الأزهر للفتوى: الصلاة في المسجد الأقصى أجرها مضاعف
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الصلاة في المسجد الأقصى المبارك أجرها مضاعف.
واستشهد مركز الأزهر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ لَا يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الْأَرْضِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا - أَوْ قَالَ: خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» [أخرجه الحاكم في المستدرك].
فضل الصلاة في المسجد الأقصى
المسجد الأقصى المبارك هو ثاني مسجد وضع في الأرض للناس بعد المسجد الحرام، فعن يزيد التيمي قال: سمعت أبا ذر يقول: «سألت رسول الله ﷺ عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال أربعون عاما. ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصل» [البخاري ومسلم]. وأن الإهلال من المسجد الأقصى بعمرة أفضل من الإهلال من أي مكان آخر، حيث قال النبي ﷺ: «من أهل من المسجد الأقصى بعمرة غفر له ما تقدم من ذنبه» [ابن حبان].
وقال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن من تعظيم المؤمن للأماكن التي اختارها الله بالبركة والقداسة أن يعظم المسجد الأقصى، أو القدس الشريف، أو بيت المقدس وهي تلك المساحة التي تضم المسجد الأقصى الحالي ومسجد قبة الصخرة والمدرسة العمرية، وهي نفس المساحة التي يريد اليهود بناء هيكلهم عليها، فهذه مجتمعة في مساحة المسجد الأقصى، والتي قال تعالى عنها: ﴿سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الإسراء :1].
واضاف د.علي جمعة، عبر صفحته الرسمية "فيس بوك" أنها هي الأرض المقدسة التي أمر الله اليهود بدخولها في زمن موسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ [المائدة :21].
وأشار "جمعة" إلى أن النبي ﷺ قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى» [البخاري ومسلم] فيتضاعف أجر الصلاة في هذه المساجد دون غيرها من المساجد، ولذا فلا تقصد مساجد بالسفر رغبة في تضاعف أجر الصلاة فيها إلا هذه المساجد.
وليس في هذا الحديث ما يحرم السفر وشد الرحال لغير المساجد الثلاثة، فالسفر لزيارة مسجد غير هذه الثلاثة من باب السياحة والتعلم وغير ذلك جائز كمن زار دمشق لزيارة المسجد الأموي مثلا، أو زار القاهرة لزيارة جامعة الأزهر، أو غير ذلك، كما يجوز للإنسان أن يسافر لغير المساجد الثلاثة لطلب العلم وطلب الرزق والسياحة وغير ذلك من أسباب السفر المعروفة.
وأوضح "جمعة" أن العلماء اتفقوا في هذا الفهم وننقل قول الشيخ سليمان بن منصور المشهور (بالجمل): «(لا تشد الرحال) أي للصلاة فيها فلا ينافي شد الرحال لغيرها... إلى أن قال : قال النووي : ومعناه لا فضيلة في شد الرحال إلى مسجد غير هذه الثلاثة، ونقله عن جمهور العلماء. وقال العراقي : من أحسن محامل الحديث أن المراد منه حكم المساجد فقط؛ فإنه لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد غير هذه الثلاثة، وأما قصد غير المساجد من الرحلة لطلب العلم وزيارة الصالحين, والإخوان, والتجارة والتنزه ونحو ذلك فليس داخلًا فيه.
وأكد أن ذلك ورد مصرحا به في رواية الإمام أحمد، وابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه مرفوعا: «لا ينبغي للمصلي أن يشد رحاله إلى مسجد يبتغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام, والمسجد الأقصى ومسجدي هذا» وفي رواية : «لا ينبغي للمطي أن تشد رحالها» ... إلخ قال السبكي : وليس في الأرض بقعة فيها فضل لذاتها حتى تشد الرحال إليها لذلك الفضل غير البلاد الثلاثة. قال : ومرادي بالفضل ما شهد الشرع باعتباره ورتب عليه حكمًا شرعيًا، وأما غيرها من البلاد فلا تشد إليها لذاتها، بل لزيارة، أو علم، أو نحو ذلك من المندوبات، أو المباحات، وقد التبس ذلك على بعضهم، فزعم أن شد الرحال إلى الزيارة لمن في غير الثلاثة كسيدي أحمد البدوي ونحوه داخل في المنع وهو خطأ; لأن الاستثناء إنما يكون من جنس المستثنى منه، فمعنى الحديث لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد، أو إلى مكان من الأمكنة؛ لأجل ذلك المكان، إلا إلى الثلاثة المذكورة، وشد الرحال لزيارة أو طلب علم ليس إلى المكان بل لمن في المكان فليفهم ا هـ . برماوي» [حاشية الجمل].
وتابع "جمعة" أن المسلم يقدس الأزمان المباركة ورأينا ذلك في شهر رمضان والأشهر الحرام ويوم الجمعة، ويومي عرفة وعاشورا، وغير ذلك من الأزمان، كما أنه يقدس الأماكن المباركة ورأينا ذلك في الكعبة المكرمة ومكة، وفي المدينة المنورة وفي القدس الشريف، وفي المقال القادم نرى تقديس المؤمن للأشخاص المباركة والأشياء المباركة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة في المسجد الأقصى المسجد الأقصى المسجد الحرام الرحال إلى الصلاة فی إلى مسجد غیر ذلک
إقرأ أيضاً:
افتتاح مسجد العليّ العظيم أول المساجد الجامعة في مشروع وطني شامل.. صور
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه الدكتور أسامة الأزهري؛ وزير الأوقاف، والدكتور عبد الرحمن الضويني – وكيل الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد – مفتى الجمهورية، والدكتور أشرف صبحي – وزير الشباب والرياضة، والمستشار عدنان فنجري – وزير العدل، والمستشار محمود فوزي – وزير شئون المجالس النيابية، والدكتور محمود عصمت – وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور أحمد هنو - وزير الثقافة، و أحمد المسلماني – رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والدكتور إبراهيم صابر – محافظ القاهرة، ومحمود الشريف، نقيب الأشراف، والدكتور عبد الهادي القصبي – شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ولفيف من البرلمانيين والمسئولين وقيادات وزارة الأوقاف، اليومَ الجمعة مسجد العَلِيّ العظيم (حسين كامل سابقًا).
يأتي هذا في إطار من التعاون بين الوزارة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ إيذانًا بتنفيذ الخطوة الأولى في مشروع وطني شامل لكل محافظات الجمهورية؛ إذ يهدف المشروع إلى تحقيق فكرة "المسجد الجامع" – أي الجامع للناس وللخدمات التي يحتاجون إليها لتحقيق معاني البناء المادي والروحي والفكري والمجتمعي.
يأتي الافتتاح برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلاله تتوجه وزارة الأوقاف إلى استنساخ نموذج مسجد مصر الكبير في كل محافظات الجمهورية وفق مفهوم "المسجد الجامع" الذي يلبي احتياجات منطقته المادية والروحية، ويكون منبرًا ووجهةً لكل معاني البر بالمجتمع والوطن، ولكل قيم التضامن والتكافل والفكر الرشيد.
تتمثل فكرة "المسجد الجامع" -كما يجسدها افتتاح اليوم- في إيجاد مسجد مكتفٍ ذاتيًا من الناحية الفكرية بتزويده بنخبة من الأئمة الموهوبين المتميزين القادرين على بث الفكر الرشيد الذي يعالج تحديات المجتمع، لتعود المساجد قبلةً لترشيد الفكر ومكافحة التطرف بكل أشكاله، ولتقديم الخدمات لأهالي مناطقها وما حولها والمترددين عليها.
وفي هذا السياق، يتسع مسجد "العلي العظيم" لخمسة آلاف مُصَلٍّ، وبه مصلى للسيدات، فضلاً عن حضانتين للأطفال، ومكتبة، ودارًا لتحفظ القرآن الكريم، وثلاث قاعات مناسبات، وموقف سيارات فسيح، وخمس عيادات طبية، إلى جانب التجهيزات الهندسية والمرافق اللازمة، وسوف يتم تشغيل كل ذلك بما يحول المسجد إلى مؤسسة تنموية شاملة تقدم الخير لكل المصريين.
وتعليقًا على تدشين هذا المشروع القومي، قال وزير الأوقاف "إنه من المنتظر أن تباشر الوزارة افتتاحات مماثلة في المناطق والمحافظات الأخرى بكل أنحاء الجمهورية. وما أجمل أن يأتي هذا الافتتاح مع استقبال الشهر الفضيل – ولفخامة الرئيس الشكر الجزيل والجميل على رعايته الكريمة، والأوقاف معتزة كل الاعتزاز بأن تكون مؤتمنة على هذا المشروع القومي الطموح بكل ما يعنيه من خير عظيم يستحقه شعب عظيم".
والوزارة إذ تقدم هذه الهدية إلى شعب مصر العظيم في مستهل الشهر المبارك، فإنها تتقدم بخالص الشكر والعرفان إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على ما بذلته من جهد ضخم في إخراج مسجد "العلي العظيم" بهذا الشكل المبهر، وتغتنم هذه الفرصة لتهنئة الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع بحلول شهر رمضان المبارك؛ جعله الله -دومًا- شهر خير ونصر وبركة وفضل وقبول – آمين.