قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الإنسان عليه أن يشغل نفسه بعيوبه، ويبعد عن النظر إلى عيوب الناس، مستشهدا بحديث سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «فَطُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَطُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ اكْتَسَبَهُ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ، وَطُوبَى لِمَنْ خَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَجَانَبَ أَهْلَ الذُّلِّ وَالْمَعْصِيَةِ، وَطُوبَى لِمَنْ وَسِعَتْهُ سُنَّتِي وَلَمْ يُعِدْهَا إِلَى بِدْعَةٍ».

علينا أن نظن الخير والفضل في خلق الله دائما

وتابع أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج «الطريق إلى الله»، المذاع على فضائية «الناس»، أمس الثلاثاء: «علينا أن نظن الخير والفضل فى خلق الله دائما، ولا تأخذ بالظواهر، ممكن يكون الظاهر بعيد عن الباطن، فلازم الإنسان يخلي باله من ظاهره يكون صورة طبق الأصل من باطنه».

نسمع حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

واستكمل: «الإنسان لازم يخيله في عيوبه وحاله، ولا يحكم على الناس بظواهرهم، حتى لو كانوا في مقام فضل أو إحسان لا نحكم عليهم، ونسمع حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (رُبَّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبواب، لو سأل لا يعطى، لو نكح لا يستنكح، لو أقسم على الله لأبره)، يبقى لازم تعتقد فى العباد الخير».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدكتور محمد مهنا الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر جامعة الأزهر ط وب ى ل م ن

إقرأ أيضاً:

ضمن استراتيجية الأوقاف لبناء الإنسان.. انطلاق 17 قافلة دعوية بالفيوم 

أعلنت مديرية أوقاف الفيوم، عن انطلاق 17 قافلة دعوية، متوجهة إلى القرى والعزب "بجميع الإدارات"، ضمن جهود وزارة الأوقاف المصرية لتحقيق استراتيجيتها في بناء الإنسان.

 

جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والذي يولي اهتمامًا بالغًا بالمناطق النائية والقرى البعيدة، لضمان وصول الرسالة الدعوية والتوعوية إلى جميع فئات المجتمع.

 

شارك في القافلة عدد من القيادات الدينية البارزة، ومنهم فضيلة الشيخ محمود الشيمي مدير مديرية أوقاف الفيوم، وفضيلة الشيخ يحيى محمد مدير إدارة الدعوة، وفضيلة الشيخ طه علي، مسئول المساجد بالمديرية، وفضيلة فتحي عبد الفتاح مسؤول الإرشاد بالمديرية، وفضيلة الشيخ محمد عبد الكريم عضو المكتب الفني بالمديرية، ومديري إدارات الأوقاف الفرعية إلى جانب نخبة من العلماء وأئمة الأوقاف المميزين علميا ودعويًّا في ندوة بعنوان:"سماحة الإسلام في العبادات والمعاملات".

 العلماء: الدين الإسلامي يتميز بالسماحة واليسر في كل شئون الحياة

وفي هذه اللقاءات أكد العلماء، أن الدين الإسلامي دين يتميز بالسماحة واليسر في كل شئون الحياة، والمتأمل في كتاب الله (عز وجل) وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) يجد أن اليسر والسماحة من أبرز خصائص هذا الدين،حيث إنه لا حرج فيه ولا مشقة،ولا شدّة فيه ولا عُسْر، يقول الحق سبحانه: “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”، ويقول تعالى: “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ”، مشيرين إلى أن الإسلام رسَّخ قيمة التسامح في قلوب أتباعه، فدعاهم إلى السماحة بمفهومها الواسع الشامل لكل معاني السهولة واليسر في العبادات والمعاملات، مع التحلي بمكارم الأخلاق، كالعفو عند المقدرة، والصفح عن المسيء، وكظم الغيظ، وسعة الصدر، والتعايش السلمي بين الناس، والرحمة، والتعاطف وغير ذلك مما يحمله التسامح من معانٍ راقية.

وأضاف العلماء أن الإسلام جاء بتنظيم المعاملات بين الناس، لأنهم أحوج إلى السَّماحةِ واليسر فيما بينهم، ليعيشوا في أمن وعدل ورخاء، لذا حثَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) على السماحة ورفع المشقة والحرج عن الناس في البيع والشراء، والاقتضاء، فقَالَ: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى”، فالسماحة في البيع : ألا يكون البائع شحيحًا بسلعته، مغاليًا في ربحه، محتكرًا لسلعته، والسماحة في الشراء : أن يكون المشتري سهلاً مع البائع فلا يبخس الناس أشياءهم، والسماحة في الاقتضاء : أن يطلب الرجل حقه أو دينه بلين ورفق وسماحة، قال تعالى : “وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”، كذلك حثَّ الإسلام على السماحة في القرض، ورغَّب النبي (صلى الله عليه وسلم) في التجاوز عن المعسر، حيث قال: “حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ”، وقال (صلى الله عليه وسلم): “كَانَ رَجُـلٌ يُـدَايِنُ النَّاسَ فَكَانَ يَقُـولُ لِفَتَـاهُ : إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَـاوَزْ عَنْهُ لَعَـلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَقِىَ اللَّهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ”، مشيرين إلى أن السماحة ليست كلمة تقال، أو شعارًا يرفع، وإنما هي منهج حياة، ومبدأ من مبادئ الإسلام، فهي تتجلى في أحكامه، وتشريعاته، وعباداته، ومعاملاته، وقيمه، وأخلاقه.

وأثنى الحضور على هذه المبادرة، معربين عن تقديرهم لجهود وزارة الأوقاف في تفعيل الدور الدعوي، لا سيما في المناطق النائية التي تحتاج إلى مثل هذه اللقاءات البناءة، داعين إلى أهمية استمرار هذه القوافل الدعوية، لما لها من أثر عميق في نشر القيم الأخلاقية والدينية، وتعزيز روح التعاون والوحدة بين أبناء الوطن الواحد. 

مقالات مشابهة

  • ضمن استراتيجية الأوقاف لبناء الإنسان.. انطلاق 17 قافلة دعوية بالفيوم 
  • ملتقى الجامع الأزهر يفند شبهات المشككين حول الإسراء والمعراج
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: معجزة الإسراء والمعراج تحمل دلالات روحانية عميقة
  • خالد الجندي: لو عاوز ترافق سيدنا النبي في الجنة افعل هذا الأمر.. فيديو
  • خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود
  • خالد الجندي: لو عاوز ترافق سيدنا النبي في الجنة افعل هذا الأمر
  • هل أخر سيدنا النبي صلاة العشاء؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أستاذ فقه: التدين المنضبط هو الالتزام بأوامر الله ونواهيه ظاهرًا وباطنًا
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • أستاذ فقه بجامعة الأزهر: التدين الصحيح يخلو من الحقد واحتقار الناس