مفهوم خاطىء لـ قواعد الإشتباك.. والقرار 1701 لا ينصّ عليها والخطورة بفلتانها
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": يقول مصدر عسكري مطّلع بأنّ هناك مفهوما خاطئا لما تعنيه عبارة "قواعد الإشتباك". وفي الواقع هي كلمة عسكرية تُستعمل عند الإشتباك داخل الجيش الواحد، وليس مع جيش آخر أو مع عدو.
وعمّن يتحدّث عن تغيير قواعد الإشتباك بعد أيّام من بدء المعركة على الجبهة الجنوبية، ويعتبره خرقاً للقرار 1701، يوضح المصدر بأنّ القرار 1701 لا ينصّ على "قواعد إشتباك" إنّما يدعو "الى وقف الأعمال الحربية"، ويأتي هنا ما يُقال عن "قواعد إشتباك" من مخيّلات البعض.
من هنا، كشف المصدر العسكري أنّ ثمّة إحتمالين فقط يكسران ما يُسمّى "قواعد الإشتباك" وهما: إمّا إجتياح "إسرائيلي" للبنان، أو عندما نرى حزب الله يقوم بمحاولة في الداخل. ولكن بما أنّنا حتى الآن، لم نرَ حزب الله يدخل الى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ولا جيش العدو الإسرائيلي ينزع الشريط أو يُدمّر الحائط الحدودي ويدخل الى جنوب لبنان، فلا يُمكننا الحديث عن "أي تغيير في قواعد الإشتباك"، أو عن "تجاوز لقواعد الإشتباك". فعند حصول أحد هذين الأمرين، لا سمح الله، نذهب الى مكان آخر.
في المقابل، اعتبرت أوساط ديبلوماسية أنّه لا ذكر لـ "قواعد الإشتباك" في القرار الأممي 1701 الصادر في 12 آب 2006، فهو يدعو الى وقف تام للأعمال القتالية، ويستند بصورة خاصة الى وقف حزب الله الفوري لجميع الهجمات، ووقف "إسرائيل" الفوري لجميع العمليات العسكرية الهجومية. كما يُعيد تأييده الشديد للإحترام التام للخط الازرق.
كذلك فإنّ "قواعد الإشتباك" المذكورة في تفاهم نيسان (الصادر في 26 نيسان 1996) لا علاقة لها بما يحصل اليوم على الجبهة الجنوبية اللبنانية، بل هي "قواعد إشتباك" جديدة جرى الإتفاق عليها ضمناً، بعد وقف الأعمال القتالية بعد حرب تمّوز.
وأضافت الاوساط أنّه "في العادة، "قواعد الإشتباك" هي أوامر تصدر للقطاعات العسكرية على الشكل الآتي: يمنع منعاً باتاً إطلاق النار على أي موقع عسكري تابع للقوات المسلحة للعدو في المدن والقرى، إلا إذا بدأ ذلك الموقع بإطلاق النيران. وفي هذه الحالة ينحصر إطلاق النار على الموقع العسكري ذاته الذي بدأ بإطلاق النار. والحالة الثانية هي إذا حاولت أية قوة عسكرية تابعة لقوات العدو إقتحام أي موقع، عندئذ يجب ردها بالقوة. وينحصر إطلاق النار بالفئة التي تحاول القوة العسكرية إقتحام مواقعها. والسؤال الطبيعي هنا هو: متى يبدأ الموقع المعادي بإطلاق النار؟ ومتى وأين يريد التقدم بقوة عسكرية؟ وهل يسمح للقوة المسلحة الحليفة بدء إطلاق النار أو المباشرة بالتقدم نحو مواقع العدو؟
وتابعت الأوساط نفسها إنّ "قواعد الإشتباك" تطبق في حال وافق الطرفان المعنيان على وقف المعارك الحربية، ولكن من دون الدخول في هدنة معلنة. إذ أن التوصل إلى إتفاق هدنة هو مرحلة أولى من وقف العمليات العسكرية، تستتبعها إفتراضياً مفاوضات للتوصل إلى معاهدة سلام تنهي حالة الحرب. وما حصل في العام 2006، هو وقف للعمليات الحربية وصدر إثرها القرار 1701. ولكن لم تحصل بعدها إتفاقية هدنة أو مفاوضات، بل إستمرت الإجتماعات في رأس الناقورة للجنة الهدنة المنبثقة عن حرب العام 1948.
من هنا، أشارت الاوساط الى أنّه لا يمكن القول بأن ما يحصل في الجنوب اليوم هو "تطبيق لقواعد الإشتباك" إلا في حالة واحدة: أن الطرفين، أي المقاومة والعدو الإسرائيلي، يعتبران أنهما ما زالا في حالة حرب، وأنهما قد قررا بعد طوفان الآقصى أن يعودا إلى العمليات الحربية ذات الوتيرة المنخفضة، ولكن ضمن "قواعد الإشتباك" المشار إليها. لكن الطرفين في الواقع قد تجاوزا قواعد الإشتباك التقليدية، وبدآ بتطبيق عمليات عسكرية محدودة ولكن من غير ضوابط، كما برفع وتيرة العمليات الحربية وتوسيعها.
وبرأي الأوساط الديبلوماسية أنّ ما يجري الآن في الجنوب هو عمليات حربية هي أكثر من"تطبيق قواعد إشتباك" وأقل من "حرب إستنزاف" مفتوحة ومعلنة. ولكنها من الخطورة بمكان، بأنها يمكن أن تفلت من أيدي المقاتلين في الميدان، بحيث تتطور إلى حرب إستنزاف حقيقية لا يمكن وقفها إلا بتدخل دولي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قواعد الإشتباک قواعد إشتباک إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
غضب أوروبي من خطاب نائب الرئيس الأمريكي في ميونيخ.. «غير مفهوم ومحبط»
فجّر نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس حربًا وصفت بـ«الأيدولوجية» على أوروبا، قائلًا إن التهديد الأعظم الذي يواجه القارة العجوز لا يتمثل في سوريا أو الصين، بل في تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، وهو ما أثار غضب الأوروبين، بحسب صحيفة «لو موند» الفرنسية.
وقال «فانس» أيضًا، خلال فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انطلق أمس الجمعة، إن أوروبا يجب أن تفتح الباب أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة، وذلك قبل أيام فقط من الانتخابات في ألمانيا.
«فانس» ينتقد سياسات أوروباوفي خطابه الذي ألقاه في ميونيخ يوم الجمعة، انتقد «فانس» سياسات المؤسسات الأوروبية، وحث القارة على الحد من الهجرة وقارن زعماء الاتحاد الأوروبي بالمفوضين السوفييت قبل تفكك دولتهم في بداية تسعينيات القرن الماضي، قائلًا «لا مجال لجدران الحماية»، في إشارة إلى موقف الأحزاب السياسية السائدة في ألمانيا الرافض للتعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
خطاب «فانس» أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضًا، حيث ضاعف تصريحاته، ردًا على الصحافيين في المكتب البيضاوي، مؤكدًا أن أوروبا تفقد حقها في حرية التعبير وتواجه صعوبات في التعامل مع الهجرة.
وقال «ترامب» للصحفيين: «لقد سمعت خطابه، لقد تحدث عن حرية التعبير، وأعتقد أنه صحيح، في أوروبا، يفقدون حقهم الرائع في حرية التعبير، أرى ذلك».
أوروبا ترفض تصريحات نائب الرئيس الأمريكيدعوات «فانس» التي أثارت جدلًا واسعًا في القارة العجوز، قوبلت برفض واسع، إذ علق وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، قائلًا: «لا أحد يستطيع فرض نموذجه على أوروبا».
كما رفض المستشار الألماني أولاف شولتز بشدة مطلب نائب الرئيس الأمريكي بعدم فرض الأحزاب الرئيسية «جدران حماية» ضد الأحزاب اليمينية المتطرفة، وقال «شولتز» إن ألمانيا لن تقبل أن يتدخل الغرباء في ديمقراطيتنا، وفي انتخاباتنا وفي التشكيل الديمقراطي للرأي العام.
كما أثار خطاب «فانس» ذهول الزعماء الأوروبيين، حيث وصف المستشار الألماني خطابه بأنه غير مفهوم ومحبط.