خبراء أميركيون للجزيرة نت: لهذه الأسباب خسرت إسرائيل وانتصرت حماس
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
واشنطن- تنتهي نقاشات كثيرة في العاصمة الأميركية بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أن إسرائيل ستنتصر في النهاية، ويتبارى الخبراء في تأكيد وتكرار حقيقة تفوقها الساحق على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ماديا وعسكريا، سواء من حيث أعداد القوات أو الإمكانيات التسليحية من طائرات وصواريخ ومدرعات ودبابات ومدافع.
ولا يتخيل هؤلاء أي نتيجة أخرى إلا انتصار إسرائيل، ويبقى السؤال بالنسبة لهم دائرا بشأن الإطار الزمني للانتصار وتكلفته.
وعلى النقيض، يشير عدد متزايد من المعلقين إلى إمكانية انتصار حركة حماس أو هزيمة إسرائيل، بل يذهب البعض إلى تأكيد أن حماس قد انتصرت بالفعل.
وأسفرت عملية "طوفان الأقصى" -التي بدأت بهجوم مفاجئ شنته الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على إسرائيل- عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وإصابة ألفين آخرين واحتجاز أكثر من 240 شخصا لدى حماس.
ودفع ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فورا إلى إعلان أن بلاده "في حالة حرب وأن الجيش الإسرائيلي سينتقم".
"حماس انتصرت بالفعل"
وردت إسرائيل بهجمات غير مسبوقة على قطاع غزة نتج عنها استشهاد أكثر من 13 ألف شخص وإصابة قرابة 30 ألفا آخرين حتى الآن، مع تدمير البنية التحتية في القطاع، بما فيها من محطات مياه وكهرباء ومدارس ومستشفيات.
وفي حديث سابق مع الجزيرة نت أكد ضابط الاستخبارات العسكرية الأميركي السابق سكوت رايتر أن حركة حماس أصبحت أكثر من منظمة أو جماعة في صورتها المادية التقليدية.
وقال رايتر إن "حماس أصبحت مفهوما أوسع لمعنى المقاومة، وعلينا أن نتذكر أنها قامت بعمل لم يقم به من قبل إلا الجيش المصري الذي استطاع هزيمة الجانب الإسرائيلي في ساحة القتال، حماس انتصرت بالفعل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولا يمكن تغيير ذلك".
وأشار إلى أنه "عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 انتصرت مصر، بعد ذلك قامت إسرائيل بهجمات مضادة وقوية، لكن ذلك لم يغير أن القاهرة انتصرت، والشيء نفسه مع حماس اليوم، لقد انتصرت في 7 أكتوبر/تشرين الأول حتى لو قامت إسرائيل بالعمل على تدمير الحركة".
بدوره، يرى البروفيسور أفراهام شاما من جامعة نورث ويسترن أنه بغض النظر عن الكيفية التي تتكشف بها حرب غزة وما جرى وما يجري الآن فقد خسرت إسرائيل بالفعل وانتصرت حماس.
واستشهد شاما بمغادرة مئات آلاف الإسرائيليين منازلهم في الشمال والجنوب، وانتقالهم إلى ملاجئ أو مراكز آمنة نسبيا في وسط البلاد، وإغلاق مدارس وجامعات كثيرة أبوابها، وتدهور الوضع الاقتصادي بصفة عامة.
خسارة عميقة وطويلة الأمد
وقال شاما إن "الإسرائيليين عانوا من نوع آخر من الخسارة، وهو شعور بخسارة عميقة وطويلة الأمد، وهذه الخسارة مست نفسياتهم بالأساس وإحساسهم بالذات الجماعية والرفاهية، ويمكنك سماع ذلك في أصواتهم وتدويناتهم واختيارهم للكلمات، ويمكن رؤيتها على وجوههم".
كما أشار إلى أنه قبل هجوم حماس كان الإسرائيليون يتمتعون بالثقة، واعتقدوا أن حربا مفاجئة مثل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 لا يمكن أن تحدث مرة أخرى، وأنه إذا حدث ذلك فإن جيشهم سيقضي عليها في مهدها، ثم جاء هجوم حماس بعد 50 عاما تقريبا، وهو ما مثل لهم صدمة عميقة.
واعتبر الأكاديمي أنه رغم "خسارة أكثر من 13 ألف فلسطيني فإن حركة حماس تمكنت من غزو بلد يبلغ عدد سكانه أكثر من 9 ملايين نسمة ولديه جيش قوي، وهو ما نجح في تحطيم النفسية الإسرائيلية ودفع تجديد الكفاح الفلسطيني من أجل إقامة دولة مستقلة إلى الواجهة العالمية".
من جانبه، قال البروفيسور ستيفن والت من جامعة هارفارد إنه "وكما هو متوقع يلوم كل جانب الآخر، تصور إسرائيل ومؤيدوها حماس على أنها ليست سوى عصابة وحشية من الإرهابيين المدعومين من إيران الذين هاجموا المدنيين عمدا".
ويضيف "بينما يعترف الفلسطينيون ومؤيدوهم بأن مهاجمة المدنيين أمر خاطئ لكنهم يلومون إسرائيل على فرض نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين وتعريضهم للعنف المنهجي وغير المتناسب على مدى عقود عديدة، كما يشيرون إلى أن القانون الدولي يسمح للشعوب المضطهدة بمقاومة الاحتلال غير القانوني حتى لو كانت الأساليب التي اختارتها حماس غير نظامية".
واعتبر والت أن السمة الجديدة لهذه الجولة الأخيرة من القتال هي أن حماس حققت مفاجأة شبه كاملة مثلما فعلت مصر وسوريا قبل 50 عاما خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 وأظهرت قدرات قتالية غير متوقعة، وقد ألحق الهجوم أضرارا بإسرائيل أكثر من أي من حروبها السابقة.
وأضاف أنه من الواضح أن الهجوم صدم المجتمع الإسرائيلي، وأن الحرب الجارية قد تكشف أيضا عن حدود القوة "والحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى، والدول القوية تفوز أحيانا في ساحة المعركة وما زالت تخسر سياسيا، انتصرت الولايات المتحدة في جميع المعارك الكبيرة في فيتنام وأفغانستان، لكنها خسرت في النهاية كلتا الحربين".
وبرأيه، فإن حماس لن تتمكن أبدا من هزيمة إسرائيل في اختبار مباشر للقوة، لكن هجومها هو تذكير مأساوي بأن إسرائيل ليست محصنة ولا يمكن تجاهل الرغبة الفلسطينية في تقرير المصير.
ويتابع "كما أنه يبين أن اتفاقيات أبراهام والجهود الأخيرة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية ليست ضمانا للسلام، في الواقع ربما جعلوا هذا الصراع الأخير أكثر احتمالا".
عقود من النضال
من جهته، اعتبر جون ألترمان رئيس وحدة الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن أن تجنب الجيش الإسرائيلي الأخطاء الأميركية قد انتهى.
وقال ألترمان في تقرير نشره المركز إن "الجيش الإسرائيلي تجنب إلى حد كبير التاريخ المتقلب الذي ابتليت به الولايات المتحدة عسكريا منذ بدء حرب فيتنام، فقد أنهى الجيش الأميركي الاشتباكات في لبنان والصومال وهاييتي دون انتصارات واضحة".
وأضاف "كما انتهت حروب ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول في العراق وأفغانستان ومنطقة الحدود السورية العراقية رغم الموارد الضخمة وسنوات من القتال ومليارات الدولارات وآلاف القتلى الأميركيين بالفشل في تأمين النصر".
وأشار ألترمان إلى أن مفهوم حماس للنصر العسكري يدور حول "تحقيق نتائج سياسية طويلة الأجل، لا ترى حماس النصر في عام واحد أو 5، ولكن من خلال الانخراط في عقود من النضال الذي يزيد التضامن الفلسطيني ويزيد عزلة إسرائيل".
ويضيف "في هذا السيناريو تحشد حماس السكان المحاصرين في غزة حولها بغضب وتساعد على انهيار حكومة السلطة الفلسطينية عبر ضمان أن ينظر إليها الفلسطينيون أكثر على أنها مساعد عاجز للسلطة العسكرية الإسرائيلية".
ويتابع ألترمان "وفي الوقت نفسه تبتعد الدول العربية بقوة عن التطبيع، وينحاز الجنوب العالمي بقوة إلى القضية الفلسطينية، وتتراجع أوروبا عن تجاهل تجاوزات الجيش الإسرائيلي، ويندلع نقاش أميركي بشأن إسرائيل، مما يدمر الدعم من الحزبين، والذي تتمتع به إسرائيل في واشنطن منذ أوائل سبعينيات القرن الـ20".
وقال إن حماس "وبدلا من الاعتماد على القوة الكافية لهزيمة تل أبيب فإنها تسعى عوضا عن ذلك إلى استخدام قوة إسرائيل الأكبر بكثير لهزيمتها، إن قوة إسرائيل تسمح للبلاد بقتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية الفلسطينية وتحدي الدعوات العالمية لضبط النفس، كل هذه الأمور تعزز أهداف حماس الحربية".
واعتبر أن "النجاحات غير المتوقعة التي حققتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول ستلهم الأجيال القادمة من الفلسطينيين الذين يعتزون حتى بالانتصارات الصغيرة رغم الصعاب المستحيلة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی 7 أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی حرکة حماس أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بليك لايفلي دعوى قضائية ضد جاستن بالدوني
على عكس قصة الحب المعقدة التي جمعتهما في الفيلم، وأثرت في كثير من النساء اللواتي يواجهن صراعًا بين البقاء في علاقة مسيئة أو الرحيل عنها، تبدو علاقة بالدوني ولايفلي أبسط بكثير، فالكراهية واضحة، والسبب... قبلة حميمة.
اعلانتتزايد الضغوط القانونية على نجم هوليوود الأمريكي جاستن بالدوني، حيث رفعت مسؤولة حملة العلاقات العامة الخاصة به دعوى قضائية تتهمه بإخلال العقد بينهما.
يأتي ذلك بعدما رفعت شريكته بليك لايفلي، في فيلم "It Ends With Us"* الذي حقق نجاحًا مدويًا، دعوى تتهمه فيها بالتحرش الجنسي ومحاولة الإساءة إلى سمعتها.
وعلى عكس قصة الحب المعقدة التي جمعتهما في الفيلم، والتي أثرت في كثير من النساء اللواتي يواجهن صراعًا بين البقاء في علاقة مسيئة أو الرحيل عنها، تبدو علاقة بالدوني ولايفلي أبسط بكثير؛ فالكراهية واضحة، والسبب... قبلة حميمة!
الإعلان الترويجي لفيلم it ends with usRelatedدانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم "كوير".. اختبار لحدود الحب والوحدةفيلم "إميليا بيريز" يتصدر ترشيحات "غولدن غلوب" بـ10 جوائز متفوقاً على "ذا بروتالست" و"كونكلاف" السينما كما لم تعرفها من قبل.. متفرجون يخلعون ملابسهم لمتابعة فيلم في إسبانياخلال تصوير الفيلم المقتبس عن رواية كولين هوفر الأكثر مبيعًا، انتشرت شائعات تفيد بوجود عداء بين الممثليْن، بعد لاحظ المعجبون أنهما يتجنبان بعضهما البعض أثناء الجولة الترويجية للفيلم، كما أنهما لا يتابعان بعضهما على مواقع التواصل الاجتماعي.
الممثل والمخرج جاستن بالدوني يحضر العرض العالمي الأول لفيلم ”It Ends With Us“ في ساحة لينكولن في مركز السينما الأمريكي يوم الثلاثاء 6 آب/أغسطس 2024 في نيويوركEvan Agostini/2024 Invisionوزعم موقع "TMZ" أن سبب الخلاف بين النجمين يعود لتعليقات بالدوني المسيئة بشأن وزن الممثلة، فعندما طُلب من الأخير رفعها في الهواء أثناء تأديتهما لمشهد، سأل المدرب عن وزن الممثلة، مما جعلها تشعر بأنه يسخر منها.
كما كشف الموقع أن لايفلي اشتكت من بالدوني بسبب تقبيله لها لفترة أطول من المقرر في السيناريو، حيث رأت أن لا مبرّر دراميا لهذه الخطوة.
يذكر أن لايفلي لعبت دور ليلي البالغة من العمر 37 عامًا في الفيلم، فيما أدى بالدوني، الذي هو أيضا مخرج الفيلم، لدور رايل كينكايد، شريكها المسيء الذي تربطها به علاقة عاطفية صعبة. وقد حقق الفيلم إجمالي إيرادات عالمية بلغت 351 مليون دولار أمريكي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من أصل إسباني أم إفريقي أم شرق أوسطي؟ كيف يعرف المقيمون الأمريكيون بهوياتهم الأصلية؟ 20 عامًا على تسونامي المحيط الهندي.. إندونيسيا تُحيي ذكرى كارثة موجات المد البحري العاتية تسونامي 2004.. عشرون عاماً على الذكرى تنمرفيلم سينمائيتحرش جنسيمشاهير- فضائحدعوى قضائيةهوليوود، كاليفورنيااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. في اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة واليونيفيل والجيش اللبناني ينددان بالخروقات يعرض الآن Next عاجل. يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء تحطم الطائرة في كازاخستان يعرض الآن Next من أصل إسباني أم إفريقي أم شرق أوسطي؟ كيف يعرف المقيمون الأمريكيون بهوياتهم الأصلية؟ يعرض الآن Next عاجل. كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ارتكبوا جريمة اغتيال معنوية خطيرة بحقها يعرض الآن Next لافروف: أحمد الشرع وصف العلاقة بين موسكو ودمشق بالقديمة والاستراتيجية ولا يمكن السماح بانهيار سوريا اعلانالاكثر قراءة فرنسا: إنقاذ 240 شخصا في جبال الألب بعد أن بقوا عالقين في الجو بسبب انقطاع الكهرباء عن مصعد التزلج أردوغان يهنئ الشعب السوري على رحيل "الأسد الجبان الذي فرّ" ويحذر الأكراد من استغلال الظروف غواتيمالا: السلطات تستعيد عشرات الأطفال والنساء من قبضة طائفة يهودية متشددة كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى 38 قتيلا و29 ناجيا هجوم روسي ضخم بالصواريخ الباليستية على قطاع الطاقة في خاركيف وإحباط محاولة اغتيال في روسيا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحاياعيد الميلادبشار الأسدقطاع غزةقتلوفاةسورياكازاخستانروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أذربيجانغزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024