أمهات غزة يتحدثن عن ولادتهن تحت القصف الإسرائيلي.. «فيلم رعب»
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أمهات في قطاع غزة وصفن تجربتهن في ولادة أطفالهن تحت ظروف مرعبة ومروعة، وصفت ببعضهن الأمر بأنه «فيلم رعب»، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، حيث تعرضت المنطقة لقصف مستمر من قبل إسرائيل وتكبدت خسائر جسيمة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبحسب الصحيفة، صرحت وجيهة الأبيض، وهي امرأة تبلغ من العمر 29 عامًا، قائلة: «كانت تجربتي أثناء الولادة كابوسًا بكل معنى الكلمة، تشبه فيلم رعب».
وتروي وجيهة الأبيض قصتها حيث بدأت انقباضات الولادة في المساء، وفي ذلك الوقت كانت الشوارع فارغة ومظلمة، ولم يكن هناك سوى صوت الطائرات والقصف الذي يملأ الأجواء، وعندما وصلت سيارة الإسعاف بعد حوالي 40 دقيقة، كانت الأبيض تعاني من الهزات الناتجة عن الطرق المدمرة.
وأعربت عن التوتر والقلق الذي شعرت به، وأكدت أنه كان أكثر إيلامًا من الانقباضات نفسها، وذلك يعود إلى أن زوجها كان عالقًا في الإمارات ولم يكن بجانبها أحد سوى والدتها، واضطرت للفرار من منزلها في مدينة غزة مع العديد من أفراد عائلتها في 14 أكتوبر، بعد أن أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مليون شخص بمغادرة شمال غزة.
وتحدثت عن تجربتها داخل المستشفى وولادتها لطفلها أحمد، حيث أشارت إلى أن جناح الولادة في المستشفى لم يعد يعمل وتحول لعلاج العديد من ضحايا الحرب الذين تزايدت أعدادهم.
وأفادت بأنه خلال عملية الولادة، كانت تسمع صراخًا يعلو في كل مكان، وكان الأطباء يعانون من ضغط شديد.
كل 5 دقائق قصفوأشارت إلى أنه كل خمس دقائق كان هناك قصف يحدث خارج المستشفى مباشرة، وكان القصف قريبًا جدًا لدرجة أن الأمهات كن يُخفين أطفالهن حديثي الولادة تحت ملابسهن، خوفًا من أن تتحطم النوافذ ويسقط الزجاج عليهم.
وعانت بعدها من رحلة عودتها إلى وجهتها، حيث ساروا في الشوارع لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن يتمكنوا أخيرًا من إيقاف السيارة، وأشارت إلى أنها كانت تصلي بشكل مستمر، متمنية أن يصلوا إلى وجهتهم بسلام.
وفقًا للصحيفة، تعتبر قصة الأبيض واحدة من آلاف قصص النساء اللواتي يعانين بشدة تحت وطأة الحرب، ويتحمل النساء والأطفال والمواليد الجدد في غزة عبء الحرب بشكل قاسٍ، سواء كضحايا لها أو بسبب صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، يوجد حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة، ويتم ولادة أكثر من 160 طفلاً يوميًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطين إلى أن
إقرأ أيضاً:
موسم حصاد الزيتون جنوب لبنان تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية
يصمد بعض مزارعي الزيتون في أراضيهم جنوبي لبنان رغم أزيز الطائرات والخطر المحدق بهم في حين منعت المعارك والقصف الكثير من السكان من العودة إلى قرى أخرى في الجنوب تعرّضت لدمار كبير، فالكثير من البلدات هجرها أهلها ولم يعد لأراضيها من يحصدها.
ويقدّر البنك الدولي دمار نسبة 12% من مزارع الزيتون في المناطق المعرضة للقصف في جنوب البلاد وشرقه. لذلك، توقع البنك في تقرير نشر الخميس الماضي، أن "يؤدي تعطيل حصاد الزيتون بسبب القصف والنزوح إلى خسائر تبلغ 58 مليون دولار".
خوف من الحربفي الكفير، تتوزّع أشجار الزيتون في كل مكان حتى الأفق حيث يظهر جبل الشيخ الذي لم يغطّ الثلج قممه بعد، وقرب كلّ حقل، سيارة أو سيارتان تؤشر بوجود عمّال أو أصحاب أرض يعملون على قطف الزيتون في هذا الموسم.
في نهاية يوم العمل الذي غالبا ما يتخلله خرق الطائرات الحربية الاسرائيلية لجدار الصوت، يرفع العمّال أكياس الزيتون على ظهورهم، ويحمّلونها على شاحنات استعدادا لنقلها من أجل تخزينها أو عصرها وتحويلها إلى زيت.
وبينما يحصد كُثُر محاصيلهم بأيديهم، يخاف آخرون أن يأتوا إلى القرية، مما أثّر بشكل غير مباشر على عمل سليم كساب (50 عاما)، صاحب معصرة زيتون تقليدية في الكفير.
ويقول الرجل وهو يقف داخل المعصرة التي ورثها عن والده إن "العديد من الناس لم يأتوا بأنفسهم لحصد الزيتون" هذا العام "بل أحضروا عمالا ليقطفوا عنهم" من خارج القرية، "هؤلاء يعصرون الزيتون خارج القرية أيضا"، وفق كساب، مما أثّر سلبًا على عمله.
ويضيف كساب الذي جاء إلى القرية وحيدا هذا الموسم من دون زوجته وأولاده خشية من مخاطر القصف "هناك خوف من الحرب طبعا، ليس لدى الجميع الجرأة للقدوم إلى هنا".
داخل البناء الحجري القديم في أحد الشوارع الضيقة في القرية، يدأب العمّال على نقل الزيتون من آلة إلى أخرى لهرسه وعصره وتحويله إلى زيت.
يأتي صاحب محصول مع مطرات زرقاء كبيرة لجمع الزيت والاطمئنان على سير العمل.
وقبل الحرب، كان كساب يُصلح آلات العصر في منطقة النبطية أو صيدا في جنوب لبنان، لكن الوصول إلى تلك المناطق بات مستحيلا حاليا بسبب القصف، وينبغي البحث عن حلول في مناطق أخرى.
لذلك، يضيف كساب "يحتاج إصلاح أي عطل 3 إلى 4 أيام بدل يوم واحد".
حرق ونزوحفي جنوب لبنان وشرقه، تسببت الحرب بـ"حرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية" أو "بالتخلي عنها"، إلى جانب "فقدان المحاصيل بسبب نزوح المزارعين من الجنوب" نتيجة القصف الاسرائيلي، وفق تقرير البنك الدولي.
وتسبّبت الحرب في لبنان بنزوح نحو 900 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وبشكل عام، وخلال التصعيد المستمر منذ أكثر من عام، بلغت قيمة "الأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة حتى تاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2024 حوالي 124 مليون دولار"، بحسب البنك الدولي.
لكن في الكفير تشكّل حقول الزيتون مصدر رزق لغالبية سكانها الذين يصفونها بالأشجار "المباركة".