باب المندب...سلاح اليمن الفعال
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
إنه يعادل الفيتو للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن.. فهو سلاح فاعل ومؤثر وقوي وضارب بكل المقاييس، هذا ما يمنح اليمن امتيازا كبيرا إن هي تعاملت مع هذا المنفذ البحري برؤية عميقة ودراية وحنكة وقوة إرادة أيضا، لقد ظل باب المندب لعقود طويلة هاجس اسرائيل وأمريكا وزادت أهميته بعد حرب اكتوبر 73.
وتزداد اليوم اهمية على وقع الحضور اليمني القوي الذي اثبت أن لديه من الامكانيات العسكرية ما يجعله قادرا على حماية البحر الاحمر والتحكم في مضيقه.
هذا اقلق الصهيو امريكي خاصة بعد الاستيلاء على السفينة (جلاكسي) الاسرائيلية كحدث عالمي بارز دفع القوى الملتحقة بالصهيونية الى التقليل من شأنه والخوف على مقدراتها من جهة ثانية غير أن التحليلات الصهيو امريكية والاهتمام العالمي بالحدث الفريد من نوعه، جعل إعلام الملاحق الصهيو امريكية تخفت وتخجل من فساد منطقها وتعاملها مع حدث بارز، وإن ظلت بعض الاقلام المأجورة تحاول الكيد الرخيص..
في كل الاحوال لقد كان لليمن موقع جغرافي لا يستهان به عطلته سلطات الامس وجعلت من ذكره جريمة، وتركت الحبل على الغارب واستفاد منه العدو أكثر من صاحبة الحق والشأن وهي اليمن. وحده الشهيد (الحمدي) رحمه الله، أدرك أهميته وحاول أن يجعل منه ممرا محميا يجعل من اليمن دولة ذات سيادة وطنية كاملة، ولعل هذا كان السبب الرئيسي في اغتياله الى جانب اسباب اخرى. في كل الاحوال تغدو اليمن صاحبة سيادة ونفوذ وحاضرة في المشهد العالمي بمقدار سيطرتها على ( باب المندب)، وانحياز هذا الممر للمصالح الوطنية والقومية ووفي مقدمتها القضية الفلسطينية، في تقديري، أنه سيكون الفاعل والمؤثر في مسار التحولات القادمة التي تخص القضية الفلسطينية كما أنه سيشكل مرتكز أساسياً ومهماً لليمن في علاقتها بدول المنطقة والتجارة العالمية.
لقد فطنت اليمن الى سلاح فتاك اقرب الى ( النووي) إن هي احسنت استغلاله ومدت نفوذها القوي لحمايته والتحكم فيه وفق قوانين البحار، وبما يعزز السيادة الوطنية ويحقق فرص نهوض حضاري شامل، وسياسة فاعلة ومؤثرة، واقتصاد داعم للتنمية في اليمن.
لقد أثبتت اليمن اليوم أنها تمتلك إرادة وفاعلية وقوة حضور على ممرها المائي ولا تقبل بغير ذلك. وهذا يحمي مصالحها اولا ودول المنطقة ثانيا والاستقرار العالمي ثالثا، ما لم تحدث الامبريالية أمرا يغير مجرى الاحداث ويحول البحر الاحمر الى سائل احمر، وشلالات دم، سيما وان اليمن عقدت العزم على احقية حمايتها ونفوذها على هذا الممر المائي وليس امام القوى الإمبريالية سوى احترام السيادة الوطنية، إذ ليس بمقدور العالم فيما لو اشتعلت حرب على هذا الممر ان يصمد لاسبوع واحد، لما قد يسببه إغلاقه من كوارث اقتصادية رهيبة، واولها كارثة ارتفاع أسعار البترول بسرعة الصاروخ، إضافة للأعباء التي يعيشها العالم بفعل الحرب الاوكرانية.
لقد خدمت الظروف اليمن بشكل لا يصدق ابتداءً من حرب أوكرانيا الى العدوان الهمجي على غزة، لتسجل اليمن نفسها كرقم كبير في المعادلة الدولية ينبغي الاصغاء لها جيدا، والتعامل معها بندية، وخلق علاقات معها مغايرة لما سبق، تقوم على احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، والانحياز المبدئي للقضية الفلسطينية والتي ستسهم اليمن بمواقفها المتقدمة والقوية والمتصلبة في إنجاز ما يطمح اليه الفسطينيون دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس. اليمن اليوم تقف حيث يجب، وذلك على عكس ما يروج له الاعلام المتصهين من أن الاستيلاء على السفينة (جلاكسي) يستدعي الاساطيل الامريكية التي هي في الاساس متواجدة في المنطقة من قبل العدوان على غزة، فهي حاضرة كقوى نفوذ في الدول الخليجية واريتريا، كما هي على البحر الابيض المتوسط والاحمر.
اليمن من سيجعل هذه القوى تعيد تموضعها في المنطقة، واليمن من سيحقق حضوره النافذ في السيادة على ممره المائي، رغم كل العملاء والخونة في المنطقة من دول أو شخصيات دأبت على الارتهان وعلى التشكيك في كل خطوة تقوم بها اليمن نحو السيادة الوطنية.. ولا شك أن قادم الايام حبلى بالمفاجآت.
21سبتمبر
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكشف عن خطة لهجوم جديد على اليمن بمشاركة دول أخرى
كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن خطة إسرائيلية لهجوم جديد في اليمن بمشاركة دول أخرى إلى جانب طيران قوات الاحتلال، في ظل التصعيد الجديد الذي تشهده المنطقة، بفعل الهجمات الحوثية على إسرائيل وسفن الشحن الدولية في البحرين الأحمر والعربي.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية مسؤولين أمنيين في إسرائيل قولهم، إن إسرائيل تستعد لهجوم آخر في اليمن وهذه "المرة سنحاول إشراك دول أخرى في الهجوم".
وأشارت إلى أن مصدر إسرائيلي قال بأنهم نقلوا "رسالة للأمريكيين أننا نتوقع زيادة هجماتهم على الحوثيين".
ولفت المصدر إلى نقل إسرائيل رسالة للتحالف الدولي تؤكد أن هجمات الحوثيين تهدد استقرار المنطقة، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وكانت إسرائيل شنت فجر الخميس الماضي غارات جوية على منشآت في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحديدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاحه الجوي هاجم ما سماها أهدافا عسكرية للحوثيين في اليمن بينها موانئ وبنية تحتية للطاقة في صنعاء.
من جهتها، أعلنت جماعة الحوثي صباح السبت، أنها نفذت عملية عسكرية بصاروخ فرط صوتي على تل أبيت، في الوقت الذي فشلت الدفاعات الإسرائيلية في اعتراضه.
وقال الجيش الإسرائيلي فجر يوم السبت إن محاولات اعتراض صاروخ قادم من اليمن فشلت بعد فترة وجيزة من انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل.
وأضاف أنه جرى رصد مقذوف سقط في المنطقة.
وأعلن الإسعاف الاسرائيلي إصابة 16 شخصا جراء سقوط صاروخ على تل أبيب أطلق من اليمن.
وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعلنت تفعيل صافرات الإنذار في تل أبيب وسط إسرائيل.
وبثت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد قالت إنها تظهر لحظة سقوط الصاروخ دون أن تعترضه منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
و"تضامنا مع غزة" بمواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 152 ألف فلسطيني، باشرت "أنصار الله" منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
كما تشن جماعة الحوثي، بين الحين والآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.