دلتا الأنهار الساحلية مهددة بما هو أكثر من تغيّر المناخ
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
في جميع أنحاء العالم، تعد دلتا الأنهار الساحلية موطنا لأكثر من نصف مليار شخص، حيث توفر سبل العيش مثل مصايد الأسماك والزراعة، وعلى شواطئها تُبنى المدن، إضافة إلى أنها توفر أنظمة بيئية خصبة للتنوع البيولوجي.
وفي دراسة فريدة تغطي 49 منطقة دلتا على مستوى العالم، حدد فريق دولي من الباحثين المخاطر الأكثر تهديدا لمناطق الدلتا في المستقبل.
وكما يشير بيان صحفي صادر عن جامعة لوند السويدية التي قادت الدراسة، فقد يكون لانهيار بيئات الدلتا عواقب وخيمة على التنمية المستدامة العالمية. وفي أسوأ السيناريوهات يمكن أن تضيع مناطق الدلتا في البحر، ومن العواقب الأخرى لضياع مناطق الدلتا وقوع الفيضانات، وتملح المياه مما يؤثر على الزراعة، والضغط الساحلي، وفقدان النظم البيئية.
ونظرت الدراسة التي نُشرت في دورية "غلوبال إنفيرومنتال تشينج"، في 5 سيناريوهات مختلفة للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ للتنمية العالمية في 49 دلتا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دلتا شهيرة مثل النيل والميكونغ والمسيسيبي، إضافة إلى دلتا لم تتم دراستها جيدا مثل دلتا أنهار فولتا وزامبيزي، ودلتا إيراوادي.
ويحدد البحث المخاطر المحتملة على مناطق الدلتا الممتدة لمدة 80 عاما في المستقبل. واستند الباحثون في تحليلهم إلى 13 عاملا معروفا يؤثر على المخاطر في مناطق الدلتا، واعتمدوا على نماذج فريدة لتحديد أي من هذه المخاطر من المرجح أن يعرض مناطق الدلتا المختلفة للخطر في المستقبل.
وتشمل عوامل الخطر زيادة الكثافة السكانية، والتنمية الحضرية، والزراعة المروية، والتغيرات في تصريف الأنهار، وهبوط الأرض والارتفاع النسبي لمستوى سطح البحر، والقدرة الاقتصادية المحدودة، وضعف فعالية الحكومة، وانخفاض الاستعداد للتكيف.
المخاطر الأكثر أهميةويبين التحليل أن هناك بعض المخاطر الأكثر أهمية لمناطق الدلتا من غيرها في جميع السيناريوهات الـ5 المستقبلية. وتشمل هذه العوامل هبوط الأراضي والارتفاع النسبي لمستوى سطح البحر، والكثافة السكانية، والحوكمة غير الفعالة، والقدرة الاقتصادية، واستخدام الأراضي الزراعية.
وبالنسبة لبعض مناطق الدلتا، فإن المخاطر الفيزيائية واضحة بشكل خاص. فعلى سبيل المثال، يعد هبوط الأراضي عامل الخطر الأكبر في دلتا نهر ميكونغ في فيتنام، بينما تعد مستويات سطح البحر القصوى من بين عوامل الخطر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لمناطق الدلتا في الصين، وفي شبه الجزيرة الكورية، وفي دلتا كولورادو (المكسيك) والراين (هولندا).
وفي دلتا نهر النيل (مصر) والنيجر (نيجيريا) ودلتا نهر الغانج (بنغلاديش)، فإن الكثافة السكانية المتزايدة هي الأكثر إثارة للقلق في ظل سيناريوهات معينة. أما بالنسبة لمناطق الدلتا الأخرى كما في دلتا إيراوادي (ميانمار) والكونغو (أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية)، فإن السبب هو الافتقار إلى القدرة الاقتصادية وفعالية الحكومة لإدارة المخاطر.
يقول موراي سكون المحاضر الأول المساعد في مركز جامعة لوند لدراسات الاستدامة والمعد الرئيسي للدراسة: إنه بالتحليل يمكننا أن نرى أن مناطق الدلتا الآسيوية الكبرى معرضة للخطر الأكبر، مع عواقب مدمرة محتملة على الملايين من الناس وعلى البيئة، فهي تتعرض لضغوط من النمو السكاني، والاستخدام المكثف للأراضي الزراعية، وارتفاع مستوى سطح البحر النسبي، وتأخر الاستعداد للتكيف.
تخفيف المخاطر محليا وعالمياوكما يقول الباحثون في البيان الصحفي فإنه "بدلا من الجلوس مكتوفي الأيدي، يتعين على الحكومات أن تفكر على المدى الطويل، وأن تضع خططا للحد من المخاطر أو تخفيفها. ففي دلتا ميكونغ على سبيل المثال، تبذل الحكومة الفيتنامية جهوداً قوية لتقييد استخراج المياه الجوفية في الدلتا في المستقبل للحد من انخفاض الأراضي وتملحها.
ويسلط الباحثون الضوء على أن مزيجا من أساليب التكيف ستكون مطلوبة لإدارة وتخفيف مخاطر الدلتا، وهي تشمل البنية التحتية الصلبة مثل الجدران البحرية لمنع البحر من غمر الدلتا، والمناهج التي تستخدم الحلول القائمة على الطبيعة.
ومن الأمثلة على ذلك التجربة الهولندية في خلق مساحة للنهر في دلتا الراين، وذلك من خلال خفض السهول الفيضية، ونقل السدود، واستخدام المساحات المسموح لها بالفيضان للرعي. وتشير فرانسيس دن الأستاذة المساعدة في جامعة أوتريخت الهولندية، إلى أن المبادرات الرامية إلى بناء أسطح الدلتا من خلال السماح للأنهار بالفيضان وترسيب الرواسب على الدلتا للحفاظ على الارتفاع فوق مستوى سطح البحر؛ تعتبر واعدة أيضا.
وتقول ماريا سانتوس الأستاذة في جامعة زيورخ: "من خلال النظر إلى مناطق الدلتا معا كما فعلنا في هذه الدراسة، نريد تسليط الضوء على ما يمكن أن يحدث على نطاق عالمي إذا لم نعالج مخاطر الدلتا على المستويين المحلي والعالمي، ويمكن للدراسة أيضا أن تكمل الدراسات عن مناطق الدلتا الفردية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی المستقبل سطح البحر الدلتا فی دلتا فی فی دلتا
إقرأ أيضاً:
تطهير الجسم بالعصائر.. دراسة جديدة تكشف المخاطر الصحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يلجأ الكثيرون إلى أنظمة شرب العصائر كوسيلة لتطهير الجسم وطرد السموم، معتقدين أنها تساعد على تحسين الصحة وتعزيز الجهاز الهضمي، ومع ذلك، كشفت دراسة حديثة أن هذه العادة قد تحمل مخاطر غير متوقعة، تؤثر على توازن البكتيريا في الأمعاء والفم، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
اضطراب التوازن البكتيري
وفقًا للدراسة، التي نُشرت في دورية Nutrients العلمية ونقلها موقع New Atlas، فإن الاعتماد على العصائر كبديل للطعام الصلب قد يتسبب في زيادة غير طبيعية لأنواع معينة من البكتيريا الضارة، مما يؤدي إلى التهابات ومضاعفات صحية. وأظهرت النتائج أنه بعد ثلاثة أيام فقط من اتباع هذا النظام، ارتفعت مستويات البكتيريا المسببة للأمراض في الفم والجهاز الهضمي.
وأوضحت الدكتورة ميليندا رينغ، الباحثة المشاركة في الدراسة ومديرة مركز أوشر للصحة التكاملية بجامعة نورث وسترن، أن "الكثيرين يعتقدون أن العصير هو وسيلة صحية للتطهير، لكن هذه الدراسة تقدم أدلة على المخاطر المحتملة لهذه العادة".
تأثيرات العصائر على الميكروبيوم الفموي والأمعاء
تشير الدراسة إلى أن التغيرات في بكتيريا الفم تحدث بسرعة كبيرة عند اتباع نظام العصائر، حيث يؤدي تناول كميات كبيرة من السكر الموجود في العصائر إلى تكاثر البكتيريا الضارة، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالتهاب اللثة، وأمراض القلب، وحتى سرطان القولون والمستقيم.
أما بالنسبة للميكروبيوم المعوي، فلم تتغير تركيبته بنفس سرعة الميكروبيوم الفموي، ولكن الباحثين لاحظوا انخفاضًا في البكتيريا المفيدة، إلى جانب زيادة في بعض الأنواع الضارة التي قد تؤثر على صحة الجهاز الهضمي على المدى البعيد.
السكر والكربوهيدرات.. العامل الأساسي
توضح الدكتورة ماريا لويزا سافو ساردارو، الباحثة في قسم الأنثروبولوجيا بجامعة نورث وسترن، أن المشكلة الرئيسية تكمن في التركيبة الغذائية للعصائر، حيث تحتوي على مستويات مرتفعة من السكر والكربوهيدرات، مما يسهم في تعزيز نمو البكتيريا الضارة على حساب البكتيريا النافعة.
توصيات الباحثين
في ضوء هذه النتائج، أوصى الباحثون بأن يستبدل الأفراد العصائر بالمخفوقات التي تحتوي على الألياف والعناصر الغذائية الضرورية، حيث تساعد الألياف على الحفاظ على توازن صحي للبكتيريا في الجهاز الهضمي، وتقلل من تأثير السكريات السريعة الامتصاص.
وبينما لا يزال استهلاك العصائر بكميات معتدلة مقبولًا، فإن الإفراط فيها، خاصة عند استخدامها كبديل للطعام، قد يحمل مخاطر صحية تستدعي إعادة النظر في هذه العادة المنتشرة.