مستوطنون إسرائيليون يحرقون مدرسة فلسطينية في الضفة الغربية
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أحرق مستوطنون إسرائيليون، مساء الثلاثاء، مدرسة فلسطينية في تجمع أُجبر سكانه على الهجرة منه بسبب تكرار اعتداءات المستوطنين عليهم.
وقال عادل الطِل، وهو ناشط في تجمع قرية زَنوتا جنوبي الخليل (جنوب) لوكالة "الأناضول"، إن "مستوطنين من بؤر استيطانية مجاورة أقدموا عصر اليوم (الثلاثاء) على حرق مدرسة التجمع".
وأوضح أن "النيران أتت على ثلاثة صفوف من أصل سبعة في المدرسة التي بُينت جدرانها من الخشب والإسمنت ومسقوفة بالزينكو (صفيح)".
الطِل تابع أن "32 طالبا وطالبة كانوا يتعلمون في المدرسة قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي)، لكن مع تصاعد اعتداءات المستوطنين وإغلاق الطرق لم يتمكن المعلمون مع الوصول إلى المدرسة، ودفعت التهديدات سكان القرية إلى الهجرة منها".
ولفت إلى أن المدرسة سبق "وهدمت من جانب الاحتلال 3 مرات بحجة البناء دون ترخيص في المنطقة المصنف ج".
اقرأ أيضاً
أكثر من 3 آلاف أسير بالضفة الغربية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
وصنفت اتفاقية أوسلو لعام 1993 أراضي الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية.
فيما تخضع "ج" لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل نحو 60% من الضفة ويُمنع فيها أي تغيير على الأرض دون موافقة إسرائيلية من شبه المستحيل الحصول عليها، وفقا لمنظمات دولية.
وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية "إجبار أكثر من 250 مواطنا في قرية زنوتا على ترك منازلهم وأراضيهم؛ بسبب اعتداءات المستوطنين المتواصلة".
وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، في تقرير مؤخرا، فإن عدد الاعتداءات التي نفذها مستوطنون خلال أكتوبر بلغ "رقما قياسيا وهو 390 اعتداءً في شهر واحد، ما تسبب باستشهاد 9 فلسطينيين على يد المستعمرين المسلحين".
اقرأ أيضاً
حرب مختلفة بالضفة الغربية.. اقتحام وتعذيب وقتل وتدمير وتهجير
كما أفادت الهيئة بأن هجمات المستوطنين "أدت إلى تهجير 9 تجمعات فلسطينية بدوية تتكون من 100 عائلة تشمل 810 أفراد من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى".
وتفيد بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية بوجود نحو 694 ألف مستوطن و145 مستوطنة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من حكومة إسرائيل) بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس الشرقية.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؛ إثر بدء إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، وإعلان الفصائل الفلسطينية عن إطلاق معركة "طوفان الأقصى".
المصدر | الأناضولالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي اعتداءات الاحتلال انتهاكات المستوطنين
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: صفقة غزة تشعل الضفة الغربية.. الاحتلال يخشى صحوة فلسطينية من جنين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى تصعيد خطير للأوضاع فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية الواسعة فى الضفة الغربية، والتى تعتبر الأكبر منذ عام ٢٠٠٢، هذه العملية التى أطلق عليها اسم "الجدار الحديدي"، استهدفت مدينة جنين ومخيمها، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح، وتشريد أعداد كبيرة من السكان الفلسطينيين.
وتأتى هذه الأحداث التى تتزامن مع توترات متزايدة فى المنطقة، وتثير تساؤلات حول مستقبل الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، وتزيد من المخاوف بشأن تفاقم الأوضاع الإنسانية فى الأراضى المحتلة. وفى هذا السياق؛ أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية إلى أن العملية العسكرية التى يشنها جيش الاحتلال فى مدينة جنين، تهدف بالأساس إلى تعطيل قدرات الفصائل الفلسطينية، التى تعتبرها إسرائيل تهديدًا أمنيًا.
وترى الصحيفة العبرية أن هذه العملية تأتى فى أعقاب الإفراج عن أسرى فلسطينيين ضمن صفقة تبادل الأسرى، حيث تخشى إسرائيل أن يؤدى ذلك إلى تصعيد الأوضاع.
وأكد الفلاحى أن مدينة جنين لا تملك أهدافًا عسكرية واضحة تستدعى استهدافها بعملية واسعة النطاق كالتى شنها الاحتلال فى قطاع غزة. وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الهجوم له دوافع سياسية، تتمثل فى إرضاء بعض الشخصيات الإسرائيلية التى كانت ترفض صفقة وقف إطلاق النار فى غزة. ويشير هذا التحليل إلى أن العملية فى جنين قد تكون جزءًا من حسابات سياسية داخلية فى إسرائيل أكثر من كونها استجابة لضرورة عسكرية حقيقية.
تخوفات إسرائيل من الإفراج عن الأسرى
وقالت "جيروزاليم بوست" إن توقيت عملية "الجدار الحديدي" فى جنين ليس مصادفة، إذ تتوقع إسرائيل أن يكون للإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين تأثير سلبى على الوضع الأمنى فى الضفة الغربية.
وتخشى إسرائيل من أن حركات المقاومة تسعى إلى تحدى الاحتلال من خلال شن هجمات فى الضفة وداخل الأراضى المحتلة.
تضيف أن الإفراج الوشيك عن مئات الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، يمثل عاملًا إضافيًا أدى إلى تصعيد الموقف.
وتتوقع قوات الاحتلال أن يشجع هذا الإفراج الفلسطينيين ويزيد من دوافعهم لتنفيذ هجمات، مشيرة إلى أن العديد من المفرج عنهم من المتوقع أن يعودوا إلى الأنشطة المسلحة، سواء بالمشاركة المباشرة أو بالتجنيد والتخطيط لعمليات جديدة.
توضح الصحيفة العبرية أن من أبرز الشخصيات التى أفرج عنها ضمن الصفقة، هو زكريا الزبيدي، القائد العسكرى الفلسطينى المعروف من مخيم جنين. وأسس الزبيدى خلال الانتفاضة الثانية كتائب التنظيم التابعة لحركة فتح فى المنطقة، ونظم العديد من الهجمات المميتة.
وتضيف أن الزبيدي، الذى يتمتع بشخصية كاريزمية وذكاء إعلامي، كان يمثل تحديًا كبيرًا لجهاز الأمن العام الإسرائيلى "شاباك" وقوات جيش الاحتلال، إذ استخدم نفوذه للحشد نحو العمليات. كما أن مشاركته فى الهروب من سجن جلبوع فى ٢٠٢١ عززت من مكانته بين أنصار حماس والجهاد، على الرغم من كونه عضوًا فى فتح.
وتخشى إسرائيل من أن يؤدى إطلاق سراحه إلى إعادة إشعال التوترات فى جنين والمنطقة المحيطة بها. تؤكد الصحيفة أن "هدف عملية الجدار الحديدى واضح، وهو تعطيل قدرات التنظيمات فى جنين وشمال الضفة الغربية".
وردا على هذا الطرح، يرى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن الاحتلال الإسرائيلي، بعد انتهاء حربه فى قطاع غزة وسحب جزء كبير من قواته، قرر نقل تركيزه العسكرى إلى الضفة الغربية، مستفيدًا من الخبرة التى اكتسبها فى حرب غزة.
وأوضح الرقب فى تصريحات خاصة لـ "البوابة" أن إسرائيل، على الرغم من امتلاكها قوة عسكرية كبيرة وإمكانات واسعة، خاصة فى ظل الهدوء النسبى على الجبهة اللبنانية والتمدد فى سوريا، إلا أن الضفة الغربية والأراضى الفلسطينية تتميز بخصوصية فى الصدام مع الاحتلال.
ويعتقد الدكتور الرقب أن الاحتلال الإسرائيلى قرر، بشكل أو بآخر، كسر شوكة الضفة الغربية من خلال العملية العسكرية التى يشنها فى مدينة جنين.
ويرى أن هذه العملية تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين: أولًا، منع خروج أى عمليات عسكرية من الضفة الغربية بشكل عام، وجعل جنين عنوانًا لهذا المنع.
وثانيًا، الاستعداد لسيناريو ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، تحسبًا لانفجار الأوضاع هناك، ولذلك، يرى الرقب أن الاحتلال يهدف إلى تضييق نطاق الأحداث وإطلاق عملية "الجدار الحديدي".
ويضيف أن الاحتلال، من خلال هذه العملية، يسعى إلى عزل الضفة الغربية بشكل كامل عن باقى المدن، وعزل مدن الضفة عن بعضها البعض، مما يسهل السيطرة عليها وتنفيذ العمليات داخلها.