قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن المقاومة في قطاع غزة تعتمد على تغذية استخبارية قبل الخروج من الأنفاق لتنفيذ هجمات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك في تعليق الدويري لقناة الجزيرة على مشاهد كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- حول تفجير حقل ألغام بجنود الاحتلال بمنطقة جحر الديك شرقي المحافظة الوسطى في قطاع غزة.

وبين أن جيش الاحتلال تخطى هذه المنطقة الرخوة غير المأهولة منذ اليوم الأول لدخوله القطاع بريا، مجددا كلامه أن هذه الأماكن وصلت إليها القوات الإسرائيلية ولكنها لم تسيطر عليها في ظل استمرار عمليات المقاومة فيها.


وأكد الدويري أن عناصر المقاومة تتحرك بناء على معلومات استخبارية ثم عمليات رصد ومراقبة واستطلاع، لتمهيد الطريق أمام القوات للتحرك على شكل مجموعات متفاوتة الأعداد بالوقت المناسب.

وفي رده على سؤال "إلى متى ستصمد المقاومة" في ظل القصف الإسرائيلي والدعم الأميركي، قال الخبير العسكري إنه يصعب الإجابة عليه، ولكنه يعتقد أن المقاومة خططت للسيناريو الأسوأ الذي ينص على أن أفق المعركة غير محدد زمنيا.

وفي هذه الحالة -وفق الدويري- فإن فصائل المقاومة في غزة تستخدم كل ما لديها من أدوات دفاعية وهجومية بالوقت والمكان المناسبين وبالطريقة الملائمة.

وحول التطورات الميدانية بعد تعمق التوغل الإسرائيلي من الجهتين الشمالية والغربية للقطاع، أشار الخبير العسكري إلى أن الاحتلال يبدو أنه قد اختار "السيناريو الأسوأ للمدافع والأقل كلفة على المهاجم"، مستبعدا تحقيق مبتغاه من الخطوة في ظل وجود القوات الضاربة للقسام التي لم تشترك بالمعركة بعد في إشارة لكتائب الشجاعية والتفاح وجباليا ومنطقة "غزة القديمة".

مربع المستشفيات

وفي سياق ذي صلة، حصلت قناة الجزيرة على صور أقمار صناعية تظهر تجمع الآليات الإسرائيلية في مربع المستشفيات في غزة، في إشارة إلى مستشفيات الرنتيسي والعيون والنصر، وقالت إنها تعود إلى 14 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

وفي هذا الإطار، اعتبر الدويري ما تفعله إسرائيل لا يخضع للمنطق وخارج أطر الأخلاق العسكرية وقوانين الحرب، كما أنها تضرب عرض الحائط القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف.

وأشار إلى أن الآليات الإسرائيلية تتخذ المدراس والمستشفيات -المحمية بالقوانين الدولية- دروعا بشرية، خاصة في ظل نزوح آلاف السكان إليها بعد تدمير المنازل والعمارات السكنية.

وأوضح أن الآليات الإسرائيلية تستغل أي مساحة فارغة داخل غزة للدخول فيها، نظرا لطبيعة المدينة وكثافتها السكانية والعمرانية، وذلك بهدف اتخاذها نقاط تجمع أو لتطوير العمليات.

ويشير إلى أن هناك نحو 800 إلى 900 ألف لا يزالون في غزة وشمالها، ونزح آلاف منهم إلى المدارس والمستشفيات، وباستهداف هذه المنشآت فإن إسرائيل تجبرهم على التهجير القسري من خلال قطع أي أمل للبقاء ومنع أي مقومات للحياة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: العودة للقتال في غزة هي أسوأ سيناريو للجيش الإسرائيلي

قلل الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي من أهمية حديث بعض القيادات الإسرائيلية عن العودة إلى الحرب في قطاع غزة، وقال إن ذلك سيكون أسوأ سيناريو لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتشهد إسرائيل خلافات واستقطابا سياسيا حادا بعد توقيع اتفاق غزة، وفي هذا السياق قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه سيسقط الحكومة إذا لم يعد الجيش للقتال في قطاع غزة بطريقة تسمح بالسيطرة الكاملة عليه وإدارته.

وقال العقيد الفلاحي إنه من المبكر الحديث عن العودة إلى الحرب في غزة مرة أخرى، وأشار إلى الضغوط الكبيرة التي مارستها الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل من أجل الموافقة على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

ووفقا للموقف الأميركي الحالي، فإن إسرائيل ملزمة بأن تتشاور مع الأميركيين في مسألة العودة إلى الحرب مرة أخرى، مما يعني -حسب العقيد الفلاحي- أن تل أبيب لن تتحرك بدون ضوء أميركي.

ورأى العقيد الفلاحي -في تحليل للتطورات في قطاع غزة- أن التهديدات الصادرة من قيادات سياسية إسرائيلية بالعودة إلى الحرب في غزة تدخل في إطار الضغوط التي تمارس على نتنياهو من أجل عدم الذهاب إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

إعلان

وفي تقدير الخبير العسكري والإستراتيجي، فإن قرار العودة إلى الحرب -في حال اُتخذ- فلن يصدر من المؤسسة العسكرية بل من المؤسسة السياسية، لأن الجيش ظهرت عليه الكثير من السلبيات والإخفاقات خلال الفترة الأخيرة، وتضررت قدراته العسكرية، وهو ما أشارت إليه تقارير.

وعلى ضوء إخفاقاته فإن العودة للقتال في قطاع غزة هي "أسوأ سيناريو" بالنسبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كما يقول العقيد الفلاحي.

وكانت قطر أعلنت نجاح الوساطة القطرية المصرية الأميركية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وبدأ تنفيذه يوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق 42 يوما، لكنه يشمل أيضا مرحلتين إضافيتين، مدة كل منهما 42 يوما.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: المقاومة بجنين استفادت من تجربة غزة وهذه إستراتيجية الاحتلال
  • القوات الإسرائيلية تطلق قنابل الغاز تجاه المركبات العالقة على حاجز "جبع" العسكري شمالي القدس
  • خبير عسكري: ظهور حسين فياض يؤكد مهارة المقاومة وفشل إسرائيل استخباريا
  • الدويري: المقاومة هي الورقة الوحيدة لمنع إسرائيل من ابتلاع الضفة
  • العدوان العسكري على جنين يتواصل.. والاحتلال يهجّر الفلسطينيين ويحاصر المستشفيات
  • خبير عسكري: العودة للقتال في غزة هي أسوأ سيناريو للجيش الإسرائيلي
  • الدويري: المقاومة لن تتخلى عن جنين رغم محدودية إمكانياتها
  • خبير عسكري: العملية الإسرائيلية في جنين مختلفة والسلطة أرهقت المقاومة
  • خبير عسكري: لهذه الأسباب يختلف هجوم الاحتلال على جنين عن هجوم خان يونس وجباليا
  • فصائل المقاومة تُعقّب على العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين