7 أسباب وراء هوس الأطفال بالديناصورات رغم انقراضها قبل ملايين السنين
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
لا بد أنك صادفت طفلاً مهووسا بالديناصورات ولديه معرفة كبيرة بها ويحفظ أسماءها المعقدة وأشكالها ويجمع ألعابها بشكل مفرط. يعتبر الشغف بهذه الحيوانات المنقرضة قبل 65 مليون عام أمرا مثيرا للاهتمام، خاصة عند الأطفال.
قد يستمر هذا الهوس ويقود إلى مسار مهني واعد في علم الحفريات، وقد يختفي بمرور الوقت. وقد علق على ذلك آرثر لافين، رئيس لجنة الشؤون النفسية والاجتماعية للطفل والأسرة في أكاديمية طب الأطفال الأميركية لموقع "سي إن إن" (CNN)، قائلا "ينشأ لدى العديد من الأطفال هوس بالديناصورات في سن مبكرة، لكن لا يعني ذلك أنهم سيصبحون علماء مشهورين عالميا، فغالبا ما يندثر هذا الحب لاحقا".
ويرجع هذا الهوس بالديناصورات إلى العديد من الأسباب؛ بعضها يتعلق بطبيعة مرور الأطفال بمراحل تعلق بأشياء معينة، وبعضها يتعلق بالديناصورات أنفسها. تعرف على أبرز هذه الأسباب.
يمر الأطفال في عمر 3 إلى 4 أعوام بفترة من الاهتمام المفرط، حيث يصبون جل تركيزهم على موضوعات مثيرة لاهتمامهم، خاصة الموضوعات الخيالية التي من ضمنها الديناصورات.
وأوضح لافين أنه "عند عمر 18 شهرا إلى 3 سنوات تقريبا، يبدأ الصغار في تطوير إحساسهم بأنفسهم، ويحاولون اكتشاف العالم حولهم. وفي سن 3 أعوام، يتعمق إحساسهم بذاتهم ووجودهم في العالم، وهو ما يغذي شغفهم للمعرفة واكتشاف كل شيء حولهم، وصنع عالمهم الخاص الذي يملؤونه بما يثير اهتمامهم بشدة".
وأفادت دراسة، قامت بها جامعتا إنديانا وويسكونسن، بأن الاهتمام المفرط عند الأطفال يساهم بشكل كبير في تنمية ذكائهم، وتطوير القدرات المعرفية والمثابرة، وتوسيع مدى اهتماماتهم، وتعزيز مهارات معالجة المعلومات.
2- غريزة الفضول والاكتشافيمكن أن ينبع هوس الأطفال بالديناصورات من غريزة الفضول والاكتشاف، فعندما يجدون شيئًا مثير للاهتمام، فقد يبدؤون بالتركيز عليه بشكل مفرط، وينطبق ذلك بشكل خاص على الأشياء الجديدة وغير المألوفة لهم والخارجة عن تجربتهم اليومية.
وتجذب الديناصورات انتباه الصغار بشكل كبير، فهي كائنات ضخمة ومثيرة للاهتمام وتثري خيالهم، وتبهر عقولهم أن هذه المخلوقات العملاقة عاشت ذات يوم في الأرض.
وأشارت عالمة الحفريات آشلي هول لصحيفة "ذا نيويورك تايمز" (The New York Times) الأميركية، إلى أن "الاهتمام بالمعرفة عن الديناصورات، بالنسبة للعديد من الأطفال، هو بوابة إلى المعرفة ويمكن أن يساهم في زيادة ذكاء الطفل".
يعزز تحصيل معلومات كثيرة عن موضوع ما ثقة الطفل بنفسه، إذ يتلقى المدح والثناء ممن حوله لقدرته على سرد معلومات جديدة، وجذب الانتباه، إلى جانب مشاركته هذه المعلومات مع الأطفال في عمره.
وأشارت المختصة بعلاج الأسرة إليزابيث شاتيل، لموقع "سي إن إن" (CNN)، إلى أن تدعيم الأسرة لاهتمامات الأطفال وتوجيه الانتباه لهم يزيد شغفهم وفضولهم.
وقالت "تعزيز اهتمام الطفل في المنزل، والتعليقات الإيجابية والثناء الذي يتلقاه بسبب تحصيله معلومات جديدة حول شغفه، يساهم في زيادة فضوله ورغبته في تعلم المزيد".
4- القدرة على الإبهارمن أسباب ولع الأطفال بالديناصورات التي أوضحها عالم الحفريات الأميركي ستيفن لويس بروسات المتخصص في تشريح الديناصورات، لصحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times)، هي "قدرة الديناصورات على الإبهار".
ورأى أن "أحجام الديناصورات الضخمة التي لا نعرف مثلها الآن، وتعدد أنواعها وأشكالها، وكونها بعد كل ذلك حقيقة وليست من وحي الخيال ويمكن رؤية حفرياتها في المتاحف، يجذب انتباه الأطفال لها ويثير فضولهم".
5- الدعاية الضخمةمن جانبها، أشارت زانا كلاي المتخصصة في علم النفس التنموي للأطفال في جامعة دورهام، لـ"فايننشال تايمز"، إلى أن أحد العوامل المسببة لافتتان الأطفال بالديناصورات هو تسويق هذه الكائنات في العديد من الأعمال الفنية، واستخدامهم في الألعاب وطباعة صورهم على الملابس، والدعاية حولهم بشكل عام.
كما يتم تصوير الديناصورات على أنها كائنات ذات قوة هائلة وحجم فريد، وهو ما قد يفسر سبب اهتمام الأولاد بالديناصورات أكثر من الفتيات، كما توضح المختصة في علم النفس الإكلينيكي آنا سيموندز.
من الأسباب التي تدفع الأطفال للتشبث بشيء ما وتوجيه كل انتباههم له، هو محاولتهم إلهاء أنفسهم أو تجنب أشياء لا يحبونها أو مشاعر سلبية لا يقدرون على فهمها أو التعامل معها.
فعند توجيه تركيزهم الكامل لشيء ما، تختفي جميع الأشياء الأخرى من إدراكهم، مما يخفف من المشاعر السلبية التي لديهم.
7- بديل عن التواصل الحقيقيبعض الأطفال الذين يجدون التفاعلات الاجتماعية مرهقة، قد يجدون الشغف وصبّ تركيزهم على شيء آخر بديل مريح وممتع لهم، فهو شكل من أشكال التفاعل دون الحاجة للتعامل مع البشر.
هل يستمر هذا الاهتمام مدى الحياة؟يفقد معظم الأطفال الاهتمام بالديناصورات ويتلاشى عالمهم الخيالي في سن 5 أو 6 سنوات، ويحولون اهتمامهم أكثر إلى خلق واقع يحبونه ويستخدمون في ذلك المهارات التي تعلموها أثناء إنشاء واقع خيالي، كما أوضح لافين.
ويساهم أيضا تطور المهارات الاجتماعية والتعرف على أصدقاء حقيقين في تراجع الاهتمامات الخيالية، حيث يهتم الأطفال في سن 3 و4 سنوات بأنفسهم وأسرهم، لكن مع نموهم، يتطور اهتمامهم بالآخرين وكيفية التعايش معهم.
ولا يعني ذلك أن جميع الأطفال يتخلون عن اهتماماتهم الخيالية، فبعضهم يتمسك بعالمهم الخيالي ويستمرون في شغفهم وبحثهم.
شارك طفلك اهتمامهوفقا "للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال" يساعد اللعب في تنمية قدرات الأطفال اللغوية والاجتماعية والمهارية والمعرفية بشكل كبير، كما يؤثر إيجابا على البالغين أيضا عندما يلعبون مع الصغار.
ولذلك توصي إيلي ليبوويتز، الأستاذة في مركز دراسة الطفل بكلية الطب في جامعة ييل الأميركية آباء الأطفال الذين لديهم اهتمامات كبيرة بموضوعات معينة أن يشجعوا اهتمام أطفالهم، ويساعدوهم لمعرفة المزيد وتعزيز شغفهم ورغبتهم في اللعب.
واقترحت على من لديهم أطفال مهتمون بالديناصورات أن يصطحبوهم لزيارة متاحف الديناصورات أو قراءة كتب ومشاهدة أعمال فنية عنهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كيف يجعلنا السعي وراء السعادة أكثر بؤسا؟
كندا – حذر باحثون من أن السعي وراء السعادة يجعلنا أكثر تعاسة. فمن خلال محاولتنا الدائمة لتحسين مزاجنا، نستنزف مواردنا العقلية، ما يجعلنا أكثر عرضة لاتخاذ قرارات تزيد بؤسنا بدلا أن تخففه.
وكشف فريق من جامعة تورنتو عن الآلية المثيرة التي تجعل محاولاتنا اليائسة لتحسين المزاج تحولنا إلى أشخاص منهكين، أقل تحكما، ما يدفعنا لاتخاذ قرارات تزيد بؤسنا بدلا من تخفيفه.
ويطلق على هذه الظاهرة اسم “مفارقة السعادة”، حيث وجدوا أن محاولات تعزيز السعادة تستهلك الموارد العقلية وتؤدي إلى تراجع القدرة على ممارسة الأنشطة التي تسبب السعادة فعلا وتزيد الميل للسلوكيات الهدامة، مثل الإفراط في تناول الطعام.
وقال البروفيسور سام ماجليو، المشارك في الدراسة: “السعي وراء السعادة أشبه بتأثير كرة الثلج، فحين تحاول تحسين مزاجك، يستنزف هذا الجهد طاقتك اللازمة للقيام بالأشياء التي تمنحك السعادة فعلا”.
وخلص البروفيسور إلى أن كلما زاد إرهاقنا الذهني، أصبحنا أكثر عرضة للإغراء والسلوكيات الهدامة، ما يعزز الشعور بالتعاسة الذي نحاول تجنبه أصلا. وضرب مثالا بالعودة إلى المنزل بعد يوم عمل طويل ومتعب، حيث نشعر بالإرهاق الذهني فتتضاءل قدرتنا على تحمل المسؤوليات (مثل تنظيف المنزل) لصالح أنشطة أقل فائدة (مثل التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي).
وفي إحدى التجارب، كان المشاركون الذين عرضت عليهم إعلانات تحمل كلمة “سعادة” أكثر ميلا للانغماس في سلوكيات غير صحية (مثل تناول المزيد من الشوكولاتة) مقارنة بمن لم يتعرضوا لهذه المحفزات.
وفي تجربة أخرى، خضع المشاركون لمهمة ذهنية لقياس قدرتهم على ضبط النفس. توقف المجموعة التي كانت تسعى للسعادة مبكرا، ما يشير إلى استنفاد مواردهم العقلية بعد محاولات تحسين المزاج.
ويختتم البروفيسور ماجليو من جامعة تورنتو سكاربورو بالقول: “المغزى هو أن السعي وراء السعادة يكلفك طاقتك الذهنية. بدلا من محاولة الشعور بشكل مختلف طوال الوقت، توقف وحاول تقدير ما لديك بالفعل”. ويضيف ناصحا: “لا تحاول أن تكون سعيدا بشكل مبالغ فيه دائما، فالقبول قد يكون طريقك الأفضل”.
المصدر: ديلي ميل