علي جمعة: القرآن يصف ما نعيشه في العالم اليوم
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن ربنا سبحانه وتعالى - يصف ما نعيش فيه في هذا العالم اليوم - وكأنها آيات نزلت إلينا الآن في هذه اللحظة وهذه السنة : {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ } ، فعلاً قلوبهم مُنْكرةٌ وهم مستكبرون ، وسبب ذلك أنهم يريدون أن يعيشوا في الحياة الدنيا كما يشاءون لا كما يريد الله، فأنكروا أول ما أنكروا الآخرة نَحَّوْها من الطريق وعاشوا حياتهم، في شهواتهم، في قبائحهم، في شذوذهم، في خرابهم للأرض ، في تحطيمهم للإنسان، في كفرهم وإلحادهم ، فلا يروا إلا أنفسهم.
وتابع: "{وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * لَا جَرَمَ} - يعني حقاً – {لَا جَرَمَ} تركيب عربي معناه "حقًا" ، والحقُ هو الثابت وهو الحقيقة وهو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، {لَا جَرَمَ} يعني : حقاً { أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } [النحل: 23] … ربُنا عز وجل لا يحب المستكبرين ، وهنا إخبار وإنشاء – الله لا يحب المستكبرين - حقيقة وضحها القرآن أجلى ما وضح، لا تكن أيها المؤمن من المستكبرين ولا من أتباع المستكبرين حتى لا تدخل في دائرة غضب الله عليك ، إياك إياك أن تتكبر على الخلق … دع عنك الخالق، من الذي يتكبر عليه!!! هم لا يستطيعون أن يتكبروا على الخالق ، ولكنهم قد نسوه وأخرجوه من حياتهم حتى تطمئن قلوبهم النجسة بحياتهم الدنيا من غير أن يلتفتوا إلى شيء غير ذلك".
وأضاف: “فيا أيها المسلم لا تتكبر {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } وفي هذا بشرى للمؤمنين، إن رأيتم عدوكم ومن أراد إبادتكم ومن أراد هلاككم ومن أراد أن يتدخل بين عظامكم ولحمكم من المستكبرين ، فاعلموا أنهم في دائرة غضب الله وأنهم يسيرون إلى الهلاك آجلاً أو عاجلاً هذه سنة الله في كونه ، فتمسك أيها المؤمن بتواضعك لرب العالمين حيث تنتمي لأمة قد سجدت له سبحانه وتعالى دون سواها من الأمم، لا تتكبر حتى تكون في دائرة رحمة الله ونظره سبحانه وتعالى”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
فاطمة الزهراء.. سيدة نساء الجنة وأم الأئمة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء: "السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، هي سيدة نساء العالمين، وأم أبيها، وأحب الناس إلى قلب رسول الله ﷺ، كانت تجسد كل معاني الطهر والنقاء، والعبادة والورع.
هي بضعة نبوية، ودماءها وأشعارها جزء من جسد الرسول الكريم ﷺ، الذي أحبها حبًا لا يوصف".
وتابع جمعة في حديثه عن السيدة فاطمة، قائلاً: "لقد ولدت السيدة فاطمة في السنة الخامسة قبل البعثة، وتزوجت من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السنة الثانية للهجرة. كان لها من الأبناء الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب رضي الله عنهم، وكانت تروي عن أبيها رسول الله ﷺ، وقد اشتهرت بروايتها في الكتب الستة".
وأضاف: "كانت السيدة فاطمة، على الرغم من مكانتها العظيمة، صابرةً دينةً خيرةً، قانعةً بما رزقها الله، وكان النبي ﷺ يحبها حبًا جماً، ولا يدع أي مناسبة إلا ويُظهر ذلك الحب. كما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: 'ما أغضبك يا فاطمة أغضبني، وما أفرحك يفرحني'. لم يكن الحب بين النبي ﷺ وابنته فاطمة مجرد كلمات، بل كان حبًا مليئًا بالأفعال والمواقف التي تُظهر تعلقه العميق بها".
وأشار الدكتور علي جمعة إلى حادثة شهيرة كانت فيها السيدة فاطمة سببًا في إظهار حب النبي ﷺ لها، قائلاً: "عندما علم النبي ﷺ أن علي بن أبي طالب هم بالزواج من بنت أبي جهل، غضب صلى الله عليه وسلم وقال: 'والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله'.
وقد أصر على أن تظل فاطمة رضي الله عنها في مكانتها الرفيعة، حتى في أصغر الأمور المتعلقة بها، مما يظهر عظمة مكانتها في قلب رسول الله ﷺ".
كما تطرق جمعة إلى وفاتها، قائلاً: "توفيت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بعد وفاة النبي ﷺ بخمسة أشهر، وكان موتها أليمًا على قلب النبي ﷺ.
لم ينسَ النبي ﷺ وهو في مرضه أن يخبرها بأنها ستكون أول من يلحقه من أهله، وأنها ستكون سيدة نساء الأمة.
وعاشت فاطمة بعد النبي ﷺ ما يقارب الستة أشهر، كانت هذه الفترة مليئة بالحزن والأسى على فراق أبيها، حتى رحلت عن الدنيا وهي في ريعان شبابها".
وأكد جمعة أن السيدة فاطمة الزهراء هي النموذج الأسمى للمرأة المسلمة، التي اجتمعت فيها صفات البر والتقوى، الوفاء والصبر، فضلاً عن مكانتها العظيمة في الإسلام.
وأضاف: "لقد كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها، بمواضع قوتها وصبرها، شعلة من النور والتقوى، وكانت سببًا في تجديد أمل الأمة الإسلامية بفضل إرثها المبارك وأخلاقها الرفيعة".
في الختام، قال الدكتور علي جمعة: "لقد كانت السيدة فاطمة الزهراء نموذجًا فريدًا في الدين والخلق، وقد ورد عن النبي ﷺ أن من أحبها فقد أحبني، ومن أبغضها فقد أبغضني. هي بحق سيدة نساء الجنة، التي نحتذي بها في طهارتها وإيمانها وعبادتها".