DW عربية:
2024-11-25@01:59:07 GMT

حرب إسرائيل وحماس.. أين يقف اليمين المتطرف في أوروبا؟

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

مع استمرار الحرب بين حماس وإسرائيل، تساؤلات حيال مواقف الأحزاب اليمينية المتطرفة من الصراع؟

عقب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي، اتسم موقف البرلمان الأوروبي بالوحدة حيث أجمع كافة أعضاء التكتل من مختلف الأطياف السياسية على إدانة أعمال العنف ووقفوا دقيقة صمت حدادا على الضحايا.

مختارات يهود ألمانيا "مصدومون" من الفوز "التاريخي" لحزب البديل حزب البديل و"إخوانه" في البرلمان الأوروبي.. تخريب من الداخل؟ سالفيني يبني حملته الانتخابية على محاربة تدفق المهاجرين صعود اليمين للسلطة في إيطاليا .. أي تأثيرات على قضايا الهجرة واللجوء؟

بيد أنه خلال الأسابيع التي تلت الهجوم، بدأت حالة من الجدل تأخذ حيزا من الشأن الأوروبي خاصة مع خروج مظاهرات في الشوارع وشعور الفئات المسلمة واليهودية بأنها باتت مستهدفة بشكل متزايد.

ومع تزايد حدة النقاش، سعت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا إلى الاستفادة من الوضع الراهن لتعزيز نفوذها السياسي.

وفي ذلك، تقول مارتا لوريمر، خبيرة الشؤون الأوروبية بـ "كلية لندن للاقتصاد" في لندن والمتخصصة في شؤون حركات اليمين المتطرفة، إن "اليمين المتطرف يسعى إلى تعزيز وجوده في أوقات الأزمات إذ يمكن لأحزاب اليمين إيجاد طريقة لجعل الأمر يصب في صالح اساسياتها".

في المقابل تقول سارة دي لانغ، الباحثة في شؤون الحركات الشعبوية في أوروبا وأستاذة العلوم السياسية في أمستردام، في مقابلة مع DW إن اليمين المتطرف "ليس في حالة وحدة حيال ذلك، بل يعاني من انقسامات".

وتضيف "طيف الأحزاب اليمينية المتطرفة الذي يعتبر إسرائيل بؤرة الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط، أعرب عن دعم مطلق لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن توغلها في غزة، لكننا رصدنا بعض   أحزاب اليمين المتطرف الشعبوية قد انحرفت بالفعل على مدار السنوات الماضية صوب المزيد من الأعمال التي تندرج تحت فئة معاداة السامية".

وفي ذلك، قامت DW بتسليط الضوء على أبرز مواقف الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا إزاء الصراع بين حماس وإسرائيل.

ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.

جرى اتهام حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي باستخدام هجوم حماس الإرهابي للتحريض على الإسلاموفوبيا

اليمين المتطرف في ألمانيا: وقف المساعدات إلى الفلسطينيين

عقب السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي، دعا حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي الذي جرى تصنيف أحد فروعه كـ "كيان متطرف"، إلى خفض المساعدات والدعم المالي المقدم إلى الجانب الفلسطيني.

وقدم الحزب مقترحات للبرلمان الألماني تدعو إلى وقف التبرعات المالية  الممنوحة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لكن هذه المقترحات باءت بالفشل.

بدوره، اتهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب المستشار أولاف شولتس الذي ينتمي إلى اليسار الوسط، "البديل" اليميني الشعبوي باستخدام هجوم حماس الإرهابي للتحريض على الإسلاموفوبيا.

الجدير بالذكر أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قد أعلنت زيادة مساعدات الاتحاد الأوروبي إلى سكان غزة ثلاث مرّات إلى 75 مليون يورو فيما وصف مسؤول المساعدات الإنسانية في التكتل الأوروبي، الوضع الإنساني في القطاع بـ "الكارثي".

فرنسا: التجمع الوطني يعود إلى الواجهة

وفي فرنسا، يقول مراقبون إن مارين لوبان، تسعى منذ سنوات إلى دفع حزبها "التجمع الوطني" اليميني المتطرف إلى مصاف الأحزاب الرئيسية في البلاد في موقف يتناقض مع موقف والدها، جان ماري لوبان، الذي أسس الحزب، وأدين بالتحريض على الكراهية والعنصرية بسبب تصريحاته المعادية للسامية.

وفي تعليقها، تقول الباحثة مارتا لوريمر إن تزايد وتيرة التوترات الداخلية وارتفاع عدد الحوادث المعادية للسامية كان بمثابة فرصة أمام لوبان "للمضي قدما في عملية الإبراء".

وأضافت أن مشاركة لوبان في المسيرة الباريسية الحاشدة ضد حوادث معاداة السامية جعلها تكتسب احتراما وباتت وكأنها تخاطب ود الناخبين اليهود الفرنسيين، لكن الأمر لم يحقق سوى "نجاحات محدودة".

زعيمة حزب اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان

الدنمارك: اليمين المتطرف يتشدق بمعارضة الهجرة

وفي الدنمارك، صعد حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف المناهض للهجرة من خطابه المحرِّض على المهاجرين منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.

وفي ذلك، زعم أندرس فيستيسن، القيادي في الحزب وعضو البرلمان الأوروبي، في تغريدة على موقع إكس - تويتر سابقا- وجود ارتباط بين الهجرة ومعاداة السامية، لكن دون ذكر أي دليل يؤكد زعمه.

وفي التاسع من الشهر الجاري، كتب تغريدة جاء فيها: "لم تسفر هجرة المسلمين إلى الدنمارك إلا عن عنف وكراهية لليهود ودعاية إسلاموية ومجتمع منقسم."

وترد جولي باسكويت، المسؤولة في الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، بالقول إن هذه المزاعم عارية عن الصحة وتحمل في طياتها تمييزا.

وتضيف باسكويت أنّ "الحجج التي تزعم أن المسلمين والمهاجرين يمثلون مشكلة في أوروبا لا أساس لها من الصحة على الإطلاق. فالمسلمون والمهاجرون يهاجرون إلى أوروبا لأسباب مختلفة تماما. إنهم يعيشون في أوروبا ويقدمون مساهمات داخل المجتمعات والدوائر الاقتصادية في أوروبا."

وترى باسكويت مقابلة مع DW أن اليمين المتطرف يستغل التوترات الأخيرة في أوروبا باعتبارها "فرصة للترويج لزعمه أن المسلمين أو الأشخاص من أصل عربي هم أصل المشكلة".

إيطاليا: حماس أعلنت الحرب على الغرب

وفي إيطاليا، يقول مراقبون إن  حزب الرابطة الإيطالي  قدم تعهدات بخفض عمليات تدفق المهاجرين فيما أقام الزعيم اليميني المتطرف ماتيو سالفيني علاقات وثيقة مع إسرائيل.

وأثار سالفيني انتقادات العام الماضي بتعهده بنقل سفارة إيطاليا في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس في حالة فوزه بالانتخابات.

تعهد سالفيني العام الماضي باعتراف إيطاليا بالقدس عاصمة لإسرائيل إذا فاز تحالفه في الانتخابات

وفي هذا الصدد، مضى السياسي في الحزب ماركو زاني وهو أيضا نائب في البرلمان الأوروبي، قدما في التأكيد على دعم الحزب القوي لإسرائيل إذ قال في بيان عقب السابع من أكتوبر / تشرين الأول، إن هجوم حماس يحمل في طياته "إعلانا بأن المتطرفين الإسلاميين قد أعلنوا الحرب على الغرب بأكمله".

يشار إلى أن الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي يؤكد أن إسرائيل ضمت القدس الشرقية بشكل غير قانوني في عام 1980.

بولندا: انتقادات بسبب بيانات مناهضة لإسرائيل

وفي بولندا، انتقد السفير الإسرائيلي حزب "الكونفدرالية" اليميني المتطرف  الذي لجأ إلى موقع أكس - تويتر سابقا – لنشر صورة تظهر لافتة تحمل شعار الحزب مع وضع إسرائيل فيما يبدو في مواجهة المصالح البولندية.

وفي ردها، اعتبرت المفوضية الأوروبية أن مثل هذه الرسائل تحمل في طياتها معاداة للسامية، وقالت: "بعض الروايات المعادية للسامية الأكثر شيوعا تشمل الادعاءات بأن اليهود يسيطرون على الحكومة أو وسائل الإعلام أو البنوك لأغراض خبيثة".

روزي بيرتشارد – بروكسل / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: اليمين المتطرف البرلمان الأوروبي حزب البديل من أجل المانيا حماس غزة اسرائيل اليمين المتطرف البرلمان الأوروبي حزب البديل من أجل المانيا حماس غزة اسرائيل البرلمان الأوروبی السابع من أکتوبر الیمینی المتطرف الیمین المتطرف تشرین الأول فی أوروبا هجوم حماس

إقرأ أيضاً:

خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة

تحذر منظمات أممية وإنسانية من تردي الأوضاع في غزة، وسط مخاوف من توقف عمل المستشفيات بسبب نقص الوقود.

ديفيد هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة قال إن "إسرائيل تتحمل مسؤولية العناية بالسكان المدنيين تبعا للقانون الدولي، فهي سلطة الاحتلال والحاكمة" في تلك الأراضي.

وقال في حديث لقناة "الحرة" إنه "من الواضح أن الظروف في غزة الآن لا يمكن أن يعيش فيها الإنسان"، وأشار إلى تأخير تسليم الوقود يؤثر على كل مناحي الحياة في المستشفيات، وهي مشكلة يمكن أن تحل بسهولة كل ما عليهم "السماح بدخول المحروقات إلى المستشفيات".

وقال المدير العام للمستشفيات الميدانية الطبيب مروان الهمص "نوجه الإنذار العاجل ونحذر من أن مستشفيات قطاع غزة كاملة ستتوقف عن العمل أو تقلص من خدماتها خلال 48 ساعة بسبب عرقلة الاحتلال إدخال الوقود".

ويرى هاردن أن على إسرائيل "التأكد" من السماح بعبور المحروقات، منوها إلى أن الولايات المتحدة "لديها بعض النفوذ على إسرائيل" للضغط لإدخال هذه المادة الأساسية التي تسمح بعمل المستشفيات.

وأكد أن النفوذ الأميركي على إسرائيل "لم تستخدمه" من أجل الضغط لإدخال المحروقات والمساعدات إلى القطاع، وهذا كله يؤثر على "المدنيين في غزة".

أزمة المخابز تهدد بتفشي الجوع في غزة.

وأشار هاردن إلى أن إسرائيل تفعل كل ما بوسعها من أجل الضغط بطريقة غير قانونية على سكان غزة، وهم "سلطة الاحتلال في عين القانون الدولي، وواجبها العناية في السكان"، وقال إن إسرائيل "فشلت في تحقيق ذلك".

من جهتها، أبدت منظمة الصحة العالمية "قلقا بالغا" على وضع 80 مريضا، بينهم ثمانية في العناية المركزة، وعلى العاملين في مستشفى كمال عدوان، أحد المستشفيين الوحيدين اللذين يعملان جزئيا في شمال غزة.

مقتل 16 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بغزة أفاد الدفاع المدني في غزة، السبت، بمقتل 19 شخصا، بينهم أطفال، في غارات ليلية إسرائيلية وقصف مدفعي عنيف على مناطق مختلفة في القطاع الفلسطيني.

بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب، أثار قرار المحكمة الجنائية الدولية الخميس غضب إسرائيل، الذي يتضمن مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق في حكومته يوآف غالانت.

ويرى هاردن أن "حماس تتحمل مسؤولية كبيرة عن هجمات السابع من أكتوبر وأزمة الرهائن، وأن إسرائيل لديها مسؤولية تجاه غزة من ناحية التأكد من دخول المساعدات إلى القطاع، والإدارة الأميركية لم تستخدم نفوذها وتتحمل بعضا من المسؤولية".

وقال إن نتانياهو لا يستمع لأي مما يقوله الرئيس الأميركي، جو بايدن، وهذا "الضعف" في الموقف الأميركي تتحمل مسؤوليته "إدارة بايدن".

أسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عما لا يقل عن 44056 قتيلا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وكان هجوم حماس على إسرائيل قد خلف 1206 قتلى، غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

كذلك، احتجز خلال الهجوم 251 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة، ولا يزال 97 منهم في القطاع، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن 34 من هؤلاء الرهائن المتبقين ماتوا.

إغلاق عشرات المخابز يفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة تتفاقم الأوضاع الانسانية والمعيشية في جنوب ووسط قطاع غزة بصورة كبيرة وسريعة في ظل القيود الإسرائيلية على المعابر وإدخال المساعدات الغذائية، وذلك بعد 13 شهرا من الحملة العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.

وفي هذا الإطار حذرت الأمم المتحدة من أن المخابز التي تعد شريان الحياة للفلسطينيين معظمها أغلقت والبقية على وشك الإغلاق.

وفي تقييمه أن هناك "تداعيات قصيرة المدى على المدنيين في غزة، حيث النساء والأطفال لا يحصلون على مستلزمات النظافة ومخاطر الجوع، والصحة النفسية والعقلية التي سيكون لها تداعيات طويلة المدى، وهذا أمر مستمر منذ فترة طويلة" وهو ما سيعني التأثير على الأجيال القادمة ما يعني بالضرورة التأثير على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.

وقال إن الإسرائيليين "لديهم حق الرد على ما فعلته حماس، ولكن لا يجب الرد بطريقة تفاقم من الكارثة الإنسانية في غزة".

وزاد أن السكان في الغزة "ينظرون إلى العالم أنه خذلهم، والقانون الدولي لم يخدمهم" منذ سنوات.

مقالات مشابهة

  • حماس: لا تفاهمات مع إسرائيل حتى تحقيق شروطنا
  • مسؤول إسرائيلي: صفقة غزة قريبة.. وحماس "مستعدة للتنازل"
  • رئيس ريال مدريد يهاجم فيفا ويويفا ويجدد دعمه للدوري السوبر الأوروبي
  • مسؤول إسرائيلي: صفقة غزة قريبة.. وحماس "مستعدة للتنازل"
  • كيف قاد نتانياهو إسرائيل إلى "الفشل الأكبر" في تاريخها؟
  • مظاهرة في إسرائيل تطالب باتفاق لإطلاق المحتجزين لدى حماس
  • مقيم سوداني في أوروبا: الجو الأوروبي أكبر خدعة.. فيديو
  • خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
  • حسام موافي يشرح أنواع اليمين وحكم كسرها
  • سلوفينيا تعلن موقفها من مذكرات الاعتقال بحق قادة إسرائيل وحماس