ما زالت مسألة الشغور المرتقب في قيادة الجيش محور ونقاش بعيد من الاضواء.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن اللقاء بين البطريرك الماروني ووفد من التبار الوطني الحر جاء تحضيريا للقاء آخر قد يجمع البطريرك الراعي مع وفد من نواب تكتل لبنان القوي أو مع رئيس التكتل النائب جبران باسيل في وقت لاحق للبحث في ملف الشغور في قيادة الجيش، بعدما قال كل فريق كلمته .

 
ورأت هذه المصادر أن خيار تكليف الضابط الاعلى قيادة الجيش تفاديا للشغور من قبل وزير الدفاع سيعمل التيار على التسويق له ، معلنة أن المسألة برمتها قد تدخل في استراحة في ظل التباين الكبير في المقاربة. 
واستبعدت عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع وأشارت إلى أن ملف الشغور في القيادة لن يطرح في أي جلسة تعقد الأسبوع المقبل وإن الملف سيحضر مجددا في نهاية الشهر الجاري إذ أن هناك ضرورة لتهدئة النفوس فضلا عن طرح الدراسات الدستورية والقانونية الخاصة به.
وكتبت" الديار" انّ لائحة أسماء عسكرية وُضعت للتعيين من ضمنها إسم يبدو الاوفر حظاً، هو مدير المخابرات العميد طوني قهوجي، الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع معظم الاطراف السياسية، لكن تبقى الايام المقبلة كفيلة بإطلاق الحل المقبول من اغلبية الافرقاء السياسيين.

وكتب ابراهيم بيرم في" النهار": كفّة التمديد لقائد الجيش تحت عنوان تأخير التسريح لفترة زمنية معينة، باتت وفق مؤشر التطوّرات في الساعات الماضية هي الأكثر رجحاناً. والمكان الأكثر رجحاناً أيضاً لتشريع هذا الحل الذي يقي المؤسسة العسكرية خطر الفراغ والشغور في رأس هرمها القيادي، يبدو أن ساحته ستكون في مجلس النواب لذا فإن كلمة السر والمفتاح هي عند رئيس المجلس نبيه بري الذي وإن بدا وكأنه ينأى بنفسه عن السجال ويغلّف موقفه بالضبابية ثمة من يؤكد أنه بات أكثر اطمئناناً وأنه قاب قوسين من الإفراج عن الحل ولكنه ما يزال يرى ضرورة أن تأخذ الأمور مداها عند الجميع ليقبلوا في نهاية المطاف بما سيخرجه هو من حلول تكون بمثابة الكلمة الفصل.
لا يخفي عضو "كتلة الاعتدال الوطني" النائب سجيع عطية أنه من مؤيدي هذا الترجيح ويعتبر أنه السبيل الحصري والممر الإجباري لتلافي كأس الفراغ وإبعاد شبح الشغور وكلاهما مرّ.
 
ويذهب عطية أبعد من ذلك عندما يقول لـ"النهار" "إن أمام الرئيس بري مهلة أسبوع واحد لإنضاج طبخة الحل من خلال توجيه الدعوة الى جلسة عامة للمجلس النيابي الذي أمامه أكثر من مشروع قانون يفضي الى إيجاد الحل المنشود ومن بينها مشروع قدمته كتلة الاعتدال الوطني وقد كشفنا عن مضامينه حين قدمناه الى هيئة المجلس".
 
ورداً على سؤال يقول عطية: "ثمة ولا ريب عوامل ومستجدات طرأت أخيراً وأسهمت في ترجيح كفة التمديد لقائد الجيش وفي إقصاء طروحات وأفكار ومشاريع أخرى، مع علمنا بأن مشروع التمديد قد لا يكون الأفضل قياساً بسواه".
 
ومن أبرز هذه العوامل "الموقف الحاسم الذي أفصح عنه أخيراً غبطة البطريرك الراعي الذي كان واضحاً لجهة الدعوة الى التمديد للقائد الحالي للجيش التي تجلت في عظته الأحد الماضي وفي مواقف نقلت عنه".
 
ومنها أيضاً وفق ما يقول عطية الموقف المتمهل والمتروّي لـ"#حزب الله" الذي صدر عنه في الساعات الماضية أكثر من مؤشر يوحي بأنه لم يعد من الرافضين لطرح التمديد للقائد كما كان يروّج عنه في مستهل إثارة الموضوع من باب أنه لا يريد أن يسير عكس إرادة حليفه "التيار الوطني الحر" في هذا الشأن.
 
ويضيف عطية "لا ننسى في هذا الإطار العوائق والتعقيدات التي تعصف بحكومة تصريف الأعمال والتي يبدو أنها تحول دون تعيين قائد جديد للجيش خصوصاً أن ثمة تبايناً وسجالاً قديماً – متجدّداً حول هل المطلوب اجتماع الوزراء الـ24 أم يمكن الاكتفاء بتوقيع ثلثي الوزراء لإمرار التعيين، فضلاً عن أن خلافاً مكتوماً حول اسم هذا القائد المقترح الذي يُفترض قانوناً أن يقدمه وزير الدفاع الوطني".

 
وبناءً على كل هذه الوقائع والمعطيات يرى عطية "أن المناسب والأكثر سلاسة هو طرق أبواب مجلس النواب بحثاً عن المخرج الذي لا يرقى الشك الى قانونيته ودستوريته، خصوصاً أنه أمام المجلس 4 اقتراحات قوانين من شأنها أن تنهي الجدل ومن بينها الاقتراح الذي قدّمته كتلتنا".
ورداً على سؤال آخر يرى عطية أن الأكثرية اللازمة لإقرار اقتراح مشروع تأخير التسريح متوفرة في المجلس النيابي "خصوصاً أن المناخ عند إخواننا السنة ولا سيما عند مرجعيتهم الدينية أي دار الفتوى هو تأييد تأخير التسريح لأن المشروع المقدم من كتلتنا يقوم على التمديد لكل من يحمل رتبة عميد أو رتبة لواء وهو ما يضمن التمديد التلقائي للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي يُفترض أن تنتهي ولايته بعد نحو ثلاثة أشهر".
 
ويضيف "إذا ما تحقق ذلك التوجه فإننا نكون قد أصبنا أكثر من عصفور بحجر واحد وتلافينا أكثر من عقدة ومشكلة مرة واحدة وهي مشكلة الشغور المحتمل في قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي. ولأننا كما يعلم الجميع نمرّ بوضع استثنائي وبفترة صعبة لا يجوز في أي حال من الأحوال أن نترك قيادتي المؤسسات العسكرية عرضة للشغور والفراغ".
 
ومع ذلك يقرّ عطية "بأنه مع كل تلك الخطوات على بلاغتها وأهميتها تبقى أمامنا مشكلة أخرى هي مشكلة تسمية المجلس العسكري. وبصراحة لا أملك إلى الآن تصوراً لحل هذه المسألة وأعتقد أن كل القوى والكتل معنيّة بالبحث الجاد عن حل لهذه المسألة في القريب العاجل".
 
ويرى عطية أن "ثمة خطيئتين أساسيتين تساعدان على اصطدامنا بالمشكل وتضخيمه وصعوبة إيجاد حل له في الوقت المناسب وهما:
الأولى عجزنا عن تأمين انتخاب رئيس جديد للبلاد يضع حداً نهائياً لحال الشغور الموجود منذ أكثر من سنة.
 
والثانية هي الانقسام بين القوى السياسية المسيحية الذي ينعكس تلقائياً على الحلفاء ويزيد في تأزيم المشهد السياسي ويعوق المساعي الرامية الى التعجيل في إيجاد الحلول".
 
ويخلص الى التأكيد أنه "يتعيّن من الآن حتى العاشر من كانون الثاني المقبل أن نكون وجدنا حلولاً تمنع الشغور في قيادة المؤسسات العسكرية".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قیادة الجیش الشغور فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

تراجع نفوذ الجيش بالبرلمان الصيني.. حملة تطهير غير مسبوقة

نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تقريرًا، يسلّط الضوء على تراجع تمثيل الوفد العسكري في البرلمان الصيني، وذلك نتيجة لحملة تطهير واسعة يقودها الرئيس، شي جين بينغ.

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "حجم الوفد العسكري في البرلمان الصيني المصغّر يتقلص نتيجة عمليات التطهير التي يقوم بها الزعيم شي جين بينغ قبل أكبر حدث سياسي سنوي في بكين".

وأوضحت: "سيبلغ عدد أعضاء الوفد العسكري في الجلسة العامة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، التي ستُفتتح يوم الأربعاء، 267 عضوًا، بعد أن كان عددهم 281 عضوًا في عام 2023؛ حيث تم استبعاد أربعة عشر منهم بسبب تحقيقات الفساد".

وتابعت: "عانى الوفد العسكري، بما في ذلك ممثّلو جيش التحرير الشعبي الصيني والشرطة المسلحة الشعبية، من انخفاض عدد ممثليهم أكثر من أي وفد إقليمي أو حكومي أو قطاع صناعي آخر في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني".

وفي السياق نفسه، تؤكد البيانات على أن حملة شي على ما يصفه الحزب الشيوعي الصيني بـ"انتهاكات الانضباط" تؤثّر بشكل أكبر على القوات المسلحة مقارنة بأجزاء أخرى من المجتمع.

وأضافت الصحيفة أنّ: "عمليات التطهير ضد الفساد تأتي في الوقت الذي من المتوقع أن يعطي قادة الحزب الشيوعي الأولوية للاقتصاد هذا العام فيما يُعرف بـ"الدورتين"؛ أي الاجتماعات السنوية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والمؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني".


وأردفت: "تشعر بكين بالقلق من أن يؤدي ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية إلى الإضرار بصادرات الصين المزدهرة، والتي عوضت الركود العميق في الاقتصاد المحلي خلال السنتين الماضيتين"، مشيرة: "من المتوقع أن يعلن القادة الصينيون عن هدف طموح يتمثل في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5 في المئة، هذه السنة مدعومًا بتدابير تحفيزية أكبر".

وأكدت الصحيفة أنّ: "إبعاد العسكريين من المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بسبب تحقيقات مكافحة الفساد هو تذكير بتركيز شي على تحسين الجيش الصيني في الوقت الذي تتنافس فيه البلاد مع الولايات المتحدة، على الهيمنة حول تايوان وبحر الصين الجنوبي".

وبحسب الأستاذ في جامعة تامكانغ التايوانية والباحث في شؤون الجيش الصيني،   لين ينغ يو، فإنّ: "خفض أعداد أفراد الوفد العسكري لن يكون له تأثير على المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنه يسلط الضوء على استمرار شي في تأكيد سيطرته على القوات المسلحة".

وأضاف: "على الرغم من تعطيل المستويات القيادية لجيش التحرير الشعبي بأكمله، فإن الحملة لم يكن لها تأثير ملحوظ على قدرات الجيش ووتيرة العمليات؛ حيث يواصل الجيش زيادة الضغط على تايوان وينشر قواته في مواقع أبعد من الصين".

وأفادت الصحيفة أنّ: "بكين عزلت 10 مندوبين عسكريين من المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني قبل دورتي السنة الماضية، بعد أن بدأ شي في اتخاذ إجراءات صارمة ضد قوة الصواريخ، وهي الدراع العسكرية لجيش التحرير الشعبي المسؤولة عن الصواريخ بما في ذلك الصواريخ النووية، وبيروقراطية شراء الأسلحة".

ومنذ آذار/ مارس الماضي، فقد أربعة من كبار المسؤولين العسكريين الآخرين مناصبهم كمندوبين في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، بعد تورطهم في التحقيقات الآخذة في الاتساع؛ حيث تم استدعاء وزير الدفاع السابق لي شانغفو ونائب قائد جيش التحرير الشعبي الصيني السابق دينغ تشيبينغ في أيلول/ سبتمبر.

وفي كانون الأول/ ديسمبر، تم عزل سلف دينغ، يو هايتاو، والقائد السابق للبحرية في المنطقة العسكرية الجنوبية لجيش التحرير الشعبي الصيني، ولي بينغتشينغ، من مناصبهما أيضًا.


ومن المرجح أن يكون حضور جيش التحرير الشعبي الصيني في الجلسة العامة السنة المقبلة أقل من ذلك؛ فقد تم عزل مياو هوا، كبير المفوضين السياسيين في الجيش الصيني، عن مهامه كعضو في اللجنة العسكرية المركزية في نوفمبر/ تشرين الثاني، ورغم أن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني  لم يعلن عن إقالته من منصبه كمندوب، إلا أنه من غير المتوقع أن يحضر الجلسة العامة.

وختمت الصحيفة التقرير بالقول إنّ: "المراقبين رصدوا اختفاء ثلاثة مندوبين عسكريين آخرين عن الأنظار مؤخرًا؛ فقد غاب كل من لي تشياو مينغ ووانغ تشونينغ، قائدا جيش التحرير الشعبي الصيني والشرطة المسلحة الشعبية".

واستطردت: "بالإضافة إلى يوان هواتشي، المفوض السياسي للبحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، في اجتماعات رئيسية في كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير، وفقًا لما أظهرته لقطات وسائل الإعلام الحكومية الصينية".

مقالات مشابهة

  • الخطيب وعثمان.. مرتضى منصور أمام المحكمة بسبب 10 دعاوى سب وقذف
  • موقف ياسر إبراهيم ويحيى عطية الله من مواجهة الأهلي وطلائع الجيش في الدوري
  • الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكثر من 900 مرة
  • الجيش الصومالي يقضي على أكثر من 40 عنصرًا إرهابيًا
  • تراجع نفوذ الجيش بالبرلمان الصيني.. حملة تطهير غير مسبوقة
  • نائب: السوداني لم ينفذ برنامجه الحكومي الذي ألزم به نفسه
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة.. بين حربين
  • الأسوأ هو الأرجح.. دعوة أوجلان التاريخية تبرز سيناريوهين للمرحلة المقبلة
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة بينها حربان
  • الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع