في القمّة الافتراضية الاستثنائية لمجموعة دول "بريكس" التي عقدت، أمس، بدعوة من جنوب إفريقيا التي تترأس الدورة الحالية للقمّة، قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رؤية دولة الإمارات تجاه الحرب الدائرة في غزة، والتي تشهد وضعاً خطراً يهدد الأمن والسلم الدوليين، جراء عدوان غير مسبوق يستهدف المدنيين، والمستشفيات، والمراكز الصحية، والمدارس، والمؤسسات، ويفرض حصاراً قاتلاً على السكان، ويهدد بتهجيرهم، بعد أن دمّر آلاف الأبنية، وتسبب بأكثر من 13 ألف ضحية، والآلاف غيرهم من الجرحى.
قدم صاحب السمو رئيس الدولة، خارطة طريق لإخراج قطاع غزة من بؤرة العدوان، وإنقاذ الأبرياء، وحمايتهم، كما قدم تصوراً للحل من خلال العمل المشترك لضمان ممرات آمنة، ومستدامة، لوصول المساعدات الإنسانية للسكان، والوقف الفوري لإطلاق النار، مؤكداً "أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتسوية الصراع، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في إيجاد أفق لهذا السلام".
إنه موقف واضح وصريح، ويشكل منطلقاً لوضع نهاية لشلال الدم، والدمار الذي وصل إلى حد غير مقبول، إنسانياً وأخلاقياً، ويمثل خروجاً عن كل الأعراف، والقيم، والقوانين الإنسانية، لأنه بات يمثل ثقلاً على الضمير العالمي، لا بدّ من مواجهته بشجاعة، وخارج المعايير المزدوجة، وسياسة الكيل بمكيالين.
في هذه القمّة خرجت مواقف أصيلة من دول تستلهم الإنسانية والقوانين الدولية في علاقاتها، وتتخذ من العدالة والحق طريقاً لمواقفها. فالرئيس الجنوب الإفريقي، سيريل رامافوزا، اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، والتسبب بإبادة جماعية للشعب الفلسطيني من خلال حرمانه من الدواء، والغذاء، والماء، والوقود.
من جهته، أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استهداف المدنيين والمنشآت المدنية والمستشفيات، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته في إنقاذ المدنيين، ووقف الممارسات اللاإنسانية، وطالب بتسوية جذور الصراع من منظور حل شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة، فيما دعا ولي عهد السعودية جميع الدول إلى "وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، والقيام بجهد جماعي لوقف الكارثة الإنسانية التي تستمر بالتفاقم، يوماً بعد يوم». ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى وقف لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات و«الحاجة لحل مستدام، وطويل الأمد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سياسة العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني»، مؤكداً أن «الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار بأقرب وقت"، في حين اتهم الرئيس الإيراني الدول الغربية بمواصلة تسليح إسرائيل، وعرقلة عملية وقف إطلاق النار، وقال إن "الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة إرهاب".
لا شك في أن قمة "بريكس" هذه تشكل خطوة مهمة تجاه تفهّم نحو نصف عدد سكان العالم حقيقة إسرائيل الدولة القائمة على العدوان، تنتهك كل القرارات والمواثيق الدولية، وأيضاً يتفهم ما يعانيه الشعب الفلسطيني.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي وملك الأردن يؤكدان على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات دون قيود
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وعقد الزعيمان جلسة مباحثات مغلقة ثنائية، أعقبها عقد جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
وأشار المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إلى أن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية، وجهود تنسيق المواقف، خاصة فيما يتعلق بالتطورات في الأرض الفلسطينية، حيث أكد الزعيمان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط.
وذكر السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي، بأن الزعيمين أكدا في هذا الصدد الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين أو المماطلة في التوصل إليه، مشددين على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس والعاهل الأردني تناولا تطورات الوضع في سوريا، وشدّدا على أهمية دعم الدولة السورية، خاصة مع عضوية مصر والأردن في لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تقصي طرفاً، وتشمل كافة مكونات وأطياف الشعب السوري.
كما ناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، حيث أكدا على الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1701، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق، ورفضهما لأي اعتداء عليه، وضرورة تحلي كافة الأطراف بالمسئولية لوقف التصعيد الجاري في المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تضمن أيضاً الترحيب بوتيرة التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين، مما يعكس الأهمية البالغة للعلاقات بين مصر والأردن، وتطلع الدولتين إلى مواصلة تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، تلبية لطموحات الشعبين الشقيقين.