DW عربية:
2025-03-06@14:29:28 GMT

حرب إسرائيل وحماس.. أين يقف اليمين المتطرف في أوروبا؟

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

مع استمرار الحرب بين حماس وإسرائيل، تساؤلات حيال مواقف الأحزاب اليمينية المتطرفة من الصراع؟

عقب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي، اتسم موقف البرلمان الأوروبي بالوحدة حيث أجمع كافة أعضاء التكتل من مختلف الأطياف السياسية على إدانة أعمال العنف ووقفوا دقيقة صمت حدادا على الضحايا.

مختارات يهود ألمانيا "مصدومون" من الفوز "التاريخي" لحزب البديل حزب البديل و"إخوانه" في البرلمان الأوروبي.. تخريب من الداخل؟ سالفيني يبني حملته الانتخابية على محاربة تدفق المهاجرين صعود اليمين للسلطة في إيطاليا .. أي تأثيرات على قضايا الهجرة واللجوء؟

بيد أنه خلال الأسابيع التي تلت الهجوم، بدأت حالة من الجدل تأخذ حيزا من الشأن الأوروبي خاصة مع خروج مظاهرات في الشوارع وشعور الفئات المسلمة واليهودية بأنها باتت مستهدفة بشكل متزايد.

ومع تزايد حدة النقاش، سعت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا إلى الاستفادة من الوضع الراهن لتعزيز نفوذها السياسي.

وفي ذلك، تقول مارتا لوريمر، خبيرة الشؤون الأوروبية بـ "كلية لندن للاقتصاد" في لندن والمتخصصة في شؤون حركات اليمين المتطرفة، إن "اليمين المتطرف يسعى إلى تعزيز وجوده في أوقات الأزمات إذ يمكن لأحزاب اليمين إيجاد طريقة لجعل الأمر يصب في صالح اساسياتها".

في المقابل تقول سارة دي لانغ، الباحثة في شؤون الحركات الشعبوية في أوروبا وأستاذة العلوم السياسية في أمستردام، في مقابلة مع DW إن اليمين المتطرف "ليس في حالة وحدة حيال ذلك، بل يعاني من انقسامات".

وتضيف "طيف الأحزاب اليمينية المتطرفة الذي يعتبر إسرائيل بؤرة الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط، أعرب عن دعم مطلق لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن توغلها في غزة، لكننا رصدنا بعض   أحزاب اليمين المتطرف الشعبوية قد انحرفت بالفعل على مدار السنوات الماضية صوب المزيد من الأعمال التي تندرج تحت فئة معاداة السامية".

وفي ذلك، قامت DW بتسليط الضوء على أبرز مواقف الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا إزاء الصراع بين حماس وإسرائيل.

ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.

جرى اتهام حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي باستخدام هجوم حماس الإرهابي للتحريض على الإسلاموفوبيا

اليمين المتطرف في ألمانيا: وقف المساعدات إلى الفلسطينيين

عقب السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي، دعا حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي الذي جرى تصنيف أحد فروعه كـ "كيان متطرف"، إلى خفض المساعدات والدعم المالي المقدم إلى الجانب الفلسطيني.

وقدم الحزب مقترحات للبرلمان الألماني تدعو إلى وقف التبرعات المالية  الممنوحة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لكن هذه المقترحات باءت بالفشل.

بدوره، اتهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب المستشار أولاف شولتس الذي ينتمي إلى اليسار الوسط، "البديل" اليميني الشعبوي باستخدام هجوم حماس الإرهابي للتحريض على الإسلاموفوبيا.

الجدير بالذكر أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قد أعلنت زيادة مساعدات الاتحاد الأوروبي إلى سكان غزة ثلاث مرّات إلى 75 مليون يورو فيما وصف مسؤول المساعدات الإنسانية في التكتل الأوروبي، الوضع الإنساني في القطاع بـ "الكارثي".

فرنسا: التجمع الوطني يعود إلى الواجهة

وفي فرنسا، يقول مراقبون إن مارين لوبان، تسعى منذ سنوات إلى دفع حزبها "التجمع الوطني" اليميني المتطرف إلى مصاف الأحزاب الرئيسية في البلاد في موقف يتناقض مع موقف والدها، جان ماري لوبان، الذي أسس الحزب، وأدين بالتحريض على الكراهية والعنصرية بسبب تصريحاته المعادية للسامية.

وفي تعليقها، تقول الباحثة مارتا لوريمر إن تزايد وتيرة التوترات الداخلية وارتفاع عدد الحوادث المعادية للسامية كان بمثابة فرصة أمام لوبان "للمضي قدما في عملية الإبراء".

وأضافت أن مشاركة لوبان في المسيرة الباريسية الحاشدة ضد حوادث معاداة السامية جعلها تكتسب احتراما وباتت وكأنها تخاطب ود الناخبين اليهود الفرنسيين، لكن الأمر لم يحقق سوى "نجاحات محدودة".

زعيمة حزب اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان

الدنمارك: اليمين المتطرف يتشدق بمعارضة الهجرة

وفي الدنمارك، صعد حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف المناهض للهجرة من خطابه المحرِّض على المهاجرين منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.

وفي ذلك، زعم أندرس فيستيسن، القيادي في الحزب وعضو البرلمان الأوروبي، في تغريدة على موقع إكس - تويتر سابقا- وجود ارتباط بين الهجرة ومعاداة السامية، لكن دون ذكر أي دليل يؤكد زعمه.

وفي التاسع من الشهر الجاري، كتب تغريدة جاء فيها: "لم تسفر هجرة المسلمين إلى الدنمارك إلا عن عنف وكراهية لليهود ودعاية إسلاموية ومجتمع منقسم."

وترد جولي باسكويت، المسؤولة في الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، بالقول إن هذه المزاعم عارية عن الصحة وتحمل في طياتها تمييزا.

وتضيف باسكويت أنّ "الحجج التي تزعم أن المسلمين والمهاجرين يمثلون مشكلة في أوروبا لا أساس لها من الصحة على الإطلاق. فالمسلمون والمهاجرون يهاجرون إلى أوروبا لأسباب مختلفة تماما. إنهم يعيشون في أوروبا ويقدمون مساهمات داخل المجتمعات والدوائر الاقتصادية في أوروبا."

وترى باسكويت مقابلة مع DW أن اليمين المتطرف يستغل التوترات الأخيرة في أوروبا باعتبارها "فرصة للترويج لزعمه أن المسلمين أو الأشخاص من أصل عربي هم أصل المشكلة".

إيطاليا: حماس أعلنت الحرب على الغرب

وفي إيطاليا، يقول مراقبون إن  حزب الرابطة الإيطالي  قدم تعهدات بخفض عمليات تدفق المهاجرين فيما أقام الزعيم اليميني المتطرف ماتيو سالفيني علاقات وثيقة مع إسرائيل.

وأثار سالفيني انتقادات العام الماضي بتعهده بنقل سفارة إيطاليا في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس في حالة فوزه بالانتخابات.

تعهد سالفيني العام الماضي باعتراف إيطاليا بالقدس عاصمة لإسرائيل إذا فاز تحالفه في الانتخابات

وفي هذا الصدد، مضى السياسي في الحزب ماركو زاني وهو أيضا نائب في البرلمان الأوروبي، قدما في التأكيد على دعم الحزب القوي لإسرائيل إذ قال في بيان عقب السابع من أكتوبر / تشرين الأول، إن هجوم حماس يحمل في طياته "إعلانا بأن المتطرفين الإسلاميين قد أعلنوا الحرب على الغرب بأكمله".

يشار إلى أن الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي يؤكد أن إسرائيل ضمت القدس الشرقية بشكل غير قانوني في عام 1980.

بولندا: انتقادات بسبب بيانات مناهضة لإسرائيل

وفي بولندا، انتقد السفير الإسرائيلي حزب "الكونفدرالية" اليميني المتطرف  الذي لجأ إلى موقع أكس - تويتر سابقا – لنشر صورة تظهر لافتة تحمل شعار الحزب مع وضع إسرائيل فيما يبدو في مواجهة المصالح البولندية.

وفي ردها، اعتبرت المفوضية الأوروبية أن مثل هذه الرسائل تحمل في طياتها معاداة للسامية، وقالت: "بعض الروايات المعادية للسامية الأكثر شيوعا تشمل الادعاءات بأن اليهود يسيطرون على الحكومة أو وسائل الإعلام أو البنوك لأغراض خبيثة".

روزي بيرتشارد – بروكسل / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: اليمين المتطرف البرلمان الأوروبي حزب البديل من أجل المانيا حماس غزة اسرائيل اليمين المتطرف البرلمان الأوروبي حزب البديل من أجل المانيا حماس غزة اسرائيل البرلمان الأوروبی السابع من أکتوبر الیمینی المتطرف الیمین المتطرف تشرین الأول فی أوروبا هجوم حماس

إقرأ أيضاً:

بدأت في يناير.. تفاصيل جديدة عن محادثات واشنطن وحماس

كشفت تقارير إعلامية تفاصيل جديدة عن المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حركة حماس، بشأن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

والأربعاء أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن مسؤولين أميركيين أجروا "محادثات ومناقشات مستمرة" مع مسؤولين من حماس، متخلين بذلك عن سياسة أميركية طويلة الأمد بعدم التعامل بشكل مباشر مع الحركة.

كما أكد مسؤول في حماس لوكالة "فرانس برس" إجراء اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، تناولت الافراج عن رهائن أميركيين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.

وذكرت الإذاعة الوطنية العامة، وهي مؤسسة إعلامية أميركية غير ربحية مقرها الرئيسي في واشنطن، أن هذه المحادثات بدأت في يناير الماضي، واستمرت منذ ذلك الحين.

وأشارت الإذاعة إلى أنها المرة الأولى "المعروفة " التي تتواصل فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر مع حماس، منذ صنفتها منظمة إرهابية في عام 1997.

وبينما لم يحدد مسؤول في حماس، نقلت عنه الإذاعة الأميركية، ما إذا كانت تلك المحادثات قد جرت مع مسؤولين من إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أو الحالي دونالد ترامب، علما أن أعضاء من كلا الفريقين كانوا حاضرين في محادثات وقف إطلاق النار في يناير قبل تولي ترامب منصبه، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن أعضاء من إدارة ترامب شاركوا في محادثات مع حماس مؤخرا.

وقال البيت الأبيض ردا على سؤال عن المحادثات، إن المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر لديه تفويض بالحديث مباشرة مع حماس.

وقال مصدران أميركيان لـ"رويترز"، إن بوهلر أجرى محادثات مباشرة مع حماس في الدوحة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينما لم تتضح بعد هوية الأشخاص الذين مثلوا حماس في المحادثات.

ولطالما تجنبت الولايات المتحدة التواصل المباشر مع الحركة، التي وضتعها وزارة الخارجية الأميركية على قائمة المنظمات الإرهابية عام 1997.

وأتى الإعلان عن المحادثات قبيل تحذير شديد اللهجة من ترامب، بفتح أبواب الجحيم إن لم تفرج حماس عن جميع الرهائن المحتجزين.

وطالب ترامب حماس "بإطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا"، بما في ذلك تسليم رفات القتلى منهم، "وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم".

وكتب على منصة "تروث سوشال": "أرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنجاز المهمة، ولن يكون أي عنصر من حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله".

وتابع "وأيضا، لشعب غزة: هناك مستقبل جميل ينتظر، لكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات!".

وقال ترامب إنه سيكون هناك "جحيم" لاحقا إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن.

وجاء تحذير ترامب بمثابة تكرار لتهديدات سابقة صدرت عنه، بينما لم يحدد هذه المرة أيضا بالضبط الإجراء الذي قد يتخذه إذا لم تمتثل حماس.

ولا تزال حماس تحتجز 59 رهينة في غزة، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 35 منهم.

وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن 22 منهم على قيد الحياة، بينما لا يزال وضع اثنين خرين غير معروف، بحسب موقع "أكسيوس" الذي أشار إلى أن من بين الرهائن المتبقين 5 أميركيين.

مقالات مشابهة

  • لقاء غير مسبوق بين و اشنطن وحماس.. تحول استراتيجي يكسر المحظورات ويهز إسرائيل
  • مرصد الأزهر: تصاعد اليمين المتطرف في ألمانيا ينذر بمخاطر على المهاجرين والتعايش السلمي
  • بدأت في يناير.. تفاصيل جديدة عن محادثات واشنطن وحماس
  • اليمين المتطرف بأوروبا بين دعم أجندة ترامب وتحفظ حذر من سياساته
  • إسرائيل قلقة بشأن المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس
  • كاتب يهاجم إدارة ترامب: الديمقراطية الأكثر إثارة للإعجاب محتجزة لدى اليمين المتطرف
  • إسرائيل وحماس تعلّقان على بيان القمة العربية بشأن غزة
  • مساعد الخارجية الأسبق: اليمين المتطرف الاستيطاني بإسرائيل يريد احتلال مزيد من الأراضي
  • عثمان الخميس وحماس.. أين جذور المشكلة؟!
  • خبير استراتيجى: الوضع بين إسرائيل وحماس وصل مرحلة حرجة