رحبت كل من الولايات المتحدة وروسيا بالصفقة التي توصلت إليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ودولة الاحتلال، فجر الأربعاء، والتي تشمل هدنة إنسانية مؤقتة تمتد لمدة أربعة أيام وتبادل أسرى بين الطرفين.

وثمن الرئيس الأمريكي جو بايدن الصفقة التي توصل إليها الجانبان بعد وساطات مشتركة بين بلاده وقطر ومصر.

وشكر الرئيس الأمريكي  كلا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على "قيادتهما الحاسمة وشراكتهما في التوصل إلى هذا الاتفاق".



وأضاف: "هذا الاتفاق يفترض أن يعيد مزيدا من الرهائن الأميركيين إلى الوطن"، مشددا على أنه لن يتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا.


وفجر الأربعاء أعلنت كل من "حماس" ودولة قطر عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية مؤقتة تشمل تبادل أسرى، ، وذلك بعد جولات عديدة من المفاوضات التي شهدت بشكل أساسي وساطات قطرية ومصرية.

ويشمل الاتفاق تبادل 50 من الأسرى من النساء والأطفال لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال، على أن يتم الإعلان عن توقيت بداية الهدنة خلال 24 ساعة.

وبموجب الصفقة المعلنة، سيتم السماح بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.

من جانبها، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عن ترحيب بلاده بالصفقة المعلنة بين "حماس" ودولة الاحتلال.

وقالت زاخاروفا: "ترحب موسكو بالاتفاق بين إسرائيل وحماس بشأن هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، وهذا ما تدعو إليه روسيا منذ بداية تصعيد الصراع". 


وأضافت خلال حديث لصحيفة "إزفيستيا": "من المهم الإشارة إلى الجهود الخاصة التي تبذلها قطر بهدف التنفيذ العملي للدعوة التي أطلقها المجتمع الدولي لوقف التصعيد".

ولليوم الـ47 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة، في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين والمستشفيات.

وارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الوحشي إلى أكثر من 14128 شهيدا، بينهم 5840 طفلا و3920 سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على الـ30 ألفا آخرين بجروح مختلفة جلهم من الأطفال والنساء، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس الاحتلال قطر غزة روسيا امريكا حماس غزة قطر روسيا سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هدنة جزئية وصفقة تاريخية.. تفاصيل المفاوضات بين حماس وإسرائيل والحذر من اشتعال الضفة

تتسارع وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط مع اقتراب صفقة الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس من مراحلها النهائية، وسط أجواء متوترة، تتشابك المواقف السياسية والمفاوضات مع أوضاع إنسانية مأساوية في قطاع غزة، حيث خلفت العمليات العسكرية حصيلة ثقيلة من الشهداء والمصابين.

 

في هذا السياق، برزت تصريحات وتحركات سياسية على مستويات إقليمية ودولية تشير إلى قرب التوصل لاتفاق قد ينهي الحرب المستمرة منذ أشهر.

 

تفاصيل الصفقة.. خطوات أولى لإنهاء الحرب

 

وفقًا لمصادر إعلامية إسرائيلية وفلسطينية، تشمل المرحلة الأولى من صفقة الأسرى إطلاق سراح 1000 أسير فلسطيني، بينهم 200 محكوم عليهم بالسجن المؤبد، مقابل 33 رهينة إسرائيلية.

 

ومن المتوقع أن تتضمن الصفقة أيضًا وقفًا لإطلاق النار لمدة 42 يومًا، مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق محددة شمال القطاع، وبدء إدخال مساعدات إنسانية تشمل الوقود والغذاء.

 

مواقف الأطراف

على الجانب الإسرائيلي، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا من حلفائه في اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يهددون بتفكيك الائتلاف الحاكم حال الموافقة على الصفقة.

 

ومع ذلك، تشير تقارير إلى أن نتنياهو يمتلك أغلبية داخل حكومته لتمرير الاتفاقية، رغم المعارضة الداخلية.

أما في غزة، فقد أكد أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، أن المفاوضات جادة لكن الحركة تلتزم بسرية التفاصيل لحماية الجبهة الداخلية الفلسطينية ومنع إسرائيل من استغلالها في حرب نفسية.

أوضاع مأساوية في غزة

 

على الصعيد الإنساني، تتفاقم معاناة سكان غزة مع استمرار العمليات العسكرية. تشير التقارير إلى أن عدد الشهداء قد تجاوز 46،565، بالإضافة إلى 109،660 مصابًا منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.

 

 

 

تحركات دولية

 

أعلنت مصادر أمريكية عن اتصالات مكثفة بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو لدعم المفاوضات، كما أكدت مصادر أمنية مصرية أن واشنطن قدمت ضمانات لحماس لإنهاء الحرب فور التوصل إلى الصفقة.

 

من جهتها، تواصل الدوحة لعب دور الوسيط الرئيسي في المفاوضات، حيث زار رئيس الموساد والشاباك الإسرائيلي قطر لإجراء محادثات مع المسؤولين القطريين.

مع قرب انتهاء المفاوضات، تتزايد الآمال بإمكانية إنهاء الأزمة الإنسانية والسياسية التي تعصف بالمنطقة، ورغم التحديات، يبدو أن الأطراف الفاعلة على استعداد لتحقيق انفراجة طال انتظارها.

 


الصفقة والهدايا الأمريكية

 

من جانبه قال الدكتور نزار نزال، المحلل السياسي الفلسطيني، إن الأجواء السياسية في إسرائيل باتت إيجابية فيما يخص صفقة الأسرى المرتقبة، خاصة بعد اجتماع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع شركائه في الحكومة، من أبرزهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.


أضاف نزال في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن نتنياهو تمكن من إقناع الأطراف داخل الائتلاف الحكومي بالموافقة على الصفقة لعدة اعتبارات استراتيجية، أبرزها الحفاظ على استقرار حكومته وتجنب تصدعها، موضحًا أن نتنياهو يسعى جاهدًا لمنع حجب الثقة عن حكومته، خاصة مع الضغوط التي تمارسها أحزاب الصهيونية الدينية.

الدكتور نزار نزال 

أكمل أن التصعيد داخل الائتلاف قد يؤدي إلى انهيار الحكومة، وهو ما يهدد مستقبل نتنياهو السياسي مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يستهدف أيضًا استعادة قوة حزب الليكود الذي تراجع شعبيته مؤخرًا، حيث تشير التقديرات إلى فقدانه مقعدين في حال إجراء انتخابات جديدة.


وفيما يتعلق بالصفقة، أكد نزال أن نتنياهو يسعى لاسترضاء الولايات المتحدة والرئيس السابق دونالد ترامب تحديدًا، الذي يُتوقع أن يقدم لإسرائيل مكاسب سياسية كبيرة في الضفة الغربية، تشمل تسهيلات في الاستيطان وربما خطوات تجاه الضم، مشيرًا إلى أن نتنياهو يراهن على تأجيل الموافقة النهائية على الصفقة إلى التاسع عشر أو العشرين من الشهر الجاري، حيث يتوقع تقديم الصفقة كهدية سياسية للجمهوريين في أمريكا.

وفي سياق آخر، نوه الدكتور نزار نزال إلى أن نتنياهو يريد من خلال هذه الصفقة امتصاص غضب الشارع الإسرائيلي الذي يتجه نحو الغليان إذا لم يتم التوصل إلى هدنة أو اتفاق قريب، مؤكدًا أن العيون تتجه نحو الضفة الغربية كعنوان المرحلة المقبلة، وأن تعاطي ترامب مع إسرائيل سيحدد طبيعة المكاسب التي سيحققها نتنياهو.


أكد المحلل السياسي الفلسطيني، أن الحكومة الإسرائيلية تعيش مرحلة دقيقة وحساسة، حيث يواجه نتنياهو تحديات داخلية وخارجية تتطلب تحقيق توازن دقيق بين إرضاء حلفائه السياسيين والحفاظ على علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة.

 

تفاصيل الهدنة

 

 

كشف الدكتور عمرو حسين، المتخصص في العلاقات الدولية، عن مؤشرات قوية تشير إلى قرب التوصل إلى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحًا  أن زيارة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعقبتها تطورات ملموسة في مسار المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.

 

 

وأضاف حسين في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن الاتفاق المزمع إعلانه سيمر بعدة مراحل، حيث تشمل المرحلة الأولى تبادلًا للأسرى، بإطلاق سراح 34 إسرائيليًا مقابل ألف أسير فلسطيني، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار لمدة شهر ونصف، كما سيشمل الاتفاق انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة؛ في المرحلة الثانية، سيتم الإفراج عن أسماء أسرى أحياء من حركة حماس، يليها تنفيذ عملية تبادل أسرى جديدة.

 

أستكمل حديثه قائلًا:" أن الاتفاق يشمل انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من القطاع مع وقف نهائي للعمليات العسكرية، مشيرًا إلى دور مصر المحوري في مقترح تشكيل لجنة إسناد مجتمعية لإدارة قطاع غزة، فيما يعرف بمفهوم "اليوم التالي للحرب"، وستبدأ المرحلة الأولى بفتح المعابر، وعلى رأسها معبر رفح، لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة، لضمان وصولها إلى مستحقيها".

الدكتور عمرو حسين 

وشدد حسين على أهمية هذه الخطوة في معالجة الوضع الصحي المتدهور، خاصة بعد توقف عمل المستشفيات بشكل كامل، بما في ذلك مستشفى كمال العدوان ومستشفى المعمدة.

 

وأوضح حسين أن الحرب التي استمرت 16 شهرًا خلفت أكثر من 45 ألف شهيد و130 ألف مصاب، ما دفع المجتمع الدولي للتحرك لوقف المأساة الإنسانية مضيفًا أن المحكمة الجنائية الدولية زادت من الضغوط على قادة إسرائيل، حيث يواجه بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين اتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة.

 

أشار المتخصص في العلاقات الدولية إلى أن الاتفاق المتوقع قد يرى النور قبل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يمثل خطوة تاريخية لإنهاء المعاناة في غزة، بفضل الجهود المصرية والدولية الشاقة التي بُذلت لتحقيق هذه الهدنة الإنسانية.

 

 

 

هدنة جزئية في الأفق.. عودة التصعيد محتمل في غزة والضفة الغربية

 

في هذا السياق، أكد الدكتور محمد جودة، المحلل السياسي الفلسطيني، أن إسرائيل بدأت تتلقى إشارات إيجابية من حركة حماس بخصوص مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، وهو ما يشير إلى فكفكة الألغام والعقد التي كانت تعيق التوصل إلى اتفاق.

 

 

أضاف جودة في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذه التطورات تأتي في توقيت استراتيجي يتزامن مع اقتراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تولي منصبه في البيت الأبيض، مما يضع إسرائيل تحت ضغط كبير.

 

فسر جودة أن الفترة المقبلة قد تشهد الإعلان عن هدنة جزئية ذات طابع إنساني، تشمل عودة النازحين وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة، إلا أن العقبة الأكبر أمام هذه المفاوضات تكمن في إصرار المقاومة على وقف إطلاق النار الكامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وهو مطلب ترفضه إسرائيل بشدة.

 

وأشار جودة إلى أن الشارع الإسرائيلي يشهد حالة من الغليان، مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تهدد بالتصعيد إذا لم يتم التوصل إلى هدنة بحلول العشرين من الشهر الجاري، مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه تراجعًا كبيرًا في شعبيته، في ظل اتهامات بعدم قدرته على إدارة الأزمة.

 

وتابع جودة حديثه قائلًا: "إسرائيل تسعى إلى تنفيذ هدنة مؤقتة لتخفيف الضغط الداخلي، لكنها في الوقت ذاته تعمل على استغلال هذه الهدنة عسكريًا واستخباراتيًا لتقويض قوة المقاومة الفلسطينية، خاصة ملف الأسرى الذي يمثل ورقة ضغط قوية بيد حماس".

 

 

وحذر جودة من أن فشل التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى عدوان عسكري جديد على غزة، وسط ضغوط داخلية قد تصل إلى تشكيل كتلة برلمانية جديدة بقيادة نفتالي بينيت، مما يهدد مستقبل نتنياهو السياسي.

 

كما أشار إلى أن الضفة الغربية لا تزال تشهد تصعيدًا إسرائيليًا متواصلًا، حيث تتعمد إسرائيل تنفيذ اقتحامات واعتداءات يومية، بهدف تهجير السكان الفلسطينيين وفرض السيطرة على الأراضي.

الدكتور محمد جودة 

وأوضح جودة أن الضفة الغربية تشكل بُعدًا أمنيًا واستراتيجيًا لإسرائيل، التي تعمل على تكثيف مشاريعها الاستيطانية هناك، مع سعيها لفرض سيادتها على المنطقة، خاصة مع اقتراب تولي ترامب منصبه، الذي يتوقع أن يدعم مخططات الضم الإسرائيلية بما يتعارض مع حل الدولتين.

 

وفي ختام حديثه، شدد المحلل السياسي الفلسطيني على أن الوضع الفلسطيني يمر بأسوأ مراحله في ظل الانقسام الداخلي، والتفكك العربي، والانشغال الدولي بقضايا أخرى مثل الحرب الأوكرانية-الروسية، مشيرًا إلى الحاجة ماسة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الوحدة والشراكة السياسية لمواجهة مشاريع التصفية الإسرائيلية، وإعادة تفعيل منظمة التحرير كممثل شرعي للشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعاته بالاستقلال.

 

مقالات مشابهة

  • نص مسودة الاتفاق بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي في غزة (حسب الإعلام العبري)
  • مفاوضات الصفقة بغزة تدخل مرحلة حاسمة وتوقعات باتفاق وشيك
  • قبل إعلان الاتفاق..حماس تؤكد حرصها على التوصل إلى هدنة في غزة
  • أستاذ اقتصاد سياسي: لبنان الرسمي والشعبي ملتزم باتفاق الهدنة مع إسرائيل
  • هدنة جزئية وصفقة تاريخية.. تفاصيل المفاوضات بين حماس وإسرائيل والحذر من اشتعال الضفة
  • إدارة ترامب تضغط على حماس ونتنياهو بسبب صفقة المحتجزين
  • عاجل - آخر تطورات الصفقة المحتملة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي
  • الرقب: اتفاق الهدنة قريب .. والإعلان عنه خلال الأيام المقبلة
  • برلماني: من هي الجهة التي اعترفت بـالبكالوريا دوليًا؟
  • خاص: بدء العد التنازلي لإعلان الهدنة في غزة ومخاوف من مفاجآت نتنياهو