بعد الاتفاق على الهدنة.. نتانياهو يرضخ للضغوط أخيراً؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
رأى محلل الشؤون الخارجية في "ذا غارديان" سايمون تيسدال أن التوصل إلى اتفاق مع حماس لإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف القتال في غزة، إذا تأكد، سيعكس تغيراً في مسار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي تبنى موقفاً متشدداً بعد أسوأ أزمة أمنية في إسرائيل منذ 50 عاماً.
ربما يكون سبب تحول نتانياهو التأثر بلقائه الشخصي مع عائلات الرهائن.
لكن نتانياهو وحكومته الحربية التي تضم وزير الدفاع المتشدد يوآف غالانت تعرضا لضغوط شديدة من عائلات الرهائن التي نظمت مسيرة ضخمة إلى القدس استمرت خمسة أيام في الأسبوع الماضي، ليبذلا المزيد من الجهد. ويتهم بعض الأقارب نتنياهو بالتعامل مع أحبائهم على أنها مسألة ثانوية. ما الذي حصل؟
يعزو المعلقون الإسرائيليون التغير الواضح في موقف القيادات إلى هذه الضغوط الفعالة من الأقارب، ولكن أيضاً إلى الإدراك المتأخر لتحمل القوات الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية واجباً تجاه الإسرائيليين يتجاوز تدمير حماس.
The pressure on Netanyahu is starting to tell – this potential truce shows something has changed | Simon Tisdall https://t.co/rEh01PpXba
— Clare Hepworth OBE (@Hepworthclare) November 22, 2023لقد حصل تغيير على الجانب الإسرائيلي، كما لفت كاتب العمود في صحيفة هآرتس عاموس هاريل الذي قال: "يبدو أن هذا ينبع بشكل رئيسي من إدراك غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي، أن من المستحيل التركيز فقط على الهجوم العسكري في شمال غزة". وأضاف أن "مؤسسة الدفاع، باعتبارها المسؤولة عن الفشل الذريع الذي أدى إلى مذبحة 7 أكتوبر، يجب أن تبدأ تصحيحه. والتصحيح لا ينتهي باحتلال الأراضي وقتل الإرهابيين. أولاً وقبل كل شيء، يتطلب الأمر بذل جهد على الأقل لإعادة الأمهات والأطفال الرهائن إلى ديارهم".
وأوردت تقارير أن مجلس الوزراء الحربي منقسم بسبب هذه القضية منذ أسابيع، مع اقتناع المتشددين، بمن فيهم نتانياهو، بأن الضغط العسكري المستمر هو أفضل وسيلة لإضعاف حماس، وإقناع زعيمها في غزة، يحيى السنوار، بإطلاق سراح الأسرى. ويرى آخرون أن على إسرائيل الحصول على ما يمكنها الحصول عليه الآن، مهما كان غير مرضٍ، قبل أن تصبح الضغوط الدولية، للتراجع في غزة، غير قابلة للمقاومة.
ربما يكون سبب تحول نتانياهو التأثر بلقائه الشخصي مع عائلات الرهائن، بعد أسابيع رفضَ خلالها مقابلتها. لقد فقد نتانياهو وحزبه الليكود ثقة معظم الناخبين الذين يلومونهما على الهفوات والرضا عن النفس قبل 7 أكتوبر(تشرين الأول). وتشير استطلاعات الرأي إلى أنهما سيخسران الانتخابات إذا نظمت الآن.
إذا صمد الاتفاق، فسيشمل إطلاق سراح ما بين 50 إلى 100 امرأة وطفل مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 300 امرأة وطفل فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، قبل الحرب. ويعتقد أن ما مجموعه 240 إسرائيلياً محتجزون رهائن في الوقت الحالي. في حين لا ينظر الاتفاق حالياً في إطلاق سراح عسكريين أو رجال إسرائيليين.
The pressure on Netanyahu is starting to tell – this potential truce shows something has changed - The Guardian https://t.co/GpxtzDil6R
— Dana Brown (@Jamesdanab) November 21, 2023ويتضمن الاتفاق أيضاً هدنة لخمسة أيام تتضمن وقفاً لإطلاق النار على الأرض، وحدوداً للعمليات الجوية الإسرائيلية في جنوب غزة. ومن المفترض خلال هذا الوقت استئناف تسليم المساعدات غير المقيدة عبر معبر رفح مع مصر. ومن غير الواضح إذا كانت ستفتح نقاط دخول أخرى إلى غزة.
وبينما يرحب السياسيون المعارضون في إسرائيل بأي علامة على التحرك من أجل الرهائن، فقد يحاولون تصوير موقف نتانياهو المتغير على أنه مؤشر آخر على أن حكمه معيب وأنه يجب استبداله. ويطالب زعيم المعارضة الرئيسي يائير لابيد نتانياهو بالتنحي.
إن التوصل إلى اتفاق ووقف إطلاق نار مصاحب له لا يعني أن الحرب انتهت، أو أن أزمة الرهائن حُلت. يمكن، نظرياً، أن تُستأنف بغضب متزايد بعد توفر الوقت الكافي للجانبين لإعادة تجميع صفوفهما. لكنه سيشجع وسطاء مثل الحكومة القطرية بشكل رئيسي وأطرافاً مهتمة مثل إدارة بايدن على العمل على وقف دائم للقتال.
زاد الضغط الأمريكي على نتانياهو وحكومته الحربية بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة، حيث واجه الرئيس جو بايدن قلقاً متزايداً بين مؤيدي الحزب الديموقراطي والجمهور الأمريكي عموماً من الخسائر المدنية في غزة.
وتقول هيئة الصحة التي تديرها حماس إن أكثر من 13 ألف فلسطيني قتلوا هناك منذ التدخل الإسرائيلي. وقُتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين الإسرائيليين في هجمات حماس يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). وأظهر استطلاع للرأي أجري أخيراً أن معظم الأمريكيين يفضلون وقفاً لإطلاق النار.
ستمكن صفقة الرهائن بايدن من الادعاء أن نفوذه في الكواليس على القيادة الإسرائيلية أثبت فاعليته. يممكن أن يؤدي ذلك إلى نزع فتيل الانتقادات الحادة لسياسة الولايات المتحدة من دول الجنوب العالمي، وتخفيف الانقسامات مع الحلفاء الأوروبيين، مثل فرنسا التي دعت إلى وقف لإطلاق النار.
يضيف الكاتب أن تأثير الاتفاق على موقف قيادة حماس وسلوكها المستقبلي غير مؤكد، فالسنوار الذي يقود قوات حماس في غزة شخصية زئبقية ومتطرفة. وتشير بعض التقييمات الإسرائيلية إلى أنه ليس لاعباً عقلانياً تماماً. وفي مرحلة ما من هذا الشهر، أوقف فجأة المفاوضات على الرهائن ثم استأنف الاتصالات بعد بضعة أيام.
من المؤكد أن يقدم السنوار اتفاقاً، خاصة إذا تضمن هدنة، باعتباره نصراً تكتيكياً ونوعاً من التبرير الملتوي للرعب والبؤس والمعاناة التي جلبها هجومه على رؤوس سكان غزة.
وسيزعم على الأرجح أمام العالم العربي وحليفته إيران أنه رغم التفاوت الهائل في القوى العسكرية، أجبر تحديه الجانب الإسرائيلي على التنازل. وبنفس المقدار من الأهمية عنده، فإن التوصل إلى اتفاق سيثبت أن حماس نجت من الهجوم الإسرائيلي الأولي، وأنها لا تزال تتمتع بقوتها كما يتبين من الهجمات الصاروخية المستمرة على الأراضي الإسرائيلية، وأنها ستعيش للقتال في يوم آخر. انقسامات على الجانبين ليس للسنوار الكلمة الأخيرة والوحيدة في ما سيحدث بعد ذلك. كانت قيادة حماس السياسية المنفية في قطر والتي يديرها إسماعيل هنية تتفاوض على اتفاق الرهائن، ولن تتطابق بالضرورة وجهة نظرها لأي اتفاق والخطوات التالية مع وجهة نظر المقاتلين على الأرض.
بعبارة أخرى، إن الانقسامات والخلافات الداخلية في حماس والتي تعكس تلك الموجودة داخل إسرائيل قد تؤدي إلى نسف إطلاق سراح الرهائن وعرقلة التحركات في المستقبل نحو سلام أكثر استدامة وفق تيسدال.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إطلاق سراح على أن
إقرأ أيضاً:
الفلسطينيون يرحبون بأوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين
القدس المحتلة - رحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بمذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق فيما يتصل بالحرب على غزة.
وقالت السلطة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن "دولة فلسطين ترحب بالقرار" بإصدار مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية إنها وجدت "أسبابًا معقولة" للاعتقاد بأن نتنياهو وجالانت يتحملان "المسؤولية الجنائية" عن جريمة الحرب المتمثلة في التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، فضلاً عن الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية.
وقال البيان الفلسطيني إن "قرار المحكمة الجنائية الدولية يمثل الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته"، وحث الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية على قطع "الاتصالات والاجتماعات" مع نتنياهو وغالانت - الذي أقاله رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر.
ولم يشر البيان الصادر عن السلطة الفلسطينية التي تمارس سيطرة إدارية جزئية على الضفة الغربية المحتلة إلى مذكرة الاعتقال التي صدرت الخميس أيضا بحق القائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقالت إسرائيل إنها قتلت الضيف في غزة في يوليو/تموز، لكن حماس لم تؤكد وفاته.
ولم تذكر المجموعة، في بيانها الخاص بشأن قرار المحكمة الجنائية الدولية، ضيف أيضًا.
وقالت حماس إن مذكرات الاعتقال الصادرة بحق القادة الإسرائيليين "خطوة مهمة نحو العدالة ويمكن أن تؤدي إلى إنصاف الضحايا بشكل عام".
لكن عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم قال إن "الخطوة ستبقى محدودة ورمزية إذا لم تدعمها كل دول العالم بكل الوسائل".
- "مجازر" -
وفي رد على سؤال لوكالة فرانس برس حول مذكرة اعتقال الضيف، قال مسؤول في حماس طلب عدم الكشف عن هويته إنه "لا مقارنة بين المحتل المجرم والضحية".
وأشار الفلسطينيون الذين هجروا من منازلهم في غزة إلى أن أوامر المحكمة الجنائية الدولية لن تحدث أي فرق في معاناتهم.
وقال يوسف أبو هويشل، من داخل ملجأ هش ذو أرضية ترابية في وسط غزة، "من المهم أن نرى شخصا يتحدث عن هذه المجازر والشعب المضطهد"، ولكن "لا تزال هناك الولايات المتحدة" التي تدعم إسرائيل.
وفي المخيم ذاته في الزوايدة، قال حسن حسن إنه متأكد من أن "القرار لن ينفذ لأنه لم يتم تنفيذ أي قرار لصالح القضية الفلسطينية على الإطلاق".
وأسفرت حرب غزة، التي اندلعت ردا على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مقتل 1206 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتم احتجاز نحو 250 رهينة خلال الهجوم، ولا يزال 97 أسيراً في غزة، بما في ذلك 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل 44056 شخصا على الأقل خلال أكثر من 13 شهرا من الحرب، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
Your browser does not support the video tag.