بقذائف بعضها فسفوري.. إسرائيل تستهدف كل ما يتحرك بقرى الجنوب اللبناني
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
بيروت- بوتيرة متصاعدة يشتد القصف الإسرائيلي على منطقة قرى الشريط الحدودي اللبناني الجنوبي، بدءا من الأحد الماضي وحتى اليوم الثلاثاء، حيث كان من اللافت تركيز الإسرائيليين على استهداف أي تحرك في المنازل والأحياء السكنية بالمدفعية والطائرات المسيّرة.
كما استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة على طريق بلدة الشعيتية قضاء صور جنوب لبنان، كان بداخلها 5 فلسطينيين استشهدوا على الفور، في حين امتد القصف إلى بلدات مارون الراس وعيتا الشعب وحولا وبني حيان وكامل الخط الحدودي الجنوبي.
ولم تقف الاعتداءات الإسرائيلية عند هذا الحد، فعمدت المدفعية الإسرائيلية في الموقع المواجه لبلدة طير حرفا بالقطاع الغربي إلى استهداف الصحفيين، فاستشهد 3 صحفيين، اثنان منهم من قناة الميادين هما الصحفية فرح عمر والمصور ربيع المعماري، وذلك أثناء تغطيتهم للأحداث في الجنوب اللبناني بعد قصف نقطتهم.
من جهتها، عمدت المقاومة الإسلامية في لبنان إلى قصف مواقع للاحتلال الإسرائيلي في مستعمرات المنارة والمالكية والجليل الغربي، ردا على استهداف المدنيين والصحافيين، مما أدى إلى سقوط عناصرها بين قتيل وجريح حسب بيان المقاومة.
قصف ليلي يطال كفر كلا جنوب لبنان وسكانها يرفضون المغادرة (مواقع التواصل) سكان كفر كلا مهددونونتج عن واحدة من سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت أحياء سكنية داخل بلدة كفركلا بقذائف متنوعة ومنها الفسفورية، استشهاد المسنة لائقة سرحان وجرح اثنين من عائلتها، بعد أن استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي منزلها.
أما ابن البلدة إبراهيم حمّود، فبقي صامدا في منزله رغم الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة الحدودية، ويؤكّد في حديثه للجزيرة نت أن "المراكز الإسرائيلية المواجهة لكفركلا تتعمّد قصف الأحياء السكنية والمنازل التي بقي بعض السكان فيها، وتدمّرت 5 بيوت جراء هذه الاعتداءات"، ويلفت إلى صعوبة التنفس بسبب القصف بالفوسفوري، الذي يخنق الأنفاس بحسب تعبيره.
يرفض حمّود أن يترك أرضه وبيته، ويقول "أنا باقٍ هنا في منزلي، ولن يخرجوني منه إلا جثّة هامدة، أنا لن أخرج إلى أيّ مكان فأنا لا أتحمّل التذلل لأيّ كان، ولا أن أطلب حاجة من أحد، وأنا أعيش بمنزلي بما تيسّر من مؤونة، واشترى بعض الحاجات من بعض المحال التجارية التي تفتح من وقت لآخر".
التنقل والتجوّل داخل أحياء البلدة صعب للغاية وفق ما يؤكّد حمّود، حيث إنه يتجوّل بحذر شديد، ولا يخرج من منزله إلا للضرورة القصوى، "لأن الإسرائيلي عدو غاشم يقصف بأيّ لحظة دون سابق إنذار" حسب وصفه، ويضيف "العدو لا يميّز بين مدني وعسكري، وإسرائيل تنتقم منا كمدنيين فتقصف بيوتنا، نحن في قرى الشريط في حرب حقيقية منذ أكثر من شهر، ونحن نعيش حالة قلق وترقب، لكن كل هذا لن يدفعني للخروج من بيتي".
وأكد رئيس بلدية كفركلا حسن عيسى في حديثه للجزيرة نت أن "العدو الإسرائيلي يقوم بأعمال عدوانية تجاه الآمنين في منازلهم في كفركلا وفي كل قرى الجنوب، غير آبه للمواثيق الدوليّة التي توجب حماية المدنيين أثناء الحروب".
وأضاف عيسى "خلال الأيام الأربعة الأخيرة كان واضحا أن العدو الإسرائيلي يريد أن يستهدف الصامدين في منازلهم والذين لم يخرجوا منها، وأيضا استهدف المدنيين بالفوسفوري المحرم دوليّا، فهو يحاول من خلال ذلك القضاء على كل من ينجو من القصف المباشر بالمدفعيّة أو بالمسيّرات، ليموت بالدخان الفوسوفري القاتل، وهو استعمل وسيستعمل كل الوسائل لقتل المدنيين".
الخيام أصابها الشللتحملت مدينة الخيام المجاورة لكفركلا القصف الإسرائيلي بشتى الوسائل خلال الأيام الأخيرة، وكانت حصيلة العدوان الأخير عليها شهيدين، بعد أن قصفت طائرات العدو منزلا في المدينة مساء الاثنين.
يؤكّد أحد سكان المدينة محمد أبو عبّاس في حديثه للجزيرة نت، أن الحياة شبه مشلولة فيها "فالسكان يخشون التنقل في وضح النهار، أو في الليل، بسبب المسيرات التي لا تفارق سماء المنطقة، والتي تقصف أي شيء يتحرّك، ومن أجل ذلك نزحت معظم العائلات نحو مناطق أكثر أمانا".
كما ذكر أبو عباس أن "معظم المنازل المواجهة لمستوطنة المطلة لم يتمكّن أصحابها من الوصول إليها لإخراج أمتعتهم أو حاجياتهم، لأن الإسرائيلي عندما يشعر بأي تحرّك داخل هذه المنازل أو بمحيطها، يعمد مباشرة إلى قصفها بالمدفعية".
منزل محمد زهر الدين الذي استهدفته المدفعية الإسرائيلية في بلدة ميس الجبل (الجزيرة) استهداف ميس الجبلولم يكن حال بلدة ميس الجبل أفضل بكثير من جاراتها في المنطقة الحدودية، فقد اندلعت المناوشات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ أول يوم، تزامنا مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، ومنذ ذلك الحين تتعرض البلدة يوميّا للقصف الإسرائيلي بشتّى الأسلحة والذخائر، لا سيما استهداف عدة منازل مأهولة في البلدة.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية منزل المواطن في البلدة محمد زهر الدين، المؤلف من 3 طوابق، مما أدى إلى دمار الطابق الأخير بشكل كبير، وتضرر الطابقان السفليان، ودمر سيارة بشكل كامل جراء سقوط الركام عليها.
يؤكّد زهر الدين في حديثه للجزيرة نت أن "العدو الإسرائيلي استهدف المنزل بقذيفة مباشرة من الموقع المواجه للبلدة، وتم الاستهداف بعد ساعة من خروجه من المنزل، ويلفت إلى أن الأضرار كبيرة جدّا، لكن المهم أن لا إصابات في الأرواح".
ويشير زهر الدين إلى أن "العدو عاد وقصف منزل خالته بالمسيرة، ودمر أجزاء كبيرة منه، ويقع على مقربة من منزله في حي سكني قديم، حيث البيوت تتجاور مع بعضها بعضا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاولاته لاقتحام بلدة الخيام.. وتصعيد بري وجوي كبير جنوب لبنان
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، باستمرار اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة الخيام جنوب لبنان، طوال الليل حتى صباح اليوم السبت، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكاد يستعمل شتى أنواع الأسلحة في عملية توغله ومحاولة سيطرته على البلدة، التي تعتبرها إسرائيل بوابة استراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع، خلافًا لما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى.
وتترافق هذه المحاولات مع تصعيد واضح في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي في اليومين الماضيين، حيث كثف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على البلدة وقصفت مدفعيته وسط البلدة وأطرافها بالقذائف المدفعية الثقيلة والمتوسطة.. وليل أمس أطلق الاحتلال القذائف الفوسفورية على منطقة الجلاحية شمال البلدة، وأصوات إطلاق النار ترددت دون توقف في البلدة.
ويحاول جيش الاحتلال، في خطته للتقدم البري في البلدة، تطويقها من جميع الجوانب والمحاور، مع غطاء جوي وبري واسع.. ولا تقتصر خطة جيش الاحتلال في الخيام على التوغل البري فقط، بل شملت تنفيذ عمليات تفخيخ بعض المنازل والمباني ونسفها، كما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى مثل العديسة ويارون وعيترون وميس الجبل، بحسب الوكالة اللبنانية.
وتعتبر بلدة الخيام ذات رمزية خاصة بالنسبة للبنانيين، إذ كانت أول منشأة يحررها أهالي الجنوب بعد تطبيق إسرائيل للقرار الدولي 425 في 25 مايو 2000، وهو اليوم الذي يُطلق عليه حزب الله "يوم التحرير".. وتبقى الأوضاع في بلدة الخيام محط أنظار واهتمام كل اللبنانيين والمجتمع الدولي، إذ يشهد لبنان واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخه، بينما يتطلع اللبنانيون إلى احتمال تحقيق تهدئة تُنهي التصعيد المستمر وتضمن لهم استقرارًا وأمانًا في ظل التحديات العسكرية المستمرة.
وأغار طيران الاحتلال على بلدتي البياضة والشهابية، بقضاء صور.. وتسببت غارة إسرائيلية على دراجة نارية في صور إلى ارتقاء شهيد، وآخر استشهد متأثرا بجروحه.
وفي قضاء النبطية، تعرضت التلال المحيطة ببلدتي كفرتبنيت والنبطية الفوقا وبلدتا أرنون ويحمر الشقيف لقصف مركز.. كما تعرضت تعرضت بلدة كونين في قضاء بنت جبيل لغارة نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وتزامن ذلك مع قصف مدفعي متقطع استهدف بلدتي بيت ياحون وعيناتا، وامتد ليطاول مدينة بنت جبيل، حيث أحصى سقوط نحو 50 قذيفة على الأحياء السكنية فيها في غضون ساعتين.
من جهة أخرى، واصل الاحتلال استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، بغارات على محيط الحدث العمروسية، ومحيط الشويفات - العمروسية، فيما نفذ غارة عنيفة على منطقة الحدث محيط الجامعة اللبنانية.
اقرأ أيضاًسامح عسكر عن «مجزرة بيروت»: الاحتلال الإسرائيلي يرد على مقتل قواته بالانتقام من المدنيين
الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرات جديدة لإخلاء 3 مبان في بيروت
حزب الله يستهدف قواعد وتجمعات ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي بأسلحة متنوعة