سلط مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على الكلمة التي ألقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء أمام قمة تجمع «بريكس» والتي اتهم فيها الولايات المتحدة بعرقلة فرص السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف كاتب المقال باتريك وينتور أن الرئيس الروسي ألقي باللوم على واشنطن متهما إياها بأنها السبب في الصراع الحالي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والذي اندلع في السابع من أكتوبر الماضي، حيث أشار إلى أن السياسة الأمريكية أحادية القطب أسهمت في عرقلة التوصل لسلام حقيقي في الشرق الأوسط.

وأضاف الرئيس الروسي أن واشنطن نجحت في تقويض فرص السلام من خلال سعيها "لاحتكار الجهود الدبلوماسية لخدمة مصالحها الخاصة"، مؤكدا أن مصرع الآلاف من سكان غزة وتشريد مئات الآلاف الآخرين إلى جانب الكارثة الإنسانية في غزة تدعو إلى بالغ القلق.

وأضاف بوتين أنه نتيجة لتقويض جهود الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، فقد نشأت أجيال كاملة من الفلسطينيين ولديهم إحساس بغياب العدل فيما يخص قضيتهم.

وأشار المقال إلى أن أحد عشر دولة من الدول الأعضاء في بريكس شاركت في الاجتماع الذي عقد عبر الفيديو كونفرنس برئاسة سيريل رامافوزا رئيس دولة جنوب أفريقيا.

ولفت إلى أن تلك التصريحات تأتي في وقت يبذل فيه وزراء خارجية الدول العربية جهودا حثيثة في العديد من عواصم العالم من أجل التوصل إلى قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ووقف ما وصفوه بانتهاكات القانون الإنساني الدولي.

ونوه المقال إلى أن تلك المواقف والتحركات من جانب تجمع بريكس والدول العربية تمثل إحدى حلقات الرفض لازدواجية معايير الولايات المتحدة والتي ترفض وقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والذي تسبب حتى الآن في مقتل ما يقرب من 13، 000 من المدنيين العزل، طبقا لما ذكرته وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أطلق الأسبوع الماضي نداء لإسرائيل يطالبها بهدنة إنسانية إلا أن وزراء الخارجية العرب لم يقنعوا بذلك النداء ويطالبون بقرار صريح من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.

وأوضح المقال في الختام أن العديد من الدول الأعضاء في بريكس والتي شاركت في الاجتماع أعربت عن اعتقادها أن توسع تجمع بريكس أسهم في تعزيز قدرته على مواجهة مجموعة الدول الصناعية السبع.

اقرأ أيضاًبوتين: نشكر جهود الرئيس السيسي لإرسال مساعدات للفلسطينيين في غزة

السيسي وبوتين يتفقان على تكثيف الجهود الدولية للوقف الفوري لإطلاق النار بغزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس الروسي بوتين فلاديمير بوتين غزة بريكس الدول الصناعية السبع فی الشرق الأوسط من الدول إلى أن

إقرأ أيضاً:

ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟

يمانيون../
من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الاحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.

فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأميركية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أميركية؟

بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.

أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.

ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.
ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.

ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.

أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.

أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أميركية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:

مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أميركياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أميركية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أميركي أكيد.

أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.

أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أميركي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.

العهد الاخباري ـ شارل أبي نادر

مقالات مشابهة

  • مؤتمر دولي بلندن منتصف أبريل لـ«السلام وحماية المدنيين» في السودان .. وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: زيارة وفد بريطاني للتشاور
  • مجلس الأمن يعقد مشاورات مغلقة اليوم عن غزة والشرق الأوسط
  • نتنياهو: مستعدون لحرب شعواء.. وغيّرنا وجه الشرق الأوسط
  • خدمات لن تتوقعها داخل مطارات الشرق الاوسط
  • قمة الدفاع عن الوجود
  • السيسي: ترامب قادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط
  • الصّدي عقد لقاءات مع البنك الدولي ومؤسسات دولية
  • واشنطن: مبعوث ترامب يعود للشرق الأوسط خلال أيام
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟
  • تورك يتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي بالضفة