مزيد من الأسرى مقابل مزيد من الهدنة.. جوهر اتفاق حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
إن الفكرة الأساسية لاتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، والذي وافقت عليه الحكومة الإسرائيلية في وقت مبكر من الأربعاء، هي إطلاق سراح مزيد من الأسرى مقابل مزيد من مد فترة الهدنة، بحسب ديفيد أجناطيوس في مقال بصحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post).
وأضاف أجناطيوس، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن الصفقة تتضمن إطلاق "حماس" سراح 50 أسيرا إسرائيليا من الأطفال والنساء في قطاع غزة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو 150 أسيرا فلسطينيا من الأطفال والنساء، ووقف القتال لمدة أربعة أيام.
ومنذ 47 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفا و128 قتيلا فلسطينيا، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلا و3 آلاف و920 امرأة، فضلا عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
فيما قتلت "حماس" في مستوطنات محيط غزة 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إنه إذا سلمت "حماس" المزيد من الأسرى، فستكون إسرائيل مستعدة لتمديد فترة الهدنة، ولا يوجد حد أقصى للمدة التي قد توقف فيها إسرائيل عملياتها في غزة.
اقرأ أيضاً
7 نقاط.. حماس تكشف بنود اتفاق الهدنة في غزة وتؤكد: صيغت وفق رؤيتنا
أين الأسرى؟
وبحسب أجناطيوس، فإن "الصفقة، التي توسط فيها رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، هي دراسة حالة حول كيفية عمل الوساطة الدبلوماسية، وكانت في جزء منها عبارة عن عملية استخباراتية تديرها بهدوء كل من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات الخارجي الإسرائيلي (الموساد)".
وأفاد بأنه "تم وضع الإطار الأولي للاتفاق في 25 أكتوبر، أي قبل يومين من بدء إسرائيل هجومها البري على غزة، لكن الهجوم عطل المحادثات، غير أنها استمرت".
أجناطيوس قال إن "القضية الأكثر صعوبة كانت مَن الذي يسيطر بالفعل على الأسرى (الإسرائيليين)، إذ أخبرني المسؤول الإسرائيلي بأن من بين حوالي 100 امرأة وطفل لم يكن لدى حماس إمكانية الوصول الفوري إلا إلى الخمسين الذين سيتم إطلاق سراحهم".
وأردف المسؤول الإسرائيلي أنه "من المحتمل أن تتمكن الحركة من الوصول إلى 20 أسيرا آخرين، وإذا تم إطلاق سراحهم، فستمدد إسرائيل الهدنة".
وتابع أن "بقية النساء والأطفال، والبالغ عددهم نحو 30، محتجزون لدى فصائل مثل حركة الجهاد الإسلامي، وبعضهم لدى عائلات، وسيكون العثور على الآخرين وإطلاق سراحهم أمرا أكثر صعوبة، ولكن حماس لديها الحافز".
اقرأ أيضاً
"صعب لكنه الصحيح".. نتنياهو يعلن قبول صفقة تبادل الأسرى والهدنة مع حماس
إمدادات الوقود
وخلال الهدنة، "ستسمح إسرائيل بدخول الوقود وغيره من الضروريات إلى غزة، وقد تسمح الهدنة لحماس بإعادة تجميع صفوفها، وربما تخفف أيضا من الانتقادات الدولية المتصاعدة لإسرائيل والتي بدأت تهدد مصالحها"، كما أضاف أجناطيوس.
ومنذ اندلاع الحرب، يقطع الاحتلال إمدادات الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من تداعيات حصار إسرائيلي مستمر منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
وقال أجناطيوس إنه "حتى لو تم إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الإسرائيليين، فسيبقى حوالي 140 آخرين، بينهم الرجال والعسكريون، ويأمل القطريون أن تطلق حماس سراحهم تدريجيا، لكن ليس من الواضح ما هو الثمن الذي ستطالب به".
اقرأ أيضاً
مصادر إسرائيلية ومصرية: صفقة تبادل أسرى بين حماس والاحتلال نهاية الأسبوع الجاري
مساومات مكثفة
أجناطيوس أفاد بأن "التفاصيل اللوجستية كانت موضوع مساومة مكثفة، إذ أصر الإسرائيليون على عدم فصل الأطفال عن أمهاتهم أثناء إطلاق سراحهم".
وأضاف أن "حماس طالبت بألا تتعقب طائرات الاستطلاع الإسرائيلية عناصرها أثناء تحركهم بين المواقع لجمع ونقل الأسرى، فيما أرادت قطر إنشاء غرفة عمليات بالدوحة، تدار بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للمساعدة في إدارة الاتصالات".
وزاد بأن "إسرائيل شددت على أنه لا يمكن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين قتلوا إسرائيليين إلا إذا كان لدى عائلات الضحايا 24 ساعة للاحتجاج أمام المحكمة العليا الإسرائيلية".
وتابع: "وحتى مستوى المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة كان موضع تفاوض، إذ أوضح المسؤول الإسرائيلي أن بلاده بدأت السماح بدخول إمدادات وقود وقوافل إغاثة إلى غزة منذ أيام، لكنها أحجمت عن الموافقة على المزيد من الإمدادات حتى وافقت حماس على جميع شروط الاتفاق".
"لكن ما لم تتنازل عنه إسرائيل في الصفقة هو رغبتها المطلقة في تدمير قوة حماس"، بحسب أجناطيوس الذي نقل عن المسؤول الإسرائيلي قوله: "لا يمكننا أن نسمح لحماس بالخروج من الأنفاق وإعلان النصر والسيطرة على غزة".
اقرأ أيضاً
بن غفير يرفض صفقة تبادل الأسرى مع حماس: ستجلب لنا كارثة
المصدر | ديفيد أجناطيوس/ ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أسرى هدنة حماس إسرائيل اتفاق عزة حرب المسؤول الإسرائیلی إطلاق سراحهم إطلاق سراح اقرأ أیضا مزید من أکثر من
إقرأ أيضاً:
الاحتلال: سلاح الجو أكمل استعداداته لاستقبال المحتجزين الـ 3 من غزة
قال جيش الاحتلال، إن سلاح الجو أكمل استعداداته لاستقبال المحتجزين الثلاثة، بحسب ما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل.
عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تطالب بتكثيف الجهود للإفراج عن المحتجزين مكتب إعلام الأسرى: عشرات الفلسطينيين يتعرضون لعمليات تحقيق ميداني في طمون بشكل يومي الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزةجدير بالذكر أن هيئة عائلات الأسرى، أكدت أن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة أن 79 مختطفًا لا يزالون قيد الاحتجاز لدى حركة حماس، مشددة على ضرورة العمل العاجل لضمان الإفراج عنهم دون تأخير.
وفي بيان صادر عنها، وصفت الهيئة وضع المختطفين بأنه “جحيم”، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى استغلال الفرصة الحالية لضمان إتمام اتفاق تبادل الأسرى وإعادة جميع المحتجزين إلى ذويهم.
وأشارت الهيئة إلى أن الظروف السياسية والأمنية الراهنة تتيح فرصة مواتية لإنجاز الاتفاق، مؤكدة أن أي تأخير قد يعقد الجهود المبذولة لإتمام الصفقة ، كما طالبت بإرسال وفد التفاوض فورًا إلى قطر لاستكمال المحادثات والتوصل إلى اتفاق نهائي يضمن إطلاق سراح جميع المختطفين.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد صيغة تضمن التوصل إلى اتفاق جديد بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وسط ضغوط متزايدة من عائلات المحتجزين والمجتمع الدولي لدفع المفاوضات قدمًا.
إنهاء الحربويأتي الإفراج عن المُحتجزين الإسرائيليين في ظل اتفاق إنهاء الحرب الذي يتضمن إفراج حماس عن المُحتجزين الإسرائيليية في مُقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
لطالما كانت صفقات تبادل الأسرى بين فلسطين وإسرائيل جزءًا مهمًا من الصراع الممتد بين الطرفين حيث استخدمت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات أسر الجنود الإسرائيليين كورقة ضغط لإجبار إسرائيل على إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة وغالبًا ما تضم هذه الصفقات أعدادًا كبيرة من الأسرى الفلسطينيين مقابل عدد قليل من الجنود الإسرائيليين الأسرى نظرًا للفارق الكبير بين إمكانيات كل طرف في احتجاز الأسرى وتعد صفقة وفاء الأحرار عام 2011 التي أبرمت بين حركة حماس وإسرائيل واحدة من أهم وأكبر هذه الصفقات حيث تم بموجبها إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي تم أسره عام 2006 واستمر التفاوض عليه لسنوات كما تضمنت الصفقة إطلاق سراح عدد من الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد إضافة إلى شخصيات فلسطينية بارزة وكانت هذه الصفقة بمثابة نقطة تحول في ملف الأسرى حيث أظهرت مدى قدرة فصائل المقاومة على فرض شروطها رغم الضغوط الإسرائيلية ومنذ ذلك الوقت باتت إسرائيل تتعامل مع ملف الجنود الأسرى بجدية أكبر خوفًا من تحولهم إلى أوراق مساومة قوية بيد الفلسطينيين.