يطلق "النادي الثقافي العربي" غداً الخميس "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" في دورته الخامسة والستين برعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي تحت عنوان "أنا أقرأ بتوقيت بيروت". يأتي ذلك بعد أقل من شهر على انتهاء فعاليات "معرض لبنان الدولي للكتاب" الذي نظمته نقابة الناشرين اللبنانيين التي قلبت للنادي ظهر المجنّ عبر تنظيم معرض منافس رعته وزارة الثقافة اللبنانية وتخصيص مساحة كبيرة مجهّزة لوجستياً في "فوروم دو بيروت" واستقطاب مجموعة كبيرة من الناشرين العرب.



وإلى جانب الإصدارات، يوجّه البرنامج الثقافي تحيّة إلى الراحل نزار قباني، وسيد درويش، والمسرحي رفيق علي أحمد، فيما تطرح الندوات انشغالات الراهن بدءاً من الأزمة المالية والاقتصادية وصولاً إلى التحدّيات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي.

الحدث الفلسطيني لا يحضر في البرنامج الثقافي للمعرض، كما حضر بصراحة في المعرض المنافس عبر فعاليات خُصّصت لشعر محمود درويش وشعر المقاومة ودعم صمود الشعب الفلسطيني، إلا أن فلسطين ستفرض نفسها بقوة على إصدارات الدور اللبنانية والعربية التي سيتلقّف المتضامنون مع الشعب الفلسطيني المظلوم كل ما يمت بصلة إلى قضية العرب الأولى والأخيرة. 

ويغيب عن المعرض بعض دور النشر التي كان أصحابها في طليعة منظّمي "معرض لبنان الدولي للكتاب" مثل "دار الرافدين" (بيروت/ بغداد) و"دار التنوير" (بيروت/ تونس/ القاهرة)، وتحور دور نشر أخرى غابت عن المعرض الأول ("دار نلسن" مثلاً)، وأخرى نجحت في التوفيق في المشاركة في كلا المعرضين ("دار النهضة العربية"، و"دار الآداب").

يكرّم المعرض أسماء كبيرة فرضت حضورها في الثقافة العربية، ولا سيما الشاعر السوري الراحل نزار قباني (1923 ــــ1998) الذي تستعيد بيروت ألقه وكلماته في لقاء بعنوان «قراءات في شعر عاشق بيروت نزار قباني» (السادسة مساء يوم 11/23) مع المسرحي رفعت طربيه وتقديم سلوى السنيورة بعاصيري. 

 الاسم الثاني الذي يفرض حضوره بقوة على فعاليات المعرض هو الموسيقار المصري الراحل سيد درويش (1892 - 1923)، إذ يتحدّث الناقد والباحث والمؤرخ فيكتور سحاب والأب بديع الحاج (السادسة مساء يوم 11/25) عن دور درويش المفصلي في تطوير الموسيقى العربية والعبقرية المتوهّجة في التأليف والتلحين لـ "فنان الشعب" وباعث النهضة الموسيقية في العالم العربي، ويدير الندوة الناشر والشاعر سليمان بختي، مدير "دار نلسن" البيروتية.

وإطلالة حوارية مميزة للفنان اللبناني رفيق علي أحمد مع الشاعر والإعلامي زاهي وهبي (السادسة مساء يوم 11/24) تستعرض المحطات الفنية والحياتية البارزة في مسيرة "الحكواتي" القادم من "يحمر الشقيف" الجنوبية إلى بيروت التي عشقها وأسهم في نهضتها المسرحية والفنية بعدما اختاره المخرج الراحل يعقوب الشدراوي ليلعب دوراً أساسياً في مسرحية "ميخائيل نعيمة". 

في ما يخص الإصدارات، يفرض العدوان على غزة حضوره في هذه الدورة من "معرض بيروت للكتاب"، إذ بادرت "دار النهضة العربية" (بيروت) إلى إطلاق ثلاث مجموعات قصصية تحمل عناوين "خارج الفصول تعلّمت الطيران" و"النوافذ كتب رديئة" و"طريق النحل" للكاتبة الفلسطينية شيخة حسين حليوى، إضافة إلى مجموعة شعرية بعنوان "الهوّة التي هي أنا".

 كما تبرز مجموعتان قصصيتان للكاتبة الفلسطينية نيروز قرموط في إصدار مشترك بين "دار ميريت (القاهرة) و"دار راية" (الشارقة/فلسطين)، الأول بعنوان "عباءة البحر وقصص الجديلة" يضمّ 15 قصة قصيرة، والآخر بعنوان "عبور: متوالية قصصية" كناية عن بورتريهات مُلتقطة بحدقة سينمائية تعرض مشاهد وتناقضات الحياة اليومية في فلسطين، في غزة والقدس ومدن الضفة وصولاً إلى أراضي الــ 48 ومخيّمات الشتات في الخارج، بما تزخر به من تفاصيل حياة النساء والأطفال والشباب، في تركيز على سؤال الهوية الإنسانية في التاريخ والجغرافيا بحبكة لا يعوزها التناغم داخل الفوضى، وتحدي الإنسان لآلة الاحتلال والقهر والظلم.

وللأطفال حصّتهم أيضاً في فعاليات المعرض، إذ تُخصّص لهم مسرحية «صابر والعيد» بعرضين اثنين يومي الإثنين (11/27) والثلاثاء (11/28) في الفترة الصباحية (العرض الأول: 11-10 صباحاً والعرض الثاني 11h30-12h30)، إضافة إلى مسرحية «الغراب الأسود» (الأربعاء 11/29 العرض الأول 10h30-10h صباحاً، والعرض الثاني (11h-11h30 ومسرحية «ارقص معي» (الخميس 11-30 الساعة العاشرة صباحاً) ومسرحية «إضراب في جسدي» (الساعة 11h30 صباحاً). كما تُختتم أنشطة الأطفال بورشتَي حكي وأنشطة لإيهاب القسطاوي بعنوان «محاكمة طيور بريئة» و«السلاحف تنظّف الشواطئ» يومَي الجمعة (12/1) والسبت (12/2) بين الساعة 10 صباحاً و12 ظهراً.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الدولی للکتاب

إقرأ أيضاً:

معرض الشارقة للكتاب ينطلق 6 نوفمبر

أعلنت هيئة الشارقة للكتاب أن الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب ستُقام في الفترة من 6 إلى 17 نوفمبر المقبل، تحت شعار «هكذا نبدأ» حيث تستقطب دور نشر محلية وعربية وعالمية، وتستضيف نخبة من الكُتّاب والأدباء والمفكرين والمبدعين من مختلف المجالات، للمشاركة في جلسات حوارية تضيء على قضايا الأدب والثقافة والفكر، وتستعرض تجاربهم الأدبية والفكرية الرائدة.
وكشفت الهيئة أن الدورة الجديدة من المعرض التي تحتفي بالمملكة المغربية ضيف شرف، تشهد تنظِّيم مجموعة واسعة من الفعاليات الثقافية والفنية، تشمل ورش عمل تفاعلية، وجلسات توقيع كتب تجمع القراء بمؤلفيهم المفضلين، والعروض الفنية والمسرحية والجوالة العالمية التي تضفي أجواءً من التنوع الثقافي والإبداعي، بالإضافة إلى ملتقيات ثقافية تتيح فرصة الحوار والتبادل المعرفي بين الحضور والمشاركين.
ويعكس شعار الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب إيمان الشارقة بأهمية القراءة والمعرفة كركيزة أساسية لبناء المجتمعات، حيث يشير إلى أن معرفة كل شيء عن أي شيء تبدأ من الكتاب، فهو بوابة إلى عالم المعرفة. كما يشكل الشعار إعلاناً بأن الكتاب هو الأداة الأساسية لبناء المستقبل، ويمثل دعوة مفتوحة للمشاركة في الحدث الثقافي العالمي، وجعل القراءة جزءاً لا يتجزأ من الحياة.
معرض الشارقة وثنائية «الكتاب والآلة»
وفي تعليقها حول انطلاق الدورة الـ43 من المعرض، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب: «اليوم تتضاعف الحاجة إلى تأكيد مركزية الكتاب في بناء جسور التواصل الإنساني بين الأمم والشعوب أكثر من أي وقت مضى، لذلك فإن معرض الشارقة الدولي للكتاب يمثل رسالة حية يتشارك في كتابتها آلاف الكتاب والأدباء وفناني العالم من هنا من أرض الشارقة، ليعيدوا لفت أنظار العالم أجمع إلى أن كل ما تطمح له الحضارات من منجزات يبدأ من كتاب ما، وكل قيمة نبيلة يترسخ وجودها في وجدان الشعوب تتجسد في كتاب».
وأضافت: «فخورون بأن المعرض نجح خلال مسيرته الممتدة إلى أكثر من أربعة عقود، بأن يكون أحد المحركات المركزية لسوق الصناعة المعرفية والإبداعية ليس في المنطقة وحسب، وإنما في العالم أجمع، فنحن لا ننظر إلى حجم مشاركات الناشرين وعدد المبدعين الحاضرين، بقدر ما ننظر إلى تأثير لقاؤهم وتجمعهم في مكان واحد، وانعكاس ذلك على قطاعات ضخمة لها أثر كبير ومباشر في الناتج المحلي والقومي لبلدان العالم، لذلك دعوتنا لكل المشاركين في المعرض هذا العام وفي الأعوام المقبلة أن يستثمروا هذا الحدث لبناء شراكات وفتح أفق تعاون وعمل مع المؤسسات والهيئات ومراكز المعرفة المشاركة في المعرض».
حدث يعكس صورة مجتمعات المعرفة
بدوره، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: «يُجسِّد هذا الحدث الثقافي العالمي التزام الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز المعرفة وإبراز أهمية الكتاب كوسيلةٍ أساسيةٍ لنشر العلم والثقافة، حيث بات المعرض تحت قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أكثر من فضاء معرفي للجمهور والزوار من القراء، وأصبح منصة شاملة لتمكين مجتمعات المعرفة، من قراء ومؤلفين ومترجمين ومصممين، لاستكشاف أحدث الاتجاهات في صناعة النشر، وتبادل الأفكار والممارسات المبتكرة وذلك تماشياً مع رؤية هيئة الشارقة للكتاب لتقديم صورة مشرقة للثقافة الإماراتية تحت قيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب».

تراث المملكة المغربية

ويمثل احتفاء معرض الشارقة الدولي للكتاب بالمملكة المغربية ضيف شرف على دورته الـ43، فرصة فريدة لتسليط الضوء على التراث الثقافي الغني للمغرب وإسهاماته الأدبية والفكرية في المشهد الثقافي العربي والعالمي.
ويتضمن برنامج المشاركة المغربية استعراضاً لعدد من الإصدارات والوثائق التاريخية التي تُبرز عمق التجربة الثقافية المغربية، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية المتنوعة، وتشمل حضور نخبة من الشخصيات البارزة في مجال الإنتاج الفكري والأدبي المغربي، الذين سيشاركون في جلسات حوارية ونقاشية تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي. كما يتضمن البرنامج عروضاً فنية وموسيقية، وفقرات تُعرِّف بالموروث الحضاري للمملكة المغربية بمختلف أشكاله وتعبيراته.

مقالات مشابهة

  • الرياض تقرأ بكل لغات العالم في معرضها الدولي للكتاب
  • معرض الرياض الدولي للكتاب يناقش إشكالات "الكتاب العربي والحضور العالمي"
  • مشاركون عرب .. معرض الرياض الدولي للكتاب منارة ثقافية عالمية
  • الدورة الـ43 لمعرض الشارقة للكتاب تنطلق 6 نوفمبر
  • معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024 يحتفي بمعارف وثقافات العالم من 6-17 نوفمبر تحت شعار "هكذا نبدأ"
  • معرض الشارقة للكتاب ينطلق 6 نوفمبر
  • معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024 يحتفي بمعارف وثقافات العالم من 6-17 نوفمبر تحت شعار “هكذا نبدأ”
  • إقبال واسع من الزوار على معرض الرياض الدولي للكتاب
  • معرض الرياض الدولي للكتاب.. صديق ذوي الإعاقة
  • مشاركة مصرية كبيرة بمعرض الرياض الدولي للكتاب