجعوك ودول ناس تمسك بيهم، ويا ناس مش بتصلي ياريت تبعد عنهم هما مش عايزينك تصلي غيرو منك، لأنهم من جواهم مقتنعين بربنا بس بيكابروا فبيزعلوا عشان متبقاش أعلى منهم عند ربنا، حتى لو في شيء من الذنوب بتعملها عادي كلنا خطائين؟.
وتابع تامر حسني : اوعى تخليهم يقولولك يا عم انت بتعمل ذنب كذا وكذا، إزاي تصلي يا منافق لا وألف لا انت مش منافق أنت مجاهد لنفسك ولشيطانك، يعني في تحدي أكبر ثوابه أكبر بكتير عشان بقى خاطر ربنا غالي عندك ، وبتعمل اللي هو عايزه إنك تصلي و كل ما تغلط تروحله هو بيحب كده و هيسامحك عادي و لو غلط و روحتله ١٠٠٠ مره المهم ان كل مره يبقى عندك نية الارتقاء بنفسك معاه و تتصدق كتير صدقوني في قوه خارقه في تأثير الصدقه و في كل ذنب عليكم بالناس البسطاء فرحوهم اوي.
وأوضح تامر حسنى : ربنا هيفرحك أوي أوي أنا مش شيخ يا جماعة ومش بتكلم كفنان لا انا بتكلم كإنسان انا بقالي سنين يمكن من اكتر الناس اللي بتقرا في العالم في كل الاتجاهات انا فعلاً بصحى من النوم بثقف نفسي و كل حرف بعرفه و كل معنى جميل اعرفه بحب اوصله ليكم دي انسانيات عشان احنا كبشر اخوات لازم نقوي بعض.
وأضاف تامر حسنى : المهم الناس لازم تفرق بين معاملة البشر للبشر ومعاملة ربنا للبشر.. يعني البشر لو مسألتش فيه يومين هو مش هيسأل فيك ١٠ وهيردهالك بس ربنا مش كده اوعوا تشوفوا ربنا بيعاملنا كده .. ربنا يعني الرحمه كلها بالعكس بيفضل يناديلك كل يوم ٥ مرات و لسنوات و انت مش بترد و بيقولك انا اكبر من اللي بتعمله تعالى اصلحلك روحك و اشوف احتياجاتك و اشفيك و اريح قلبك و انت بتهمله ومش مره لا سنين كتير و كل يوم ٥ مرات ينادي بعظمته و جلاله وانت برضو مش بترد و نسمعه بيقول في الآذان الله اكبر يعني يا فلان مهما كنت بتعمل إيه ، أنا أكبر وأهم .. تعالى خد مصلحتك واعمل لروحك صيانة ومش ببلاش لا ده ربنا ساعتها بيكتبلك ملايين النجاحات والأموال والرحمات واسقاط الذنوب ويفديك و يشفيك و ينور بصيرتك كفايه اسمك هيبقى مع الناس اللي مكرمهم تحت معيته و حمايته و انت برضو مش بتروح و مش مقدر النعمه دي جرب تفهم و تحس ان لمًا نسمع آذان بيقول الله اكبر جرب انك تفهم المعني ان الله اكبر من اللي بتعمله دلوقتي حالاً و ان ربنا مستنيك تطلب منه عشان يرضيك و يشيل ذنوبك و مهما كنت بتغلط و ترجع تصلي عادي دا اصلاً لازم عشان تمسح الذنب اللي فات.
تامر حسنىواستكمل تامر حسنى : الصلاة والصدقة بيمحوا السيئة والصدقة بتطفئ غضب الرب يعني هتنضف وتمسح في مشوارك مع ربنا غلطه غلطه و كمان هيبدلهم ليك حسنات في احلى من كده بالذمه !!!؟؟؟ و ممكن في دعوه صادقه يمحوا ربنا كل ذنوب عمرك تخيلوا بقى … ده لو ميتنج مع مديرك و عارفين انه هيهزئنا بنروح جري طب تخيلوا مقابلة ربنا لدقايق بيرحمنا فيها و يسمع طلباتنا و عايزين ايه و يحقق لنا امنيات حلوه بمواعيده هو لعلمه المسبق بمصلحتنا و في امنيات بتتحقق فوراً لانها لمصلحتنا في الفور و كمان يشيل ذنوبنا معقول نسيب الميتنج ده هو احنا يعني عشان مش بنشوف النتيجه ساعتها !!! اطمنوا هو الحق و الصدق ثقوا في كل كلمه و كل وعد وعد بيه … يا جماعة في الآخره ربنا مش بس هيورينا اعمالنا لا هيورينا كمان هو شال من علينا ايه و فدانا بإيه هتعرفوا بقى قيمة الحمايه اللي ربنا كان عاملهالك بسبب صلاتك و رحمته هتبكي فرحاً من صدمة اللي هنشوفه، و على فكره حتى اللي مش بيصلوا هما برضو في رحمته و بيرزقهم املاً في ان يرجعوله ده هو اللي خالقهم و برضو بيرحمهم لانه رحيم بكل عباده بس اللي بيصلوا و يتصدقوا دول في معزه اخرى خالص و ياما شوفنا ناس بتحارب الصلاه و دلوقتي بيصلوا و بقوا حاجه رائعه ناس بيشتغلوا و وسطيين عارفين يعيشوها صح بين الدنيا و الاخره.
وأخير قال تامر حسنى : اوعوا تحسوا إن عشان في ناس في الزمن ده اتغيروا و بقوا بعيد أوي عن فكرة عبادة ربنا أصلاً وممكن يتريقوا عليك لو صليت أو صومت .. ده الموضوع ده يخليك لازم تصلي أكتر من الأول عشان ثوابك بقى أكبر بكتير، لأنك تحولت من مجاهد لنفسك لمدافع عن ربنا بتدافع عنه بقوه قدام ناس دانت كده كمان بقيت جندي من جنوده بتحارب عشانه و يا بخت اللي ربنا بيستخدمه و كمان لو ربنا هداهم بسببك شوف بقى هتقش حسنات قد ايه يابن المحظوظة.
واسترسل قائلا: هو دا صراع الدنيا هنآمن بربنا من غير ما نشوفه وهنعمل بالكنز اللي في القرآن اقسم بالله اقسم بالله اقسم بالله اللي عنده مصحف في بيته هو عنده الجنه و مش فاهمها عنده دليل واضح جواه اغلى من الكنز خصص في ال لايف ستايل عندك مهما كنت بتغلط عادي ربنا تواب وأفضل قلل من ذنوبك افضل قللها واحده واحده ده اسمه جهاد مع النفس يعني شيء عظيم ربنا شاهد على مجهودك فيه حتى لو روحت و جيت و روحت و جيت كل دي محاولات ربنا يحبك اكتر عشانها و هتكسب في الآخر إن شاء الله… ربنا وصلاته والصدقة وبر الوالدين وشغلك وأصحابك.. اهتم بكل دول اليوم طويل ٢٤ ساعه عيشهم صح يا صاحبي عادي والله في وقت و نص لكل دول.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تامر حسني الفنان تامر حسني اعمال تامر حسني اغاني تامر حسني حفل تامر حسني تامر حسنى حتى لو
إقرأ أيضاً:
لأئمة المساجد.. نص خطبة الجمعة مكتوبة اليوم بالأوقاف
يخطب أئمة مساجد وزارة الأوقاف، اليوم في خطبة الجمعة عن موضوع بعنوان: "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ"، حيث أوضحت وزارة الأوقاف أن الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو توجيه جمهور المسجد إلى احترام قدسية الإنسان – بنيان الله وصنعته، والتحذير من الانتقاص منه بأي لفظ أو إشارة.
حكم استعمال البخور ليلة الجمعة ؟ ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟ونشرت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة اليوم مكتوبة للتسهيل على الأئمة في التحضير لإلقاء خطبة الجمعة على مسامع المصلين في هذا اليوم المبارك.
وفيما يلي نص خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف بعنوان "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ":
أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ.. الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، إلهًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدًا، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَهَذِهِ أَنْفَاسٌ شَرِيفَةٌ وَكَلِمَاتٌ مُنِيفَةٌ خَرَجَتْ مِنَ الْفَمِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ لِصَحَابِيٍّ جَلِيلٍ -لَمْ يَكُنْ جَمِيلَ الْوَجْهِ- وَهُوَ سَيِّدُنَا زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) فِي مَوْطِنِ التَّقْدِيرِ وَالْإِجْلَالِ وَالتَّكْرِيمِ لِلإِنْسَانِ «وَلَكِنَّكَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ»، فَمَا أَعْظَمَهُ مِنْ شِعَارٍ يَعْرِفُ لِلإِنْسَانِ قِيمَتَهُ، وَيَقْدُرُهُ قَدْرَهُ، وَيَجْبُرُ خَاطِرَهُ، وَيُسْفِرُ لَهُ عَنْ قِيمَتِهِ وَقُدْسِيَّتِهِ! أَيُّهَا الإِنْسَانُ أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ.
أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ الكَرِيمُ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَزَكَّى نَفْسَكَ بِمَعْرِفَتِهِ، وَأَنَارَ عَقْلَكَ بِهِدَايَتِهِ، وَأَحَاطَكَ بِعِنَايَتِهِ، وَكَرَّمَكَ وَشَرَّفَكَ، وَحَمَلَكَ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ، وَفَضَّلَكَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكَ مِنْ وَافِرِ رِزْقِهِ وَعَظِيمِ عَطَائِهِ. أَيُّهَا الإِنْسَانُ «أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ»؛ خَلَقَكَ اللهُ تَعَالَى وَشَرَّفَكَ بِعِبَادَتِهِ وَذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ، وَأَمَرَكَ بِالسَّعْيِ إِلَيْهِ، وَالتَّقَرُّبِ لِحَضْرَتِهِ، وَأَخْرَجَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَسَخَّرَ لَكَ الأَسْبَابَ وَالثَّرَوَاتِ وَالكُنُوزَ، وَفَتَحَ لَكَ آفَاقَ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ، وَعَلَّمَكَ مَنَاهِجَ الفِكْرِ وَالتَّدَبُّرِ وَالتَّأَمُّلِ؛ حَتَّى تُعَمِّرَ الأَرْضَ، وَتَصْنَعَ الحَضَارَةَ، وتَبْنِيَ الدُّنْيَا، وَرَبُّكَ -سُبْحَانَهُ- رَحِيمٌ بِكَ، مُقْبِلٌ عَلَيْكَ، يَلْحَظُكَ بِعَيْنِ عِنَايَتِهِ، فَأَنْتَ عَبْدٌ لِرَبٍّ حَكِيمٍ، يَرْعَاكَ، وَيَتَوَلَّاكَ، وَيَتَوَلَّى هُدَاكَ، فَمَهْمَا ضَاقَتْ فَرَبُّكَ هُوَ الوَاسِعُ، وَمَهْمَا اسْتَحْكَمَتْ فَرَبُّكَ هُوَ الفَتَّاحُ، وَمَهْمَا أَظْلَمَتْ فَرَبُّكَ هُوَ النُّورُ!
وَهُنَا يَظْهَرُ مَعْنًى جَلِيلٌ، وَأَمْرٌ جَلَلٌ عَظِيمٌ، إِنَّ هَذَا الإِنْسَانَ المُكَرَّمَ المُبَجَّلَ لَا يَجُوزُ الانْتِقَاصُ مِنْهُ بِأَيِّ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ إِشَارَةٍ، وَالمُتَأَمِّلُ فِي سُورَةِ الحُجُرَاتِ يَجِدُ نَوَاهِيَ أَكِيدَةً وَزَوَاجِرَ شَدِيدَةً لِكُلِّ مَنْ تُسَوِّلُ لَهُ نَفْسُهُ الانْتِقَاصَ مِنَ الإِنْسَانِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}.
هَذَا هُوَ الإِنْسَانُ فِي مِيزَانِ اللهِ تَعَالَى، هُوَ بُنْيَانُ اللهِ تَعَالَى وَصَنْعَتُهُ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى حُرْمَتَهُ أَعْظَمَ المُقَدَّسَاتِ، والانْتِقَاصَ مِنْهُ مِنْ أَشَدِّ المُحَرَّمَاتِ، فَكَيْفَ يَجْسُرُ إِنْسَانٌ عَلَى أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ عَظَمَةِ مَا عَظَّمَهُ اللهُ؟! إِنَّ كُلَّ صُوَرِ الإِسَاءَةِ لِلإِنْسَانِ مُحَرَّمَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ أَشْكَالِ النَّيْلِ مِنْ كَرَامَةِ الإِنْسَانِ مُجَرَّمَةٌ، إِنَّهَا اعْتِدَاءٌ وَظُلْمٌ وَتَجَاوُزٌ عَظِيمٌ، وَإِذَا أَرَدتَ أَنْ تَعْرِفَ قَدْرَ الإِنْسَانِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَانْظُرْ هَذَا الرَّدَّ الإِلَهِيَّ الَّذِي جَبَرَ خَاطِرَ سَيِّدِنَا بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَحِينَما خَرَجَتْ كَلِمَةٌ نَابِيَةٌ جَارِحَةٌ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ مِنَ الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فِي حَقِّ سَيِّدِنَا بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (أَمَا وَجَدَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ هَذَا الغُرَابِ الأَسْوَدِ مُؤَذِّنًا؟)، فَكَانَت ازْدَرَاءً وَتَنْقِيصًا لِعَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ البَشَرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، هُنَا جَاءَتِ الرِّسَالَةُ الإِلَهِيَّةُ لِلدُّنْيَا بِأَسْرِهَا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
إِنَّ هَذَا المَوْقِفَ المَشْهُودَ رِسَالَةُ طَمْأَنَةٍ، وَإِعَادَةُ ثِقَةٍ لِلإِنْسَانِ، نِدَاءٌ لمَن ابْتُلِيَ بِمَنْ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهِ أَوْ يَسْخَرُ أَو يَتَنَمَّرُ بِشَكْلِهِ أَوْ هَيْئَتِهِ أَو طَرِيقَتِهِ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَإنَّ اللهَ -جَلَّ جَلَالُهُ- يُدَافِعُ عَنْكَ كَمَا دَافَعَ عَنْ سَيِّدِنَا بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يَحْمِيكَ مِنْ كُلِّ تَمْيِيزٍ عُنْصُرِيٍّ، فَأَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ، قَالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «لمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الكَعْبَةِ، قَالَ: مَرْحَبًا بِك مِن بَيْتٍ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ».
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ
فَيَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ، احْذَرْ أَنْ تَتَعَدَّى عَلَى أَخِيكَ الإِنْسَانِ بِأَيِّ صُورَةٍ، وَتَأَمَّلْ هَذِهِ الزَّوَاجِرَ النَّبَوِيَّةَ وَالرَّوَادِعَ المُصْطَفَوِيَّةَ، يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ»، أَرَأَيْتَ أَخِي الكَرِيمَ عِظَمَ ذَنْبِ مَنِ احْتَقَرَ إِنْسَانًا أَوِ انْتَقَصَ مِنْهُ! إِنَّ ذَلِكَ المُتَعَدِّيَ عَلَى الإِنْسَانِ قَدْ وَقَعَ فِي الشَّرِّ كُلِّهِ! وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ»، أَرَأَيْتَ النَّهْيَ المُؤَكَّدَ عَنْ إِحْزَانِ الإِنْسَانِ وَإِلْحَاقِ الضَّرَرِ النَّفْسِيِّ بِهِ!
أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ، إِذَا كُنْتَ مِنْ أَصْحَابِ الهِمَمِ فَارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَإِنَّ دِينَنَا الحَنِيفَ لَمْ يَكْتَفِ بِتَكْرِيمِكَ وَإِجْلَالِكَ، بَلْ جَعَلَ حَالَكَ تِرْيَاقًا مُجَرَّبًا، وَدَوَاءً شَافِيًا، وَسَبَبًا كَافِيًا فِي نُصْرَةِ الأُمَّةِ وَسَعَةِ رِزْقِهَا، وَإِلَيْكَ هَذَا البَيَانُ النَّبَوِيُّ العَجِيبُ الَّذِي يَتَقَطَّرُ جَمَالًا وَيَفِيضُ نُبْلًا حِينَمَا يَتَكَلَّمُ عَنِ الإِنْسَانِ، يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تُنصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟»، وَاعْلَمْ أَنَّ التَّارِيخَ حَافِلٌ بِمَنْ حَوَّلَ الضَّعْفَ إِلَى قُوَّةٍ وَنَجَاحٍ وَإِنْجَازٍ وَتَفَوُّقٍ، وَتُرَاثُنَا حَافِلٌ بِالعُلَمَاءِ وَالمُفَكِّرِينَ وَالمُخْتَرِعِينَ مِنْ أَصْحَابِ الهِمَمِ، أَيُّهَا الإِنْسَانُ «أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ».