شهد لبنان يوم الأحد الماضي أول عاصفة لهذا الموسم حملت معها الأمطار الطوفانية ونسبة عالية من الهطولات تخطت الـ 130 ملمترا ساحلاً و100 ملمترا جبلا و50 ملمترا بقاعاً الأمر الذي تسبب بسيول وفيضانات في عدد من المناطق، كما ان الثلوج تساقطت للمرة الأولى على ارتفاع الـ 1700 متر. وتجدر الإشارة إلى انه منذ بداية الموسم المطري الحالي تخطت نسبة الأمطار في لبنان المعدل العام بأشواط بسبب ما حمله شهر تشرين الاول الماضي من هطولات، ما يُبشر بأن شتاء 2023 - 2024 سيحمل معه الخير وسيكون موسما ممتازا من حيث عدد المنخفضات ونسبة الهطولات.

 
 
وكان لبنان شهد هذه السنة صيفا حارا وأثرت درجات الحرارة العالية على نصف الكرة الأرضية الشمالية وكان القطب الشمالي ناشطا على الطبقات 500 و700 hpa أي ما بين 3000 و7000 متر الأمر الذي سبب الكثير من تساقط الحجارة البردية في عدة بلدان منها السعودية والكويت وكندا وتركيا وأوروبا وأميركا الأمر الذي دفع علماء المناخ الى ان يتوقعوا بأن يحمل شتاء 2023 -2024 نشاطا قطبيا قاسيا فوق الدول التي نالت حصتها من الحر الشديد.  
 
وهذا ما بدأنا نلاحظه منذ منتصف شهر تشرين الثاني الحالي بحيث بدأ النشاط القطبي يضرب بقساوة القارتين الأوروبية والأميركية ووسط روسيا وتسبب بعواصف ثلجية في تركيا وبانخفاض درجات الحرارة في لبنان ما أدى إلى تساقط الثلوج على ارتفاع 1700 متر. فهل ستصح نظرية العلماء بأن هذا الشتاء سيكون قاسياً؟  
 
في هذا الإطار، يُفيد الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المُناخ عبر "لبنان 24" بأن "النشاط القطبي خلال النصف الثاني من تشرين الثاني الحالي سيكون واضحا على القارة الأوروبية وسيطال تركيا وسيؤثر على لبنان بأجواء باردة ليلا لاسيما اننا على موعد مع وصول منخفض جوي جديد خلال نهاية الأسبوع الحالي في حال بقيت حركة الضغوط على حالها".  
 
وعن موسم شتاء 2023 – 2024 يقول خنيصر: "بحسب دراساتي الشخصية وذلك استنادا إلى حركة المحيطات وما تحمله من نسبة تبخر مرتفعة وتشكّل المنخفضات والأعاصير والعواصف التي بدأت تغذي المنطقة منذ شهر تشرين الأول مسببة الأضرار جنوب أوروبا وصولا إلى اليونان وتركيا ولبنان ، يُشير إلى ان وضع الأمطار سيكون ممتازا خاصة وان حركة منخفض البحر الأحمر في شمال افريقيا تُساهم باستقطاب المنخفضات إلى منطقتنا.وبما ان منخفض البحر الأحمر لايزال ناشطا حتى الساعة فقد تُساهم هذه الحركة باستقطاب التيارات القطبية نحو وسط افريقيا فتغطي منطقة الشرق الأوسط وقد تنشط هذه الحركة ابتداء من منتصف كانون الأول المقبل".
 
ويُتابع خنيصر: "قد نكون على موعد مع شتاء بارد يتخلله الكثير من "النزولات القطبية" نحو المنطقة وفي حال تزامنت هذه النزولات مع وصول منخفضات جوية قد يكون عندئذ لبنان عرضة لعدة عواصف ثلجية تترافق مع برد قارس خاصة في المناطق البقاعية والجبال التي تعلو الـ 800 متر".  
 
ويلفت خنيصر إلى ان "لبنان شهد منذ بداية الموسم المطري حتى الساعة نسبة عالية من الهطولات تخطت المعدل العام في معظم المناطق اللبنانية وبشكل ملحوظ"، مُضيفا: "وبما اننا سنكون على موعد مع سلسلة من المنخفضات هذا الأمر سيزيد من نسبة المعدل العام في لبنان من حيث كمية الأمطار والهطولات وسيكون وضع لبنان والمنطقة ككل جيدا من حيث نسب الأمطار".
 
ويؤكد خنيصر ان "هذه السنة ستحمل معها الكثير من الخيرات،وعلى اللبناني ان يتكيف مع الموجات الباردة والجليدية التي ستضرب لبنان كما اعتاد في فصل الصيف على سلسلة موجات الحر .

ويلفت إلى انه "في قراءة أولية لطقس ما بعد عيد الميلاد، فسنكون على موعد مع موجات قطبية ستطال وسط قارة افريقيا (مصر ليبيا والجزائر) وبما ان المناطق المدارية الدافئة تعرضت لهذه التيارات القطبية فسيؤدي ذلك إلى تقلص الموجات الدافئة وبالتالي سنكون مع برد قارس وشديد".
 
وأشار خنيصر إلى انه "بحسب متتبعي البواحير الشرقية تبين ان أشهر كانون الثاني وشباط وآذار ونيسان شهدت أمطارا غزيرة هذه السنة ومن المتوقع أن نشهد في الموسم المطري الجديد خلال هذه الأشهر أيضا الأمطار الغزيرة والثلوج والعواصف".
 
وفي الختام، يعتبر خنيصر ان "موسم شتاء 2023 – 2024 سيكون من حيث برودة الطقس شبيها بموسم شتاء 2021- 2022". وعن احتمال وصول منخفضات جديدة في الأيام المقبلة، لفت إلى ان "التقلبات الجوية قد تستمر حتى الأسبوع الأول من كانون الأول".
 
إذا بعد صيف حار من المتوقع ان يكون شتاء لبنان قطبيا بامتياز، فاستعدوا.  



المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على موعد مع شتاء 2023 من حیث إلى ان

إقرأ أيضاً:

تفاصيل تحضيرات العدالة والتنمية المغربي لعقد مؤتمره التاسع

الرباط- تجري الاستعدادات الأخيرة بمركب مولاي رشيد بمدينة بوزنيقة بضواحي الرباط لاحتضان فعاليات المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي، يومي السبت والأحد 26 و27 أبريل/نيسان الجاري، في مرحلة حاسمة يسعى خلالها الحزب إلى ترميم صفوفه الداخلية واستعادة موقعه في المشهد السياسي بعد التراجع الكبير الذي شهده في انتخابات 2021.

فبعد أن قاد الحكومة لولايتين متتاليتين في 2011 و2016، لم يحصل في سباق 2021  على غير 13 مقعدا برلمانيا، ما حرمه من تشكيل فريق برلماني، ودفعه لعقد مؤتمر استثنائي أفرز عودة عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق لقيادته.

وبين مؤشرات التعافي الداخلي وواقع العلاقة المتذبذبة مع بعض قياداته التاريخية، تبدو طريق الحزب نحو انتخابات 2026 مشروطة بقدرته على تجديد نفسه من الداخل والخارج.

الفرق التقنية تعمل على تركيب أجهزة الصوت والإضاءة في قاعة الجلسة الافتتاحية (الجزيرة) استعدادات

عاينت الجزيرة نت أمس الخميس الاستعدادات الميدانية داخل مركب مولاي رشيد، حيث يشتغل العشرات على وضع اللمسات الأخيرة لتجهيز الفضاءات المختلفة التي ستحتضن فعاليات المؤتمر.

في الساحة الخارجية، يعمل بعض العمال على تثبيت اللافتات التي تحمل شعار الحزب والمؤتمر التي توزعت بين التأكيد على الخيار الديمقراطي ومغربية الصحراء ورفض التطبيع، بينما توزعت فرق تقنية أخرى على القاعة الكبرى لتركيب أنظمة الإضاءة والصوت، وهي القاعة التي يتوقع أن تستوعب حوالي 1700 مؤتمر ومئات الأعضاء والمتعاطفين والضيوف.

كما تم تجهيز قاعة استقبال خاصة بالضيوف وأخرى لفرز الأصوات، وقاعة للصحافة مزودة بالإنترنت، إضافة إلى مطعم وفضاءات للخدمات اللوجستية والإدارية لضمان انسيابية التنظيم.

الأزمي: المؤتمر سينتخب قيادة جديدة للحزب تقوده 4 سنوات قادمة (الجزيرة)

ويعقد الحزب مؤتمره في ظل تحديات متعددة أهمها انسحاب عدد من قياداته التاريخية من الحياة الحزبية والسياسية، وفقدانه كتلة مهمة من المنخرطين بلغت حوالي 20 ألف منخرط من بين 40 ألفا، وفق تصريحات الأمين العام، إلى جانب أزمة مالية حادة دفعته إلى إطلاق حملة تبرعات داخلية لتمويل المؤتمر.

إعلان

في حديث مع الجزيرة نت، أوضح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إدريس الأزمي الإدريسي أن المؤتمر هو استحقاق داخلي وتنظيمي سيتم خلاله مناقشة الورقة المذهبية للحزب وأطروحته السياسية، وانتخاب قيادة جديدة ستقوده 4 سنوات.

وقال الأزمي إن نسبة المؤتمرين الذين أكدوا مشاركتهم تفوق 90%، كما أكد عدد من الضيوف الأجانب مشاركتهم من بينهم ممثلو أحزاب إسلامية من موريتانيا وتونس وتركيا، إلى جانب شخصيات وطنية من مجالات السياسة والثقافة والفن.

نقاش داخلي

وتصاعدت وتيرة النقاش السياسي الداخلي مع اقتراب المؤتمر، إذ خرج عدد من قيادات الحزب في حوارات صحفية أو تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، يعرِضون فيها تشخيصهم لنكسة الحزب في انتخابات 2021 ورؤيتهم لمستقبله وشروط استعادة عافيته.

يرى المحلل السياسي عبد الرحيم العلام أن حزب العدالة والتنمية يواجه جملة من التحديات في مقدمتها تحقيق الانسجام الداخلي الذي يعتبره أساس قوته. وأوضح للجزيرة نت أن تراجع هذا التماسك بعد انسحاب عدد من القيادات المؤسسة والوازنة أثر بشكل واضح على أدائه السياسي والتنظيمي، وأن استمرار هذا الوضع دون معالجة سيضعف الحزب.

ومن التحديات الأخرى، وفقا له، علاقة الحزب بذراعيه الدعوية والنقابية، حيث عرفت العلاقة مع حركة التوحيد والإصلاح فتورا ملحوظا خاصة بعد "قرارات حكومية مثيرة للجدل مثل التطبيع مع إسرائيل"، وتقنين القنب الهندي، واعتماد اللغة الفرنسية في التعليم، وهو ما دفع شريحة من أعضاء الحركة إلى عدم التصويت لصالحه وعدم المساهمة في حملاته الانتخابية.

أما النقابة المقربة منه، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، فقد أبدت بدورها انتقادات لعدد من القرارات الحكومية التي اعتبرتها تنازلا عن حقوق العمال. وأشار العلام إلى أن علاقة الحزب بالسلطة تمثل أيضا تحديا خاصا، معتبرا أن "قبول السلطة بالحزب ليس شرطا ضروريا، لكن مع ذلك له تأثير".

ويؤكد أن علاقة الحزب بالمواطنين هي النقطة الفاصلة، إذ تضررت صورته خلال سنوات قيادته للحكومة بفعل قرارات غير شعبية، كإصلاح نظام التقاعد وصندوق المقاصة، وتبنيه لخيارات نيوليبرالية وصراعات داخلية ظهرت إلى العلن.

ويستدرك أن الرأي العام في السياسة غير ثابت، و"ما نراه من مقارنة متزايدة بين الحكومة الحالية وحكومات العدالة والتنمية، خاصة على مستوى القدرة الشرائية والتواصل، قد يصب لصالح الحزب إذا استمرت هذه المفاضلة".

إعلان تفاؤل بالمستقبل

من جانبه، ينظر الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران بتفاؤل إلى مستقبله، إذ رأى في فيديو نشره على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء الماضي، أن الحزب استعاد جزءا من عافيته مستدلا بفوزه بمقعدين في الانتخابات الجماعية الجزئية الأخيرة أمام مرشحين من حزب رئيس الحكومة الحالي.

وأكد الأزمي أن الحزب يعقد مؤتمره الحالي في سياق مختلف كليا إثر ما أسماه "النكسة الانتخابية"، وأنه أعاد ترتيب أولوياته وفي مقدمتها تأطير المواطنين والدفاع عن قضايا الوطن والأمة.

ووفقا له، وجد الحزب نفسه، وهو في المعارضة، بمواجهة حكومة مطبوعة بما أسماه "الفضائح وتضارب المصالح"، وغير قادرة على تقديم حلول ناجعة لإشكاليات في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم وموجة غلاء الأسعار.

وتحدث عن تحسن كبير في الثقة بين الحزب وقواعده تجلى في الاستجابة الواسعة لدعوات التبرع إثر قرار عدم صرف الدعم المالي للحزب من وزارة الداخلية، وفي الحضور المكثف للمؤتمرين.

الحزب ينظم مؤتمره بتبرعات قواعده إثر قرار عدم صرف الدعم المالي من وزارة الداخلية (الجزيرة)

وحسب الأزمي، فإن "خيبة أمل المواطنين من حكومة رفعت شعارات كبيرة دون أن تترجمها إلى إنجازات في الواقع" ساهمت في تقوية العلاقة بين الحزب وعموم المواطنين، مؤكدا أنه رغم تراجعه العددي في البرلمان، لم يتراجع عن التزامه بقضايا المجتمع، وفي مقدمتها مراجعة مدونة الأسرة وملفات العيش اليومي والفساد وغيرها.

وبشأن القيادات التي غادرت الحزب، شدد على أنه لم يتخذ أي قرار في حق أي منها، "من استقال فعل ذلك بمحض إرادته، ومن تراجع كذلك"، مؤكدا أن عددهم يبقى محدودا وأن الحزب ظل مفتوحا أمام الجميع على أساس الاقتناع ببرنامجه السياسي.

وأكد الأزمي أن التدبير الصعب لمرحلة إعفاء بنكيران من ترؤس الحكومة الثانية عام 2016 ونتائج انتخابات 2021 أثرا على عموم المناضلين، غير أنه يرى أن العمل الذي قام به الحزب بعد 2021 عزز وحدة ودينامية الجماعية.

إعلان

وبينما يرى قياديون في الحزب أن نتائج التصويت في المؤتمر هي التي ستكشف عن هوية الأمين العام الجديد، يتوقع المحلل السياسي العلام أن تُعاد الثقة إلى بنكيران نظرا لغياب بديل جاهز حاليا، ولما يحظى به من دعم داخل الحزب ومن تعاطف لدى شريحة من المواطنين.

مقالات مشابهة

  • الموسوي من الضاحية: على اللبنانيين التحرّك وإدانة العدوان
  •  هل سبق وتاثرت المملكة بمنخفضات جوية شتوية خلال شهر ايار/مايو؟
  • بالتفاصيل إليكم طقس بداية الأسبوع... هل ستعود الأمطار؟
  • إسلام الشاطر: توقعت سيناريو خروج الأهلي، والهزيمة القاتلة في الدقيقة 90
  • «اللانينيا» تتسبب في ضعف الهطولات المطرية بالدولة
  • أفضل سيارة مستعملة موديل 2021 من MG .. أرخص سعر
  • أرخص سيارة موديل 2021 في مصر .. سوق المستعمل
  • أمير هشام : خروج الأهلي سيناريو باين من بدري بسبب مدرب ساذج
  • تفاصيل تحضيرات العدالة والتنمية المغربي لعقد مؤتمره التاسع
  • العلامة فضل الله دعا اللبنانيين الى أن يكون صوتهم موحّدًا في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية