سلطت مجلة "فورين بوليسي" الضوء على مصير حركة حماس بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية في غزة، موضحة أن المؤشرات على المدى الطويل تدل على أن مصيرها سيظل مرتبطا بالقضية الأوسع المتمثلة في دور إيران في الشرق الأوسط.

وترى المجلة في تحليل نشرته الثلاثاء، أن الارتباط المستقبلي بين إيران وما تبقى من حماس سوف يلقي بظلاله على أي سيناريوهات قصيرة أو متوسطة المدى في الحرب بين حماس وإسرائيل.

وتتوقع المجلة أن حماس لن تختفي من المعادلة بمجرد انتهاء الحرب على غزة، وستظل حماس أيا كان شكلها في المستقبل تلعب دورا ولو ثانويا في حكم غزة يقبله العرب والإسرائيليين.

ولذلك تشير المجلة إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن القضاء على التهديد الذي تمثله حماس لإسرائيل، وللسلطة الفلسطينية، ولاستقرار الشرق الأوسط، فيتعين على واشنطن الاعتراف بمركزية الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة وأن تتعامل معها بجدية.

وذكرت المجلة أن إسرائيل لا تقدم حتى الآن سيناريو متماسكا في ما يتعلق بحكم غزة بعد الحرب، أو مصير حركة حماس، وبدلا من ذلك تركز جهودها على الهجوم على غزة باعتباره ضروريا لتحقيق هدف القضاء على هذه القيادة العسكرية.

والقضاء على القيادة العسكرية لحماس يعني على الأرجح، من وجهة نظر المجلة، استمرار الحرب على غزة لحين ملاحقة وقتل شخصيات مثل يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، ومحمد السنوار، قائد العمليات العسكرية، ومحمد ضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وصالح العاروري، أحد مؤسسي الكتائب.

لكن "فورين بوليسي" ترى أنه كما كان الحال مع الجماعات المسلحة الأخرى المرتبطة بإيران، فإن قطع رأس جماعة من خلال القضاء على قادتها العسكريين لا يؤدي إلى حل الجماعة.

وأعطت أمثلة على ذلك في أنه لم يتسبب مقتل قادة حزب الله في انهيار هذا التنظيم، كما لم يتم حل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي بعد مقتل قائده قاسم سليماني. كما لا تزال قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران موجودة في العراق، رغم مقتل نائب رئيس الجماعة وشخصيتها الأقوى، أبو مهدي المهندس.

وتحدثت المجلة عن استمرار الدعم الإيراني لهذه الجماعات المسلحة طالما تعتبرها طهران ضرورية لنفوذها الإقليمي، موضحة أنها ستحييها مجددا بعد أي نكسات عسكرية وخسائر في القيادة.

وقد لا تعتبر حماس أهم أذرع إيران في المنطقة، بحسب المجلة، لكنها أوضحت أن طهران لن تتخلى عنها بسهولة خاصة أنها تستخدم القضية الفلسطينية كذريعة لدعم الجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

ومن ناحية أخرى، لا تريد إيران أن يتم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولن ترغب في رؤية السلطة الفلسطينية تحقق مكاسب سياسية على حساب حماس، خاصة بعد أن ذكرت حماس أن هجومها في 7 أكتوبر نجح في "إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة". والسبب الآخر المحتمل لتوقيت وحجم هجوم حماس هو القضاء على التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهو ما تعارضه إيران بشدة.

لكن "فورين بوليسي" أشارت في تحليلها إلى أن إيران ليست الدولة الوحيدة التي استفادت من حماس، إذ دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حكم حماس في غزة لتعزيز مكانته السياسية داخل إسرائيل.

دولة أخرى استفادت من حماس، بحسب المجلة، وهي مصر رغم عداء النظام الحالي مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد حماس فرعا منها، لكن القاهرة ترى أن حماس جهة فاعلة أمنية مفيدة تسيطر على أمن الحدود مع مصر. ولن تقبل القاهرة بسهولة بديلاً لحماس ما لم يأت بضمانات أمنية ذات مصداقية.

ولذلك ترى المجلة أنه حتى إذا نجحت إسرائيل في القضاء على قادة حماس العسكريين الحاليين، فإن السيناريو المتوقع هو قبول العرب والإسرائيليين لأن تلعب  النسخة المعدلة من حماس دورا ثانويا في حكم غزة.

ومن المرجح، وفقا للمجلة، أن تقبل بعض الشخصيات من القيادة السياسية لحركة حماس الموجودة في الخارج، خاصة الزعيم السياسي للجماعة المقيم في قطر، إسماعيل هنية، أن تصبح جزءا من الشراكة الوطنية المقترحة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فورین بولیسی القضاء على من حماس على غزة

إقرأ أيضاً:

ماسك يتحدث عن عناصر حماس ومعاملة غزة مثل ألمانيا بعد الحرب

طالب الملياردير إيلون ماسك، في فيديو له، بالقضاء على حركة حماس والقضاء على كل عناصرها أو سجنهم، والتعامل مع غزة بعد الحرب، كما تعاملت الولايات المتحدة مع ألمانيا واليابان عقب الحرب العالمية الثانية.

وفي مقطع فيديو نشره على منصة "إكس"، قال ماسك: "لا يمكننا أن نقبل ما تفعله حماس وما تخطط له.. هم يريدون ذبح الجميع في إسرائيل. يجب أن يتم إيقافهم".

واعتبر أنه "يجب قتل كل قوات حماس أو سجنهم، وإلا سيحاولون ببساطة قتل المزيد من الإسرائيليين"، مضيفا: "يريدون أيضا قتل الأميركيين. إنهم يسمون إسرائيل الشيطان الصغير، والولايات المتحدة الشيطان الأكبر".

وقال إنه "في غزة، يعلمون الأطفال الكراهية منذ اللحظة التي يستطيعون فيها التحدث، وهذا يجب أن يتوقف من أجل أن يكون هناك سلام طويل الأمد. ولهذا السبب يجب القضاء على حماس".

ورأى أنه "يجب أن يكون هناك ازدهار اقتصادي في غزة، وأن يكون هناك سلام. ومثال على ذلك أنه بعد الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا واليابان، خسروا الحرب بعدما فعلوا أشياء فظيعة".

وتابع: "بعدها غيروا نظام التعليم، وساعدت أميركا والغرب في إعادة بناء اليابان وألمانيا، بدلا من المطالبة بالانتقام"، مشيرا إلى "إصرار أميركا على المساعدة في إعادة بناء ألمانيا واليابان، والآن هما حليفتان لنا ولم تكن هناك حرب منذ ذلك الحين، وسنفعل الشيء نفسه مع غزة".

مقالات مشابهة

  • أسامة حمدان: المقاومة أسقطت مخطط الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية
  • بالفيديو: ماسك : يجب القضاء على حماس وهكذا سنتعامل مع غزة بعد الحرب
  • ماسك يتحدث عن عناصر حماس ومعاملة غزة مثل ألمانيا بعد الحرب
  • حماس تحذر السلطة الفلسطينية بعد إعدام 19 شهيد في جنين
  • جوزيف عون في أولى تصريحاته يعلن الحرب على المحسوبية والفساد وإسرائيل
  • خبير إسرائيلي: الحرب بغزة ستنتهي بعد أسبوع من الصفقة
  • أيمن الرقب: القضية الفلسطينية دائما حاضرة لدى القيادة المصرية (فيديو)
  • لماذا لم تتوقف حرب غزة حتى الآن؟
  • اللواء سمير فرج: الشرطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة بعد انسحاب إسرائيل
  • فورين بوليسي تنشر تحليلا مشتركا لنائبة مدير الاستخبارات الأمريكية السابقة حول عمليات اليمن البحرية