حكم من يؤدي صلاة الفجر صباحا دون وقتها لإرهاقه في العمل
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
يَبْدَأ من طلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس، لحديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «وَوَقْتُ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ» أخرجه مسلم.
ومن شروط صحة الصلاة دخول وقتها المحدد لها شرعًا، وتحديد مواقيت الصلاة بيَّنها القرآن الكريم قال تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» (النساء:103)، وقد بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- المواقيت بيانًا واضحًا لا لبس بعده، ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بيان وقت كل صلاة وجاء فيه أن وقت الصبح من طلوع الفجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس» (رواه مسلم).
وكثير ينتظر الفجر ولكن يغلبه النوم بسبب تعبه وارهاقه فى العمل فينام عن صلاة الفجر، فأجاب الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن سؤال مضمونة:" ما حكم تأخير صلاة الفجر لأدائها في الصباح؛ نظرًا للتعب في العمل والاستيقاظ مبكرًا للذهاب إلى العمل، والتكاسل عن الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر في وقتها؟".
ليرد أمين الفتوى موضحا: إن صلاة الفجر لا بد أن تؤدى في وقتها، فالله سبحانه وتعالى يقول: (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) ومن يؤخرها عن قصد آثم".
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صلاة الفجر وصلاة الصبح واحدة.
وقالت دار الإفتاء، إنه ينبغي على كل مسلم أن ينتظم على أداء الصلاة في وقتها وفي جماعة ومنها صلاة الفجر لأن ذلك هو الأفضل، فإذا كان الإنسان مستيقظًا وسمع أذان صلاة الفجر يجب عليه القيام لصلاة الفجر في وقتها، ويأثم إذا خرج في وقتها، وعليه بالتوبة، والعزم مع كثرة الاستغفار على عدم العودة إلى هذا الفعل مرة ثانية، ثم يصلي ما فاته؛ لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا" رواه مسلم».
وأوضحت دار الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكم النوم عن صلاة الفجر؟»: «أما إذا نام المسلم عن صلاة الفجر غير متعمدٍ فواتها، ولم يجد مَن يوقظه لأدائها، فلا حرج عليه في ذلك، وعليه في هذه الحالة الإسراع إلى أداء الصلاة متى استيقظ من نومه؛ فقد جعل النبي -صلى الله عليه وآلة وسلم- العذر لمن غلبه النوم طبعًا أو جهدًا.
واستدلت بما روي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- في قصة حديث صفوان بن المعطل -رضي الله عنه-، وفيه قوله للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ»، قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ» رواه أبو داود.
وتابعت: قال الإمام الخطابي في شرحه في معالم السنن: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ» ثم تركه التعنيف له في ذلك أمرٌ عجيب من لطف الله سبحانه بعباده، ومن لطف نبيه ورفقه بأمته، ويشبه أن يكون ذلك منه على معنى ملكة الطبع واستيلاء العادة فصار كالشيء المعجز عنه، وكان صاحبه في ذلك بمنزلة من يغمى عليه فعذر فيه ولم يؤنب عليه، ويحتمل أن يكون ذلك إنَّما كان يصيبه في بعض الأوقات دون بعض، وذلك إذا لم يكن بحضرته من يوقظه ويبعثه من المنام فيتمادى به النوم حتى تطلع الشمس دون أن يكون ذلك منه في عامة الأوقات.
حكم صلاة الفجر عند شروق الشمسقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الفقهاء اتفقوا على أن من أدرك ركعة من الصلاة قبل خروج وقتها، فقد أدرك الصلاة أداءً وليس قضاءً.
وأضاف «جمعة» في إجابته على سؤال: «صليت ركعة من الفجر ثم أشرقت الشمس، فما الحكم؟»، أنه من المعلوم أن وقت الفجر ينتهي أداءً بشروق الشمس، فمن أدرك ركعة من صلاة الفجر قبل الشروق، فقد أدرك الصلاة في وقتها، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ». متفق عليه.
وأوضح المفتي السابق، أن من كبر تكبيرة الإحرام وقرأ الفاتحة ثم أشرقت الشمس فتكون الصلاة قضاء وليست أداءً لأنها خارج الوقت ولا بد أن يأتي بركعة كاملة فيها سجدتان لتكون صلاته أداءً.
ونبه المفتي السابق، الى أن من صلى ركعة من الفجر قبل شروق الشمس والأخرى بعد شروقها تحسب الصلاة أداءً وعليه إثم التأخر.
ما حكم تأخير صلاة الفجر بسبب النوم؟،قد أعطى الإسلام الصلاة منزلة كبيرة فهي أول ما أوجبه الله من العبادات، كما أنها أول عبادة يحاسب عليها المسلم يوم القيامة، فالصلاة فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على أدائها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم عن صلاة الفجر رضی الله فی وقتها رکعة من
إقرأ أيضاً:
دعاء بعد صلاة الفجر.. ردده لفك الكرب والهم
يُعد الدعاء من أفضل العبادات التي يلجأ من خلالها الإنسان إلى ربه، خاصة عند اشتداد الكروب وصعوبة الحياة، ويفضل البعض الدعاء بعد صلاة الفجر حيث تسود السكينة والروحانية، ويكون الدعاء أكثر قربًا للإجابة، إذ يستحب الدعاء بعد الانتهاء من العبادات، بحسب ما أوضحت دار الإفتاء.
دعاء فك الكرب الشديدويجد المؤمن في اللحظات بعد صلاة الفجر متنفسًا لمخاطبة ربه، حيث يرفع يديه متضرعًا إلى الله، طالبًا الفرج وتيسير الأمور، فالدعاء بعد الفجر يبعث الأمل والسكينة في القلب المثقل بالهموم.
وحول دعاء فك الكرب والهم، فقد ثبت عن الرسول في حديث صحيح، أنه قال: ما أصاب أحدًا قط هم ولا حزن، فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
دعاء فك الكرب والهموأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم».
وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة، عن أسماء بنت عميس، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب، أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا».
وفي صحيح البخاري عن أنس قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر القول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن».
وفي الحديث قال الرسول: إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
وفي مسند أحمد، والسنن الكبرى للنسائي، ومستدرك الحاكم، وصحيح ابن حبان ـ واللفظ لأحمد ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: لَقَّنَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، وَأَمَرَنِي إِنْ نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ أَنْ أَقُولَهُنَّ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْكَرِيمُ الْحَلِيمُ، سُبْحَانَهُ وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حديث صحيح.