افتتح  أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الصالون الثقافي الثاني للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمسجد النور بالعباسية مساء امس الثلاثاء 21 / 11 / 2023م بعنوان: "القوة والثبات في مواجهة التحديات"، بمشاركة وحضور كل من: أ.د/ أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الاسبق، والدكتور/ رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف.

رمضان عبد الرازق يشيد بمجهود الأوقاف في تجديد الخطاب الديني وزير الأوقاف يقرر صرف ٥٠ ألف جنيه إعانة لأسرة إمام متوفى

وفي كلمته أشاد  وزير الأوقاف بالموقف القوي الثابت  للرئيس/ عبد الفتاح السيسي  في مواجهة التحديات الخطيرة على منطقتنا، والذي أكد سيادته فيه بوضوح شديد أنه لن يكون هناك حل على حساب القضية الفلسطينية، وفي كل الأحوال لن يكون هناك حل على حساب الدولة المصرية، وأن سيناء خط أحمر، ولا للتهجير، وأن الدولة تقوم في هذا الصدد بجهود عظيمة وسط تحديات ومخاطر ربما لا يدركها إلا من يُعنى بالشأن العام عناية بالغة، فنسأل الله (عز وجل) أن يثبت سيادته على الحق وأن يجنب بلادنا المخاطر والمحن.

وأكد وزير الأوقاف أن للدولة المصرية أهدافًا رئيسية منها منع قضية التهجير لما لها من تهديد لأمننا القومي وتهديد للقضية الفلسطينية على حد سواء، والعمل على سرعة إنهاء هذه الأزمة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

كما أكد وزير الأوقاف أن المؤمن الحقيقي قوي ثابت لا تزعزه المحن، فثقته في الله (عز وجل) ثم في نفسه كبيرة ؛ لأن له إحدى الحسنيين أو كليهما: إما تحقيق ما يصبو إليه في الدنيا، وإما تحقيق ما يريده مدخرًا عند الله (عز وجل) يوم القيامة، أو الأمرين كليهما.

فالمؤمن يدرك أن الحياة قائمة على الامتحان والابتلاء، حيث يقول الحق سبحانه: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"، ويقول سبحانه: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ"، ويقول سبحانه: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ"، ويقول سبحانه: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * ‌فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ".

وقد قال أحد الحكماء الصالحين: من طلب الراحة في الدنيا - يعني الراحة التامة الكاملة الدائمة المطلقة - طلب ما لم يُخلق ، ومات ولم يُرزق؛ لأن الله (عز وجل) يقول: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ" ، فتحديات الحياة وتحديات الدول قد تتغير لكنها لا تنتهي، وعلينا دائمًا أن نوطن أنفسنا على القوة والثبات والعطاء لديننا ووطننا واثقين في فضل الله (عز وجل) ونصره لعباده المؤمنين، حيث يقول سبحانه: "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ"، شريطة أن نعمل على ذلك، وأن نأخذ بأسباب القوة والثبات على الحق والمبدأ.

فالدعاء مطلوب لكن لابد من العمل، مؤكدًا أن جيشًا قويًا يحتاج شعبًا قويًّا يقف خلفه ويدعمه؛ لأن الجيوش تحتاج إلى تجهيز وإعداد، والنجاح يكمن في التعاون والتكاتف بين جميع أبناء الوطن، والإحباط يولد اليأس و اليأس يولِّد الخمول والانهزامية والانكسار.

وفي كلمته خلال الصالون الثقافي الثاني للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وجه د/ رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف تحية عميقة لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذا الجهد العظيم والتجديد والفكر المستنير، والعمل على مدار الساعة، الذي جعل كل الأئمة والواعظات جنودًا في الدعوة وفي عمل مستمر على مدار ساعة، بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات والصالونات الثقافية والأسابيع الدعوية في كل مكان.

وأكد خلال اللقاء أن مصر تواجه تحديات وأزمات غير مسبوقة، للنيل من أمنها واستقرارها وهويتها مما يتطلب منا جميعًا وعيًا وقوة وثباتًا واتحادًا لنمر من هذه الأزمات، فالمؤمن يواجه تلك التحديات على المستوى الفردي والجماعي بقلب قوي ثابت واثق بربه ثم بنفسه، قال نبينا (صلى الله عليه وسلم): "المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ وفي كلٍ خيرٌ" وقال نبينا (صلى الله عليه وسلم): "اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ"، والمؤمن يؤمن أن الدنيا قائمة على الابتلاء والامتحان بالخير والشر، قال تعالى: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"، فالابتلاء بالنعمة أسبق من الابتلاء بالنقمة قال تعالى: "فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ"، مضيفًا أن أصعب شيء في زماننا هو الثبات على الطاعة وعلى المبدأ وعلى الكلمة، فالثبات والقوة دليل الرجولة، وأعظم دعوة في الدنيا هي دعوة الثبات وكان جل دعوات الصالحين الثبات، مبينا أن من أسباب الثبات التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية قال (سبحانه): "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا"، والوسيلة الثانية للثبات العمل الصالح ويقوم على أداء العبادات وإعمار الكون قال (سبحانه): "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ"، والوسيلة الثالثة ذكر الله (عز وجل) قال (سبحانه): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، والوسيلة الرابعة للثبات الدعاء قال (سبحانه): "قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"، والوسيلة الخامسة الرضا قال (سبحانه): "وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، والوسيلة السادسة تفقد سير الصحابة قال (سبحانه): "وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ"، والوسيلة الأخيرة الثقة بالله (عز وجل) قال تعالى: "وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ"، مبينًا أن الوهن: ضعف في القلب، والضعف يكون في البدن، والاستكانة في العمل، فإذا انهزم القلب ضعفت الجوارح واستكان الإنسان وضعف عن عدوه، وبالقوة والثبات نتجاوز الأزمات ونواجه التحديات قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"، وفي الحديث: " إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قالوا وكيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: "يوفقه لعمل الخير ثم يقبضه عليه".

وفي كلمته ثمَّن أ.د/ أحمد ربيع عميد كلية الدعوة السابق الحراك الفكري الذي تقوم به وزارة الأوقاف في كل مكان بين الأئمة والواعظات، مبينًا أن الدولة تُبنى على العلم والقوة وإيمان جميع أفراد الشعب برسالتها، فالأمر الأول: وهو العلم ففي قصة سيدنا سليمان (عليه السلام) في قوله: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ"، وعلى لسان الهدهد: "فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ"، وفي قوله تعالى: "قال الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ"، فالعلم مهم جدًّا في بناء الدولة، الأمر الثاني: القوة، فنحن في عالم لا يحترم إلا القوي يقول الشاعر:

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه

يهدم ومن لا يظلم الناس يُظلم

فنحتاج إلى قوة ، والقوة عند سيدنا سليمان (عليه السلام) ظهرت في عدة أمور: كقوة الجند، يقول سبحانه: "وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ"، فلا يتأخر المتقدم ولا يتقدم المتأخر، مبينا أن مظهر القوة في حديث القرآن الكريم عن سيدنا سليمان (عليه السلام) في قوله (سبحانه): "ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ"، وفي قوله (سبحانه): "قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ"، كما أكد على أهمية الوعي وأداء الرسالة على أكمل وجه، ومعرفة كل فرد بدوره، وأهمية الحفاظ على الهوية واللغة والثبات، مع ضرورة زرع الأمل في قلوب الناس، حيث يقول الحق سبحانه: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"، وقد جاء العسر في هذه الآية بين يسرين، وأكد على أن مصر هي حاملة لواء الكفاح في العالم العربي والإسلامي، فمصر ستبقى في رباط إلى القيامة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاوقاف وزير الأوقاف عبد الفتاح السيسى الازهر الشريف التحديات القوة والثبات وزیر الأوقاف یقول سبحانه قال تعالى فی قوله عز وجل وفی کل

إقرأ أيضاً:

تزامنا مع ذكراه.. لمحات عن حياة القديس القوي الأنبا موسى الأسود

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بذكرى استشهاد القديس القوى الأنبا موسى الأسود.

فى السطور التالية تستعرض “ الفجر” حياة القديس القوى الأنبا موسى الأسود:

ولد فى الأغلب بين عامى 330 م و340 م وكان عبدا لشيخ قبيلة تعبد الشمس وكان قوى البنية وعيف الطباع.ترأس عصابة من قطاع الطرق وقيل إنه لم يوجد إثم لم يرتكبه، ولكنه ظل يتساءل بداخله ويبحث عن الإله الحقيقى.أرشده الرب للذهاب إلى برية شهيت "وادى النطرون " وسيجد عباد الإله الحقيقى، وبالفعل ذهب حتى وصل إلى قلالى الرهبان.رآه هناك االقديس أنبا إيسيذورس قس القلالى وخاف منه عند رؤيته، لكن استقبل موسى وحدثه عن الله الحقيقى وعندها تحرك قلب موسى نحو التوبةأخذه القديس إيسيذورس إلى القديس مقاريوس الكبير الذى أشرف على وعظه بالإيمان حتى صار جاهزا فعمده وسلمة للأنبا إيسيذورس من جديد ليتلمذه.ترهب القديس موسى وعاش فى وسط إخواته الرهبان فى البداية، ثم انعزل بمشورة أبيه الروحى وتوحد، وتمجدت نعمة الله معه وساندت جهاده وحربة الروحية ضد الشيطان.استشهد عام 408 م، بعد أن مجد الله فى حياته، وقدم الرب به مثالا لعمل التوبة والنعمة فى حياة الإنسان.
 

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: التعاون المصرى مع البنك الدولى نموذج للشراكة التنموية فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية
  • «الإفتاء» تكشف فضل سورة يس وحُكم السحر في الشرع (فيديو)
  • حدث في 8 ساعات| بدء حجز شقق الإسكان المتميز.. والسيسي يشيد بالمصريين في ذكرى ثورة 30 يونيو
  • تزامنا مع ذكراه.. لمحات عن حياة القديس القوي الأنبا موسى الأسود
  • السيسي يشيد بالمصريين: يضربون أروع الأمثلة في التماسك.. ويجدد العهد: مصرون على عبور كافة التحديات
  • الحوار الوطني: كلمة السيسي في افتتاح المؤتمر المصري الأوروبي أثبتت قدرة مصر على مواجهة التحديات
  • وزير الخارجية يشيد بالموقف الجزائري الرافض للعدوان والحصار المفروض على اليمن
  • السيسي: مصر شريك يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التحديات المشتركة (فيديو)
  • السيسي: مصر أثبتت أنها شريك يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التحديات المشتركة
  • السيسي: مصر شريك يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التحديات المشتركة