ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس، لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين وهدنة إنسانية، جاء بعد أن دمرت إسرائيل قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير، اليوم الأربعاء 22 من نوفمبر 2023، أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت، في بيان، أنها وافقت على تبادل الأسرى مع حركة حماس، حيث سيتم إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 رهينة من النساء والأطفال مقابل عدد من الأطفال والنساء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر الماضي أصابت أهدافا في أنحاء غزة، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أشار في نهاية هذا الأسبوع إلى أن تركيز عمليتهم قد يتحول بعيدا عن مدينة غزة الخالية في الشمال باتجاه خان يونس في الجنوب، والذي تدعي السلطات الإسرائيلية أن هيكل القيادة الرئيسي لحماس قد يكون موجودا هناك.

ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى لو توقف القتال اليوم، فقد تحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض، ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي استشهد ببيانات من السلطات المحلية في غزة التي تسيطر عليها حماس، فإن نحو 45% من جميع الوحدات السكنية في غزة إما دمرت بالفعل أو تعرضت لأضرار بالغة.

وتابعت: "تقوم إسرائيل بإسقاط آلاف الذخائر يوميا على أهداف في أنحاء غزة، ولكن بشكل خاص في شمال القطاع.. إن مدينة بيت حانون، التي كانت ذات يوم موطنا لأكثر من 50 ألف شخص، أصبحت عبارة عن خرائب لم يبق فيها سوى مبنى واحد صالح للسكن".

ونقلت (واشنطن بوست) عن صحفي إسرائيلي زار المكان في وقت سابق من هذا الشهر، قوله "تظهر صور الأقمار الصناعية ولقطات الطائرات بدون طيار كيف أن شوارع المدينة المزدحمة والصاخبة أصبحت الآن مشهدا قمريا من الحطام والمباني المدمرة".

وقالت الصحيفة إنه "في الوقت نفسه، تتجه الأزمة الإنسانية من سيء إلى أسوأ.. ويقيم العديد من الفلسطينيين في غزة في مخيمات مؤقتة أو محشورين في منشآت تديرها الأمم المتحدة، والتي لا يزال بعضها يتعرض للقصف الإسرائيلي.. فالبنية التحتية الحيوية- من المستشفيات إلى محطات تحلية المياه إلى مستودعات الوقود- تعاني من الفشل أو الإغلاق، ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من تزايد أعداد الجوع والمرض في المنطقة".

وأضافت أن مسؤول الإغاثة التابع للأمم المتحدة مارتن جريفيث وصف الوضع في غزة بأنه "الأسوأ على الإطلاق"، الذي شهده خلال حياته المهنية الطويلة كمسؤول إنساني، وقال "لا أحد يذهب إلى المدرسة في غزة، ولا أحد يعرف ما هو مستقبله.. المستشفيات أصبحت أماكن حرب وليست أماكن علاج، لا أعتقد أنني رأيت شيئا كهذا من قبل".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من الصعب حساب تكاليف إعادة الإعمار، حيث شهدت الحرب التي استمرت 11 يوما على غزة في عام 2021 تدمير ألفي منزل وتضرر نحو 22 ألف وحدة سكنية، وتطلبت أكثر من مليار دولار من التمويل الأجنبي للمساعدة في جهود التعافي، وهذا مجرد قطرة في بحر بالنسبة للمتطلب الحالي، عندما تتوقف الأعمال العدائية فعليا.

وذكرت أنه لا إسرائيل ولا جيرانها العرب لديهم مصلحة كبيرة في تكرار الدورات السابقة من الصراع والدمار وإعادة الإعمار.. لقد انهار اقتصاد غزة بعد أكثر من عقد ونصف من الحصار الإسرائيلي على القطاع، والذي يقيد حركة البضائع داخل القطاع وحركة الأشخاص خارجه، وإذا كان من الممكن، كما تتوقع حكومة الولايات المتحدة استعادة بعض الحياة الطبيعية في ظل إدارة جديدة بقيادة فلسطينية في المنطقة، فإن الأمر يتطلب قدرا هائلا من الاستثمار الأجنبي.

اقرأ أيضاًمسؤولة أممية تصف الوضع في غزة بـ «الخراب والدمار الكارثيين»

في اليوم الـ 33 للعدوان الإسرائيلي على غزة.. نزيف الدم والدمار مازال مستمرًا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر واشنطن القضية الفلسطينية الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي قطر الإبادة الجماعية واشنطن بوست دمار غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجزائر غاضبة من تصريحات مسؤول مالي في الأمم المتحدة وتطلب اعتذارا

عادت الغيوم لتلبد سماء العلاقات الجزائرية المالية، على خلفية تباين وجهتي نظر البلدين حول مصير السلام في دولة مالي والموقف من حركات الطوارق..

التوتر الجديد في علاقات الجزائر بمالي جاء بعد مهاجمة وزير الدولة والمتحدث بإسم الحكومة الانتقالية المالية العقيد عبد الله مايغا، خلال كلمته أمام الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي بثها التلفزيون المالي، التدخل الجزائري في بلاده واصفا إيها بالدولة التي "تأوي الإرهابيين".

ووصف أيضا ممثل مالي في الكلمة ذاتها المندوب الجزائري في الأمم المتحدة بـ"المخبول" الذي يعتقد خطأً أن مالي ولاية جزائرية، وذلك ردا على تصريحاته التي أدان فيها الجيش المالي.

وأكد الوزير المالي أن الجزائر تلعب دور "المشوش" ولا تحترم حسن الجوار . وأضاف: "إن لم تكن الجزائر تحترم مالي بسبب وقوفها معها في حرب التحرير، ولم تحترم حسن الجوار والجغرافيا المشتركة بين الشعوب، فعليها أن تعلم أن مالي ليست ولاية جزائرية".

وأضاف المسؤول المالي أن "ما تقوم به الجزائر هو تشويش وتدخل خطير في الشؤون الداخلية لمالي"، مشيرا إلى أن "الجيش المالي منتشر في جميع أنحاء البلاد، والحكومة المالية تبنت استراتيجية شاملة ومتكاملة تهدف إلى استعادة سلطة الدولة على الأراضي الوطنية بأكملها".

وبينما لم يصدر عن السلطات الجزائرية رد رسمي على هذه الاتهامات، قال الديبلوماسي الجزائري السابق عبد العزيز رحابي في تفغريدة له نشرها على صفحته على منصة "إكس": "إن تصريحات الوزير مايغا غير مقبولة شكلاً وغير صحيحة مضموناً، كما أنها جاحدة في نتائج إلتزامنا الدائم في مالي. خطابه العدواني يتجاوز إمكانياته وقدرات مؤيديه الجهويين ومن حق الجزائر أن تنتظر اعتذارا من الجارة والصديقة مالي".

#الجزائر #مالي

إن تصريحات الوزير مايغا غير مقبولة شكلاً وغير صحيحة مضموناً، كما انها جاحدة في نتائج إلتزامنا الدائم في مالي . خطابه العدواني يتجاوز إمكانياته و قدرات مؤيديه الجهويين و من حق الجزائر أن تنتظر اعتذارا من الجارة والصديقة مالي.

— Abdelaziz Rahabi (@AbdelazizRahabi) September 30, 2024

أما صحيفة "الخبر"، فقد شنت هجوما لاذعا على الوزير المالي ووصفت خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه "رديء، ومكتوب بحبر القذارة والخساسة".

وقالت الصحيفة إن "مالي بلد يحكمه مراهقون انقلابيون، اعتقدوا للحظة أنهم، بمثل هذه الخطابات، يحفظون لبلدهم سيادته، ولشعبهم الرفاهية والكرامة، حتى أن القادة الحاضرين في قاعة المناقشة العامة في الهيئة الأممية انزعجوا كثيرا من المستوى المنحط والكلمات القذرة التي خاطب بها مسؤولي العالم، بينما كان يجلب، بكل أسف، العار والخزي لشعبه".

وأكدت الصحيفة أن "الجزائر التي لن تنال منها مثل هذه السلوكيات أو الخطابات البائسة، قد مدت يدها بشكل دائم لجيرانها وأشقائها في دولة مالي، من أجل إيجاد سبل تجاوز الصعوبات التي تعترض مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، إلى جانب سبل تفعيل أطر التعاون مع البلد الجار، سواء الثنائية ذات المضمون الأمني، أو متعددة الأطراف، على غرار لجنة الأركان العملياتية المشتركة، في مواجهة التهديدات المتزايدة في جوارهما المشترك."

وأضافت: "كما لم تدخر الجزائر، وهي الحقيقة التي يعلمها الشعب المالي، جهدا في دعم استعادة الأمن والسلم في بلاده، انطلاقا من قناعتها الراسخة بأن استقرار هذا البلد من استقرار الجزائر، وقد أعربت قوى فاعلة في مالي، في أكثر من مرة، عن بالغ تقديرها للمساعي الجزائرية فيما يخص مسار السلم والمصالحة، وتعزيز الثقة بين الأطراف المالية الموقعة على اتفاق الجزائر".



وفي مقال آخر حذرت "الخبر" من أن خطورة تصريحات الوزير المالي تأتي بينما يعد الجيش المالي العدة على الحدود مع الجزائر، وقالت: "تأتي هذه التصريحات والتهديدات في مرحلة تعد باماكو العدة للزحف على أقصى الشمال، حيث تم رصد حشد آليات عسكرية وعربات نقل في كيدال واغلهوك، محاولة حسم المعركة وتطهير مراكز المقاومة، ليشتغل ناهبو الذهب واليورانيوم القادمون من مناطق الجليد بكل حرية".



يذكر أن  التوتر في العلاقات بين الجزائر وجارتها الجنوبية مالي يعود إلى أواخر العام الماضي  عقب استقبال الجزائر ممثلين عن حركات الطوارق المناوئين للسلطات في باماكو، حيث استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الإمام محمود ديكو، وهو رجل دين يوصف بصانع الرؤساء في مالي، ومعروف بانتقاده الدائم للمرحلة الانتقالية بقيادة الجيش، وذلك في إطار مهمتها كوسيط بين الجانبين.

خارجية مالي وصفت هذه اللقاءات بأنها "اجتماعات متكررة تعقد في الجزائر دون أدنى علم لدى السلطات المالية، مع أشخاص معروفين بعدائهم للحكومة المالية من جهة، ومن جهة أخرى مع بعض الحركات الموقعة على اتفاق 2015، التي اختارت المعسكر الإرهابي"، على حد وصفها.

وكان التحرك الجزائري قد جاء إثر نشوب مواجهات شمال مالي قبل عدة أسابيع، بين هذه الجماعات المسلحة والجيش النظامي في شمال البلاد، وخرق اتفاق وقف إطلاق النار لأول مرة منذ توقيعه، ما دفع قوات حركات الأزواد لمغادرة عاصمة الشمال كيدال.

الخارجية الجزائرية قالت في بيان لدى استدعائها سفير مالي، إن الوزير أحمد عطاف "أكد أن المساهمات التاريخية للجزائر في تعزيز السلم والأمن في مالي، كانت مبنية على تمسك الجزائر بسيادة مالي".

كان هذا المنعرج في العلاقات بين البلدين مفاجئا، حيث شهد محور الجزائر باماكو مطلع عام 2023، حراكا كثيفا لتحصين اتفاق السلام من الانهيار، والذي يعرف باتفاق الجزائر للسلام لسنة 2015.

ومنذ سنوات تدفع الجزائر بعشرات الآلاف من عناصر الجيش نحو حدودها الجنوبية وخصوصا مالي والنيجر، والشرقية مع ليبيا بسبب الوضع الأمني غير المستقر بهذه الدول، وتصاعد ما تقول السلطات إنه نشاط جماعات إرهابية مسلحة، على غرار ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وحركات أخرى تنشط في تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود.

إقرأ أيضا: مالي تنهي اتفاق السلام مع "الطوراق" وتتهم الجزائر بـ"أعمال غير ودية"

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: إسرائيل قالت لأميركا إن عمليتها البرية في لبنان ستكون في عدد من القرى على طول الحدود
  • واشنطن بوست: خطط إسرائيل بالتوغل البري في لبنان متوافقة مع أميركا
  • واشنطن بوست: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة التخطيط لعملية برية محدودة بلبنان
  • «واشنطن بوست»: إسرائيل أمريكا أنها تخطط لعملية برية محدودة في لبنان ستبدأ قريبا
  • الجزائر غاضبة من تصريحات مسؤول مالي في الأمم المتحدة وتطلب اعتذارا
  • واشنطن بوست تكشف تفاصيل عن القنابل والتكتيك الإسرائيلي باغتيال نصر الله
  • واشنطن بوست: حذر وخوف في إسرائيل من ضربات يمنية وعراقية
  • إعتراف أميركي: من الصعب على إسرائيل تدمير قدرات حزب الله
  • مسؤولون أميركيون: إسرائيل ستجد صعوبة في تدمير حزب الله
  • واشنطن بوست: إسرائيل تقصف حزب الله بعنف لكن حليفته الرئيسية مترددة بالتدخل