خلال لقائه الأسبوعي.. الجامع الأزهر يسلط الضوء على أخلاقيات الصحابة في الأزمات
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أكد الدكتور حبيب الله حسن أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن أخلاق الصحابة في الأزمات كانت نتاج الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وقد قال الله- تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، فالأزمات ربما تكون على مستوى الفرد، وتكون على مستوى ضيق، وربما تتوسع فتكون الأزمة على مستوى الأسرة أو الجيرة، وربما تتوسع أكثر فتكون على مستوى الأمة بأكملها، ولكل منها طريقة في المعالجة.
وضرب الأستاذ بجامعة الأزهر، خلال الندوة الأسبوعية من ملتقى شبهات وردود بالجامع الأزهر تحت عنوان "أخلاق الصحابة في الأزمات"، مثالًا بقصة سيدنا علي والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما عندما اختلفا في البيت وكيف عالج النبى الأزمة وكيف كانت المعالجة من قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعن طريق أفراد الأزمة نفسيهما، ولذا وجب على الرجل المسلم أن يتحلى بالصبر والحلم والبأس الشديد عند حدوث الأزمات حيث قال الله تعالى : {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً}.
ويحاضر في الندوة أيضا، كلا من، د. يسري جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، ود. حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وأدار الندوة الشيخ محمد أبو جبل الباحث بإدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف،
من جهته أكد د. يسرى جعفر، أن خيار الناس في الإسلام إذا فقهوا، فالفهم الصحيح هو الطريق الأمثل لمعالجة الإشكالات في الشدائد كما في الرخاء، فالخُلق هو حالة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر بدون إعمال فكر أو تروى، لأن الإنسان صاحب الخلق تصدر عنه الأعمال الصالحة بدون تفكر أو ترصد، ومن الأهمية بمكان للداعية المسلم في هذه الأوقات في ظل تلك الأزمة التي تحيق بالأمة أن يلتزم بتعاليم الإسلام، وأن يجتهد اجتهادا يبين مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، وأن يبتعد عن كل ما ينفر غير المسلمين في دين الإسلام.
ومن جهته، أوضح الشيخ محمد أبو جبل، أن الصحابة الكرام هم الرعيل الأول والجيل الذي تتلمذ على رسول الله ونهل من نبع أخلاقه صلى الله عليه وسلم، ولنا أن نقرأ وصف كتاب السير لوصف سيدنا عمر في مدة خلافته وفي عام الرمادة أنه - رضى الله عنه - كان أول من جاع وآخر من شبع، وقد سمع - رضى الله عنه - رجلًا يدعوا ربه ويقول : اللهم اجعلني من عبادك الأقلين، فقال له: بماذا تدعوا يا رجل ؟ قال: ألم تقرأ يا عمر "وقليل من عبادي الشكور".
وتابع: فعلى الإنسان المسلم أن يكون أمة بمفرده لا يتبع سبيل أصحاب الهوى والفساد خلال الأزمات، وأن يقتدى بالرسول وصحبه في هذا المضمار باتباع الطريق الصواب في معالجة إشكاليات الأزمات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: على مستوى
إقرأ أيضاً:
الجندي: حياة سيدنا النبي تعلمنا دروس عظيمة في الصبر والرضا |فيديو
أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن الكريم، أن النبي صلى الله عليه وسلم استوفى الكمال المطلق في الأخلاق، سواء قبل أو بعد الرسالة، مضيفًا أن من أبرز هذه الأخلاق التي يجب أن نقتدي بها هي الصبر، والرضا، والأخذ بالأسباب، والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى.
وأوضح الجندي خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن هناك ارتباطًا عجيبًا بين نهايات السور وبداياتها في القرآن الكريم، حيث يمكننا أن نجد دروسًا قيمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الجندي: "كان في حياة النبي ثلاثة أشياء تمثل حماية له وتخفيفًا عليه في أوقات الشدة: أولًا، فقد النبي صلى الله عليه وسلم الحماية التي كان يحصل عليها من عمه أبي طالب، ثانيًا، فقد الأنيس الذي كان يعينه في مصابه، وهو السيدة خديجة رضي الله عنها، وثالثًا، كان يتعرض للنقد والايذاء من أهل قريش، وهو ما أضاف إلى معاناته."
وأضاف الجندي: "ولكن على الرغم من فقدان النبي صلى الله عليه وسلم للنصير والمعين والأنيس على الأرض، كان الله سبحانه وتعالى يحيط به برعايته وعنايته، وهو ما يظهر في قوله تعالى: 'فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا'، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى كان يعوضه في السماوات ما فقده على الأرض".
وخلص الجندي إلى أن الله سبحانه وتعالى يلخص هذا المعنى في قوله: "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ"، مشددًا على أن المؤمن التقي يجب أن يثق دائمًا في عناية الله به، حتى في أصعب الظروف وأشدها، وعليه أن يتحلى بالصبر والرضا، ويعلم يقينًا أن الله سبحانه وتعالى معه، وأنه سيمنحه الفرج والنجاح مهما كانت الصعاب.
ودعا الدكتور أسامة فخري الجندي المسلمين إلى الاقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم في الأخلاق، والصبر على المحن، والتوكل على الله، وأن يكونوا على يقين بأن الله سبحانه وتعالى معهم في كل خطوة.
اقرأ أيضاًمدير أوقاف الفيوم يناقش جاهزية المساجد لاستقبال شهر رمضان المبارك
المنيا تشهد طفرة في عمارة المساجد.. الأوقاف تستثمر 7 مليارات جنيه في عام واحد