قطاع الاستزراع السمكي في الإمارات.. ركيزة أساسية تعزز استدامة منظومة الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
شكّل قطاع الاستزراع السمكي في دولة الإمارات أحد أهم الركائز الأساسية في منظومة تعزيز الأمن الغذائي، نظراً لما يمتلكه من فرص واعدة تدعم رفع مستوى الإنتاج المحلي من الغذاء، فضلاً عن عوائده الاقتصادية الكبيرة التي يتيحها التوسع في ميدان الاستثمار في هذا القطاع الحيوي الذي يحافظ على استدامة الموارد البحرية في الدولة.
وحرصت الدولة على الاستثمار في مجال الاستزراع السمكي بالاستفادة من أحدث الوسائل التكنولوجية العالمية التي تتغلب على التحديات وتضاعف الإنتاج وصولاً إلى مرحلة الاكتفاء الغذائي المحلي.
وخلال السنوات الماضية شهد قطاع الاستزراع السمكي تطوراً لافتاً وحظي بإقبال من المستثمرين مدعوماً بتشجيع حكومي، فقد بلغ عدد المزارع المسجلة لدى وزارة التغير المناخي والبيئة حتى العام الماضي نحو 15 مزرعة، حيث تملك إمارة أبوظبي أكبر عدد من المزارع السمكية ويوجد فيها 6 مزارع، كما يوجد في الفجيرة 4 مزارع، و3 مزارع في رأس الخيمة، بالإضافة إلى مزرعة واحدة في كلٍ من دبي والشارقة.
وأكدت وزارة التغير المناخي والبيئة أن دولة الإمارات مؤهلة للتحول إلى مركز إقليمي للاستزراع السمكي بالاعتماد على مخرجات البحث العلمي، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تعزيز المخزون ورفع الانتاج السمكي.
وتتسق جهود دولة الإمارات لتعزيز قطاع الاستزراع السمكي، مع الأهداف المنشودة لمحور الأثر ضمن حملة استدامة التي تم إطلاقها مؤخراً بالتزامن مع قرب استضافة مؤتمر الأطراف COP28، الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، والذي يروج للسبل كافة التي ترسخ الاستدامة في جميع القطاعات وعلى رأسها استدامة الأمن الغذائي، حيث يستعرض هذا المحور النتائج والتأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة الإماراتية على مختلف المجالات، إذ تهدف الحملة إلى نشر السلوكيات الإيجابية نحو البيئة وتعزيز الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية.
-اهتمام مبكّر.
بدأ الاهتمام باستزراع الأحياء المائية في الإمارات منذ نحو أربعين عاماً، وتحديداً في عام 1984 الذي تم فيه إنشاء مركز أبحاث الأحياء البحرية بالتعاون مع أفضل الخبرات العالمية بمجال استزراع الأحياء المائية، حيث أجرى العديد من الدراسات والتجارب الخاصة بإنتاج الأنواع المحلية من الأسماك بهدف الحصول على الطرق الصحيحة التي تساهم في استكثار تلك الأنواع والتي بدورها تساهم في تعزيز المخزون السمكي، وتعزيز الأمن الغذائي وتنمية البيئة البحرية تنمية مستدامة، ومنذ ذلك الوقت شهد قطاع الاستزراع السمكي نمواً متسارعاً وحظي باهتمام الدولة، حيث عززت الإمارات جهودها بإنشاء مركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية عام 2014 وتجهيزه بأحدث النظم والتقنيات، حيث ساهم بدور ريادي في تطوير وتشجيع تقنية الاستزراع المائي في الدولة، وقد بلغت طاقته الإنتاجية 30 مليون اصبعية سمكية سنوية.
– تلبية الطلب المحلي.
وتسعى الإمارات من خلال دعم مشاريع الاستزراع السمكي إلى رفع مساهمة هذا القطاع في تلبية الطلب المحلي على الأسماك في ظل تنامي عدد سكان الدولة واستيرادها نحو 70% من حاجتها من الأسماك سنوياً.
وأعلنت الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي مؤخراً عن مشروعين جديدين في دولة الإمارات الأول لاستزراع السلمون بطاقة 10 أطنان في أحواض والثاني لاستزراع سمك القاروص والدينس بطاقة 10 أطنان في أقفاص عائمة.
وتتوفر في الدولة عددا مـن المفاقس التي تقوم بإنتاج اصبعيات الأسماك من مختلف الأصناف ، وذلك لدعم الاستزراع السمكي ومنها مفقس مركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية ومفقس مركز الأبحاث في جزيرة أبو الأبيض.
– مبادرات لتنمية قطاع الاستزراع.
وتتولى وزارة التغير المناخي والبيئة إعداد برامج وطنية لرفع كفاءة إنتاج مزارع الأحياء المائية المسجلة لديها، كما تسعى لاستقطاب الاستثمار في هذا المجال من خلال الإرشاد الفني لرفع القدرات والأبحاث التي حددت بعض الأنواع القابلة لاستزراعها حسب الظروف البيئية والمناخية للدولة.
وقدّمت الوزارة حزمة خدمات ذكية وإلكترونية لترخيص مزارع الأحياء المائية واستيراد غذاء الأحياء المائية واستيراد أمهات ويرقات الأسماك وتصدير الأسماك المحلية والإفراج المحجري لتعزيز استمرارية ومرونة تقديم الخدمات وفق قياس زمني قصير للحصول على الشهادات الخاصة بهذه الخدمات.
وحددت اللجنة العليا لحماية واستغلال وتنمية الثروات المائية الحية 6 مبادرات في قطاع استزراع الأحياء المائية في الدولة والتي تعمل عليها وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية على مستوى الدولة، وتشمل مبادرة تقييم أنظمة استزراع الأحياء المائية في المواقع البحرية بهدف تطوير الاستزراع البحري لدعم التوسع والاستدامة في قطاع استزراع الأحياء المائية، ومبادرة دراسة نمط واختيارات المستهلكين، ومبادرة دليل الأمن البيولوجي على مستوى المزرعة لتقليل مخاطر وتهديدات الأمن البيولوجي على استمرارية أعمال الاستزراع.
كما تتضمن المبادرات مبادرة تعزيز تنافسية نظام استزراع الأحياء المائية المغلق، ومبادرة إنشاء قاعدة بيانات استهلاك المأكولات البحرية، بالإضافة إلى مبادرة دليل نبض الاستزراع السمكي الذي أطلقته حكومة الإمارات في عام 2020 ويعد مرجعاً للمهتمين بزراعة الأحياء المائية ومفاقس الأسماك في كل إمارات الدولة، ويهدف إلى دعم مساعي الدولة نحو تعزيز هذا القطاع الحيوي، من خلال تقييم الفرص المتاحة للاستثمار في القطاع، وتوفير دراسة لأنماط الاستهلاك في السوقين المحلي والعالمي، ومواصفات الإنتاج من حيث الجودة والحجم، وتوفير سبل نجاح مزارعي الأحياء المائية في مختلف إمارات الدولة.
وتأتي مفاقس الأسماك كأحد ركائز الدليل حيث يلقي الضوء على توافر العديد من المفاقس المخصصة لإنتاج إصبعيات الأسماك بمختلف أنواعها في المزارع السمكية والمفاقس المتخصصة الضخمة التي تنتج نحو 35 مليون أصبعية، ويأتي على رأس ذلك مفقس مركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية في أم القيوين.
– أنظمة استزراع الأحياء المائية في الدولة.
وتتنوع الأنظمة المستخدمة بمزارع تربية الأحياء المائية ما بين النظام المغلق والنظام المفتوح واستخدام نظام الأكوابونيك، والذي يدعم إنتاج الأحياء المائية مع الإنتاج الخضري.
ويمثل النظام المغلق 50% من الأنظمة المستخدمة لتربية الأحياء المائية في الدولة والذي يعتمد على الأحواض الداخلية، ويتميز عن النظام المفتوح بالكثافة العالية بوحدة الإنتاج؛ ففي الأحواض المغلقة يتم التحكم بمواصفات الماء وتدويرها واستخدام التقنيات، واستخدام أعلاف للأسماك بمواصفات وجودة عالية.
– إشادة دولية.
ولاقت جهود دولة الإمارات في مجال الاستزراع السمكي إشادة وتقديراً من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، التي استعرضت في تقرير لها المشاريع الطموحة التي تشهدها الدولة لاستزراع الأسماك في الأراضي الصحراوية القاحلة، معتبرة أن هذه المشاريع تعكس نجاح الإمارات في تسخير التكنولوجيا الحديثة، من أجل إرساء إنتاج مستدام للأسماك والأحياء المائية بما يعزز أمنها الغذائي.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: وزارة التغیر المناخی والبیئة دولة الإمارات الأمن الغذائی فی الدولة
إقرأ أيضاً:
مجلس راشد بن حميد يستعرض دور الإعلام المستقبلي
نظم مجلس راشد بن حميد الرمضاني 2025، حلقة نقاشية تحت عنوان «الإعلام وصناعة المستقبل.. بين التأثير والمسؤولية»، بحضور عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وعبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام.
أدار الجلسة، الإعلامي أحمد اليماحي، بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في المجال الإعلامي.
وشهدت الجلسة نقاشات ثرية حول مستقبل الإعلام في دولة الإمارات، وتمحورت الجلسة حول عدد من المحاور الرئيسية التي تشغل بال العاملين في القطاع الإعلامي، بدءاً من دور الإعلام الوطني في دعم قيم المجتمع الإماراتي وطموحاته، مروراً بتأثير المبادرات الإعلامية في تعزيز سمعة الدولة وتعميق علاقاتها الدولية، وصولاً إلى تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام وسبل مواجهة المواد المضللة.
وأشار الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، إلى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حول تمكين الشباب وتأهيلهم بمهارات المستقبل وأنهم سفراء بلدهم، والتي وضعت نهجاً لمستقبل الشباب ومنهجاً لتفوقهم، مثنياً على دور المكتب الوطني للإعلام وما حققه من طفرة واضحة في قطاع الإعلام داخلياً وخارجياً بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة.
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، أن دور الإعلام ليس مجرد مصدر للأخبار فقط، لكنه قوة مؤثرة تُشكل تطلعات الدول وممُكن رئيسي لطموحات المجتمعات، مشدداً على أن دولة الإمارات أولت قطاع الإعلام اهتماماً كبيراً من خلال توفير الدعم والإمكانيات التقنية الحديثة للعاملين بالقطاع من الإعلاميين وصانعي المحتوى، كما أوصى بضرورة الاستخدام الأمثل لمنصات التواصل الاجتماعي لمنفعة البلاد. وقال إن الدولة وفرت البنية التحتية الكاملة لجذب المستثمرين حول العالم، مشيراً إلى أهمية توفير الإحصائيات والمصادر الموثوقة ودراسات الجدوى وخطط التنمية المستدامة للجهات الاتحادية.
بدورها، أشادت عهود بنت خلفان الرومي، بمجلس راشد بن حميد الرمضاني ودوره في طرح القضايا والموضوعات المهمة بكل شفافية، مبينة أن أحد تلك القضايا هو الإعلام ودوره في صناعة المستقبل وسمعة الأوطان، والذي يُعد خياراً استراتيجياً للدولة في ظل المتغيرات العالمية.
من جهته، أكد عبدالله آل حامد، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تضع تمكين إعلام متطور على رأس أولوياتها، مشيراً إلى أن الدولة شهدت خلال العقود الخمسة الماضية طفرة كبيرة في جميع القطاعات، وهي قفزة واكبتها تطورات نوعية شهدها قطاع الإعلام ومؤسساته.
وتطرق إلى قمة «بردج» BRIDGE، والتي أطلقها مؤخراً من العاصمة الأمريكية واشنطن والتي ستنطلق من أبوظبي في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025 المقبل، مشيراً إلى أن «بردج» مبادرة عالمية شاملة تسعى إلى استشراف مستقبل الإعلام وقيادة التحول في القطاع وزيادة مساهمته في الاقتصاد العالمي عبر إنشاء منظومة ديناميكية وشاملة تُمكّن الإعلاميين، وتُرسخ الابتكار، وتدعم الصحافة المسؤولة في العصر الرقمي، مؤكداً أن عام 2026 هو عام جني ثمار تلك المبادرات الوطنية التي يتم إطلاقها خلال العام الحالي. وأوضح رئيس المكتب الوطني للإعلام أن المنظومة الإعلامية في مختلف دول العالم تشهد تغيرات متسارعة، الأمر الذي يوجب علينا مواكبة تلك التطورات والاستفادة من الابتكارات الحديثة، لتعزيز تنافسية الإعلام الوطني وترسيخ مكانته كمصدر موثوق يعكس رؤية الدولة وإنجازاتها، ويواكب تطلعات المجتمع بأسلوب مبتكر ومحتوى رصين.
ولفت رئيس المكتب الوطني للإعلام، إلى أن وسائل الإعلام الوطنية لعبت دوراً كبيراً في تعزيز السمعة الإيجابية للدولة والتي رسخها الآباء المؤسسون طيب الله ثراهم وعلى النهج نفسه تسير قيادتنا الرشيدة، التي واصلت المسيرة برؤية استشرافية ونهج يقوم على الابتكار والتواصل الفاعل، الأمر الذي عزز مكانة الإمارات منارة للتقدم والانفتاح، وأكسبها ثقة العالم واحترامه.
وأكد أن توجيهات القيادة الرشيدة كانت دائماً نبراساً يعزز قيم الهوية الإماراتية في قطاع الإعلام، منوهاً بأن هذا الأمر تجلى بوضوح في النهج الإيجابي الذي اتبعه صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، حيث جسد محتواهم الصورة الحضارية للدولة، مشدداً على الدور المحوري للإعلام الرقمي والتقنيات الحديثة، وتأثيرها في تطور المشهد الإعلامي، سواء في صياغة التشريعات أو تعزيز الوعي، الأمر الذي يجعلها أداة فعالة في مواجهة التضليل الإعلامي وترسيخ الحقائق. (وام)