من غير المستبعد ان تكون اسرائيل تعمدت رفع سقف استفزازاتها العدوانية جنوبا عبر توقيت اغتيال اعلاميين ومدنيين لبنانيين امس تحديدا في موعد ثلاثي الدلالات الرمزية: في عشية عيد الاستقلال في لبنان، وبعد مغادرة الموفد الأميركي اموس هوكشتاين إسرائيل التي زارها بسرعة لـ"ردعها" عن توسيع النزاع في المنطقة بما يهدد بمواجهة اقليمية، وقبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن امس للمشاورات المغلقة حول تنفيذ القرار 1701.

وسواء صح تعمد التوقيت برمزياته او كان الاغتيال المتعمد بفعل عدوانية بلغت ذروة خطورتها عبر رسالة دموية تنبئ بان إسرائيل جاهزة وربما ساعية الى اشعال حرب على لبنان، فان النتيجة واحدة هي ان إسرائيل نقلت مستوى الاستفزازات الى درجة بالغة الخطورة وان الواقع الميداني في الجنوب وعبره صار اشبه ببرميل بارود تتدحرج خطورته تباعا خصوصا بعدما سربت تقارير عبر صحف غربية تتحدث عن حشد إسرائيل نحو مئة الف جندي على الحدود الشمالية مع لبنان في مواجهة حزب الله.
وكتبت" النهار": المفارقة الخطيرة الموازية لتصيد إسرائيل المدنيين والإعلاميين في جنوب لبنان امس كانت في تزامن هذا التطور الدامي مع تواتر المعطيات عن اقتراب بدء الجولة الأولى من عملية تبادل الاسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة غدا الخميس، بما أوحى ان إسرائيل تستغل امكان تبريد عابر ونسبي لحربها على غزة لتحمي وطيس المواجهة والاستفزازات على "جبهة الإشغال" الميدانية في الجنوب اللبناني حيث بلغ احتدام المواجهات حدودا يصعب معها التكهن باي تطورات وتقديرات جازمة خصوصا ان مستوى العنف في المواجهات الذي اعقب امس انقضاض المسيرات الإسرائيلية على أهداف مدنية واستهداف الفريق الإعلامي لمحطة "الميادين" تصاعد بقوة واتسع وبلغت حدود رد "حزب الله" استهداف مصنع إسرائيلي للصناعات الحربية فضلا عن مراكز وتجمعات عسكرية.

اذاً، لم ترتدع اسرائيل عن استهداف متكرر للإعلاميين والمدنيين فاستشهد زميلان في قناة "الميادين" وعدد من المواطنين. وبدأت عملية الاستهداف بالنيران الإسرائيلية مع استشهاد المواطنة لائقة سرحان واصابة حفيدتها الاء القاسم بجراح جراء استهداف منزلهما في بلدة كفركلا بقذيفة. وبعد دقائق من هذا الاعتداء، استُهدف فريق صحافي عند مثلث طيرحرفا قبل ان تنعى قناة "الميادين" الشهيدين الشابين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري نتيجة قصف من مسيرة اسرائيلية وافيد ان معاونهما حسين عقيل سقط ايضا في هذه الغارة.
وكتبت" الاخبار": شهدت الجبهة الجنوبية ارتقاءً متبادلاً في الساعات الـ 48 الماضية مع توسيع العدو الإسرائيلي دائرة استهدافاته في القرى الحدودية لتطاول المدنيين، ما أدّى إلى سقوط أربعة شهداء، من بينهم الزميلان في «الميادين» فرح عمر وربيع معماري، إضافة إلى استهداف أربعة كوادر من حركة «حماس» في قصف استهدف سيارة مدنية كانت تقلّهم جنوب صور.وبدا أمس بوضوح أن «حرب الاستنزاف» التي يخوضها حزب الله مساندة لغزة بدأت تترك تداعيات ضخمة وإرباكاً في كيان العدو الذي حذّر من انزلاق الوضع إلى «حرب إقليمية، وليس أقل من ذلك». فقد كُشف في إسرائيل أمس أن وزير خارجية العدو إيلي كوهين، وجّه «رسالة تحذير» إلى مجلس الأمن من «أن ينتهي الأمر إلى حرب إقليمية إذا لم يتم تنفيذ القرار 1701 بشكل تام، ولم تفعّل اليونيفل قدراتها لمنع الوجود العسكري لقوة الرضوان جنوب الليطاني». وأشارت الرسالة إلى أن «من مصلحة الاستقرار الإقليمي ومن أجل منع التصعيد، ينبغي أن يتبنّى النقاش في مجلس الأمن منهجاً مختلفاً تماماً لإنهاء الخروقات الخطيرة لحزب الله». ووصف نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، الوضع على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بأنه «صعب وخطير للغاية»، و«نعمل جاهدين لمنع انتقال الحرب في غزة إلى لبنان».
وباستشهاد عمر ومعماري، ارتفع عدد شهداء الجسم الصحافي إلى ثلاثة، بعد استشهاد مصوّر وكالة «رويترز» الزميل عصام العبدالله بقذيفة دبابة إسرائيلية أُطلقت على تجمّع للصحافيين في بلدة علما الشعب، في 13 تشرين الأول الماضي. وفي 13 الجاري، استهدف صاروخان إسرائيليان قافلة صحافيين في بلدة يارون الحدودية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ان إسرائیل

إقرأ أيضاً:

ماكرون يدين استهداف إسرائيل لطواقم الإسعاف في غزة

أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، استهداف طواقم الإغاثة والعاملين في القطاع الإنساني في غزة، أثناء زيارته لمدينة العريش المصرية القريبة من غزة بعد أسبوعين من مقتل 15 مسعفا في رفح بجنوب القطاع بنيران إسرائيلية.

وتأتي جولة ماكرون في العريش في إطار زيارة رسمية لمصر استمرت 48 ساعة وتضمنت قمة ثلاثية فرنسية مصرية أردنية.

وقال ماكرون في العريش الواقعة على بعد 50 كيلومترا من معبر رفح بين غزة ومصر: « ندين هذه الهجمات بشدة، ويجب كشف الحقيقة كاملة » في شأن ما تعرض له المسعفون.

وأثار الهجوم الإسرائيلي على المسعفين في غزة انتقادا دوليا دفع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لطلب تحقيق « معمق » في الحادث.

واستأنفت إسرائيل في 18 مارس ضرباتها الجوية على قطاع غزة بعد هدنة هشة استمرت شهرين تم خلالها تبادل عدد من المعتقلين والرهائن لدى إسرائيل وحماس.

وأكد ماكرون، الثلاثاء، أنه قدم « تعازي فرنسا » بضحايا الهجمات الإسرائيلية على عاملي الإغاثة وأضاف « هم هناك (في غزة) نيابة عن المجتمع الدولي لمساعدة المحتاجين، ولهذا من الضروري ألا نتنازل عن حماية » العاملين في القطاع الإنساني.

ودعا ماكرون من العريش إلى استئناف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة « في أسرع وقت ممكن »، مؤكدا أن ذلك هو « أولوية الأولويات ».

وأضاف أن « الوضع اليوم في غزة لا يمكن التساهل معه. وهو لم يكن أبدا بهذا السوء ».

وتمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة منذ بداية مارس. وأفاد عامل إغاثة فرنسي وكالة فرانس برس بأن أسعار المياه أصبحت مرتفعة جدا في القطاع، معتبرا أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية ورقة ضغط في المفاوضات مع حماس.

وشدد ماكرون، الثلاثاء، على أن غزة يعيش فيها مليونا شخص « محاصر » رافضا أن يتم التحدث عنها كـ « مشروع عقاري ».

وكان ماكرون أعلن في القاهرة الاثنين دعمه للمبادرة العربية التي صاغتها مصر واعتمدتها الجامعة العربية الشهر الماضي لإعادة إعمار غزة، في مقابل مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة إلى دول الجوار لترك المجال لاستثمارات أمريكية تحول القطاع إلى « ريفييرا الشرق الأوسط ».

وقال ماكرون الثلاثاء في العريش « حين نتحدث عن غزة نحن نتحدث عن مليوني شخص محاصر… بعد أشهر من القصف والحرب ».

وأضاف « لا يمكننا محو التاريخ والجغرافيا. لو كان الأمر ببساطة مشروعا عقاريا أو استحواذا على أراض… لما كانت الحرب اندلعت من الأساس ».

وشدد ماكرون خلال زيارته مصر على أهمية التمسك بالمسار السياسي لإنهاء الحرب، وأشار إلى المؤتمر الذي تترأسه فرنسا والمملكة السعودية في يونيو المقبل بهذا الصدد.

وخلال قمتهم الثلاثية الاثنين أكد الرئيسان ماكرون والسيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني أن « الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن تكون بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكنة بدعم إقليمي ودولي قوي ».

وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري « ينبغي ألا يكون لحماس أي دور في حكم غزة (وينبغي) ألا تستمر الحركة في تشكيل تهديد لإسرائيل ».

وأضاف أنه يتطلع لحكم « فلسطيني جديد في القطاع بقيادة السلطة الوطنية الفلسطينية ».

مقالات مشابهة

  • أمر أساسي أبقى إسرائيل في لبنان.. معهد في تل أبيب يكشف
  • إسرائيل تنشر فيديو لعمليتها في رفح وتعلن استهداف قيادي "بارز" في حماس
  • ماكرون يدين استهداف إسرائيل لطواقم الإسعاف في غزة
  • رويترز عن مسؤول بحزب الله: مستعدّون لمناقشة مسألة أسلحتنا إذا انسحبت إسرائيل وأنهت ضرباتها
  • عشرات القتلى بغارات أمريكية.. «الحوثي» يردّ باستهداف إسرائيل وقطع حربية أمريكية  
  • التهديدات لم تعد كافية.. إسرائيل تنتقل للتنفيذ وترسم حربها
  • قتلى بغارات على لبنان وإسرائيل تعلن استهداف قيادي بحزب الله
  • كيف تخدم إسرائيل حزب الله؟.. تقريرٌ جديد يتحدّث!
  • مرصد الأزهر يدين استهداف إسرائيل خيمة الصحفيين في غزة
  • الأورومتوسطي: العدو الصهيوني يجاهر بقتل الصحفيين في غزة