بعد صيفٍ حار شتاء قطبي بانتظار اللبنانيين.. فهل سيتكرر سيناريو 2021ـ 2022؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
شهد لبنان يوم الأحد الماضي أول عاصفة لهذا الموسم حملت معها الأمطار الطوفانية ونسبة عالية من الهطولات تخطت الـ 130 ملمترا ساحلاً و100 ملمترا جبلا و50 ملمترا بقاعاً الأمر الذي تسبب بسيول وفيضانات في عدد من المناطق، كما ان الثلوج تساقطت للمرة الأولى على ارتفاع الـ 1700 متر. وتجدر الإشارة إلى انه منذ بداية الموسم المطري الحالي تخطت نسبة الأمطار في لبنان المعدل العام بأشواط بسبب ما حمله شهر تشرين الاول الماضي من هطولات، ما يُبشر بأن شتاء 2023 - 2024 سيحمل معه الخير وسيكون موسما ممتازا من حيث عدد المنخفضات ونسبة الهطولات.
وكان لبنان شهد هذه السنة صيفا حارا وأثرت درجات الحرارة العالية على نصف الكرة الأرضية الشمالية وكان القطب الشمالي ناشطا على الطبقات 500 و700 hpa أي ما بين 3000 و7000 متر الأمر الذي سبب الكثير من تساقط الحجارة البردية في عدة بلدان منها السعودية والكويت وكندا وتركيا وأوروبا وأميركا الأمر الذي دفع علماء المناخ الى ان يتوقعوا بأن يحمل شتاء 2023 -2024 نشاطا قطبيا قاسيا فوق الدول التي نالت حصتها من الحر الشديد.
وهذا ما بدأنا نلاحظه منذ منتصف شهر تشرين الثاني الحالي بحيث بدأ النشاط القطبي يضرب بقساوة القارتين الأوروبية والأميركية ووسط روسيا وتسبب بعواصف ثلجية في تركيا وبانخفاض درجات الحرارة في لبنان ما أدى إلى تساقط الثلوج على ارتفاع 1700 متر. فهل ستصح نظرية العلماء بأن هذا الشتاء سيكون قاسياً؟
في هذا الإطار، يُفيد الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المُناخ عبر "لبنان 24" بأن "النشاط القطبي خلال النصف الثاني من تشرين الثاني الحالي سيكون واضحا على القارة الأوروبية وسيطال تركيا وسيؤثر على لبنان بأجواء باردة ليلا لاسيما اننا على موعد مع وصول منخفض جوي جديد خلال نهاية الأسبوع الحالي في حال بقيت حركة الضغوط على حالها".
وعن موسم شتاء 2023 – 2024 يقول خنيصر: "بحسب دراساتي الشخصية وذلك استنادا إلى حركة المحيطات وما تحمله من نسبة تبخر مرتفعة وتشكّل المنخفضات والأعاصير والعواصف التي بدأت تغذي المنطقة منذ شهر تشرين الأول مسببة الأضرار جنوب أوروبا وصولا إلى اليونان وتركيا ولبنان ، يُشير إلى ان وضع الأمطار سيكون ممتازا خاصة وان حركة منخفض البحر الأحمر في شمال افريقيا تُساهم باستقطاب المنخفضات إلى منطقتنا.وبما ان منخفض البحر الأحمر لايزال ناشطا حتى الساعة فقد تُساهم هذه الحركة باستقطاب التيارات القطبية نحو وسط افريقيا فتغطي منطقة الشرق الأوسط وقد تنشط هذه الحركة ابتداء من منتصف كانون الأول المقبل".
ويُتابع خنيصر: "قد نكون على موعد مع شتاء بارد يتخلله الكثير من "النزولات القطبية" نحو المنطقة وفي حال تزامنت هذه النزولات مع وصول منخفضات جوية قد يكون عندئذ لبنان عرضة لعدة عواصف ثلجية تترافق مع برد قارس خاصة في المناطق البقاعية والجبال التي تعلو الـ 800 متر".
ويلفت خنيصر إلى ان "لبنان شهد منذ بداية الموسم المطري حتى الساعة نسبة عالية من الهطولات تخطت المعدل العام في معظم المناطق اللبنانية وبشكل ملحوظ"، مُضيفا: "وبما اننا سنكون على موعد مع سلسلة من المنخفضات هذا الأمر سيزيد من نسبة المعدل العام في لبنان من حيث كمية الأمطار والهطولات وسيكون وضع لبنان والمنطقة ككل جيدا من حيث نسب الأمطار".
ويؤكد خنيصر ان "هذه السنة ستحمل معها الكثير من الخيرات،وعلى اللبناني ان يتكيف مع الموجات الباردة والجليدية التي ستضرب لبنان كما اعتاد في فصل الصيف على سلسلة موجات الحر .
ويلفت إلى انه "في قراءة أولية لطقس ما بعد عيد الميلاد، فسنكون على موعد مع موجات قطبية ستطال وسط قارة افريقيا (مصر ليبيا والجزائر) وبما ان المناطق المدارية الدافئة تعرضت لهذه التيارات القطبية فسيؤدي ذلك إلى تقلص الموجات الدافئة وبالتالي سنكون مع برد قارس وشديد".
وأشار خنيصر إلى انه "بحسب متتبعي البواحير الشرقية تبين ان أشهر كانون الثاني وشباط وآذار ونيسان شهدت أمطارا غزيرة هذه السنة ومن المتوقع أن نشهد في الموسم المطري الجديد خلال هذه الأشهر أيضا الأمطار الغزيرة والثلوج والعواصف".
وفي الختام، يعتبر خنيصر ان "موسم شتاء 2023 – 2024 سيكون من حيث برودة الطقس شبيها بموسم شتاء 2021- 2022". وعن احتمال وصول منخفضات جديدة في الأيام المقبلة، لفت إلى ان "التقلبات الجوية قد تستمر حتى الأسبوع الأول من كانون الأول".
إذا بعد صيف حار من المتوقع ان يكون شتاء لبنان قطبيا بامتياز، فاستعدوا.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على موعد مع شتاء 2023 من حیث إلى ان
إقرأ أيضاً:
باحث: المشهد الحالي ليس في صالح نتنياهو.. وهجمات إسرائيل تؤجج الأوضاع
قال الدكتور وسام ناصيف، باحث في العلاقات الدولية، إن الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية تزيد الأمور تعقيدا، خاصة أن الإجراءات المتبعة من قبل إسرائيل تخالف كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
توحش إسرائيلي في لبنانوأضاف «ناصيف»، خلال مداخلة ببرنامج «صباح جديد» عبر فضائية القاهرة الإخبارية: «نشهد توحش إسرائيلي في لبنان يزيد من تؤجج الأوضاع، ولا أحد يدري إلى أين تتجه الأمور، وإلى ماذا تنتهي»، مشيرا إلى أن الأمور تضيق على الجانب الإسرائيلي يوما تلو الآخر من أكثر من جهة، فمن الناحية الأمريكية نجد الديمقراطيون يدفعون إلى وقف إطلاق النار.
زيادة التضييقات على إسرائيلوتابع: «من ناحية أخرى، نجد قرب مثول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي تزيد التضييقات على دولة الاحتلال»، مشيرا إلى أن الضغوطات تتزايد على نتنياهو من قبل المستوطنين وأهالي الأسرى، لذلك فالمشهد الحالي ليس في صالحه نهائيا.