التعليم الرسمي زمن الحرب... انتظام الدراسة رغم المشكلات
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
كتبت ابراهيم حيدر في" النهار": تظهر جداول تسجيل التلامذة في المدارس والثانويات الرسمية للسنة الدراسية الجديدة لفترة قبل الظهر نسبة إقبال جيدة توازي حتى الآن الأعداد المسجلة في العام الماضي، علماً أن باب التسجيل لم يغلق نهائياً بعد، فيما المدارس المقفلة في المناطق الحدودية لم ترسل الداتا الخاصة بتلامذتها بسبب الأوضاع الأمنية والنزوح الذي حدث جراء القصف الإسرائيلي بعد 7 تشرين الأول الماضي، وايضاً المدارس التي تسجل ورقياً ثم تعد لوائحها الكترونياً لارسالها إلى مديرية التربية.
وبينما طغى الوضع الأمني والتطورات الجنوبية على الأوضاع في البلد، ظهر أن هناك عودة إلى التعليم الرسمي والسبب هو انتظام الدراسة التي بدأت في 9 تشرين الأول الماضي، وذلك على الرغم من المشكلات التي لا تزال تواجه التعليم في شكل عام. ويلاحظ أن التسجيل في الثانوي الرسمي اقترب من معدلاته السابقة ويتوقع أن يرتفع مع استقرار التدريس. لا يعني ذلك أن التعليم الرسمي تجاوز أزماته انما تمكّن استمرارية التعليم في ظروف أمنية وسياسية ومخاوف اجتماعية إنجاز الجزء الأكبر من المنهاج التعليمي والمواد الدراسية تحسباً لتطورات قد تؤدي إلى إقفال البلد، خصوصاً في حالة الحرب. والامر المهم أن انطلاق الدراسة وإن ترافقت مع حوادث الجنوب وغزة، فإنها لم تكرر تجربة العام الماضي بالمقاطعة، عندما تأخرت عودة الاساتذة إلى الصفوف ما أدى إلى تقليص المنهاج وحذف المواد الدراسية وهو ما يحتاج إلى تعويض قد يستمر لسنوات.
يتبين وفق جدول خاص بلوائح تسجيل التلامذة في الرسمي وهو غير مكتمل، أن عدد التلامذة المسجلين للسنة 2023- 2024، بلغ في الاساسي لفترة قبل الظهر 217 ألف تلميذ، أي بنسبة 92%، وفي الثانوي 55200 أي بنسبة تسجيل 89%، وبلغ المجموع العام 273 الف تلميذ في المرحلتين، علماً أن بينهم 34 ألف سوري مسجلين نظامياً. أما في العام الماضي، فبلغ العدد 296 ألف تلميذ.
يستمر الاساتذة منذ ستة أسابيع بالتعليم قبل الظهر في شكل منتظم في كل المدارس والثانويات باستثناء المناطق الحدودية، أو المتاخمة للشريط، وهو أمر يترك تأثيرات سلبية على نحو 3 آلاف تلميذ، وعدد كبير من الأساتذة في الملاك والتعاقد، على رغم أن نحو الف تلميذ التحقوا بمدارس في مناطق النزوح، إضافة إلى التحاق عدد من الأساتذة بمدارس بديلة. وفي المعلومات أن وزارة التربية تبحث خطة مع اليونيسف لإنشاء مراكز تعليم ضمن المدارس القائمة في مناطق النزوح، تستقبل المعلمين والمتعلمين بحسب المناطق، تتولى المنظمة الدولية تغطية التعليم والانتقال وتدريب الأساتذة.
يترافق التعليم مع بدء دفع الإنتاجية للأساتذة بقيمة 300 دولار للعام و250 لأساتذة المهني. ووفق المعلومات بدأت التحويلات الى مراكز تحويل الاموال للدفعة الأولى. وهو أمر يساهم في استقرار التدريس على الرغم من الاعتراضات حول جداول تسجيل الحضور التي تطلبها التربية لاعداد اللوائح. أما في ما يتعلق بإنتاجية الأساتذة النازحين، فقد تقرر دفعها بنسبة 70 في المئة، ثم التعويض عند انطلاق خطة دمج النازحين في المناطق التعليمية البديلة. فالمبلغ المقطوع هو حل لمشكلة لوائح الحضور، وايضاً لتصويب الصرف بعيداً من العشوائية وفق المصادر التربوية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
السودان من أوائل الدول التي تعاني «سوء التغذية الحادّ»
أجرى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، دراسة تتعلق بالأثر الاقتصادي والاجتماعي للصراع الدائر في السودان.
وشددت الدراسة على أن “السودان أصبح من بين البلدان الأربعة في العالم التي تعاني من أعلى معدل لانتشار سوء التغذية الحاد الذي يُقدر بـ 13.6%، مضيفة أن “قرابة نصف الأسر تواجه انعدام الأمن الغذائي إلى المتوسط، كما أن 76% من السكان أفادوا بعدم تلقي أي مساعدة على الإطلاق حيث يعتمدون على شبكات شخصية أفراد الأسرة والأصدقاء عوضًا عن المؤسسات الحكومية”.
وأظهرت الدراسة، “ارتفاع نسبة الأسر الحضرية السودانية دون دخل أو عمل إلى 18% مقارنة بـ 1.6% قبل اشتداد الصراع.
وبحسب صحيفة سودان تريبيون، كشفت الدراسة “وجود تأثيرات بالغة على الأسر الحضرية، خاصة فيما يتعلق بفقدان العمل والوصول إلى التعليم والصحة والمياه والكهرباء في السودان، حيث انخفضت فرص العمل بدوام كامل إلى النصف، مع توقع تجاوز معدل البطالة 45% بحلول نهاية هذا العام”.
وقالت الدراسة إن “56% من الأسر الحضرية ذكرت بأنها في حالة صحية أسوأ أو أسوأ بكثير، مما كانت عليه قبل الصراع، حيث انخفض الوصول إلى الخدمات الصحية بشكل كبير من 78% إلى 15.5%، وهذا يعني أن أسرة واحدة من بين كل سبع أسر تستطيع الوصول إلى الرعاية الصحية”.
وذكرت الدراسة الأممية أن “63.6% من الأسر الحضرية توقف أطفالها في سن الدراسة عن الذهاب إلى المدرسة، بينما بلغ معدل توقف الأسر التي لديها طفل واحد في سن الدراسة عن الذهاب إلى المدرسة إلى أكثر من 88% منذ بدء الصراع”.
ولفتت الدراسة إلى “انخفاض معدل الوصول إلى المياه عبر الأنابيب للأسر الحضرية من 72.5% إلى 51.6%، فيما أكدت 90% من الأسر السودانية تدهور إمدادات الكهرباء”.
هذا واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.